7 عادات للكوتشز الأكثر فعالية (الجزء الأول)


لنبدأ أولاً بشرح الكوتشينغ الفعَّال، وما الذي يقدِّمه للعملاء؛ فهو في النهاية خدمة لهم، وأفضل طريقة لشرحه هي تحديد ما لا يجب أن يفعله الكوتش الفعَّال، وهو عدم إسداء النصائح للعملاء، أو إعطائهم الأوامر أو تقديم الحلول لمشكلاتهم دون الإصغاء إليهم بفاعلية، والتي قد لا تنجح دوماً.

يتمحور الكوتشينغ الفعَّال حول توجيه العملاء للوصول إلى أهدافهم بأنفسهم، واكتشاف الحلول المناسبة، غالباً عبر طرح أسئلة قوية، واستخدام تقنيات الكوتشينغ، والبرمجة اللغوية العصبية التي أثبتَتْ جدواها.

أهمية الكوتشينغ الفعَّال

أهمية الكوتشينغ الفعَّال واضحة للغاية، ويمكن تقسيمها إلى قسمين مرتبطين ببعضهما: التأثير والدخل؛ إذ من الواضح أنَّ الكوتش الفعَّال سيكون له تأثير أكبر في العملاء من الكوتش غير الفعَّال. سيؤدي التوجيه الفعَّال إلى انفتاح العملاء والتحدُّث بصدق، وبالتالي التغلب على المزيد من العوائق والوصول إلى الحلول، فيشعر العملاء بالسعادة والرضى عن الخدمة.

حين يُحدِث الكوتش هذا التأثير الكبير في العملاء، سيزداد الدخل الذي يحقِّقه؛ إذ لا يتردد العملاء في دفع المزيد من المال لقاء تحقيق نتائج مضمونة مع الكوتش، كما أنَّهم سينصحون أصدقاءهم وعائلاتهم بالعمل معه، ويتحدثون عنه في دائرتهم الاجتماعية، ويروِّجون له على وسائل التواصل الاجتماعي. الفعالية إذاً هي مفتاح نجاح مشروع الكوتشينغ.

كيفية تقديم الكوتشينغ بفعالية

سيسهل على الكوتش تقديم الكوتشينغ بفعالية، إذا كان يعيش حياته الخاصة بفعالية؛ إذ إنَّ تحقيق الفعالية في كل جزء من حياتك، سيُقدِّم أفضل النتائج للعملاء، وبالتالي نجاح المشروع.

إذا كنت شخصاً فعَّالاً إذاً، ستحقِّق النجاح في جميع جوانب حياتك، أمَّا إذا كنت بحاجة إلى بذل القليل من الجهد لتحقيق ذلك، فإليك 7 عادات للكوتشز الأكثر فعالية.

7 عادات للكوتشز الأكثر فعالية

تعتمد هذه العادات السبع على كتاب "العادات السبع للناس الأكثر فعالية" (The 7 Habits of Highly Effective People) للمؤلف "ستيفن كوفي" (Stephen Covey). درس "كوفي" الكثير من الأبحاث عبر السنين حول مفهوم النجاح، وتوصَّل إلى النتيجة التالية: "لتحقيق النجاح، علينا أولاً أن نغيِّر أنفسنا بعمق".

لا يكفي تغيير مواقفك أو اتخاذ سلوكات معيَّنة فحسب؛ لأنَّها ليست إلَّا حلولاً مؤقَّتة؛ بل يجب تغيير طريقة تفكيرك لتغيير كيفية تفاعلك مع نفسك ومع الآخرين والعالم عموماً، وإحدى الطرائق لتعزيز هذا التغيير في العقلية هي ممارسة العادات الإيجابية التي تعزز فعاليتك.

نستعرض في الجزء الأول من مقالتنا 3 من هذه العادات السبع، ونطبِّقها على الكوتشينغ كي تصبح الكوتش الأفضل والأكثر فعالية.

1. المبادرة

تركِّز العادات الثلاثة الأولى على تطوير مهارة التحكم بالذات، فحين تتحكَّم بطريقة تفكيرك وتحقِّق الاستقلالية ستتمكَّن من التغيير.

يجب أن تكون العادة الأولى للكوتش عالي الفعالية إذاً هي المبادرة في التحكم بنفسه بدلاً من إظهار ردات الفعل. يُدرك الشخص الفعَّال دوماً أنَّه يتحكَّم في أفكاره، وأفعاله، وقراراته، وردات فعله، وتعامله مع جميع المواقف. وبدلاً من التركيز على الأمور التي لا يمكن التحكُّم بها ورؤية نفسه ضحيَّة، فإنَّ الشخص الفعَّال سيفكِّر بالسؤالَين التاليين:

  • ما الذي يمكنني التحكم به في هذه الحالة؟
  • ماذا يمكنني أن أفعل لحل المشكلة؟

الأشخاص المبادِرون هم كوتشز فعَّالين؛ لأنَّهم يعرفون المشكلات التي يجب إيلاؤها الاهتمام والتركيز عليها. ومن خلال التركيز على الأمور التي تستطيع أنت وعملاؤك التحكم بها، ستعزِّز تأثيرك.

يركِّز الكوتشز غير المبادِرين على الأمور الخارجة عن سيطرتهم، ممَّا يزيد شعورهم بالقلق، وبالتالي يقوِّض فعالية الكوتشينغ.

الكوتشز الأكثر فعالية

2. البدء وأخذ الأهداف المطلوبة بعين الاعتبار

تركِّز العادة الثانية على الأولويات أيضاً، والقدرة على تنظيم الحياة بناءً على الأهداف الأساسية، فيبدأ الشخص أو الكوتش الفعَّال دوماً مهمته واضعاً الهدف المطلوب نصب عينيه.

يتيح لك امتلاك رؤية واضحة لهدفك قبل أن تبدأ أي أمر بتحديد المهام التي ستؤدي بك إلى ذلك الهدف المنشود، وتبتعد عن تلك التي لن توصلك إليه، ممَّا يوفِّر الوقت والطاقة.

ينشغل الكثير من الناس بأمور غير هامة، ممَّا يؤدي بهم إلى المسار الخاطئ، فتراهم يسعون وراء المهن غير المناسبة، ويتبعون الأشخاص غير المناسبين، ولا يخصصون ما يكفي من الوقت والطاقة على الأمور الهامة التي تؤدي إلى هدفهم المنشود.

من التمرينات المفيدة التي تحدِّد الأولويات الأساسية، هي تخيُّل أنَّ لديك 30 يوماً لتعيشه فقط، فحدِّدْ الأشياء التي ترغب في تحقيقها قبل أن ترحل عن هذا العالم، والأشخاص الذين يتبادرون إلى ذهنك، والأمور التي كانت تشغلك ولكن تبدو تافهة الآن.

تتكوَّن لديك بهذه الطريقة فكرة واضحة عن الأمور، والأشخاص الهامين في حياتك، والمهام التي تحيدك عن مسارك الأساسي.

تساعد هذه العادة الكوتش على بدء مشروعه في الكوتشينغ عبر الإنترنت، أو إطلاقه، أو حتى تطويره عبر تحديد أكثر الأمور أهمية بالنسبة له، وبالتالي توظيف طاقته ووقته وموارده الأخرى في المهام المناسبة.

3. البدء بالأهم قبل الهام

تركِّز العادة الثالثة على الأولويات أيضاً، وبما أنَّ العادتين الأولى والثانية تركِّزان على الهدف العام وموقفك تجاه الحياة، إلَّا أنَّ العادة الثالثة تركِّز على التنظيم اليومي.

حدِّدْ ما إذا كنت تنهي المهام البسيطة غير الهامة أولاً للتخلص منها، أم أنَّك تركِّز على الأهداف طويلة الأمد أولاً، وما إذا كنت تماطل في العمل على المهام العاجلة والهامة.

تتمحور هذه العادة حول البدء بالأهم أولاً. تخيَّلْ رسماً بيانياً مقسَّماً إلى 4 أقسام، وكل قسم عبارة عن مزيج من مهام عاجلة/غير عاجلة و مهام هامة/غير هامة. إليك الخيارات الأربعة الممكنة:

1.3. المهام غير العاجلة وغير الهامة

هي أمور مثل تصفُّح مواقع التواصل الاجتماعي، والمشتِّتات، والأشياء غير الهامة التي تسبِّب التسويف.

2.3. المهام العاجلة وغير الهامة

هي المهام التي تجعلك مشغولاً طوال اليوم دون إنجاز أي شيء هام، مثل الاجتماعات، والمكالمات الهاتفية، والمقاطعات، والأحداث غير الهامة التي تطرأ فجأة.

3.3. المهام غير العاجلة والهامة

تتضمن بناء العلاقات، والتخطيط على الأمد الطويل، والبحث عن فرص جديدة.

4.3. المهام العاجلة والهامة

تأتي هذه المهام عادة من محيطنا، مثل المواعيد النهائية الهامة، وأزمات العمل، وما إلى ذلك. غالباً ما تسبِّب هذه الأمور الإرهاق والتوتر، وعندما لا يتم التعامل معها بشكل صحيحاً، فإنَّها تصبح أكبر وأكبر.

القسم الثالث هو الأهم للحفاظ على التنظيم والفاعلية، ولكن غالباً ما يُتجاهَل بسبب المهام العاجلة وغير الهامة التي تبقينا منشغلين دوماً.

رتِّبْ الأهداف طويلة الأمد وفق أهميتها كي تصبح كوتشاً فعالاً، وركِّزْ على الفرص الجديدة، ونمِّ العلاقات الشخصية والمهنية، وساعِدْ العملاء على فعل الشيء ذاته.

في الختام

تحدَّثنا في الجزء الأول من مقالتنا هذه عن الكوتشينغ الفعَّال، وأهميته، وكيفية تقديمه، ثمَّ تطرَّقنا إلى 3 عادات من العادات السبع للكوتشز الأكثر فعالية، وسنكمل الحديث في الجزء الثاني والأخير منها عن 4 عادات أخرى إلى جانب مجموعة من الأسئلة التي يجب أن يطرحها هؤلاء الكوتشز.