الدليل الشامل لتوظيف كوتش
إنَّ كلمة "كوتش" موجودة منذ القرن التاسع عشر، وقد استُخدِمت للمعلمين الخاصين، ولاحقاً أصبح الكوتشز مهيمنين في مجال الرياضة، لكن خلال العقود الأخيرة، أصبح الكوتشينغ ينطبق على كل مجال تقريباً؛ وذلك لأنَّه بات ظاهرةً جديدةً نسبياً، كما يوجد الكثير من الأسئلة والصعوبات المتعلقة بالكوتشينغ.
وفي هذا الدليل، سنتحدث عن الأسئلة والتحديات الأكثر شيوعاً التي تواجه عملية توظيف الكوتش، وفي هذا الدليل، ستعرف ما يفعله الكوتش، وما إذا كان يجب عليك العمل مع أحدهم، وطريقة توظيف أفضل كوتش لك.
ماذا يفعل الكوتش؟
الكوتش هو الشخص الذي يُظهِر للآخرين طريقة تحسين مهارة أو عملية معينة، فهو يساعد الشخص أو المجموعة على تحقيق هدف محدد للنجاح. وإليك ما لا يفعله الكوتش:
- العمل لخدمتك.
- الإجابة عن أسئلتك.
- الوقوف إلى جانبك وتوجيهك.
- مواساتك عندما تفشل.
كل من لعب رياضات جماعية يعرف ذلك، فالكوتشز الرياضيون لديهم هدف واحد وهو الفوز، فهم يبذلون قصارى جهدهم ليُظهرِوا لفريقهم طريقة تحسين أنفسهم حتى يتمكنوا من الفوز، ولكنَّ الكوتش لا يحقق الفوز بنفسه؛ وإنَّما اللاعبون هم من يفعلون ذلك، وينطبق الأمر نفسه على أيِّ نوع من أنواع الكوتشينغ.
متى تحتاج إلى العمل مع كوتش؟
عموماً، من الجيد العمل مع كوتش عندما تكون جاداً بشأن مهارة أو عملية معينة. وإليك بعض الأمثلة:
- بناء مستقبل مهني: يمكن لبعض الكوتشز المساعدة على أساليب إجراء المقابلات، والتفاوض بشأن الزيادات، وتغيير المهن، وما إلى ذلك.
- بناء عمل تجاري: يمكن للكوتش مساعدتك على تطوير عملك من خلال تقديم النصائح بشأن أمور مثل التوظيف واستراتيجية التسويق والمبيعات، وما إلى ذلك.
- تعلُّم مهارة: يمكن للكوتش أن يعلمك أيَّ نوع من المهارات، مثل الكتابة والبرمجة والتنس وعزف الجيتار وتعلم اللغة، وما إلى ذلك.
- اللياقة: يوجد الكثير من الكوتشز في مجال الصحة واللياقة البدنية. فيمكنك العمل مع كوتش لتحسين قوَّتك وقدرتك على التحمل ونظامك الغذائي، وما إلى ذلك.
كما ترى، تركز جميع الأمثلة المذكورة آنفاً على مهارة أو عملية، ولنفترض أنَّك تبني نشاطاً تجارياً وشهدت نمواً جيداً لمدة عامين، لكن الآن أنت ترغب في التقدم؛ فيمكن لكوتش الأعمال الذي لديه خبرة في تطوير شركة ما أن يساعد في هذه العملية. وعموماً، يجب عليك العمل مع كوتش عندما تسعى إلى تحقيق النجاح في أمر ما، وإلا سيكون الأمر مضيعةً لوقتكما معاً.
وعندما يتعلق الأمر بالأعمال والوظائف، وظِّف كوتشاً عندما تكون مستعداً للتقدم والتطور، فمن غير المنطقي توظيف كوتش عندما تبدأ عملك للتو، وعندما تبدأ نشاطاً تجارياً، من الأفضل قراءة الكتب وتلقِّي دورات تدريبية في البداية. فاحصل على عملائك أو زبائنك الأوائل، ثم وظِّف كوتشاً يمكنه مساعدتك على تطوير أعمالك.
فوائد توظيف كوتش:
1. يوفر لك الكوتشينغ الكثير من الوقت:
يقول السياسي "أوتو فون بسمارك" (Otto von Bismarck): "يتعلم الشخص الأحمق من أخطائه فقط، بينما يتعلم الرجل الحكيم من أخطاء الآخرين".
إنَّ الكوتشينغ مخصص للأشخاص الجادين بشأن تقدمهم؛ إذ يتعلق الأمر أيضاً بالاستفادة القصوى من وقتك، وعلى الرغم من عدم وجود طرائق مختصرة في الحياة، إلا أنَّك تستطيع كسب الوقت بالتأكيد. فعندما تنوي القيام بأمر ما بمفردك، يمكنك الاعتماد فقط على تجربتك الخاصة، ويسبب ذلك إضاعة الكثير من الوقت. وبصفتك أحد الهواة في مجال ما، سترتكب نفس أخطاء المبتدئين؛ لذلك من الأفضل الاعتماد على معرفة وخبرة الخبراء لتجنب تلك الأخطاء.
2. المساءلة تُسرِّع تعقُّب تقدمك:
غالباً ما تفشل الكثير من أهدافنا لأنَّها إما غير واقعية، أو أنَّ شخصاً ما غير موجود لمساعدتنا على الحفاظ على تقدمنا. وهنا تظهر أهمية وجود الكوتشز؛ إذ يمكن لهم أن يلهموك لتحقيق الأهداف الصغيرة والكبيرة، فهم يساعدونك على الاستمرار في التركيز والحفاظ على التقدم المستمر، كما أنَّ وجود شخص ما يشجعك في أثناء ذلك يمكن أن يؤثر تأثيراً كبيراً في دوافعك.
وفي معظم الأوقات، نحن أكبر أعداء لأنفسنا عندما نحاول تحسين أنفسنا وأعمالنا وحياتنا، فيمكن للكوتشز أن يقدموا لك وجهة نظر غير متحيزة ونقداً بنَّاءً، وبمساعدة كوتش، ترى ما هو أبعد من معتقداتك المُقيِّدة.
كيف تجد الكوتش المناسب؟
الآن بعد أن قررت أنَّك بحاجة إلى توظيف كوتش، كيف يمكنك البحث عن الكوتش المناسب الذي يناسب احتياجاتك؟ غالباً ما يكون توظيف الكوتشز أكثر تكلفةً من الالتحاق بدورة عبر الإنترنت، على سبيل المثال. واعتماداً على المهارة أو العملية التي تحاول تحسينها، فمن المحتمل أن تعمل مع الكوتش لفترة طويلة.
باختصار، إنَّ اختيار الكوتش الخاطئ سيكلفك الكثير من المال والوقت؛ لذلك يجب عليك اختيار الكوتش المناسب الذي يناسب احتياجاتك. وإليك بعض الأمور التي يجب أن تبحث عنها، والعديد من الأسئلة التي يجب التفكير فيها للعثور على الكوتش المناسب:
ما هي الشهادات والخبرات الهامة؟
إنَّ الكوتش التنفيذي الذي يتمتع بخبرة كبيرة في إدارة شركات متعددة الجنسيات ليس أفضل شخص لتقديم الكوتشينغ لرائد أعمال منفرد، فعند البحث عن كوتش، فكر دائماً في الأسئلة الآتية:
- هل ساعد الكوتش الذي ترغب في توظيفه أشخاصاً على مواجهة تحديات مماثلة لتحدياتك؟
- ما الذي حققه الكوتش في حياته الخاصة؟
- ما هي أنواع العملاء الذين عملوا معه في الماضي؟
- هل حقق العملاء ما تهدف إلى تحقيقه، وهل حققوا نجاحاً كبيراً؟
بدلاً من الاعتماد على الشهادات والخبرات، يمكنك الاعتماد على النتائج وما قدمه الكوتش في حياته، وإذا لم يتمكن من بناء عمل تجاري ناجح، فمن غير المتوقع منه أن يعلم الآخرين طريقة القيام بذلك.
تحديد أفضل أسلوب للكوتشينغ:
ما هي الطريقة التي تريد تلقِّي الكوتشينغ بها؟ مع انتشار الجائحة، يحدث معظم الكوتشينغ افتراضياً، لكن حتى مع الكوتشينغ الافتراضي، قد تختلف الأساليب. فالنقطة الهامة هنا هي أن تكون صادقاً مع خياراتك المفضلة؛ على سبيل المثال، يجب على بعض الأشخاص العمل مع كوتش محلي. وهذا الأمر صحيح تحديداً إذا كنت تبحث عن كوتش للتمرين، ومن المحتمل أنَّك تريد شخصاً يمكنه بسهولة تصحيح وضعية جسمك أو تعديل طريقة أدائك لزيادة تأثيرات التمرين.
أهمية الانسجام:
هذا الأمر واضح تماماً، لكن من الهام دائماً مراعاة الانسجام بينك وبين الكوتش المحتمل، فتحدث معه لمدة 15 دقيقةً أو نحو ذلك، فمن الجيد أن تشعر بالإلهام من مناقشتك معه، وتكون متحمساً للعودة إليه لتحسين مهارتك؛ وهذا يعني غالباً أنَّ الكوتش يساعدك على الالتزام بالقيام بالعمل، وبأنَّه مصدر إلهام لك للنمو والتطور. وقد يقدم الكوتشز المختلفون أساليب وطرائق ووجهات نظر ونشاطات مختلفة لكل جلسة كوتشينغ؛ لذلك من الجيد إجراء مناقشة مع الكوتش لاكتشاف ما إذا كان مناسباً لك أم لا.
الخلاصة:
سواءً قررت العمل مع كوتش أم لا بعد قراءة هذا المقال، تذكَّر أنَّه لا توجد طريقة واحدة للنجاح، فلكل كوتش أسلوبه وبعض الكوتشز لن يكونوا مناسبين لك؛ لذلك إذا قررت العمل مع كوتش فجربه أولاً، وإذا لم يكن مناسباً لك فابحث عن غيره، وكل ما يهمك هو تحقيق تقدم في حياتك وعملك، ويجب أن يساعدك الكوتش الجيد على ذلك.