9 مهارات وأدوات تدريبية أساسية لكل مدرب
إنَّ تطوير برامج التدريب عبر الإنترنت لمنظمة ليست مهمةً سهلةً؛ لكن من ناحية أخرى، إنَّ تحسين مهاراتك بصفتك مدرِّباً أسهل بكثير عندما تعرف من أين تبدأ.
ربما يكون التغيير في طريقة تفكيرك، أو أدوات التدريب والتطوير غير المستكشفة، أو المزيد من التعاطف يمكن أن يفي بالغرض، وعلى أيِّ حال، هذا هو الدليل الذي كنت تبحث عنه.
في هذا المقال، ستتعرف إلى جميع مهارات التدريب الضرورية التي يجب أن يتمتع بها المدربون من أجل نقل المعرفة والاستمتاع بمهنة ناجحة في مجال التدريب، بالإضافة إلى ذلك، ستتعرف إلى أفضل أدوات التدريب التي يمكن للمدربين استخدامها لتبسيط عبء عملهم وجعل دوراتهم التدريبية متميزةً.
المهارات الأساسية للمدربين:
يحتاج كل مدرب إلى مهارات محددة، بالإضافة إلى أدوات التدريب والتطوير ليكون فعالاً؛ فأولاً، دعنا نلقي نظرة على القائمة الآتية التي تتضمن كلاً من مهارات التدريب الشخصية والمهارات الصلبة:
1. مهارات البحث المتقدم:
يُعَدُّ البحث من أهم المهارات الصعبة التي يجب على المدرب إتقانها، فلنتحدث عن البحث على الإنترنت، مثل البحث المتقدم والتحليلي على الإنترنت؛ فإنَّ البحث على "غوغل" (Google) فيه الكثير من الأسرار التي ستكتشف بعضها بعد قليل؛ على سبيل المثال، هل تعرف طريقة استخدام الأدوات والرموز المنطقية في عمليات البحث الخاصة بك؟
ابدأ باستخدام الأداة "و" (And) والأداة "أو" (Or) وأداة النفي "Not" في مربع البحث، وأضف علامات اقتباس للبحث عن كلمة رئيسة معينة كما تكتبها تماماً، واستخدم علامة الطرح (-) لإخبار محرك البحث بتجاهل الكلمة التي وضعتها قبله.
يمكن أن يساعدك هذا النوع من البحث المتقدم في غوغل على العثور على محتوى ذي صلة وموثوق وإنشاء دورات عبر الإنترنت خلال نصف المدة، وستتمكن من العثور على المواقع الإلكترونية التي لم تسمع بها من قبل ولكنَّها تعرض معلومات ومحتوى قد يكون مفيداً على الأمد الطويل، ومع ذلك، أنت تحتاج إلى تقييم تلك المواقع وكذلك إجراء تقييم نقدي للأوراق البحثية.
للتحقق ممَّا إذا كان الموقع الإلكتروني الذي تزوره يستحق اهتمامك، كل ما عليك فعله هو تصفح جميع عناصر القائمة والتحقق من آخر تاريخ حُدِّثت فيه.
2. مهارات التواصل القوية:
يتعلق التدريب بالأشخاص، وما يجعلنا مختلفين عن باقي الكائنات الحية هو أنَّنا نمتلك القدرة على التواصل مع بعضنا بعضاً بطريقة مباشرة؛ فهذا هو السبب في أنَّ إحدى صفات ومهارات المدرب الأساسية التي تحتاج إليها لتكون مدرباً فعَّالاً هي التواصل، وفي الواقع، يمكن أن يؤدي التواصل إلى نجاح تجربة المتعلم أو فشلها.
تخيَّل مدرباً لا يجيد شرح المفاهيم، أو شخصاً لا ينتبه لمخاوف المتعلمين، هذه الأمور كلها تمثل عقبات أمام تجربة التعلم، وتقع المسؤولية على عاتق المسؤول عن تقديم التدريب؛ أي على عاتق المدرب. لذلك لكي تكون مدرباً مُلهماً وتساعد على الاندماج، يجب أن تكون بارعاً في الإصغاء وطرح الأسئلة والشرح وتقديم التغذية الراجعة؛ بمعنى آخر، يجب عليك أن تتعلم طريقة إيصال كل شيء.
يمكن ممارسة هذه المهارات التدريبية خلال فترة الحياة المهنية، وطالما أنَّك تعرف مقدار أهمية التواصل، فكلما درَّبت أشخاصاً أكثر، كان التواصل (وأنت مدرب) أفضل.
3. المهارات التنظيمية:
إنَّ المهارات التنظيمية القوية دائماً ما تكون كافية لك، سواء بصفتك مدرباً أم بصفتك شخصاً؛ إذ ستساعدك مهارات مثل إدارة وقتك على البقاء على المسار الصحيح.
يحتاج المدربون في التعلم والتدريب والتطوير إلى إنجاز المهام المختلفة قبل تقديم برنامجهم التدريبي، وإتقان التنظيم يُعَدُّ أمراً ضرورياً لجملةٍ من الأمور منها جمع المواد المطلوبة وتقديم التدريب تقديماً يتسم بالكفاءة، كما توجد مهارة أخرى هامة للمدربين مرتبطة تماماً بالتنظيم وهي حل المشكلات.
كلما كنت مُنظَّماً، زاد عدد المشكلات التي ستحلها بصورة استباقية، وسيؤدي ذلك إلى تجربة تعلم ممتازة؛ وذلك لأنَّك ستهتم بكل أمر يحدث مسبقاً، بالإضافة إلى ذلك، سيَقِلُّ شعورك بالتوتر.
4. مهارات القدرة على التكيف:
لا تسير الأمور دائماً بالطريقة التي نتوقعها؛ فأحياناً يضع روتين الحياة بعض العقبات أمامنا، ومن الممكن أن تحدث ببساطة التأخيرات والمتاعب والظروف غير المتوقعة، لكن ما الذي يمكنك فعله؟
بصفتك مدرباً، يجب أن تكون مستعداً لما هو غير متوقع؛ وهذا يعني أنَّه يجب أن تمتلك القدرة على التكيف، فضع خطة بديلة لكل شيء وجرب كل الأدوات وراقب كيف يمكن أن تساعدك بعض الميزات في الاستعداد، ثم فكِّر في أيِّ أمر آخر يمكن أن يحدث بصورة خاطئة، وأصلحه قبل أن يحدث، وستتحول القدرة على التكيف بلمح البصر من مهارة تدريبية إلى صفة شخصية.
5. الحماسة للتعلم طوال الحياة:
يجب ألا يتوقف المدرب عن التعلم، وبصفتك جزءاً من مجال التدريب، يجب عليك تطوير عادات التعلم طوال الحياة؛ وذلك لتتمكن من مواكبة جميع التطورات المتغيرة في السوق باستمرار، لكنَّ السبب الآخر الذي يجعلك بحاجة إلى الاستثمار في التعلم طوال الحياة بصفتك مدرباً، هو أن تكون قادراً على التعاطف مع المتعلمين وتضع نفسك مكانهم.
وأحياناً، عندما يُنشِئ المدربون دورات تدريبية على أساس يومي، فإنَّهم يميلون إلى نسيان شعور تعلُّم أمر جديد؛ إذ توجد مشاعر خوف وإحباط وحماسة وإرهاق وملل وغير ذلك الكثير ممَّا يدور في أذهان المتعلمين.
ومن وقت لآخر، أنت تحتاج إلى أن ترى من خلال عيون المتعلمين لتكون مدرباً فعَّالاً يقدم دورات تدريبية جيدة وتساعد على الاندماج، ومن بين كل هذه المهارات للمدربين، قد تكون هذه المهارة هي الأهم؛ لذا استمر في التعلم، حتى لا تنسى أبداً كيف يبدو أن تكون متعلماً.
أدوات التدريب الضرورية للمدربين:
أولاً، دعنا نستكشف إجابة السؤال الذي يُطرَح كثيراً: ما هي أدوات التدريب؟ أدوات التدريب هي كل البرامج أو النماذج التي تساعد المدربين على تقديم تدريبهم للمتعلمين، ويوجد الكثير من أدوات التدريب والتطوير المتوفرة، بعضها مخصص تماماً للتدريب، بينما يُعَدُّ بعضها الآخر أدوات يمكنها دعم المهن الأخرى أيضاً؛ باختصار، كل تلك الأدوات التي تساعدك على إنجاز أفضل عمل بصفتك أفضل مدرب هي أدوات للتدريب.
وفيما يأتي الفئات الرئيسة الأربع لأدوات التدريب والتطوير التي يجب أن يمتلكها كل مدرب في صندوق أدواته:
1. نظام إدارة التعلم (LMS):
إنَّ أفضل أداة تدريب للمدربين الذين يرغبون في إنشاء دورات، وإدارة المستخدمين، وتتبع أداء المتعلمين وتدريبهم عبر الإنترنت هو نظام إدارة التعلم، فيجب ألا يعرف المدربون طريقة استخدام نظام إدارة التعلم فحسب؛ وإنَّما يجب أن يعرفوا طريقة تحقيق أقصى استفادة منه دون متاعب.
2. أداة تأليف المحتوى:
لفهم قيمة أدوات تأليف التعليم الإلكتروني، أنت تحتاج إلى فهم ما الذي تعنيه أداة التأليف، وفي الأساس، تُعَدُّ أدوات التأليف نُظماً برمجيةً تتيح للمدربين إضافة مجموعة متنوعة من ملفات الوسائط والوسائط المتعددة لإنشاء تدريب يساعد على الشعور بالاندماج؛ على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في إنشاء دورات تفاعلية، فإنَّ أداة تأليف التعليم الإلكتروني تبدو أفضل طريقة لذلك.
ويوجد حل آخر أسهل؛ ففي الوقت الحالي، يوجد العديد من أنظمة إدارة التعلم التي تترافق بأدوات تأليف مدمجة؛ لذلك لا يجب عليك التبديل بين البرامج لتقديم تدريب عالي الجودة؛ بل يمكنك ببساطة إنشاء حسابك والوصول إلى مركز التدريب الخاص بك والبدء ببناء دورتك التدريبية على الفور.
3. برنامج تحرير الفيديوهات:
يُعَدُّ برنامج تحرير الفيديوهات من أكثر أدوات التدريب التي يتجاهلها المدربون، والسبب وراء قوة مقاطع الفيديو هو أنَّها توفر تجربة تعليمية واضحة وتساعد على الاندماج، فاليوم يمكنك تعديل مقطع فيديو كامل حتى على هاتفك الذكي ومجاناً؛ لذلك من السهل جعل الدورات التدريبية الخاصة بك أكثر متعةً وجاذبيةً، وجرِّب أنواعاً مختلفةً من الفيديوهات لجعل الدورات التدريبية الخاصة بك مشوقةً.
تشمل التنسيقات الأكثر شيوعاً ما يأتي:
- الفيديوهات التي يظهر فيها الشخص وحده مخاطباً الجمهور.
- تسجيلات الشاشة.
- فيديوهات العروض التقديمية.
- مقاطع فيديو شبيهة بالأفلام الوثائقية.
- وغير ذلك الكثير.
لذلك، كل ما عليك فعله هو معرفة أيُّها يناسب احتياجاتك والتخطيط وفقاً لذلك، فإذا كنت تشعر بالخجل من الكاميرا، فيمكن أن تكون تطبيقات تسجيل الشاشة مثل برنامج "سكرين كاست أو ماتيك" (Screencast-O-Matic) مفيدةً عندما تريد تسجيل شاشتك وشرح الموضوعات المعقدة بوضوح.
على أيِّ حال، سواء كنت خبيراً متخصصاً تُنشِئ دورات للبيع أم مدرباً في شركة، فإنَّ تعلم طريقة استخدام أدوات الفيديو سيمنحك خبرةً ويضيف لمسة إضافية إلى الدورات التدريبية الخاصة بك.
4. وسائل التواصل الاجتماعي:
قد يبدو الأمر غريباً بعض الشيء، لكنَّ وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون أدوات تدريب وتطوير قويةً، وفي حالة عدم ملاحظتك لهذا الأمر، توجد زيادة كبيرة في استخدام برامج التواصل الاجتماعي الشهيرة مثل "تويتر" (Twitter)، و"إنستغرام" (Instagram)، و"تيك توك" (TikTok)، و"بينتيريست" (Pinterest)، و"فيسبوك" (Facebook)، و"يوتيوب" (YouTube) وما إلى ذلك.
وبصفتك مدرباً، يُعَدُّ التواصل مع المتعلمين على برامجهم المفضلة طريقةً ممتازةً لتخصيص تجربة التعلم؛ إذ يمكنك دمج أداة وسائل التواصل الاجتماعي مع نظام إدارة التعلم الخاص بك لتشجيع المتعلمين على التواصل مع الأشخاص الآخرين الموجودين معهم في نفس الدورة.
واحرص أيضاً على إنشاء مجموعات على "فيسبوك" أو غيرها من المجتمعات الصغيرة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وذلك لتسمح للمتعلمين بمشاركة الأفكار مع بعضهم بعضاً والمشاركة في مناقشات تتعلق بتدريبهم.
وإذا كنت ترغب في بيع الدورات التدريبية عبر الإنترنت، فإنَّ وسائل التواصل الاجتماعي هي أيضاً أدوات تسويق رائعة للدورة التدريبية للوصول إلى المتعلمين المحتملين الذين قد يبحثون عن الدورات التي تقدمها، فلم يكن العالم أكثر ترابطاً من أيِّ وقت مضى؛ لذلك استفد من ذلك بما يخدم مصلحتك.
في الختام:
لكي تكون مدرباً جيداً، أنت تحتاج إلى بناء أو تحسين مهارات التدريب الأساسية هذه، وقضاء بعض الوقت في تعلُّم وإتقان أدوات التدريب التي تحدثنا عنها في هذا المقال، فأجرِ أبحاثك وتفاعل مع المتعلمين، ولا تنسَ أبداً أن تكون متفهماً وتمتلك القدرة على التكيف، وجرِّب بعض أدوات التعلم الإلكتروني للمدربين وتذكَّر دائماً أنَّ المدرب الجيد لا يتوقف أبداً عن التعلم.