6 صفات أساسية للمدربين البارعين و7 نصائح لتكون واحدا منهم


سواء كنت تقدِّم تدريباً بشكله التقليدي أم عبر الإنترنت، فإنَّ نجاح عملية التدريب يعتمد على العديد من العوامل، مثل جودة المواد التعليمية، وفهم الجمهور، وملاءمة التدريب للاحتياجات الوظيفية، وما إلى ذلك، ومع ذلك، يوجد عنصر سري للتدريب الفعَّال وغالباً ما نقلِّل من شأنه، وهو احترافية المدرب، والتي تتكون من مجموعة من الصفات المهنية للمدرب الجيد والتي تمكِّنه من إيصال المعرفة ودعم المتعلمين وتحمُّل مسؤولية النتائج، وفي هذا المقال، ستتعلم كيف تصبح مدرباً جيداً.

الصفات الأساسية للمدرب الجيد:

فيما يأتي الصفات الست الأساسية للمدرب الفعَّال:

1. التيسير الفعَّال:

لا يشبه التدريب عملية التدريس؛ إذ إنَّ احتياجات المتعلمين وخصائصهم وأهدافهم هي الأمور التي يركز عليها المدربون، وليس إلقاء محاضرات بالاعتماد على الكتب المدرسية، كما أنَّهم يوجهون المتعلمين إلى طريقة تحقيق أهداف التدريب، ويراقبون آلية عمل المجموعة وتقدمها، ويديرون التدريب، وهذا هو التيسير.

يؤكد "روي بولوك" (Roy Pollock)، كبير مسؤولي التعلم في شركة "ذا سيكس ديز" (The 6Ds)، أنَّ المدربين الجيدين هم أكثر من مجرد معلمين تقليديين، وأنَّه يجب عليهم العمل باعتماد أسلوب يركِّز على المتعلم، ويتطلب التيسير الجيد من المدربين الإصغاء أكثر من التحدث، وإدماج المتعلمين بفاعلية، وطرح أسئلة جيدة حتى يتمكن المتعلمون من تطوير أفكارهم ونماذجهم ومعاييرهم.

2. التواصل الجيد:

يستطيع المدربون مواصلة الحوار مع مختلف المشاركين ومجموعات المتعلمين؛ إذ تساعدهم مهاراتهم في التواصل والتعامل مع الآخرين على جذب الانتباه والحفاظ عليه، وكسر الجمود، وتحويل تركيز المتعلمين عند الحاجة، وأن يكونوا مسموعين من قِبل الجمهور.

يجيد المدرب الناجح التواصل غير اللفظي، بما في ذلك لغة الجسد؛ وهذا يساعد على تحديد الحالة المزاجية للأشخاص والمواقف والعقبات النفسية التي تعوق تطورهم.

يشير "ديف بوتر" (Dave Potter)، مدير التدريب والتطوير في شركة "تريد أنليميتيد" (Triad Unlimited)، إلى أنَّ المدرب الجيد يجب أن يمتلك ويتقن العديد من طرائق التواصل؛ إذ يتطلب تقييم لغة جسد المشاركين، وجعلهم مرتاحين، والحرص على استمرار اندماج الجميع، عدَّة طرائق للتواصل وقدراً كبيراً من الكفاءة. وتشدد "باربرا ديفيس روبنسون" (Barbara Davis Robinson)، مديرة التطوير التنظيمي والتعلم في شركة "ويل داين آر إكس" (WellDyneRX)، على أهمية أن تكون مصغياً جيداً للمدربين؛ إذ يحتاج المدربون إلى مهارات إصغاء قوية، فهي عنصر هام في عملية التواصل.

3. الجاهزية للأمور غير المتوقعة:

توجد مواقف لا تسير فيها الأمور كما هو مخطط لها، ويجب أن يكون المدربون قادرين على التعامل مع مثل هذه المواقف بسهولة؛ على سبيل المثال، قد لا يتقبل جميع الموظفين التدريب، ويشككون في أهميته ويقولون شيئاً مثل: "ما هو الهدف من التدريب؟ سيكون من الأفضل أن أعود إلى العمل وأركز على مهامي"، فيجب أن يكون المدرب الجيد قادراً على إيصال قيمة التدريب الخاص للأشخاص المشاركين.

وتقول "روبنسون": "تخيل أنَّك في فصل تدريبي افتراضي، ولم تكن التقنيات تعمل بطريقة صحيحة لتقسيم المتعلمين إلى مجموعات، فما هي خطتك البديلة إذا كان يوجد أمر ما تفعله ولا ينجح؟" يجب أن يكون المدربون قادرين على التعامل مع المشكلات التي تظهر بسرعة.

4. الاحترام والصبر:

يتعامل المدربون مع أشخاص بالغين من بيئات وأنماط حياة وخلفيات علمية وسلوكية مختلفة، وتظن "باربرا" أنَّ المدرب الجيد يجب أن يولي اهتماماً متساوياً لمختلف الأشخاص، كما يجب على المدربين موازنة المحتوى وتلبية قدرات التعلم المتعددة للحفاظ على تركيز المجموعة وأن يكونوا على المسار الصحيح بحيث يمكن للجميع التعلم، فإنَّ طريقة إظهار ذلك وتوضيحه هي التي تحدد إذا ما كان المتدربون سيستمرون معك أم سيتخلون عن التدريب.

يؤكد "ديف بوتر" بأنَّه عند تدريب أشخاص يمتلكون مستويات معرفة متفاوتة، فإنَّه يحاول أن يضع نفسه مكان المشارك ويتخيل ما هو نوع المواد والأسلوب اللذين سيؤثران فيه؛ إذ يقول: "أفكر دائماً في طريقة نقل المعرفة إلى شخص أعرفه ولديه معلومات مماثلة، وللتدريب على مستوى المبتدئين، أفكر في تدريب أمي، أما التدريب متوسط ​​المستوى يعني تعليم ابني الذي يمتلك معلومات تقنية، وبالنسبة إلى تدريب الخبراء، مثل عرض تقديمي في مؤتمر، أتخيل أن أشرح ذلك لفريق القيادة الخاص بي".

5. النضج:

قد يبدو أنَّ المدرب الجيد هو إنسان خارق يُظهِر التفوق في المهارات، والصفات الشخصية، ويعرف كل شيء عن العمل أو النجاح في الحياة، ويتصرف وكأنَّه مثل أعلى، لكن في الواقع، المدربون هم بشر أيضاً، ولديهم نقاط قوة وضعف، والأمر الهام هو أنَّ المدرب الجيد هو شخص ناضج يتمتع بالثقة، وتقدير الذات العالي، ولا يحتاج إلى التصرف بطريقة تُظهِر أنَّه أفضل من الآخرين ليكون دائماً على حق.

فأنت تحتاج إلى إظهار مستوى من الإتقان والثقة إذا كنت تريد أن تُؤخَذ على محمل الجد، وفي نفس الوقت، يجب أن يكون المدرب الجيد متواضعاً بما فيه الكفاية ليعترف بأنَّه لا يعرف كل شيء، أو أنَّه قد يرتكب خطأ ما، أو أنَّه يوجد أسلوب آخر مُرضٍ بنفس القدر، فلا يحاول المدرب الجيد أبداً الخداع لأنَّه إذا اكتُشِف، فهذا يدمر مصداقيته، ومن ثمَّ كفاءته.

6. الشغف تجاه التعليم:

إنَّ الحماسة الحقيقية هي أمر مرغوب فيه للغاية لدى المدربين؛ إذ يجب أن يعرفوا طرائق الحفاظ على شغفهم بعملهم، والحفاظ على مصداقيتهم وانفتاحهم، والاهتمام بعمق بنتائج التدريب، يقول "روي بولوك": "إنَّ المدرب الفعَّال هو الشخص الذي يهتم بصدق بنجاح المتعلمين"، وكما يقول المثل: "يجب أن يعلموا أنَّك تهتم لأمرهم قبل أن يهتموا بما تعرفه"، فالتدريس نداء لتلبية الواجب وليس مجرد وظيفة.

7 نصائح لتصبح مدرباً جيداً:

الآن بعد أن عرفنا الصفات الأساسية للمدرب الجيد، حان الوقت لنذكِّر أنفسنا بأنَّ المدرب الجيد يكتسب مهاراته اكتساباً، بالإضافة إلى ذلك، من الطبيعي أنَّ الأشخاص الذين يحفزون الآخرين على التطور لا خيار لهم إلَّا أن يتطوروا على المستوى الشخصي والمهني.

فيما يأتي 7 نصائح لتصبح مدرباً جيداً:

1. مارِس الإصغاء الفعال:

لقد تحدثنا عن أهمية مهارات الإصغاء آنفاً، ولكنَّ الأمر يستحق ذكره بصورة محددة هنا؛ فتدرَّب على الإصغاء الفعَّال، وأظهر التعاطف، وانظر في أعين الآخرين، وحاول معرفة احتياجات المتدربين؛ فيمكن لبعضهم عَدُّ وظيفة المدرب وسيلةً ليظهر المدرب بأنَّه أفضل من غيره، ولكنَّ هذا الأمر ليس صحيحاً؛ إذ يجب أن ينتبه المدربون لاحتياجات الآخرين ونقاط قوَّتهم وضعفهم.

2. ادعُ إلى التغيير:

يدرك المدربون احتياجات الموظفين ويعملون على تطويرهم، بالإضافة إلى ذلك، إنَّهم يطورون كفاءاتهم الخاصة باستمرار، ويتبنون المعرفة الجديدة، ويتجاهلون المفاهيم التي عفا عليها الزمن، ولمواصلة قيادة التغيير، يجب على المدرب إيجاد طرائق وأساليب جديدة للتفاعل مع المتدربين، وأن يكون مبدعاً بصورة عامة.

3. فكِّر في الوقت الحالي:

لكي يكون المدربون حاضرين بصورة كاملة في عملية التدريب، يجب عليهم ممارسة اليقظة، وهذه في الواقع مهارة للوصول إلى الشعور بالوعي لما تشعر به وتفكر فيه وتتواصل معه وتتصرفه في الوقت الحاضر، والمفتاح إلى ذلك هو القدرة على التوقف مؤقتاً لاستجماع الأفكار.

4. عزِّز شعورك بالطاقة:

يمكننا أن نتخيل ما يتطلبه الأمر منك بوصفك مدرباً لتقديم الكثير في جلسات التدريب، كما هو الحال في تدريب اللياقة البدنية، فلا يمكنك الاعتماد فقط على قوة إرادتك؛ وإنَّما يجب أن تبقى نشيطاً وتشعر بالراحة؛ إذ يسلط "جوناثان هولز" (Jonathan Halls)، الذي كان مدرباً رائداً في مؤسسة الـ "بي بي سي" (BBC) ودرَّب المئات من الإعلاميين، الضوء على عدة أسباب لشعور المدربين بالإرهاق.

يظن "هولز" أنَّ المدربين لا يمكنهم مواجهة هذه التحديات إلا إذا خططوا لطاقتهم، وللقيام بذلك، يجب عليهم تحديد وقت للهوايات والاسترخاء والنشاطات البدنية وتعلُّم طريقة وضع الحدود.

5. استخدم حسك الفكاهي:

الفكاهة هي العنصر السري الذي يدفع جمهورك للشعور بالنشاط، ويتعلق الأمر كله بجعل جلسات التدريب ممتعةً وجذابةً، فمع وجود حس الفكاهة، يمكنك كسر الجمود وجعل محتوى التدريب أكثر سهولةً وفهماً، وإذا كان تدريبك ممتعاً، فإنَّه سيزيد من انتباه المتدربين ويساعدهم على الاحتفاظ بالمعلومات لفترة أطول، فقط تذكر ألا تضحك على شخص ما؛ وإنَّما اضحك معه.

وإذا لم تكن متأكداً من طريقة بدء استخدام الحس الفكاهي في أثناء الجلسات المتزامنة، فجرب بعض النكات المناسبة لمنح المتدربين استراحة خفيفة من التدريب المكثف، لكن تجنَّب استخدام النكت السياسية أو العرقية أو العنصرية أو الدينية بصورة غير لائقة.

6. أتقن التعليم الإلكتروني:

لقد حقق التعليم الإلكتروني طرائق جديدةً للتدريب باستخدام الدورات التدريبية والاختبارات القصيرة والفيديوهات التعليمية، وأصبح محتوى التعلُّم لا يقل أهميةً عن عملية إيصال المعرفة والمعلومات؛ لذلك أصبحت الخطوط الفاصلة بين وظيفة المدرب والتصميم التعليمي غير واضحة.

يجب أن يفهم المدرب منطق التصميم التعليمي الكامن وراء ما يُطلَب تعليمه، وأن يكون مستعداً لدراسة التصاميم والتمرينات التي لا تتطابق مع أفضل الممارسات بصورة بنَّاءة؛ فإذا كنت مدرباً، فغالباً ما تعمل مصمماً تعليميَّاً وتشعر بالحاجة إلى تعلُّم طريقة الاستفادة من مزايا التكنولوجيا.

إذا كنت بحاجة إلى ابتكار دورة تدريبية عبر الإنترنت خلال مدة قصيرة، فلحسن الحظ أنت لا تحتاج إلى امتلاك معلومات في تكنولوجيا المعلومات أو حتى خبرة في التصميم التعليمي؛ إذ توجد أدوات تأليف ستمكِّنك من إنشاء الدورات بسرعة وسهولة.

على سبيل المثال، باستخدام أداة "آي سبرينغ سويت ماكس" (iSpring Suite Max)، يمكنك إنشاء دورات تعتمد على الشرائح كما تفعل دائماً في برنامج "باوربوينت" (PowerPoint)؛ إذ ستشاهد نفس الواجهة المألوفة، لكن يمكنك تحسينها من خلال الاختبارات وأسلوب المحاكاة والسرد وما إلى ذلك خلال دقائق.

كما تتيح هذه الأداة للمدربين إكمال دوراتهم بمحاكاة الحوار والسيناريوهات المتفرعة للتدريب على المهارات الشخصية، وباستخدام أسلوب محاكاة الحوار، يمكن للمتدربين ممارسة مهارات جديدة بحسب الإطار الذي أنشأته لهم، ويمكنك تحسين هذا الإطار باستمرار ومراجعة نصوص الحوارات متى احتجت إلى ذلك.

7. طوِّر مهاراتك في العرض:

منذ أن أصبح التعليم الإلكتروني أكثر انتشاراً، يبدو أنَّ مهارات العرض التقديمي أصبحت أقل أهميةً بكثير، لكنَّ هذا الأمر ليس صحيحاً؛ إذ تُعَدُّ العروض التقديمية جزءاً لا يتجزأ من وظيفة المدرب لجذب انتباه الجمهور خلال جلسات التدريب، ولا يتغير هذا الأمر مع مرور الوقت.

وبقدر ما تعزز عملية التدريب المباشر، يمكن أن تكون مهارات العرض مفيدةً عند تسجيل مقاطع فيديو تعليمية، وتسجيلات الشاشة، ومقاطع فيديو بأسلوب العرض، وأنواع أخرى من مقاطع الفيديو التدريبية، فهم يحققون الشعور بالحضور والاندماج في عملية التعلم ويحسنون تجربة التدريب ككل.

الخلاصة:

نأمل أن تكون قد وجدت هذه الصفات التي يتمتع بها المدرب الجيد صحيحةً والنصائح التي قدمناها مُلهمةً، ويمكنك استخدام هذا المقال بوصفه قائمة مرجعية لمعرفة المجالات التي تمتلك القوة فيها أو تحتاج إلى تطويرها بصفتك مدرباً، كما يمكنك أيضاً تجربة أداة "آي سبرينغ سويت ماكس" مجاناً لتخفيف عبء العمل ونقل تدريبك عبر الإنترنت بسهولة.