7 فوائد لممارسات الكوتشينغ في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل
لقد ازدادت شعبية وأهمية ممارسات الكوتشينغ المستخدَمة في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل في الآونة الأخيرة؛ وذلك بسبب كثرة ضغوطات العمل والمشاغل التي تسيطر على نمط الحياة في العصر الحديث.
يهدف كوتشينغ تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل إلى مساعدة الأفراد على التعامل مع نمط الحياة في العصر الحديث والتوفيق ما بين العمل والحياة الشخصية؛ إذ يتسنى للفرد بهذه الطريقة أن يؤدي واجباته ومسؤولياته المهنية على أكمل وجه دون أن يهمل حياته الشخصية.
تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل ضروري لزيادة مستوى السعادة على الصعيد الشخصي، وتحسين الإنتاجية والرضى والاندماج في العمل، وهذا يعني أنَّ فوائده تنعكس على كل من الموظف والمؤسسة على حدٍّ سواء.
هذا المقال موجه لكل كوتش يطمح للتخصص في مجال تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل سواء كان مبتدئاً أم خبيراً في قطاع الكوتشينغ؛ لذا يقدِّم المقال مجموعة من الاستراتيجيات الواردة في الأبحاث العلمية والدراسات الإحصائية التي تثبت فاعلية هذا التخصص في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل وتحسين الأداء وتعزيز العافية.
التوازن بين الحياة الشخصية والعمل:
يمكن تعريف هذا المصطلح ببساطة على أنَّه التوفيق بين الالتزامات المهنية والحياة الشخصية، وهو يعبِّر عن قدرة الفرد على الوفاء بواجبات العمل دون أن يسمح لها بالتأثير في اهتماماته وعلاقاته الشخصية وعافيته النفسية، وهذا التوازن ضروري لعيش حياة صحية وهانئة، وتخفيف التوتر، وتحسين العافية النفسية وجودة الحياة.
يقتضي التوازن إعطاء التنمية الشخصية والتسلية حقها دون إهمال المسؤوليات والواجبات المهنية، بحيث يعيش الفرد حياة مرضية على كافة الأصعدة.
يؤدي اختلال التوازن بين الحياة الشخصية والعمل إلى كثير من المشكلات، وعلى رأسها الإصابة بالإجهاد النفسي المزمن، والاحتراق الوظيفي، والمشكلات الصحية، وتوتر العلاقات، وانخفاض إنتاجية العمل ومستوى الرضى عن الحياة المهنية، والعجز عن إحراز التقدم الوظيفي، وهذا يعني أنَّ اختلال التوازن يؤثر سلباً في كل من السعادة الشخصية والنجاح المهني.
تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل ليس أمراً هيناً في ظل ضغوطات بيئات العمل التنافسية، وساعات الدوام الطويلة، وصعوبة الفصل بين الحياة الشخصية والمهنية وغيرها من العوائق، وهنا يبرز دور ممارسات الكوتشينغ في مساعدة الفرد على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
يزود الكوتش عملاءه بالأدوات والاستراتيجيات والدعم للتعامل مع هذه الضغوطات، ويساعدهم على اختيار أهداف واقعية، وإدارة وقتهم بفاعلية، واتخاذ قرارات مدروسة تسهم في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
كشف أحد استطلاعات "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" (ICF) أنَّ 67% من عملاء الكوتشينغ يحققون مستويات عالية من التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، وتثبت هذه النسبة فاعلية ممارسات الكوتشينغ في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
7 فوائد لممارسات الكوتشينغ في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل:
أولا: إدارة التوتر النفسي
التوتر النفسي هو السبب الرئيس للاحتراق الوظيفي، والمشكلات الصحية، وانخفاض الإنتاجية، وتأزم العلاقات؛ إذ تقتضي وظيفة الكوتش توفير بيئة آمنة تتيح للعميل إمكانية تفريغ ضغوطاته وتطوير استراتيجيات تساعده على التعامل معها.
يساعد الكوتش على تحديد مسببات التوتر في حياتك، وإدراك آلية استجابتك له، وإعداد خطة خاصة بك لضبطه وإدارته على مدار الساعة، وفيما يأتي مجموعة من الأبحاث العلمية التي أثبتت فاعلية الكوتشينغ في إدارة التوتر:
- أثر الكوتشينغ إيجاباً في تقييمات التوتر المعرفي للمشاركين، وساهم في تخفيض مستويات التوتر المزمن وفقاً لدراسة منشورة في منصة "تايلور وفرانسيس" (Taylor & Francis) الإلكترونية.
- أشار "المركز الوطني لمعلومات التقانة الحيوية" (NCBI) في أحد تقاريره إلى التأثيرات الإيجابية لكوتشينغ الصحة المهنية في الصعيدين العقلي والعاطفي.
- أثبتت دراسة أخرى "للمركز الوطني لمعلومات التقانة الحيوية" أنَّ فاعلية حزم تدريب إدارة الإجهاد الوظيفي تبلغ نحو5%.
- تم نشر دراسة في منصة "ريسيرش غيت" (ResearchGate) عن دور الكوتشينغ في مكان العمل في تخفيض مستويات التوتر.
- أفاد أحد تقارير "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" بأنَّ برامج الكوتشينغ تساهم في تخفيض متوسط مستوى التوتر النفسي من 3.35 إلى 2.92 خلال 3 أشهر.
فيما يأتي 3 استراتيجيات لمساعدة العملاء على إدارة التوتر:
1. تطبيق تقنيات "العلاج المعرفي السلوكي " (CBT):
يتم ذلك عن طريق مساعدة العملاء على تحديد أنماط التفكير السلبية المسبِّبة للتوتر والتخلص منها، ويستطيع الفرد أن يغير طريقة استجابته للتوتر النفسي عبر التحكم في عمليات وأنماط التفكير.
2. تطبيق برامج "تقليل الضغط القائم على العقلانية " (MBSR):
يتم ذلك عن طريق تشجيع العملاء على الالتزام بالممارسات التي تساعد على تنمية اليقظة الذهنية مثل التأمل واليوغا؛ إذ تعبِّر اليقظة الذهنية عن حالة الحضور والوعي الكامل في الزمن الحاضر، وقد أثبتت الأبحاث فاعليتها في تخفيض مستوى التوتر وتحسين الصحة النفسية.
3. اكتساب عادات حياتية صحية:
يجب أن تشجع عملاءك على اكتساب عادات حياتية صحية مثل الالتزام بممارسة التمرينات الرياضية، واتباع نظام غذائي متوازن؛ إذ تساعد هذه العادات الصحية على زيادة قدرة الفرد على مقاومة التوتر والتعافي منه.
ثانياً: إدارة الوقت
يواجه بعض الأفراد صعوبة بالغة في إدارة وقتهم؛ إذ تفيد برامج الكوتشينغ في التغلب على هذه المشكلة، ويمكن عَدُّ إدارة الوقت من الأركان الأساسية لتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
تساعد إدارة الوقت على تقليل التوتر، وزيادة الإنتاجية، وتحسين جودة الحياة، وفيما يأتي مجموعة من الأبحاث التي أثبتت فاعلية إدارة الوقت في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل:
- أثبتت منصة "غروث سبيس" (GrowthSpace) فاعلية ممارسات كوتشينغ إدارة الوقت في زيادة إنتاجية الموظف.
- وفقاً لشركة "جارتنر" (Gartner)، يزداد اندماج الموظف في العمل بنسبة 40%، ويبذل مجهوداً إضافياً يُقدَّر بنحو 38% عندما يعمل تحت إشراف مدير يتمتع بمهارات كوتشينغ بارزة.
- يفيد "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" بأنَّ القادة الذين يشاركون في ممارسات الكوتشينغ يشهدون تحسناً في أداء العمل وإدارة الوقت يُقدَّر بنحو (50-70)%.
- يعتقد 91% من الأشخاص أنَّ تنمية مهارات إدارة الوقت تخفض مستوى الإجهاد النفسي في مكان العمل، ويرى 90% منهم أنَّها تزيد الإنتاجية، وذلك بحسب إحصاءات مؤسسة "تايم ووتش" (Timewatch).
فيما يأتي 4 استراتيجيات لمساعدة العملاء على تحسين مهارات إدارة الوقت:
1. تحديد "أهداف ذكية" (SMART Goals):
يجري التعاون بين الكوتش والعميل على اختيار أهداف محددة، وقابلة للقياس والتحقيق، وذات صلة، ومؤطرة زمنياً، وهي ما يُطلَق عليها اسم "الأهداف الذكية"، وقد يساعد الكوتش عميله أيضاً على ترتيب المهام بحسب الأولوية، وإعداد خطة خاصة به لإدارة الوقت، وتجدر الإشارة إلى ضرورة متابعة التقدم في تنفيذ الخطة وتعديلها عند الضرورة.
2. ترتيب المهام بحسب الأولوية:
تقتضي وظيفة الكوتش مساعدة عميله على التركيز على المهام المتعلقة بأهدافه، ويتسنى للعميل بهذه الطريقة أن يستثمر الحصة الأكبر من وقته وجهده في الأعمال ذات الأولوية العالية.
3. إعداد خطة خاصة باحتياجات العميل لإدارة الوقت:
يتم ذلك عن طريق إعداد خطة لإدارة الوقت بحيث تكون متوافقة مع احتياجات العميل ونمط حياته.
4. إجراء جلسات تحقُّق دورية:
يجب إجراء جلسات تحقق دورية مع العملاء من أجل تقييم التقدم المُحرَز وتعديل استراتيجيات العمل عند الحاجة.
ثالثاً: زيادة الإنتاجية
تُعَدُّ الإنتاجية من أهم عناصر تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، وهي تقتضي إنجاز مزيد من العمل في أقل وقت ممكن؛ إذ تساعدك الإنتاجية على توفير مزيد من الوقت للقيام بالنشاطات التي تحبها بعد انتهاء دوام العمل، وهذا هو الهدف الأساسي لتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
تقتضي وظيفة الكوتش تزويد العميل بالأدوات والتقنيات التي تساعده على زيادة تركيزه، وإدارة وقته بفاعلية، وترتيب مهامه بحسب الأولوية، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة الإنتاجية وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
فيما يأتي مجموعة من الأبحاث التي أثبتت فاعلية الكوتشينغ في زيادة الإنتاجية:
- أثبتت إحدى الدراسات المنشورة في موقع "ريسيرش غيت" أنَّ تطبيق برامج التدريب يساعد على زيادة الإنتاجية بنحو4%، وإضافة برامج الكوتشينغ يؤدي إلى تحسين النتائج وزيادة النسبة المذكورة آنفاً.
- تفيد منصة "فينجر برينت فور ساكسيس" (Fingerprint for Success) بأنَّ دمج برامج التدريب مع الكوتشينغ يساعد على زيادة الإنتاجية بنحو 86% وسطياً، في حين تبلغ نسبة الزيادة عند استخدام برامج التدريب وحدها نحو 22%.
- تفيد منصة "جروث آيديا" (Growth Idea) بأنَّ ما يزيد عن 70% من عملاء الكوتشينغ يشهدون تحسناً في أداء العمل.
- يفيد موقع "إكزاكتلي وير يو وونت تو بي" (Exactly Where You Want To Be) بأنَّ دمج برامج التدريب مع الكوتشينغ يساعد على زيادة الإنتاجية بنحو 88%، في حين تبلغ نسبة الزيادة عند استخدام برامج التدريب وحدها نحو 22%.
فيما يأتي استراتيجيتان لمساعدة العملاء على زيادة إنتاجيتهم:
1. ترتيب المهام بحسب الأولوية:
يقتضي دور الكوتش مساعدة عملائه على تحديد المهام ذات الأولوية العالية التي يجب الانتهاء منها قبل الانتقال لغيرها، وتضمن هذه الاستراتيجية تركيز الوقت والجهد على النشاطات والمهام المتعلقة بالأهداف الرئيسة للعميل.
2. زيادة التركيز:
يجب أن تساعد العميل على زيادة مستوى تركيزه على المهمة التي يعمل عليها بغية الحد من تأثير مصادر التشتيت وزيادة فاعلية العمل.
رابعاً: تنمية مهارات الذكاء العاطفي
يعبِّر الذكاء العاطفي عن قدرة الفرد على إدراك عواطفه وضبطها والاستفادة منها في حياته، ويساعد الذكاء العاطفي على تخفيف التوتر، وتحسين جودة التواصل، وإبداء التعاطف تجاه الآخرين، والتغلب على الصعوبات، وتسوية النزاعات، وهو يُعَدُّ عاملاً أساسياً لتحقيق النجاح على صعيد الحياة الشخصية والعمل، كما يؤدي الافتقار إلى مهارات الذكاء العاطفي إلى اختلال التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
تساعد ممارسات الكوتشينغ على توفير بيئة آمنة تتيح للعميل إمكانية إدراك استجاباته العاطفية وإعداد استراتيجيات تساعده على ضبطها والتحكم فيها، وتقتضي وظيفة الكوتش توجيه العميل ومساعدته على تحديد العوامل التي تثير انفعالاته، وإدراك أنماط الاستجابة العاطفية الخاصة به، وإعداد استراتيجية مصمَّمة خصيصاً لتنمية مهارات الذكاء العاطفي عنده.
يُستخدَم الكوتشينغ لمساعدة العميل على ضبط عواطفه واستثمارها بطريقة سليمة، وفيما يأتي مجموعة من الأبحاث التي أثبتت فاعلية الكوتشينغ في تنمية مهارات الذكاء العاطفي:
- أثبتت دراسة منشورة في موقع "ريسيرش غيت" فاعلية ممارسات الكوتشينغ في تنمية مهارات الذكاء العاطفي والاجتماعي للقادة.
- أثبت أحد الأبحاث المنشورة في مجلة "ساينس دايركت" (ScienceDirect) أنَّ الذكاء العاطفي للكوتش مسؤول عن تحديد طبيعة التفاعل والعلاقة بين الكوتش والعميل.
- كشفت إحدى دراسات "مؤسسة نياجارا" (The Niagara Institute) أنَّ نسبة المؤسسات التي تقدِّم تدريبات خاصة بتنمية مهارات الذكاء العاطفي للموظفين لا تتجاوز 42%.
- أكدت إحدى الدراسات المنشورة في مجلة "فرونتييرز" (Frontiers) أنَّ برامج كوتشينغ الذكاء العاطفي المُقدَّمة عبر الإنترنت تؤدي دوراً بارزاً في تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية.
- كشف أحد استبيانات موقع "باسيف سيكريتس" (Passive Secrets) أنَّ ما يزيد عن 80% من المشاركين يعتقدون أنَّ تطبيق برامج الكوتشينغ أو التدريب ضمن الفصل الدراسي هو الطريقة الأكثر فاعلية في تنمية مهارات الذكاء العاطفي.
فيما يأتي استراتيجيتان لمساعدة العميل على تنمية مهارات الذكاء العاطفي:
1. تطبيق تمرينات الوعي الذاتي:
يجب أن تقدِّم لعملائك تمرينات تساعدهم على إدراك عواطفهم وفهم آلية تأثيرها في سلوكاتهم وأفعالهم؛ إذ إنَّ فهم هذا التأثير ضروري لضبط العواطف وإدارتها بفاعلية.
2. إجراء التدريبات لتنمية مهارات التعاطف:
يعبِّر التعاطف عن قدرة الفرد على إدراك عواطف الآخرين والاستجابة لها، وهو يُعَدُّ من المهارات الأساسية للذكاء العاطفي، وقد تطبِّق تقنيات تبنِّي وجهات النظر، وتقمُّص الأدوار لمساعدة العملاء على تنمية مهارة التعاطف.
خامساً: تحسين جودة العلاقات
العلاقات الإنسانية ضرورية لعيش حياة صحية ومتوازنة على صعيد العمل والحياة الشخصية؛ إذ يعيش الفرد حياة هانئة وناجحة عندما تكون علاقاته طيبة ومستقرة، فالعلاقات الإنسانية معقدة ومعرضة لحدوث النزاعات وحالات سوء الفهم في بعض الأحيان.
يمكن الاستفادة من ممارسات الكوتشينغ في تحسين العلاقات بين الأفراد، وفيما يأتي مجموعة من الأبحاث التي أثبتت فاعلية الكوتشينغ في تحسين جودة العلاقات:
- أثبتت إحدى دراسات "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" أنَّ نحو 73% من عملاء الكوتشينغ يشهدون تحسناً في جودة علاقاتهم مع زملائهم في العمل.
- تؤكد "مؤسسة الكوتشينغ" (The Institute of Coaching) أنَّ ما يزيد عن 70% من عملاء الكوتشينغ يشهدون تحسناً في أداء العمل وجودة العلاقات.
- أعلنت شركة "فوربس" (Forbes) أنَّ ما يزيد عن 70% من عملاء الكوتشينغ يشهدون تحسناً في أداء العمل وجودة العلاقات.
- تؤكد منصة "أب كوتش" (Upcoach) هذه النسبة، فقد بيَّن أحد تقاريرها أنَّ نحو 73% من عملاء كوتشينغ الأعمال يشهدون تحسناً في جودة علاقاتهم.
فيما يأتي 4 تقنيات فعالة في تحسين العلاقات بين الأفراد:
1. الإصغاء الفعال:
يجب أن تشجع العملاء على الإصغاء بانتباه إلى كلام الآخرين، وإظهار اهتمام حقيقي وصادق بأفكارهم ومشاعرهم؛ إذ تساعد هذه التقنية على بناء الثقة وتعزيز الفهم المتبادل بين الطرفين.
2. التواصل الفعال:
يجب أن تشجع عملاءك على الإفصاح عن أفكارهم ومشاعرهم بوضوح واحترام؛ إذ يقتضي التطبيق العملي لهذه التقنية التحدث بصيغة المتكلم، والانتباه إلى حركات لغة الجسد، وإبداء التعاطف.
3. تسوية النزاع:
يجب أن تساعد عملاءك على إعداد استراتيجيات خاصة بتسوية النزاعات وإدارتها، وقد تشمل هذه الاستراتيجيات تقصِّي وجهات نظر الطرف المقابل، والبحث عن القواسم المشتركة، وإيجاد الحلول التي ترضي جميع الأطراف.
4. بناء الثقة:
يجب أن تزود عملاءك بنصائح وتوجيهات تساعدهم على بناء الثقة في علاقاتهم، وقد تشمل هذه التوجيهات التحلي بالمصداقية، والنزاهة، والتعامل باحترام مع الآخرين.
سادساً: إحراز التقدم المهني
فرص التقدم والنماء المهني ليست مجرد وسيلة للترقي في العمل، فهي تزيد من شعور الإنسان العامل بالرضى والإنجاز، وتساعده على تحقيق التوازن في حياته عبر ضمان الاستقرار المالي ومواصلة التقدم على الصعيد الشخصي.
تقتضي وظيفة الكوتش تأمين بيئة داعمة ومنظمة تتيح للعميل إمكانية اكتشاف طموحاته المهنية، وتحديد إمكاناته ومهاراته، ونقاط الضعف التي يجب أن يعمل على تنميتها، إضافة إلى إعداد الاستراتيجيات اللازمة لتحقيق أهدافه المهنية؛ أي إنَّ الكوتش مسؤول عن مساعدة العميل على إدراك إمكاناته واستثمار الفرص المهنية المتاحة.
فيما يأتي نتائج مجموعة من الأبحاث والدراسات الإحصائية التي أثبتت فاعلية الكوتشينغ في تحقيق التقدم المهني:
- ذكر أحد تقارير "مجلة كوتشيلي" (Coachilly Magazine) أنَّ متوسط العائد على الاستثمار في الكوتشينغ التنفيذي والمهني يبلغ نحو 6 أضعاف تكاليف تطبيق هذه البرامج.
- يفيد أحد تقارير منصة "زيبيا" (Zippia) أنَّ 41% فقط من موظفي "الولايات المتحدة الأمريكية" يخضعون لتدريبات رسمية دورية، و52% من الشركات تقدِّم برامج تدريب تبلغ مدتها أسبوعاً على الأكثر.
- تؤكد شركة "راندستاد رايز سمارت" (Randstad RiseSmart) فاعلية الكوتشينغ في تحقيق التقدم المهني؛ لأنَّه يقدِّم للعملاء تقييمات نزيهة، وتغذية راجعة بنَّاءة، وخططاً عملية تساعدهم على تحقيق أهدافهم المهنية.
- بينت إحدى دراسات موقع "إيفر كوتش" (Evercoach) أنَّ 62% من عملاء الكوتشينغ ينجحون في الحصول على مزيد من فرص التقدم المهني.
فيما يأتي استراتيجيتان لمساعدة العملاء على الحصول على مزيد من فرص التقدم المهني:
1. إعداد الخطط المهنية:
يجب أن تساعد عملاءك على إعداد خطط مهنية شاملة تحتوي على كافة الإجراءات اللازمة لتحقيق الأهداف المهنية، وتشمل هذه الإجراءات تحديد الفرص المتاحة، والتغلب على العوائق، واستثمار القدرات والإمكانات.
2. التشجيع على بناء العلاقات المهنية:
يجب أن تزود عملاءك بالتوجيهات اللازمة لبناء العلاقات المهنية والاستفادة منها في تحقيق التقدم الوظيفي؛ إذ تساعد العلاقات المهنية على الحصول على فرص عمل جديدة، والاطلاع على أفكار ووجهات نظر لم يكن يعرفها العميل من قبل، وعقد شراكات تساعده على تحقيق التقدم المهني.
سابعاً: تعزيز الثقة بالنفس
تعبِّر الثقة بالنفس عن إيمان الفرد بقدرته على إنجاز المهام والتعامل مع التحديات الطارئة، وهي تؤثر في أداء العمل، وجودة التفاعل مع الآخرين، ومدى رضى الفرد عن حياته عموماً.
تؤدي قلة الثقة بالنفس إلى الإصابة بالتوتر، والقلق، واختلال التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، وقد أثبتت برامج الكوتشينغ فاعليتها في تعزيز شعور الثقة بالنفس.
تقتضي وظيفة الكوتش تأمين بيئة داعمة تساعد العميل على استكشاف إمكاناته وقدراته، والعمل على تنمية نقاط ضعفه، وتكوين صورة حسنة وإيجابية عن نفسه، وهو ما يؤدي بدوره إلى تعزيز شعور الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات والإمكانات.
فيما يأتي مجموعة من الأبحاث التي تثبت فاعلية الكوتشينغ في تعزيز شعور الثقة بالنفس:
- تفيد "مؤسسة الكوتشينغ" بأنَّ 80% من عملاء الكوتشينغ ينجحون في زيادة ثقتهم بأنفسهم، وما يزيد عن 70% منهم يشهدون تحسناً على صعيد أداء العمل والعلاقات وما إلى ذلك.
- ناقش موقع "ديجيتال كومونز" (DigitalCommons) العلاقة بين الثقة بالنفس ومستوى الأداء خلال المنافسات.
- بيَّن أحد تقارير "مجلة كوتشيلي" أنَّ 77% من المشاركين في الاستطلاع يتفقون على فاعلية برامج الكوتشينغ في تحسين أحد المعايير المهنية على الأقل، وتشمل هذه المعايير الإنتاجية، ومستوى رضى الموظفين، واندماجهم مع بيئة الشركة، وجودة العمل.
- كشفت شركة "ذا كوتشينغ تولز" (The Coaching Tools) أنَّ 80% من عملائهم ينجحون في تعزيز ثقتهم بأنفسهم.
فيما يأتي استراتيجيتان لمساعدة العملاء على تعزيز ثقتهم بأنفسهم:
1. تطبيق تقنيات التحفيز الإيجابي:
تقتضي هذه الاستراتيجية تقديم تغذية راجعة إيجابية تساعد على ترسيخ السلوكات الحسنة والثناء على الإنجازات، وأيضاً تساعد هذه الاستراتيجية على زيادة مشاعر تقدير الذات والثقة بالنفس.
2. تطبيق تمرينات بناء الثقة بالنفس:
يتم ذلك عن طريق استخدام تمرينات وتقنيات تساعد العملاء على تعزيز ثقتهم بأنفسهم مثل تقنية تقمُّص الأدوار، والتصور الذهني، وعبارات التحفيز الإيجابي وما إلى ذلك.
في الختام:
يُستنتَج مما سبق مدى أهمية وفاعلية ممارسات الكوتشينغ في تحسين أداء العمل، وجودة الحياة، وشعور الإنسان بالرضى على كافة الأصعدة؛ إذ تؤدي ممارسات الكوتشينغ دوراً بارزاً في ضبط مستويات التوتر، وتحسين جودة العلاقات، وتنمية مهارات الذكاء العاطفي، وتعزيز شعور الثقة بالنفس، وإحراز التقدم في الحياة المهنية، وزيادة إنتاجية العمل، وهو ما يساهم بدوره في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
الاستراتيجيات الواردة في المقال مفيدة لكل كوتش يطمح للتخصص في مجال تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، ويمكن الاستفادة من خدمات وبرامج الكوتشينغ في تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل، وتعزيز مشاعر الرضى والقناعة على كافة الأصعدة.