الذعر وجائحة كورونا لغة الحدود خلال الأزمة
تناقش ريتشل إليسون (Rachel Ellison) في المقال الخامس من سلسلة مقالاتها الجديدة التي تتحدث عن الذُعر وجائحة كورونا عمَّا تكشفه اللغة التي نستخدمها خلال تفشي الوباء عن أفكارنا.
لقد أُغلقت المطاعم والمتنزهات ودور السينما ونوادي اللياقة البدنية، وأصبح كل شيءٍ يُشترى عبر الإنترنت باستثناء المواد الغذائية الأساسية، ولم يَعُد يُسمَح للناس بدخول الصيدليات إلَّا فُرادى، وفُرِض الالتزام بأقصى تدابير النظافة، حتى على الأطفال.
قد يتذكَّر أولئك الذين عانوا من فيروس إيبولا (Ebola) أو السارس (SARS) أو أنفلونزا الخنازير (Swine flu) بعض تدابير مكافحة العدوى، لكن بالنسبة لمعظمنا، يُعدُّ الحجر الصحي تجربة جديدة أشبه بالحلم ومقلقة في بعض الأحيان.
من الصابون إلى التباعد الاجتماعي، شهدنا تشديداً متزايداً للقيود، إضافةً إلى فرض قواعد صارمة فيما يتعلق بالنظافة؛ إذ تحاول النصائح العلمية والتوجيهات الحكومية الحد من الاتصال الجسدي، في محاولة للسيطرة على الوباء.
بصرف النظر عن القلق غير المُسوَّغ من نفاد مستلزمات الحمَّام والدقيق، يبدو أنَّ الدافع البشري للاتصال هو أحد أقوى الدوافع؛ فرغبة -أو غريزة- التواصل والتقرُّب وبناء العلاقات هي التي تحرك المجتمع.
ازداد الطلب على التواصل الافتراضي بدءاً من اجتماعات العمل إلى دروس التأمل، والموسيقى، والتعليم المنزلي، وقد أصبح القادة من كل تخصص يبحثون عن طرائق لكسب لقمة عيشهم، بالإضافة إلى العناية بصحاتهم النفسية.
بالنسبة للكوتشز، هذا هو وقت الفرص -سواء المدفوعة أو المجانية- لإحداث فرق حقيقي، ومساعدة العملاء في تحليل تجاربهم؛ وهو وقت مثالي أيضاً للانتباه للغة التي نستخدمها نحن والآخرون للتعبير عن أنفسنا.
لغة العدوى
لنلق نظرة على لغة الحدود الاجتماعية والحدود الجغرافية والعقبات؛ إذ دخلت مصطلحات مثل "الإغلاق" و "العزلة الذاتية" إلى قاموسنا كما لو كنا نتحدث دائماً على هذا النحو.
يُطالب الطاقم الطبي بالمزيد من معدات الحماية الشخصية، ونشهد رغباتهم المتزامنة في الانعزال والتباعد، مع الالتزام التزاماً شديداً بالتصدي لمرضٍ من المُحتمَل أن يكون قاتلاً، وذلك في سبيل علاج المرضى المصابين بفيروس كورونا.
هناك لغة مجازية في كل مكان عندما نتحدث عمَّا هو بلا شك أزمة صحية واقتصادية عالمية، إنَّ النظر إلى اللغة التي نستخدمها في محادثات الكوتشينغ والقيادة حالياً يمكن أن يوفر رؤية هامة، فنحن لا نختار كلماتنا عبثاً.
مفهوم جديد للتحيز
لقد انقلبت مفاهيم التعصُّب والتحيز رأساً على عقب؛ فبدلاً من المساواة الاجتماعية، أوجدت الظروف المحيطة بفيروس كورونا أنواعاً جديدة من التفرقة؛ إذ أصبح هناك معايير جديدة يُنسَب الأشخاص على أساسها إلى فئةٍ معينة أو يُستبعدون منها.
يوجد الآن تمييز إيجابي مؤسسي عندما يتعلق الأمر بالتعليم، على سبيل المثال: يُسمح فقط لأطفال العاملين الرئيسين مثل موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية والمشاركين في توفير المواد الغذائية والخدمات اللوجستية بالذهاب إلى المدرسة، كما يرحب بالأطفال "المعرضين للخطر" أو أولئك الذين يعمل آباؤهم في وظائف مهمة.
حرص الكثيرون على إيجاد حلول للعقبات المرتبطة بالعمر، خاصةً فيما يتعلق بفرص العمل، وليس فقط في سياق فيروس كورونا، ولكن يُطلب الآن من كبار السن بعد عزل أنفسهم عن أحفادهم الانعزال التام والدخول في حجر صحي لمدة ثلاثة أسابيع أو ثلاثة أشهر حسب الحالة الصحية.
في جميع أنحاء العالم، نحن نفرض الحدود الاجتماعية ونضع العقبات؛ فقد تحولنا من نظام إلى مجموعة تتكون من أجزاء فردية، مثل الكواكب التي تدور بمفردها.
هناك الكثير من المفاهيم التي تُعاد صياغتها، ليس على المستوى الكلي فقط، ولكن أيضاً على المستوى الجزئي، حيث يُنظر حالياً إلى غسل اليدين بكثرة على أنَّه سلوك مرغوب ومناسب، بعد أن كان يُعدُّ شكلاً من أشكال الوسواس القهري، وكذلك يُعاد الآن تعريف المساواة والإدماج مؤقتاً.
هناك من يُسمح له بالخروج ومن يجب عليه البقاء في المنزل، ثم هناك العكس؛ وهم أولئك الذين يشعرون بأمان أكثر عند البقاء في المنزل، ولكن بوصفهم عاملين رئيسين يجب عليهم عدم الالتزام بالإغلاق من أجل الخدمة على الخطوط الأمامية لهذا الوباء، سواءٌ كان ذلك في مستشفى أو سوبر ماركت.
لذلك دعونا نلقي نظرة فاحصة على الكلمات التي نستخدمها، ونلحظ ما هو جديد في قاموسنا، وما يُعاد تعريفه من حيث معناه الطبيعي مقارنة بالمعنى في سياق كوفيد-19 (Covid-19).
قد ترغب في استكشاف بعض هذه الكلمات مع العملاء، لذا يجب عليك أن تلحظ لغتهم، وتركز على لحظات الحاضر للسؤال عن معنى الكلمات التي يستخدمونها وعدم الاكتفاء بالافتراضات.
قائمة استكشاف المفردات
- الحدود الاجتماعية والشخصية.
- الحدود الجغرافية.
- العقبات.
- الحجر الصحي.
- الإغلاق.
- العزلة الذاتية.
- اكتساب السيطرة.
- التواصل.
- الاتصال الجسدي.
- الاتصال الافتراضي.
- الدافع.
- الغريزة.
- المجتمع.
- الإدماج.
- الاستبعاد.
- التحيز.
- التفرقة.
- "الآخر".
تحذير: تشارك هذه المقالة الأفكار والاقتراحات؛ ولكنَّها لا تمثل نصيحة رسمية، حيث يحتاج الأفراد إلى اتخاذ القرارات المناسبة فيما يتعلق بسلاماتهم وصحاتهم ورفاهاتهم النفسية، وفقاً لأحدث المعارف الطبية والعلمية في منطقتهم والتي تقدمها الحكومة أو هيئة الخدمات الصحية الوطنية.