5 خطوات للاستفادة من ثقافة الكوتشينغ في زيادة اندماج الموظفين
تتجه العديد من الشركات الكبرى ومن أبرزها "جوجل" (Google)، و"ميتا" (Meta)، و"أمازون" (Amazon) إلى الاستغناء عن العمالة الزائدة.
يعاني معظم الموظفين من الإحباط وفتور الهمة بسبب توجهات التسريح الجماعي، وتفاقم أزمة التضخم، وتردي الأوضاع الاقتصادية حول العالم. حيث يشيع القلق والإرهاق وشعور عدم الأمان المهني بين الموظفين في مختلف أنحاء العالم، وقد كشفت نتائج أحد استطلاعات الرأي أنَّ 60% من الموظفين يعتبرون العمل المصدر الرئيسي للاضطرابات النفسية في حياتهم.
كشفت نتائج استطلاع آخر أنَّ 54% من موظفي جيل الألفية و"الجيل زد" (Gen Z) لا يقدرون على الاندماج مع زملائهم ومديريهم، وهو ما يؤدي في نهاية المطاف إلى انخفاض إيرادات الشركة.
يمكن أن تؤدي هذه الظروف إلى عجز الشركة عن استقطاب المواهب مما يمنعها من تحقيق النجاح نتيجة قلة الأيدي العاملة الخبيرة.
دور ثقافة الكوتشينغ في تعزيز اندماج الفريق:
ثقافة الكوتشينغ هي عبارة عن نهج يستخدمه القادة لتوجيه الموظفين ومساعدتهم في تحقيق التنمية الشخصية والمهنية. فترسيخ ثقافة الكوتشينغ ضروري لتعزيز اتساق العمل، والقدرة على الابتكار، وزيادة العائد على الاستثمار، وتحقيق النجاح، والثبات في جميع الظروف، فضلاً عن دور هذه الثقافة في إتاحة فرص التعلم والنمو للموظفين.
فيما يأتي 5 خطوات لتعزيز اندماج الفريق:
1. تأهيل الموظفين للتعامل مع التغيرات:
يجب أن تتخذ المؤسسة التدابير اللازمة لمواجهة كل من التغيرات المحسوبة وغير المحسوبة في قطاع الأعمال التجارية الذي يشهد تقلبات وتطورات مستمرة. فلقد أدى اختراع التكنولوجيا المتطورة مثل تقنيات "الذكاء الاصطناعي" (AI) وأدوات الأتمتة إلى تغيير طبيعة الوظائف الحالية ومعاناة العاملين من التوتر نتيجة خوفهم من المستقبل المجهول.
ينبغي أن تركز الشركة على تأهيل الموظفين الحاليين من أجل تحفيزهم، ويمكن أن تستفيد من برامج تدريب ودعم الأقران في تحديد ثغرات المهارات، وتزويد الموظفين بالمؤهلات والإمكانيات التي تلزمهم في المستقبل. حيث يتسنى للموظف بهذه الطريقة أن يصمد في وجه تغيرات ظروف العمل، كما تسهم هذه الممارسات في رفع الروح المعنوية وتعزيز اندماج الموظفين وشعورهم بالأمان، وقدرتهم على مواجهة التحديات الجديدة في مكان العمل.
2. تحسين أداء الموظفين:
يشعر الموظف بالضياع ويقل مستوى اندماجه في العمل عندما لا يتلقى توجيهات واضحة من مديره، وهو ما يؤثر سلباً على أدائه، وهنا يبرز دور ثقافة الكوتشينغ في تصويب الوضع. يتولى المدير في هذه الحالة مسؤوليات المنتور من أجل معرفة طموحات الموظفين ومخططاتهم وتحديد قدراتهم، ونقاط ضعفهم، والمهارات التي تنقصهم، ويستخدم هذه المعلومات في تقديم اقتراحات تنموية، وخطط تطويرية، كما يقوم بمتابعة تقدم موظفيه. حيث يلتزم المدير أيضاً بإجراء جلسات كوتشينغ دورية لتقديم التغذية الراجعة والاستعلام عن المشكلات التي يواجهها الموظفون.
يؤدي المدير دوراً بارزاً في رفع معنويات الموظفين وتحسين أدائهم عبر تقدير إمكانياتهم ودعم مخططاتهم التنموية أثناء تطبيق نهج الكوتشينغ.
3. إبداء الاهتمام بنمو الموظف:
لم تعد المكافآت المادية والتعويضات تكفي لاستقطاب أصحاب المواهب والاحتفاظ بهم ضمن الشركة، فقد كشفت نتائج استطلاع رأي في منصة "لينكد إن" (LinkedIn) أنَّ الأغلبية الساحقة من الموظفين يفضلون البقاء في مؤسسات تستثمر في تقدمهم المهني. حيث يشعر الموظف أنَّ الشركة تقدِّر قيمته عندما توفر له الظروف والفرص التي تساعده في إحراز التقدم المهني.
تهدف ثقافة الكوتشينغ إلى تعزيز دور المدير ومساهمته في نجاح موظفيه وتطورهم المهني، وذلك عبر تخصيص الوقت اللازم للاستعلام عن أهدافهم ومخططاتهم وتوفير الموارد والدعم اللازم لتحقيقها، ومتابعة تقدمهم، ومساعدتهم في التغلب على الصعوبات التي تعيق تطورهم. حيث ينجح المدير في رفع معنويات الموظفين والاحتفاظ بهم ضمن الشركة في أوقات الأزمات عندما يبدي اهتمامه بتطورهم المهني ويساعدهم في تحقيق أهدافهم.
4. تعزيز القدرة على التأقلم مع التغيرات:
تضمن قابلية التكيف نجاح المؤسسة خلال الأزمات الاقتصادية، وهي تتطلب تأهيل الموظفين وتزويدهم بالقدرات والإمكانيات التي يحتاجون إليها للتأقلم مع التغيرات. وتساعد مبادرات الكوتشينغ في تعزيز قدرة القوى العاملة على التكيف مع تغيرات السوق، وفيها يقوم القائد بتهيئة الموظفين للتعامل مع شتى الظروف والأزمات التي يمكن أن تواجهها الشركة.
5. قيادة الموظفين نحو النمو:
تنمو الشركة مع تطور موظفيها، حيث تسهم إجراءات تحديد المسارات المهنية وإعداد برامج التدريب في تطوير الموظفين ومساعدة المؤسسة في الاحتفاظ بالمواهب في أوقات الأزمات. تقتضي مهمة المدير التعاون مع الموظفين على إعداد مخططات تساعدهم في تحقيق التقدم في مسيرتهم المهنية.
يتولى المدير من ناحية أخرى مهمة تأمين الموارد والأدوات التي يحتاج إليها الموظف للنجاح في مسيرته المهنية، مما يسهم في تعزيز حماس الموظفين ويشجعهم على الاندماج في العمل، ويؤدي بدوره إلى زيادة أرباح الشركة.
في الختام:
يحتاج المدير لتنمية مهارات التواصل، والذكاء العاطفي، والقدرة على الإصغاء للموظفين، وإبداء التعاطف تجاههم لكي ينجح في تطبيق ممارسات الكوتشينغ. حيث يجب أن يكون المدير من ناحية أخرى قادر على التأقلم مع التحديات والمشكلات التي تطرأ في الشركة وضمن قطاع العمل، كما ينبغي أن يكون بارع في التعامل مع الظروف الصعبة.
يساعد تطبيق ممارسات الكوتشينغ في مكان العمل في تعزيز حماس أعضاء الفريق واندماجهم وزيادة أرباح الشركة. فيجب مساعدة العاملين في المناصب الإدارية في تنمية المهارات الناعمة المطلوبة للتعامل مع التحديات وإدارة الموظفين بفعالية وذلك عبر تطبيق برامج الكوتشينغ القيادي. كما تهدف برامج الكوتشينغ القيادي إلى مساعدة المدراء في تنمية المهارات الناعمة، والقدرة على إبداء التعاطف، وقيادة الفِرَق نحو النمو والنجاح في أوقات الأزمات.