7 عادات للكوتشز الأكثر فعالية (الجزء الثاني)


تحدَّثنا في الجزء الأول من مقالتنا هذه عن الكوتشينغ الفعال، وأهميته، وكيفية تقديمه، ثمَّ تطرَّقنا إلى 3 عادات من العادات السبع للكوتشز الأكثر فعالية، وسنُكمل الحديث في الجزء الثاني والأخير منها عن 4 عادات أخرى إلى جانب مجموعة من الأسئلة التي يجب أن يطرحها هؤلاء الكوتشز.

7 عادات للكوتشز الأكثر فعالية

4. المنفعة المتبادلة

تركِّز هذه العادة إلى جانب العادتين التاليتين على الاعتماد المشترك، وكيف بإمكان المرء التفاعل، والعمل، والتواصل مع مَن حوله.

لنفترض أنَّك تعمل مع شخص أو فريق، سواء على مشروع، أم للإيفاء بموعد نهائي هام، أم ممارسة تمرين في مكان العمل؛ هل تعتمد عقلية تنافسية في العمل، وتسعى إلى الفوز بكل شيء؟ إنَّ هذا الموقف خاطئ، أو على الأقل، ليس موقف شخص أو كوتش فعَّال.

أمَّا العقلية الصحيحة التي يجب تبنِّيها، فهي السعي باتِّجاه المنفعة المتبادَلة، فيمكن للطرفين الاستفادة والشعور بالرضى، ممَّا يقوِّي العلاقات، ويُنشِئ عمليات تواصل قوية وهادفة.

يتمتَّع الكوتشز الفعَّالون بعقلية الوفرة، فهم يعلمون أنَّ هناك ما يكفي ليحقِّق الجميع النجاح في جميع المواقف، وتسعدهم إنجازات الآخرين، ويفكِّرون دوماً فيما يمكنهم تقديمه للطرف الآخر بدلاً من الأخذ فحسب.

5. السعي لفهم الآخرين أولاً ثمَّ إبداء الرأي

قد تكون هذه أهم عادة بالنسبة للكوتشز الفعَّالين؛ إذ يجب أن يسعوا دوماً إلى فهم العملاء كي يتمكَّنوا من مساعدتهم، كما يجب أن يمارسوا هذه العادة في الحياة اليومية دوماً كي يعززوا مهاراتهم في الإصغاء والتواصل، بدلاً من مجرد تقديم حلول دون فهم مشكلات الناس الحقيقية وأساليب تفكيرهم.

يصغي معظم الناس بهدف الرد فقط، ويفكِّرون بما سيقولونه ما إن ينتهي الطرف الآخر من التحدث. هذا ليس بتواصل فعَّال، فالكوتش الفعَّال يصغي كي يفهم الشخص الآخر فهماً عميقاً، ويمكن له ممارسة الإصغاء العاطفي وقراءة لغة الجسد أيضاً لتحسين مهاراته في التواصل.

6. التكاتف

تتطلب هذه العادة اتِّباع العادتين السابقتين؛ لأنَّه دون عقلية الربح المتبادل والإصغاء الفعَّال، لا يمكن تحقيق التكاتف. فالتكاتف هو العمل الجماعي الإبداعي والفعَّال، حيث يعمل الجميع في انسجام لتحقيق هدف مشترك. لن يتمكَّن الفريق من التكاتف دون التفاهم، والتواصل الفعال، ووجود الهدف المشترك، فإذا انشغلََ الناس بأمورهم الخاصة فقط، وتفوَّقوا على بعضهم، ستسود الفوضى.

يعني التكاتف بالنسبة للكوتشز الفعَّالين وعملائهم التعاون الإبداعي، وهي عملية يتعاون فيها العميل والكوتش في مساحة آمنة ومنفتحة بهدف إيجاد حلول جديدة، والتغلب على العوائق، وتحقيق النمو.

7. التنمية الذاتية

يجب على الكوتشز أن يسعوا دوماً لتنمية معرفتهم وتحسينها وتوسيع مداركهم؛ لذا تتمحور العادة الأخيرة حول التنمية الذاتية، سواء أكان ذلك عبر اكتشاف تقنيات جديدة، أم الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، أم تعلُّم أساليب جديدة، أم التأمل، أم النمو الداخلي، أم أي شيء آخر يطوِّر الشخصية.

ثمَّة أربعة أبعاد مختلفة لتطوير الذات، والتي تُعدُّ هامة كي يصبح المرء فعَّالاً، وبالتالي كوتشاً ناجحاً:

1.7. البعد الجسدي

يشمل أموراً مثل تناول الأكل الصحي، وممارسة الرياضة، والحصول على قسط كاف من النوم.

2.7. البعد الروحي

يشمل أموراً مثل تذوُّق الفن، وممارسة التأمُّل، والاندماج مع الطبيعة.

3.7. البعد العقلي

يشمل أموراً مثل التعلم المستمر، ومطالعة أعمال أدبية ناجحة، وممارسة التأمل الداخلي، مثل كتابة اليوميات، وتجنُّب تبلُّد الذهن عبر مشاهدة التلفاز، وتصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي.

4.7. البعد الاجتماعي أو العاطفي

يشمل أموراً مثل التواصل العميق مع الآخرين، ورد الجميل، واعتماد عقلية الوفرة، ومساعدة الآخرين.

ستتمكَّن من خلال تنمية جميع هذه الأبعاد وموازنتها ممارسة جميع العادات السابقة كي تصبح شخصاً فعالاً وسعيداً، وبالتالي كوتشاً ماهراً يقدِّم أفضل خدمة للعملاء.

أسئلة لتقديم الكوتشينغ بفعالية

يستغرق تطبيق هذه العادات في حياتك وقتاً، ويتطلب ممارسة يومية بعد تعلمها؛ لذلك جمعنا قائمة من أسئلة الكوتشينغ القوية التي توصِلُك إلى الهدف سريعاً، والتي يمكن استخدامها مع العملاء أيضاً.

7 عادات للكوتشز الأكثر فعالية

1. المبادرة

  • ما هو أكثر ما يقلقك؟
  • ما الذي يمكنك التحكم فيه؟
  • ما الذي لا يمكنك التحكم فيه؟
  • تخيَّلْ موقفاً إشكالياً: ما الذي يمكنك التحكم فيه؟ وماذا يمكنك أن تفعل لحل المشكلات التي يمكنك التحكم فيها؟

2. البدء وأخذ الأهداف المطلوبة بعين الاعتبار

  • تخيَّلْ الآن مشكلة حدثت معك: كيف يمكنك السيطرة على الوضع؟ وماذا يمكن أن تفعل لمنع حدوثها في المستقبل؟
  • ما هو هدفك النهائي في الحياة؟
  • ما هي النتيجة المثالية لـ [اذكر موقفاً ما]؟
  • ما هي المهام التي ستوصلك إلى هدفك؟ وما هي المهام التي لن تؤدي إليه؟
  • تخيَّلْ أنَّ لديك 30 يوماً لتعيشه فقط: ماذا كنت لتفعل؟ ومن كنت لتقابل؟ وما هي الأمور التي كنت لتتوقف عن فعلها؟ (اسأل هذا السؤال فقط إذا كنت تعلم أنَّه لن يستفزَّ العميل).
  • ما هو أهم شيء في حياتك؟
  • ما كنت لتفعل لو كنت أفضل وأكثر شجاعة؟

3. البدء بالأهم قبل الهام

  • ماهو روتينك اليومي؟
  • ما أكثر ما يشغلك طوال اليوم؟ أهي المهام العاجلة أم الهامة؟
  • ما هي المهام التي تهمك، ولكن تؤجِّلها باستمرار؟
  • كيف يمكنك العمل على هذه المهام ببطء في روتينك اليومي؟

4. المنفعة المتبادلة

  • ما هو تعريفك للنجاح؟
  • في حال نال أحد زملائك ترقية، كيف ستكون ردة فعلك؟ ولماذا؟
  • تخيَّلْ أنَّك حصلت على ترقية، كيف ستكون ردة فعل زملائك وأحبَّائك؟
  • تخيَّلْ أنَّ الجميع يمكن أن يصبح مليونيراً، كيف ستكون ردة فعلك لحصول شخص آخر على ترقية وأنت تعلم بوجود وفرة من المال والنجاح في العالم؟

5. السعي لفهم الآخرين أولاً ثمَّ إبداء الرأي

  • هل تعتقد أنَّك محاور فعَّال؟ ولماذا؟
  • هل تعتقد أنَّك تتقن الإصغاء؟ ولماذا؟
  • فكِّرْ في آخر مرة أخبرك فيها صديقاً بمشكلة ما، وهل أصغيت إليه لتفهمه؟ وهل حاولت حل مشكلته؟ وكيف تعتقد أنَّ المحادثة انتهت؟ وما هو الشيء المختلف الذي ستفعله إذا استشارك مرة أخرى؟

6. التكاتف

  • ما الذي يجعلك مختلفاً عن الآخرين؟
  • ما هي المواهب والمهارات الفريدة التي يمكنك إضافتها إلى فريقك؟
  • فكِّرْ في موقف اختلفتَ فيه مع زميل في الفريق، كيف تعاملتَ مع هذا الوضع؟ وكيف كانت النتيجة؟ وما الذي يمكنك تغييره لتحقيق نتيجة أفضل؟

7. التنمية الذاتية

  • ما هي مكامن قوتك وضعفك؟
  • ما هي الجوانب التي تحتاج إلى تحسين؟
  • لو كان بإمكانك اكتساب مهارات جديدة، فماذا ستتعلَّم؟
  • على المستوى المهني، ما المهارة التي تتقنها أكثر؟
  • كيف يمكنك تحسين هذه المهارة؟

في الختام

يتطلب تحقيق الفعالية في الكوتشينغ أن تكون شخصاً فعَّالاً، وذلك من خلال اتِّباع العادات السبعة التالية:

  • المبادرة في اتخاذ القرارات والتحكم بردود الأفعال.
  • تحديد الأهداف الهامة عبر تخيُّل الوجهة النهائية.
  • التخطيط والاهتمام بالأمور الهامة أولاً، والتخلص من المهام غير الهامة التي تهدر الوقت.
  • اعتماد عقلية الوفرة والتفكير بالمنفعة المتبادلة في كل موقف.
  • الإصغاء والسعي إلى فهم الآخرين قبل التحدث.
  • التعاون والتواصل والتكاتف مع الآخرين.
  • التنمية الذاتية والاهتمام بالنفس دوماً.