التنمية الشخصية كيف تزيد من قدرتك على التأقلم


تعدُّ القدرة على التأقلم ميزة جذابة، حيث نسعى جميعاً إلى أن نكون أشخاصاً مرنين ومتعاونين وقادرين على التأقلم ومنفتحين على التغيير والتحدي، وألَّا نكون أشخاصاً ثابتين أو جامدين؛ وإذا سألت معظم الناس عمَّا إذا كانوا ينظرون إلى أنفسهم بكونهم أشخاصاً منفتحين وقادرين على التأقلم، فسيجيب كثيرون منهم بـ "نعم".

يعني كونك قابلاً للتأقلم أنَّك تتعامل مع التغيير بسلاسة وسهولة، ولن تواجه نتيجة لذلك أموراً غير متوقعة، وستكون أكثر سعادة؛ ولكن مع ذلك، يقاوم معظمنا في الواقع التغيير أكثر ممَّا نتصور.

لا تعني القدرة على التأقلم أن نتَّسم بالمرونة فحسب، وإنَّما أن نكون منفتحين على كل الأشياء من حولنا -حتى خارج منطقة راحتنا- وعدم إصدار أحكام مسبقة مثل: "لا يمكنني فعل ذلك أبداً" أو "سيكون ذلك الأمر صعباً جداً بالنسبة إلي"، وبالتالي يتعلق الأمر بالمرونة والذكاء العاطفي أيضاً.

ليس بوسعنا الاعتقاد بأنَّنا نعرف كل شيء، حيث سيأتي شيء جديد ويدمر هذه الأفكار ويؤكد عدم صحتها؛ سواء كان ذلك تقنية جديدة، أم عملية جديدة، أم خطة جديدة.

تعدُّ القدرة على التأقلم من المهارات المطلوبة جداً في هذا العالم الذي يتطور بسرعة مذهلة؛ لذلك سنقدم لك في هذا المقال طريقة لتحديد فيما إذا كنت قادراً على التأقلم وتحسين أدائك في هذا المجال:

تخطَّ منطقة راحتك:

تتعلق القدرة على التأقلم بالتطوير المستمر لقدراتنا والارتقاء بمستوى إمكاناتنا، ويعدُّ هذا الأمر بالغ الأهمية لمهاراتنا الحالية والمستقبلية؛ لكن ولسوء الحظ، قد نثمِّن أنفسنا أكثر ممَّا نحن عليه فعلاً.

يعدُّ التغيير أمراً صعباً؛ ذلك لأنَّنا نفضل البقاء داخل منطقة راحتنا، ونقاوم أي سبب يدفعنا إلى الخروج منها؛ إذ يتطلب الأمر بذل جهد واعٍ للقيام بذلك، وتحديداً لدى الأشخاص غير المنفتحين على التغيير.

تتمثل أفضل طريقة لتطوير القدرة على التأقلم أو أي تغيير سلوكي آخر في ممارسة ذلك في المواقف اليومية ذات المخاطر المنخفضة.

قد تكون مناطق الراحة صغيرة أو كبيرة، ونحن من نتحكم بذلك؛ إذ بإمكاننا أن نجعلها كبيرة من خلال الانخراط في مزيد من الأنشطة والمهام والأفكار والتجارب التي تقع خارجها؛ ذلك لأنَّه كلَّما كبرت منطقة راحتنا، زادت قدرتنا على التأقلم.

تعدُّ منطقة الراحة المكان الذي يكون فيه كل شيء سهلاً وآمناً، وتلك التي لا يحدث فيها أي شيء رائع أو مثير في الوقت نفسه؛ لهذا السبب توجد منطقة أخرى تُسمَّى "منطقة الامتداد" (stretch zone)، والتي تقع خارج منطقة الراحة، وتعدُّ المنطقة المسؤولة عن التعلم والنمو، والتي تشعر فيها بعدم الارتياح إلى حد ما لأنَّك تتعامل مع طرائق جديدة ومختلفة، لكن لا يزال بإمكانك التحكم بها.

إذا حاولت الابتعاد عن منطقة الامتداد، فستصل إلى منطقة الذعر (panic zone)، والتي لا تعدُّ مكاناً يُحبَّذ التواجد فيه؛ حيث لا يمكن أن يحدث التعلم والنمو في هذه المنطقة بسبب كوننا بعيدين جداً عن مناطق راحتنا، بحيث نجد أنفسنا في وضعٍ مستمرٍ من استجابة الكر والفر (fight or flight mode).

لذا تعدُّ منطقة الامتداد أفضل مكان كي تتواجد فيه؛ فعندما تقضي الكثير من الوقت فيها، تزيد قدرتك على التأقلم بفاعلية واستدامة.