الذعر وجائحة كورونا توسيع دائرة التعاطف بين الناس


يجب ألاَّ نكبت عواطفنا في الوقت الذي يُطلَب منا فيه تجنب التواصل الجسدي مع الآخرين والخوف منه، فقد يكون العثور على طريقة لتقديم العطاء أو المساهمة بطريقة ما استراتيجية مفيدة للالتفاف على حالة الإغلاق.

لقد أصبح تنامي التعاطف واضحاً للغاية، حيث عاد آلاف المتقاعدين من العاملين في مجال الرعاية الصحية إلى دعم السلطات الصحية المحلية خلال جائحة كورونا، ويحاول آلاف الأطباء والممرضين والمسعفين والحمَّالين وعمال النظافة المحافظة على تماسك مستشفياتنا إلى جانب سعيهم إلى إنقاذ الأرواح، كما أصبح الصيادلة وسائقو الحافلات وعمال دور الرعاية وأصحاب المتاجر جزءاً حيوياً داعماً للصحة العامة، وانضمت إليهم وسائل الإعلام من خلال نشر التوعية بأمور الصحة العامة ومحاسبة الحكومة؛ وتقديراً وعرفاناً لجميلهم، يخرج عدد كبير من الناس العاديين كل ليلة خميس إلى الشُرفات، ويفتحون النوافذ، ويقفون بجانب البوابات للضرب على القدور، ورن الأجراس والتصفيق تحية لهم جميعاً.

لقد نفد الطعام في بعض الجمعيات الخيرية بسبب زيادة الطلب من قِبَل الناس الذين فقدوا وظائفهم وباتوا بحاجة ماسة إلى المساعدة؛ ونتيجة ذلك، أطلقت مجموعات في كل حي من خلال تطبيق واتس آب (WhatsApp) بالإضافة إلى المبادرات الدينية من الأديان كافة دعوات للتبرع بالمعلبات وأدوات النظافة، ولا يُعبِّر هذا عن التعاطف فحسب، بل عن الشغف في المساعدة والمشاركة أيضاً.

العار مقابل الاستقلالية

يبدو أنَّ هناك انحساراً في استهلاك الدقيق والتهافت على الأطعمة المجمدة، وقد قدَّم المحللون النفسيون تفسيرات مختلفة لهذا السلوك؛ وذلك بدءاً من مفاهيم "العار مقابل الحرية الشخصية"، إلى مفاهيم "فقدان السيطرة، والخوف من عدم وجود آليات حماية كافية"، إلى "عدم القدرة على الثقة بأنَّه سيكون هناك ما يكفي من الإمدادات والاهتمام"؛ إذ إنَّه لمن المحتمل أن تكون هذه المفاهيم الدفينة موجودة لدى الكثيرين منا دون الحاجة إلى انتشار جائحة على نطاق واسع، وربما تُخرج هذه الجائحة إلى العلن مخاوف أعمق لم تُعالَج أو تُدرَك بعد.

يبدو أنَّ حرمان الآخرين من علبة منظفات الغسيل أو غيرها من المواد لن يساعد في الحماية من فيروس كورونا، وقد تُمثِّل هذه السلوكات "الانقسام" أو "الإسقاط" لأنَّنا نُخرِج معظم مخاوفنا الداخلية من خلال استهلاك المواد غير المبرر؛ وقد وصف فرويد (Freud) هذا "بسوء التصرف"، مما يجعلنا نحتار بين تفسيرات "القلق الشديد" والجشع الناجم عن مرض عقلي.

ما الذي نستطيع فعله؟

يوجد الكثير من الأمور التي نعجز حاليَّاً عن فعلها، والكثير من الأمور التي قد لا نفعلها في الحالة العادية ولكن يتعيَّن علينا فعلها الآن؛ وإنَّ تذكُّر هذه الحدود الجديدة يستهلك طاقة، وقد يستهلك تذكير أنفسنا بأسبابها طاقة أكثر.

تنبأ اللورد رابي جوناثان (Rabbi Jonathan) في برنامج نيوز نايت (Newsnight) على قناة بي بي سي (BBC)، بأنَّ جائحة كورونا ستدفع إلى تغيير المجتمع من الهيمنة الحالية والأنانية إلى مجتمع أكثر وعياً، بحيث تتحول طريقة تفكير الأفراد من "أنا" إلى "نحن"؛ فدعنا نستكشف وننشئ ونوَّسع دائرة التعاطف:

أسئلة تأملية:

  • ما الذي لا يُسمَح لي بفعله حالياً؟
  • ما الذي أفعله الآن ولكنَّني لا أفعله عادةً؟
  • ما الذي أستمتع به ويفاجئني؟
  • ما الذي أود الاستمرار في فعله لأنَّه بطريقة ما مناسب لي؟
  • ما الذي يمكنني فعله أكثر؟
  • إذا كنت مصاباً بفيروس كورونا أو تعرف شخصاً مصاباً به، فماذا تعلمت؟
  • ما الذي تعلمته عن نفسك؟
  • ما الذي تريد أن تفعله بطريقة مختلفة بسبب ظروف الجائحة، ويمكنك البدء به الآن؟

استكشاف موضوعات دفينة مع القادة تحت إشراف الكوتش:

 

  • العار مقابل الحرية الشخصية .
  • الجشع والاستهلاك غير المبرر.
  • الإمدادات غير الكافية.
  • آليات الحماية غير الكافية.
  • فقدان السيطرة.