فلسفة الكوتشينغ تعريفها وأهميتها وخطوات صياغتها (الجزء الأول)


فلسفة الكوتشينغ ضرورية لتحقيق الشهرة وإثبات وجودك في أوساط الكوتشينغ وكسب العملاء المثاليين بسرعة؛ إذ توضح هذه الفلسفة القيم الأساسية لمشروع الكوتشينغ والنهج المستخدَم في إعداد البرامج والخطط والتعامل مع العملاء، وهي تُعَدُّ من العناصر الأساسية لنجاح مشروع الكوتشينغ.

لا يُفترَض أن تقوم بتأليف هذه الفلسفة؛ بل يجب عليك أن تكتشفها عن طريق تحديد أهدافك وقيمك ومبادئك الشخصية؛ إذ يتألف المقال من جزأين ويقدِّم مجموعة من الأفكار التي تساعدك على اكتشاف فلسفة الكوتشينغ الخاصة بك.

تعريف فلسفة الكوتشينغ:

يشمل مصطلح فلسفة الكوتشينغ موقف الكوتش، وأهدافه، ومبادئه، وقِيمه، وأسلوب عمله، وطريقة تعامله مع العملاء، إضافة إلى استراتيجيات التواصل التي يستخدمها.

تقتضي وظيفة الكوتش اتخاذ القرارات التي تؤثر في سير حياة عملائه، وفعل ما يلزم لتلبية احتياجاتهم ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم، وهنا تبرز أهمية وفاعلية فلسفة الكوتشينغ التي تعبِّر عن شخصية الكوتش وأهداف مشروعه التجاري.

تختلف فلسفة الكوتشينغ من كوتش إلى آخر، وتتعلق بالعوامل الآتية:

  1. التجارب والخبرات السابقة.
  2. المعارف والمهارات.
  3. القيم الشخصية.
  4. الآراء.
  5. المعتقدات والقناعات.

تؤدي القيم الشخصية دوراً بارزاً في تحديد فلسفة الكوتشينغ أكثر من بقية العوامل؛ وذلك لأنَّها تتعلق بأولويات الكوتش، وتختلف صياغة الفلسفة من كوتش لآخر، وهي تتراوح من كلمات عدة إلى بضع جمل أو فقرات كاملة توضح أهداف الكوتش، ومعتقداته، ومبادئه.

فيما يأتي مثالان عن فلسفة الكوتشينغ:

  1. نجاح مشروعنا مرهون بتحسين حياة عملائنا، وهدفنا هو تسريع تحقيق أهدافهم.
  2. يهدف مشروعنا لمساعدة العميل على العثور على الحماسة والشغف اللذين يحتاج إليهما لتحقيق أهدافه، والتحلي بالمسؤولية، والعزيمة، والالتزام المطلوب لاستثمار كامل إمكاناته، وتأمين بيئة داعمة تضمن استمرارية التقدم والنمو في ظل توجيهاتنا وإرشاداتنا.

الحاجة إلى فلسفة الكوتشينغ:

قد تخطر لك التساؤلات والأفكار الآتية:

  1. ما هي حاجتي إلى فلسفة الكوتشينغ؟
  2. لماذا تُعَدُّ شرطاً أساسياً لنجاح مشروع الكوتشينغ؟
  3. يستغرق إعداد هذه الفلسفة كثيراً من الوقت؛ لذا حريٌّ بي أن أستثمر هذا الوقت في العمل على إجراءات أخرى مثل التسويق على سبيل المثال.

تستغرق صياغة فلسفة الكوتشينغ بعض الوقت بالفعل، ولكنَّها تستحق هذا الوقت والجهد المبذول؛ لذا يجب أن يحدد الكوتش أهداف مشروعه التجاري والتقنيات والاستراتيجيات التي ينوي تطبيقها لتحقيق هذه الأهداف.

تحدد فلسفة الكوتشينغ مبادئ واستراتيجيات العمل، وأهداف المشروع التجاري، والطرائق والأساليب المستخدَمة لتحقيق الأهداف الموضوعة، وتؤثر فلسفة الكوتشينغ في سير الجلسات وتقدُّم العميل.

قد تواجه بعض الصعوبات عند مزاولة مهنة الكوتشينغ، وتضطر لتحكيم أخلاقياتك ومبادئك في عمليات اتخاذ القرار، وهنا يبرز دور فلسفة الكوتشينغ التي تساعدك على اتخاذ القرارات المناسبة وزيادة فاعلية ممارسات وإجراءات الكوتشينغ، كما تساعدك فلسفة الكوتشينغ من ناحية أخرى على مواصلة العمل عند التعرض للضغوطات الخارجية.

فلسفة الكوتشينغ ضرورية بالنسبة إلى العملاء أيضاً؛ وذلك لأنَّها تجيب عن كافة أسئلتهم وتعطيهم فكرة واضحة عن ممارسات الكوتشينغ، وآلية العمل والتواصل، والأهداف طويلة الأمد وغيرها من التفاصيل، وهذا يعني أنَّ فلسفة الكوتشينغ تخدم جميع الأطراف في علاقة الكوتشينغ.

العوامل المؤثرة في فلسفة الكوتشينغ:

يقتضي الهدف الأساسي لفلسفة الكوتشينغ مساعدة العملاء على تحسين حياتهم وإحراز التقدم الذي يطمحون إليه؛ إذ يزدهر مشروع الكوتشينغ عندما ينجح في مساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم.

يجب عليك أن تسأل نفسك في البداية "كيف أساعد العميل على تحقيق أهدافه وتحسين حياته؟"، فلسفة الكوتشينغ هي عبارة عن ملخص للأجوبة والأفكار التي استنتجها من السؤال السابق.

فيما يأتي 4 عوامل تؤثر في فلسفة الكوتشينغ:

1. الشخصية:

تتعلق فلسفة الكوتشينغ تعلُّقاً مباشراً بشخصية الكوتش، وطريقة تعاطيه مع العملاء؛ إذ تحدد مواقف الكوتش وسلوكاته واستراتيجياته الاستجابة التي يتلقاها من العملاء.

يجب أن تجري عملية صياغة فلسفة الكوتشينغ وفق خطة واضحة ومُمنهَجة تضمن إبراز شخصيتك بطريقة تؤثر في العملاء، وينبغي أن تبرز صياغة الفلسفة العادات والخصال التي تميز الكوتش الناجح.

2. التعليم والتدريب:

تتعلق فلسفة الكوتشينغ بالتعليم والتدريب الذي تلقَّاه الكوتش في الماضي.

تساعد الأسئلة الآتية على إبراز الخلفية التعليمية ضمن فلسفة الكوتشينغ:

  • هل سبق أن تلقيت تدريبات لمزاولة مهنة الكوتشينغ؟
  • هل حصلت على شهادات رسمية تؤهلك لمزاولة مهنة الكوتشينغ؟
  • هل سبق أن عملت متدرباً ضمن مؤسسة ما؟
  • هل سبق أن حصلت على فرص تساعدك على تحقيق التقدم المهني مثل التعلم من الكوتشز المحترفين أو دراسة التخصصات الأخرى؟

يجب أن تبرز خبراتك ومعارفك ضمن فلسفة الكوتشينغ الخاصة بك.

3. التجارب السابقة مع المنتورز:

تتعلق فلسفة الكوتشينغ بتجاربك السابقة مع المنتورز، فقد يكون هذا المنتور معلِّماً تتلمذتَ على يديه عندما كنتَ طالباً، أو مديراً عملتَ في شركته في الماضي، أو شخصاً مختصاً في مجال المنتورينغ.

4. التجارب السابقة:

تساهم التجارب الحياتية السلبية منها والإيجابية في تحديد الفلسفة الخاصة بالكوتش.

صياغة فلسفة الكوتشينغ:

لكل كوتش فلسفته الخاصة التي يطبقها في عمله، وهي إما أن تكون مكتوبة وإما محفوظة في العقل الباطن، وهنا يبرز السؤال الآتي "ما هي أهمية كتابة فلسفة الكوتشينغ؟".

تهدف كتابة فلسفة الكوتشينغ إلى تحليلها وتقييمها وفهمها والتحقق من صحتها وفاعليتها، فلن تنجح في الاستفادة من هذه الفلسفة وتطبيقها في ممارسات وإجراءات الكوتشينغ ما لم تكن مكتوبة في صيغة واضحة ومحددة، لكن كيف يمكن صياغة فلسفة الكوتشينغ؟

تتألف فلسفة الكوتشينغ من العناصر الآتية:

  1. أهداف مشروع الكوتشينغ.
  2. نهج مشروع الكوتشينغ.
  3. القيم الشخصية للكوتش.

تشمل أهداف مشروع الكوتشينغ النتائج التي تريد أن تحققها، والخدمات التي تنوي أن تقدِّمها لعملائك لمساعدتهم على تحسين حياتهم وتحقيق الأهداف التي يطمحون إليها، وتعتمد أهداف المشروع على القيم الشخصية للكوتش، لكن كيف يمكنك أن تكتشف قيمك؟ يتم ذلك عن طريق تنمية الوعي الذاتي.

تنمية الوعي الذاتي:

يعبِّر الوعي الذاتي عن قدرة الفرد على إدراك إمكاناته ونقاط ضعفه، وأولوياته، وطريقة استجابته للمواقف التي يتعرض لها في حياته، فيجب أن تكتشف كافة جوانب شخصيتك حتى تكون قادراً على صياغة فلسفة الكوتشينغ الخاصة بك.

تتم عملية استكشاف الذات عن طريق الإجابة عن الأسئلة الآتية:

  1. ما هي أهدافي الحياتية؟
  2. كيف أتعامل مع المواقف التي أتعرض لها في حياتي؟
  3. هل سأغير طريقة استجابتي تجاه ما يحدث في حياتي في المستقبل؟

فيما يأتي مثال عن تطبيق الأسئلة الثلاثة المذكورة آنفاً:

لنفترض أنَّك أجريت جلسة مع عميل فظ وعنيد لا يتقبل وجهات النظر والنصائح، فتشمل أهداف جلسة الكوتشينغ في هذه الحالة الإصغاء إلى كلام العميل دون مقاطعة، ولكنَّك على الرغم من ذلك قاطعت العميل لتشرح له وجهة نظرك بالموضوع، وهو ما زاد من حدته وانزعاجه ورفضه لآرائك.

عندها ستدرك أنَّ استجابتك لم تكن في محلها؛ بل يجب عليك أن تصغي إلى العميل حتى ينتهي من طرح مشكلته ووجهات نظره بالموضوع ويطلب رأيك صراحةً، ويقتضي دورك في مثل هذا الموقف أن تحث العميل على الانفتاح عبر لغة جسدك وتعابير وجهك وموقف القبول الذي تبديه تجاه كلامه.

يساعدك هذا الموقف على تحديد إحدى قيمك، وهي الإصغاء إلى العميل حتى ينتهي من كلامه قبل تقديم وجهات نظرك، ويجب أن تستفيد من هذا الموقف في تحسين استجابتك وطريقة تعاملك مع العملاء في المستقبل؛ إذ يتم تحديد القيم الشخصية عن طريق تحليل السلوكات وردود الفعل في المواقف السابقة.

ابدأ بالإجابة عن الأسئلة الآتية:

  1. ما هو الدافع وراء مزاولتك لمهنة الكوتشينغ؟
  2. مَن هو جمهورك المستهدف؟
  3. ما هي مواصفات الكوتش المثالي بالنسبة إليك؟
  4. ما هي التعاليم الأساسية التي تقدِّمها لعملائك؟
  5. ما هو تعريف النجاح بالنسبة إليك؟

في الختام:

لقد بحث الجزء الأول من المقال في تعريف فلسفة الكوتشينغ ودورها في نجاح المشاريع التجارية، إضافة إلى العوامل التي تحدد صياغتها، ويتناول الجزء الثاني والأخير استخدامات هذه الفلسفة وخطوات صياغتها، إضافة إلى الإجابة عن مجموعة من الأسئلة الشائعة المتعلقة بفلسفة الكوتشينغ.