أشهر أنواع التدريب التي تقدم للموظفين في المؤسسات
يوجد العديد من أنواع التدريب المختلفة التي يمكننا استخدامها لمساعدة الموظفين على الاندماج، وتُستخدم هذه الأنواع عادةً في جميع خطوات عملية التدريب (التوجيه، والتدريب الداخلي، والمنتورينغ، والتدريب الخارجي).
ويعتمد التدريب المستخدم على كمية الموارد المتاحة ونوع الشركة والأولوية التي تمنحها الشركة للتدريب؛ على سبيل المثال، تجعل شركة "ذي تشيزكيك فاكتوري" (The Cheesecake Factory) - وهي سلسلة مطاعم - من التدريب أولويةً قصوى لديها؛ إذ تنفق الشركة 2000 دولار تقريباً على كل موظف في الساعة، ويشمل هذا جميع الأشخاص من الندلاء إلى المديرين.
بالنسبة إلى هذه الشركة، فهي تدفع نفقات التدريب، وتقيِّم فاعلية التدريب من خلال النظر إلى معدل دوران الموظفين الذي يقل بنسبة 15% عن متوسط معدل دوران العمالة في مجال العمل هذا، ويشكل الندلاء 40% من القوى العاملة وتقضي الشركة أسبوعين في تدريبهم للحصول على الشهادة، وبعد ثلاثين يوماً يتلقون دروساً للمتابعة، وعندما تتغير قوائم الطعام يتلقون تدريباً إضافياً.
الآن، دعونا نلقي نظرة على بعض أنواع التدريب التي يمكن أن نقدمها لموظفينا، وستلاحظ أنَّه لا يوجد نوع واحد كافٍ لكل الوظائف التي نعمل بها؛ إذ يستخدم معظم مديري الموارد البشرية مجموعةً متنوعةً من هذه الأنواع من التدريب لتطوير الموظف بصورة شاملة:
1. التدريب التقني:
اعتماداً على نوع الوظيفة، سيكون التدريب التقني مطلوباً، وهو نوع من التدريب يهدف إلى تعليم الموظف الجديد الجوانبَ التقنية للوظيفة، وفي بيئة البيع بالتجزئة، قد يشمل التدريب التقني تعليم شخص ما طريقة استخدام أنظمة الحواسيب للاتصال بالعملاء.
في مواقع البيع، قد يتضمن التدريب توضيح طريقة استخدام نظام إدارة علاقات العملاء (CRM) لشخص ما للعثور على عميل جديد، أما في الأعمال الاستشارية، فيمكن استخدام التدريب التقني حتى يعرف الشخص الاستشاري طريقة استخدام النظام لإدخال عدد الساعات التي يجب تحصيلها من العميل.
في المطعم، يحتاج النادل إلى التدريب على طريقة استخدام النظام لمعالجة الطلبات؛ فلنفترض أنَّ شركتك قررت الانتقال إلى أحدث إصدار من برنامج "مايكروسوفت أوفيس" (Microsoft Office)، قد يتطلب الأمر بعض التدريب التقني للشركة ككل لضمان استخدام الجميع للتكنولوجيا بطريقة فعَّالة، وغالباً ما يُجرى التدريب التقني داخلياً، لكن يمكن إدارته خارجياً.
2. تدريب الجودة:
يُعَدُّ تدريب الجودة هاماً في الأعمال التي تركز على الإنتاج، ويشير هذا التدريب إلى تعريف الموظفين بوسائل تفادي العناصر غير الجيدة واكتشافها والتخلص منها في مؤسسة تقدِّم منتجاً، وفي عالم اليوم الذي تساعد فيه الجودة على تمييز عملك عن المنافسين، فإنَّ هذا النوع من التدريب يزود الموظفين بالمعرفة للتعرف إلى المنتجات التي لا ترقى إلى مستوى معايير الجودة، ويعلمهم ما الذي يجب القيام به في هذا السيناريو.
تقيس العديد من المنظمات مثل "المنظمة الدولية للمعايير" ISO) (International Organization for Standardization، الجودة بناءً على عدد من المعايير، وتقدم هذه المنظمة ختم الموافقة على الجودة للشركات التي تنتج منتجات ملموسة.
لقد طورت المنظمة الدولية للمعايير معايير للجودة لكل مجال متوقع، وليست معايير للنظر في جودة المنتج فقط؛ وإنَّما اعتماد الشركات في الإدارة البيئية، وتمثل معايير الأيزو 9000 (ISO9000) مجموعة معايير إدارة الجودة، بينما تمثل معايير الأيزو 14000 (ISO14000) مجموعة معايير الإدارة البيئية.
طورت المنظمة معيار الـ 18000 على مدار الستين عاماً الماضية، ومع زيادة العولمة، أصبحت معايير الجودة الدولية هذه أكثر أهميةً من أي وقت مضى لتطوير الأعمال التجارية، وقد تختار بعض الشركات مثل شركة "ثري إم" (3M)، تقديم تدريب الأيزو بوصفه تدريباً خارجياً عبر الإنترنت، وتوظيف شركات مثل شركة "كواليتي أشورانس إنترناشيونال" (Quality Assurance International) لتقديم التدريب عبر الإنترنت وفي الفصول الدراسية للموظفين.
إنَّ تدريب الموظفين على معايير الجودة، ومن ذلك معايير المنظمة الدولية، يمكن أن يمنحهم ميزةً تنافسيةً، ويمكن أن يؤدي إلى توفير التكاليف في الإنتاج وكذلك توفير ميزة في تسويق المنتجات الخاضعة لمراقبة الجودة، كما يمكن إجراء تدريب الجودة داخلياً، ولكنَّ المنظمات مثل المنظمة الدولية للمعايير تجري أيضاً تدريباً خارجياً.
3. التدرب على المهارات:
النوع الثالث من التدريب هو التدريب على المهارات، ويشمل الكفاءات اللازمة لأداء الوظيفة؛ على سبيل المثال، قد يُدرَّب المساعد الإداري على طريقة الرد على الهاتف، بينما يُدرَّب مندوب المبيعات في شركة "بست باي" (Best Buy) على تقييم احتياجات العملاء وطريقة تقديم معلومات للعميل لاتخاذ قرار الشراء.
ففكِّر في التدريب على المهارات على أنَّه مجموعة الأمور التي تحتاج إلى معرفتها لأداء عملك؛ مثلاً، لا يحتاج المحاسب إلى معرفة التكنولوجيا للاتصال بشخص ما فحسب؛ وإنَّما معرفة كل ما يجب فعله إذا سُعِّر شيء ما بطريقة خاطئة، وأحياناً، يُقدَّم التدريب على المهارات داخلياً ويمكن الاعتماد على منتور.
من الشركات التي استخدمت التدريب على المهارات، شركة "إيه تي آند تي" (AT&T) وشركة "آبل" (Apple)، اللتين طلبتا من مديريهما تسريع عملية تدريب موظفي البيع بالتجزئة على جهاز "آيفون 5" (iPhone 5)، الذي طُرِحَ في السوق في الخريف.
4. التدريب على المهارات الناعمة:
النوع الرابع من التدريب يسمى التدريب على المهارات الناعمة، التي تشير إلى الصفات الشخصية، والفضائل الاجتماعية، والتواصل، والعادات الشخصية التي تُستخدَم لوصف العلاقات مع الآخرين، وقد تتضمن المهارات الناعمة طريقة الرد على الهاتف أو كيف يمكن أن تكون شخصاً ودوداً وترحب بالعملاء، كما يمكن أن يشمل التدريب على الأخلاقيات، وفي بعض الوظائف قد تتضمن المهارات الناعمة الضرورية طريقة تحفيز الآخرين، والحفاظ على المناقشات القصيرة، وبناء العلاقات.
في بيئة البيع بالتجزئة أو بيئة المطاعم، تُستخدَم المهارات الناعمة في كل تفاعل مع العملاء، وهي عنصر رئيس في تجربة العميل، ووفقاً لاستطلاع أجرته مجلة "كمبيوتر وورد" (Computerworld)، يقول المسؤولون التنفيذيون إنَّه يوجد حاجة متزايدة للأشخاص الذين يمتلكون المهارات الناعمة الضرورية مثل مهارات الإصغاء والتواصل القوية، وليس المهارات التقنية فحسب لإنجاز عمل ما.
قد ترجع معظم مشكلات المؤسسات إلى عدم وجود مهارات ناعمة أو مهارات التعامل مع الآخرين، وليس بسبب المشكلات المتعلقة بنفس العمل؛ ونتيجةً لذلك، يجب على الموارد البشرية والمديرين العمل معاً لتعزيز مهارات الموظفين هذه، ويمكن إدارة التدريب على المهارات الناعمة إما داخلياً أو خارجياً.
5. التدريب المهني والتدريب القانوني:
في بعض الوظائف، يجب إجراء التدريب المهني باستمرار؛ فالتدريب المهني هو نوع من التدريب المطلوب حتى تكون على اطلاع دائم بالمجال المهني للفرد؛ على سبيل المثال، تتغير القوانين الضريبية في كثير من الأحيان؛ ونتيجة لذلك، يجب أن يتلقى المحاسب تدريباً مهنياً سنوياً على قوانين الضرائب الجديدة، كما سيحتاج المحامون إلى تلقي تدريب مهني مع تغيُّر القوانين، وسيخضع مدرب اللياقة البدنية الشخصي إلى الحصول على شهادات اعتماد سنوية للبقاء على اطلاع دائم بمعلومات اللياقة والتغذية الجديدة.
دفعت بعض المنظمات تكاليف عاليةً بسبب عدم تدريب موظفيها بطريقة صحيحة على القوانين المتعلقة بمجالاتهم، ودفع "مستشفى ماساتشوستس العام" (Massachusetts General Hospital) أكثر من مليون دولاراً كغرامات تتعلق بسياسات الخصوصية غير المُتبعة؛ ونتيجةً لذلك، وافقت المنظمة على وضع تدريب للعاملين على الخصوصية الطبية؛ إذ كان من الممكن تفادي دفع الغرامات لو قدمت المنظمة التدريب المناسب من البداية.
توجد أنواع أخرى من التدريب القانوني قد تشمل التدريب على قانون مكافحة التمييز، وعادة ما يُقدَّم التدريب المهني خارجياً، وعادةً ما يكون مطلوباً لمهن محددة تحدث فيها تغييرات أحياناً، كما هو الحال في مجال المحاسبة.
6. تدريب الفريق:
هل تعرف التمرين الذي يُطلَب فيه من الشخص إغلاق عينيه والسقوط للوراء، ومن المفترض بعد ذلك أن يمسك أعضاء الفريق بذلك الشخص؟ بوصفه تمريناً لبناء الفريق، هذا مثال عن تدريب الفريق، والهدف من هذا التدريب هو تطوير التماسك بين أعضاء الفريق؛ وهذا يسمح لهم بالتعرف إلى بعضهم بعضاً وتسهيل بناء العلاقات.
يمكننا تعريف تدريب الفريق على أنَّه عملية تُمكِّن الفرق من تحسين عملية اتخاذ القرار وحل المشكلات ومهارات تطوير الفريق لتحقيق النتائج المطلوبة، وغالباً ما يحدث هذا النوع من التدريب بعد إعادة هيكلة المنظمة وعمل أشخاص جدد معاً أو ربما بعد الاندماج أو الاستحواذ.
وتتضمن بعض أسباب تدريب الفريق ما يأتي:
- تحسين التواصل.
- جعل مكان العمل ممتعاً.
- تحفيز الفريق.
- التعرف إلى الآخرين.
- أن يكون الجميع على اتفاق، ومن ذلك تحديد الهدف.
- تعليم الفريق استراتيجيات التنظيم الذاتي.
- مساعدة المشاركين على تعلم المزيد عن أنفسهم (نقاط القوة والضعف).
- تحديد نقاط القوة لأعضاء الفريق والاستفادة منها.
- تحسين إنتاجية الفريق.
- ممارسة التعاون الفعَّال مع أعضاء الفريق.
يمكن إدارة تدريب الفريق إما داخلياً أو خارجياً، ومن المفارقات، أنَّه بسبب استخدام التكنولوجيا، لم يعد تدريب الفريق يتطلب وجود الأشخاص في نفس المكان.
7. التدريب الإداري:
بعد أن يعمل شخص ما لفترة من الوقت مع إحدى المنظمات، قد تختاره المنظمة بوصفه مرشحاً لترقيته، وعندما يحدث هذا الأمر، سيحدث التدريب الإداري، وقد يتضمن التدريب الموضوعات الموجودة في قسم المهارات الناعمة؛ مثل طريقة التحفيز والتفويض، بينما يكون بعضها الآخر تقنياً بطبيعته؛ على سبيل المثال، إذا كانت الإدارة تستخدم نظاماً حاسوبياً محدداً للجدولة، فقد يُدرِّب المدير المرشح على المهارات التقنية، وقد تُجرَى بعض التدريبات الإدارية داخل الشركة، بينما تجرى بعض التدريبات الأخرى - مثل مهارات القيادة - خارجياً.
على سبيل المثال، تقدم شركة "ماستيك" (Mastek) - وهي مزود عالمي لحلول وخدمات تكنولوجيا المعلومات - برنامجاً يسمى "مهارة واحدة في الشهر"، التي تمكِّن المديرين من تعلُّم بعض المهارات مثل التفويض والكوتشينغ وتقديم التغذية الراجعة.
إنَّ متوسط إجمالي عدد أيام التدريب في شركة "ماستيك" هو 7.8 يوم لكل موظف، ويتضمن التدريب الموضوعات الإدارية والمهارات الناعمة مثل آداب استخدام البريد الإلكتروني، والهدف من برامجها التدريبية هو زيادة الإنتاجية، وهي إحدى القيم الأساسية للمنظمة.
8. التدريب على السلامة:
التدريب على السلامة هو نوع من التدريب يحدث لضمان حماية الموظفين من الإصابات الناجمة عن الحوادث المتعلقة بالعمل، وهو هام بصورة خاصة للمنظمات التي تستخدم المواد الكيميائية أو أنواع أخرى من المواد الخطرة في إنتاجها، ويمكن أن يشمل التدريب على السلامة خطط الإخلاء والتدريب على إطفاء الحرائق وإجراءات العنف في مكان العمل، كما يمكن أن يشمل التدريب على السلامة أيضاً ما يأتي:
- الحفاظ على سلامة العين.
- الإسعافات الأولية.
- سلامة الخدمات الغذائية.
- حماية السمع.
- التدريب على مادة "أسبست" (Asbestos).
- سلامة عمَّال البناء.
- السلامة من المواد الخطرة.
توفِّر "وكالة إدارة السلامة والصحة المهنية" (The Occupational Safety and Health Administration) - وهي الوكالة الفيدرالية الرئيسة المسؤولة عن تطبيق لوائح السلامة والصحة في الولايات المتحدة (United States) - تدريباً خارجياً للشركات وفقاً لمعاييرها، وفي بعض الأحيان سيتضمن التدريب الداخلي أيضاً تدريب السلامة.