5 تخصصات مربحة في قطاع الكوتشينغ (الجزء الثاني)


لقد تطور قطاع الكوتشينغ في السنوات القليلة الماضية، وشهدت التخصصات إقبالاً متزايداً من قِبل العملاء؛ إذ قدَّم الجزء الأول من المقال شرحاً وافياً عن تخصصات كوتشينغ العافية، والحياة والعقلية، ويبحث الجزء الثاني والأخير من المقال في بقية التخصصات المربحة، فتابعوا معنا في السطور القادمة.

3. كوتشينغ الأداء العالي:

يحتاج الفرد إلى امتلاك مقوِّمات النجاح، وتكوين فكرة عن النتائج المطلوبة، وتحديد استراتيجية العمل، واعتماد العقلية المناسبة لتحقيق الهدف النهائي، وهنا يبرز دور كوتشينغ الأداء العالي؛ إذ يساعد كوتش الأداء العالي عملاءه على تحسين أدائهم وتعزيز إنتاجيتهم، وتحقيق مزيد من التقدم والنجاح على الصعيدين الشخصي والمهني.

يهدف كوتشينغ الأداء العالي إلى مساعدة العميل على استثمار كامل إمكاناته، والتميز في أدائه، وتجاوز النتائج المتوقعة عن طريق استخدام مجموعة من التقنيات والاستراتيجيات مثل تحديد الأهداف، والتكيف العقلي، وبناء المرونة.

يتناول كوتشينغ الأداء العالي موضوعات إدارة الطاقة والنشاط، والإنتاجية، والعقلية، واكتساب العادات البنَّاءة بهدف تحسين أداء العميل في كافة مناحي حياته.

تزايد الإقبال على كوتشينغ الأداء العالي والأرباح الناجمة عنه:

اكتسب كوتشينغ الأداء العالي شعبية كبيرة خلال زمن قياسي بسبب تزايد الحاجة إلى الإنتاجية العالية في كافة ميادين الحياة.

بلغت قيمة قطاع التنمية الشخصية بما فيها كوتشينغ الأداء العالي نحو 38.28 مليار دولار في عام 2019، ومن المتوقع أن تبلغ ما يعادل 67.02 مليار دولار في عام 2030 بمعدل نمو سنوي يُقدَّر بنحو 5.5% بين العامين 2022 و2030.

يكسب كوتشز الأداء العالي كثيراً من المال، وهم يعملون في غالب الأحيان مع رواد الأعمال، والرياضيين، وكبار المسؤولين التنفيذيين، فلا يتوانى هؤلاء العملاء عن استثمار المال في تحسين أدائهم، ويتقاضى كوتشز الأداء العالي 200-500 دولار في الساعة الواحدة، وقد يطلب الكوتشز الخبراء أجوراً أعلى من ذلك بكثير.

الشرائح التي يعمل معها كوتشز الأداء العالي:

يستهدف كوتشينغ الأداء العالي الأفراد الذين يسعون إلى تحقيق التميز في الأداء، ويُذكَر منهم هؤلاء:

1. القادة والمديرون التنفيذيون:

يلجأ القادة والمديرون التنفيذيون إلى كوتشز الأداء العالي بغية تحسين مهاراتهم القيادية، وتعزيز قدرتهم على اتخاذ القرارات والتعامل مع التوتر والاحتراق الوظيفي.

2. رواد الأعمال:

يحتاج رواد الأعمال الناشئون إلى المهارات التي تساعدهم على التعامل مع مهام عدة في نفس الوقت، واتخاذ القرارات الحاسمة في ظل الضغوطات والمخاطر، وقيادة الفِرَق بفاعلية؛ إذ يزود كوتش الأداء العالي عملاءه بالأدوات والتقنيات التي يحتاجون إليها لتحسين أدائهم في أثناء العمل على هذه المهام.

3. الرياضيون ولاعبو القوى:

يؤدي كوتشينغ الأداء العالي دوراً بارزاً في مساعدة الرياضيين على تحسين أدائهم، والتعامل مع الضغوطات التي تنجم عن المنافسة، والمحافظة على صحتهم النفسية.

4. الموظف الذي يطمح للترقي في العمل:

يلجأ الأفراد الذين يطمحون للترقي في العمل أو لإجراء التغييرات المهنية الجذرية إلى خدمات كوتشينغ الأداء العالي لتحسين أدائهم والتميز عن المنافسين في السوق.

5. الأفراد الذين يطمحون لتحقيق التميز الشخصي:

يمكن الاستفادة من خدمات كوتشينغ الأداء العالي في تحقيق التميز في كافة ميادين الحياة بدءاً من العلاقات الشخصية وصولاً إلى الصحة الجسدية والعافية.

يركز كوتشينغ الأداء العالي على مساعدة الأفراد على تحقيق النجاح والتميز، وهو يُعَدُّ تخصصاً مربحاً بالنسبة إلى الكوتشز؛ إذ يُعَدُّ كوتشينغ الأداء العالي من أكثر تخصصات الكوتشينغ تحقيقاً للأرباح في عام 2023.

4. الكوتشينغ المهني وكوتشينغ تغيير مجال العمل:

يهدف الكوتشينغ المهني إلى مساعدة الأفراد على دراسة الخيارات المهنية المتاحة، وتحديد الأهداف، والتوجهات الوظيفية، والتغلب على التحديات، وتحقيق التقدم المطلوب على الصعيد المهني.

يساعد الكوتش المهني عميله على إدارة حياته المهنية، سواء كان يطمح للترقي في عمله، أم لتغيير مهنته، أم للعودة إلى سوق العمل بعد انقطاعه عنه لفترة معيَّنة.

يزود الكوتش المهني عملاءه بالأدوات، والاستراتيجيات اللازمة، والثقة بالنفس التي يحتاجون إليها لإدراك مهاراتهم، وتحديد أهدافهم المهنية، والنجاح في تحقيقها.

يستخدم الكوتش طرائق ووسائل متنوعة لمساعدة العميل مثل تقييم المهارات، ومراجعة السير الذاتية، وتحضير العميل قبل مقابلات التوظيف، ووضع استراتيجيات بناء العلاقات المهنية، وتلقين أساليب التفاوض.

كوتشينغ تغيير مجال العمل هو أحد تخصصات الكوتشينغ المهني الذي يهدف إلى مساعدة الأفراد على إجراء التغييرات المهنية الجذرية الناجمة عن الظروف الشخصية، أو التغيرات في قطاع العمل، أو نتيجة رغبتهم بإيجاد وظيفة تحقق لهم مزيداً من الرضى الذاتي.

ازدهار تخصص الكوتشينغ المهني:

يشهد قطاع الكوتشينغ المهني وكوتشينغ تغيير مجال العمل إقبالاً كبيراً نتيجة التغيرات الاقتصادية، والتقدم التكنولوجي، والتقلبات المستمرة في سوق العمل.

بلغت قيمة سوق تقديم الاستشارات المهنية في عام 2022 نحو 2.12 مليار دولار على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يشهد تنامياً بمعدل نمو سنوي مركب يُقدَّر بنحو 8.17% بين العامين 2021 و2030، وقد تبلغ قيمته 4.65 مليار دولار في عام 2030 بحسب التوقعات.

يتقاضى الكوتش المهني 30$ وسطياً في الساعة الواحدة، لكن يطلب الكوتشز الخبراء أجوراً عالية قد تزيد عن 100$ بالساعة.

شريحة عملاء الكوتشينغ المهني:

يخدم الكوتشينغ المهني شرائح العملاء الآتية:

1. الخريجون الجدد والعملاء في بداية مسيرتهم المهنية:

يستفيد الخريجون الجدد من الكوتشينغ المهني في تحديد قدراتهم وإمكاناتهم، ووضع الأهداف المهنية، وإعداد الخطط اللازمة لبلوغ هذه الأهداف.

2. العاملون في منتصف حياتهم المهنية:

يهدف الكوتشينغ المهني إلى مساعدة العاملين الذين تعثروا في منتصف حياتهم المهنية على إحراز تقدُّم أو التنويع في مهنتهم الحالية.

3. الفرد الذي يسعى إلى تغيير مهنته:

يهدف كوتشينغ تغيير مجال العمل إلى مساعدة الأفراد الذين يريدون إجراء نقلة نوعية في حياتهم المهنية بسبب ظروفهم الشخصية، أو التغيرات في قطاع العمل، أو الرغبة في الحصول على وظيفة جديدة تزيد من شعورهم بالرضى الذاتي.

4. العائد إلى العمل بعد فترة انقطاع:

يهدف الكوتشينغ المهني إلى مساعدة العميل الذي يخطط للعودة إلى العمل بعد فترة انقطاع نتيجة ظروف شخصية مثل إنجاب الأطفال على سبيل المثال، وتشمل خدمات الكوتشينغ الوظيفي في هذه الحالة إعادة تقييم مهارات العميل، وتحديث سيرته الذاتية، وتزويده بالمهارات التي يحتاج إليها للعودة إلى سوق العمل من جديد.

5. المتقاعدون:

يقدِّم الكوتشينغ المهني خدمات خاصة لمساعدة المتقاعدين على الاطلاع على الخيارات المهنية المتاحة بعد التقاعد مثل العمل بدوام جزئي، والمشاركة في النشاطات التطوعية، وخوض مجال تقديم الاستشارات.

يشهد تخصص الكوتشينغ المهني تنامياً متسارعاً نتيجة التغيرات المستمرة في سوق العمل، وتزايد الإقبال على خدمات التوجيه المهني الخاصة باحتياجات العملاء، وهو يُعَدُّ تخصصاً مربحاً؛ إذ يقدِّم مجال الكوتشينغ المهني فرصة ثمينة لكل كوتش يطمح للتخصص ومساعدة العملاء على تحسين حياتهم وتحقيق الأرباح في عمله.

5. كوتشينغ المشاريع الصغيرة:

قد يواجه رائد الأعمال الناشئ بعض الصعوبات والعقبات عند إطلاق مشروعه التجاري، وهنا يبرز دور كوتش المشاريع الصغيرة الذي يساعد عملاءه على التغلب على التحديات، ويدعمهم، ويزودهم بالمعلومات والتوجيهات التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح.

يحتاج رائد الأعمال الناشئ إلى إعداد الخطط، وتنسيق الإجراءات وضبط سير العمليات، وتطبيق استراتيجيات التسويق، وإدارة الفِرَق، ويجب عليه أن يقوم بجميع هذه المهام في أثناء عمله على تنمية نشاطه التجاري وتحقيق التقدم في قطاع الأعمال المتغير باستمرار.

يؤدي الكوتش في هذه الحالة وظيفة منتور يساعد على إعداد استراتيجيات العمل، ودعم العميل وتشجيعه على تحقيق مزيد من التقدم المهني، ويقوم الكوتش بتقييم النشاط التجاري، ولفت انتباه العميل إلى الجوانب التي غفل عنها، ومساعدته على ابتكار أفكار جديدة.

تزايد الإقبال على كوتشينغ الأعمال الصغيرة والأرباح الناجمة عنه:

يوجد أكثر من 30.7 مليون مشروع صغير في "الولايات المتحدة الأمريكية" وحدها؛ أي ما يعادل 99% من إجمالي المشاريع التجارية الموجودة فيها.

تفيد نتائج أبحاث شركة "آي بي آي إس وورلد" (IBISWorld) أنَّ أرباح كوتشينغ الأعمال تبلغ نحو 15.2 مليار دولار على مستوى العالم، ويشهد تخصص كوتشينغ الأعمال الصغيرة تنامياً كبيراً ومتسارعاً بسبب تزايد عدد المشاريع الناشئة.

تعتمد أرباح كوتشينغ الأعمال الصغيرة على عوامل عدة مثل خبرة الكوتش، وتخصصه، وشريحة العملاء المستهدَفة، لكن تبلغ أجور الكوتشز الناجحين وسطياً نحو 100-500 دولار بالساعة الواحدة.

شريحة العملاء المستهدَفة من كوتشينغ الأعمال الصغيرة:

يستهدف كوتش الأعمال الصغيرة شرائح العملاء الآتية:

1. رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة:

يحتاج رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة إلى توجيهات الكوتش من أجل تنمية أعمالهم، والتغلب على المشكلات التي تعوق تقدُّمهم وتحقيق أهدافهم.

2. الشركات الناشئة:

يحتاج أصحاب المشاريع الناشئة إلى توجيهات الكوتش حتى يتمكنوا من تنمية أعمالهم وتحقيق الأهداف التي يتطلعون إليها.

3. الشركات العائلية:

تحتاج الشركات العائلية لخدمات الكوتشينغ من أجل التعامل مع التحديات التي تواجهها مثل إعداد خطة الخلافة وإدارة الصراعات والتوترات بين أفراد العائلة.

4. المشاريع التي تحقق تنامياً سريعاً:

قد ينجم عن النمو السريع للمشاريع التجارية مجموعة من المشكلات مثل الحاجة إلى توسيع نطاق العمليات، وإدارة الشؤون المالية، وزيادة عدد أعضاء فِرَق العمل، وقد يقدِّم الكوتش كثيراً من الدعم في مثل هذه الحالات.

5. الشركات التي تمر بمرحلة انتقالية:

قد تستفيد الشركات من خدمات كوتشينغ الأعمال الصغيرة في التعامل مع التغيرات التي تحدث في السوق، أو عند إتمام الصفقات، أو إطلاق المنتجات الجديدة؛ إذ يتزايد الطلب على خدمات كوتشينغ الأعمال الصغيرة مع تزايد عدد الشركات الناشئة وسيطرتها على الأسواق في الآونة الأخيرة.

يُنصَح الكوتشز المبتدئون بالتخصص في مجال كوتشينغ الأعمال الصغيرة حتى يتسنى لهم مساعدة الآخرين على تحسين حياتهم من جهة، وتحقيق الأرباح المادية من جهة أخرى.

اختيار تخصص الكوتشينغ المناسب:

يرغب معظم الكوتشز باختيار تخصص يتيح لهم إمكانية مساعدة العملاء على تحسين حياتهم على الأمد الطويل، كما أنَّهم يميلون إلى التخصصات السهلة شريطة ألَّا تكون مملة، فأنت تريد اختيار تخصص يتوافق مع قدراتك، واهتماماتك، ومواهبك ويتيح لك إمكانية مساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم.

تساعدك الأسئلة الآتية على اختيار تخصصك:

  • ما هو شغفك في الحياة؟ وما هي مواهبك؟
  • ما هي مشكلات شريحة العملاء المستهدَفة؟ وما هي أحلامهم؟
  • هل ثمة طلب على الخدمات التي تقدِّمها؟

يعني التخصص التركيز على تلبية حاجة محددة لدى شريحة العملاء المستهدفين.

في الختام:

ينجح الكوتش عندما يختص في مجال يسمح له باستثمار شغفه وإمكاناته، ويلبِّي حاجة مطلوبة في السوق، فإنَّ تخصصات الكوتشينغ الأكثر تحقيقاً للأرباح في الوقت الحالي هي كوتشينغ العافية، والحياة والعقلية، والأعمال التجارية الصغيرة، وتغيير مجال العمل، وكوتشينغ الأداء العالي.