فلسفة الكوتشينغ: تعريفها وأهميتها وخطوات صياغتها (الجزء الثاني)


لقد بحث الجزء الأول من المقال في تعريف فلسفة الكوتشينغ ودورها في نجاح المشاريع التجارية، إضافة إلى العوامل التي تحدد صياغتها، ويتناول الجزء الثاني استخدامات هذه الفلسفة وخطوات صياغتها، إضافة إلى الإجابة عن مجموعة من الأسئلة الشائعة المتعلقة بفلسفة الكوتشينغ، فتابعوا معنا السطور القادمة.

أهمية البيئة والثقافة في تحديد فلسفة الكوتشينغ:

تؤدي البيئة دوراً بارزاً في تحديد فلسفة الكوتشينغ، فإذا كنت تستهدف فئة المراهقين على سبيل المثال، عندئذٍ لا يمكنك أن تتوقع منهم الالتزام والتصرف بوعي ونضج، وتعتمد فلسفة الكوتشينغ على الفئة المستهدَفة وثقافتها ومكانها الجغرافي، إضافة إلى التوجهات الحديثة والتطورات التي يشهدها قطاع الكوتشينغ.

تحديد الأهداف:

تبدأ مرحلة صياغة الأهداف بعد الانتهاء من تحديد القيم الشخصية، فيجب أن تتناول الأهداف النواحي الآتية:

  1. الأداء التنافسي.
  2. تحسين حياة العميل.
  3. استمتاع العميل.

تقتضي وظيفتك في هذه المرحلة تحديد الأهداف المرتبطة بكل من النواحي المذكورة آنفاً بناءً على قيمك الشخصية، واحتياجات العملاء، والبيئة التي تنتمي إليها؛ أي باختصار، يجب أن تعبِّر فلسفة الكوتشينغ عن النواحي الآتية:

  1. أهداف مشروع الكوتشينغ.
  2. القيم الأساسية التي تحدد تقنيات الكوتشينغ.
  3. النهج المُتَّبَع في التعامل مع العملاء.

كيف تستخدم فلسفة الكوتشينغ؟

يجب أن تداوم على تطبيق فلسفة الكوتشينغ لكي تستفيد منها في تحسين جودة خدماتك، وينبغي أن تستخدم هذه الفلسفة عند اتخاذ القرارات، فقد تكون محتاراً وعاجزاً عن اختيار القرار الصائب، وهنا يبرز دور فلسفة الكوتشينغ في إرشادك للحل الأمثل.

يصعب على كثير من الكوتشز الالتزام بتطبيق فلسفتهم في ممارسات وإجراءات الكوتشينغ، فيمكنك أن تتغلب على هذه المشكلة عن طريق تحليل المواقف الصعبة التي تتعرض لها وتطرح على نفسك السؤال الآتي "هل كانت استجابتي مبنية على فلسفة الكوتشينغ الخاصة بي؟".

يجب أن تخصص ما يكفي من الوقت لدراسة فلسفة الكوتشينغ والتأكد من توافقها مع الاحتياجات الحالية للعملاء، وتنظر في إمكانية تعديلها إذا كنت تتلقى كثيراً من الاستجابات السلبية.

صياغة فلسفة الكوتشينغ:

فيما يأتي 8 خطوات لصياغة فلسفة الكوتشينغ:

1. تحديد المعايير:

تقتضي وظيفة الكوتش تحديد المعايير المطلوبة من ممارسات الكوتشينغ؛ إذ تساعدك هذه المعايير على بلوغ مستوى الأداء المطلوب وتقييم مدى فاعلية برامج الكوتشينغ في تحقيق أهداف العملاء.

لنفترض أنَّك مختص في مجال الكوتشينغ المؤسساتي، وتستهدف فئة رواد الأعمال الناشئين، وتقتضي مهمتك في هذه الحالة مساعدة العميل على تطبيق أفكاره التجارية على أرض الواقع في نهاية برنامج الكوتشينغ.

2. تحديد أسلوب القيادة:

يساعدك أسلوب القيادة على التميز عن المنافسين وإثبات حضورك في أوساط الكوتشينغ، فيجب عليك أن تحدد أسلوب القيادة الخاص بك وتحرص على تطويره مع تقدُّمك ونموك في قطاع الكوتشينغ، كما يجب أن يكون أسلوب القيادة الخاص بالكوتش قائماً على المشاركة الفاعلة من قِبل العملاء.

3. فهم المقصود من فلسفة الكوتشينغ:

يوجد عدد كبير من المفاهيم المغلوطة المرتبطة بفلسفة الكوتشينغ؛ إذ يعتقد بعضهم أنَّها تعبِّر عن العمليات والممارسات التي تجري خلال الجلسات، في حين أنَّها تعبِّر عن القيم والمعتقدات الخاصة بالكوتش والنهج الذي يتبعه في بناء العلاقات، واتخاذ القرارات، والتفاعل مع الآخرين.

4. تحمُّل مسؤولية فلسفة الكوتشينغ:

يجب أن تلتزم بتطبيق فلسفة الكوتشينغ وتثبت أنَّها عملية، وفعالة، وقابلة للتطبيق على أرض الواقع.

5. الإعلان عن فلسفة الكوتشينغ:

يجب أن تعلن عن أهداف مشروعك التجاري والفلسفة الخاصة به علانية وبكل شفافية، وتحرص على الالتزام بها في ممارساتك وبرامجك المستقبلية، وينبغي أن توضح فلسفتك بالتفصيل وتكون مستعداً للالتزام بها حتى لا تعرِّض نفسك للنقد أو المساءلة في المستقبل.

6. تحديد موقف العملاء من فلسفة الكوتشينغ:

هل سيتمكن عملاؤك من اكتشاف فلسفة الكوتشينغ الخاصة بك من خلال ممارساتك دون أن تخبرهم بها؟ وهل تعبِّر تصرفاتك وسلوكاتك عن هذه الفلسفة؟

7. تجسيد فلسفة الكوتشينغ:

صياغة فلسفة الكوتشينغ وتدوينها بشكل رسمي ضروري للاستفادة منها، لكن لا يمكنك أن تحقق هذه الفوائد ما لم تكن سلوكاتك وأفعالك متوافقة مع هذه الفلسفة؛ إذ تفقد فلسفة الكوتشينغ مصداقيتها عندما يغفل الكوتش عن تطبيقها في ممارساته.

8. تعديل فلسفة الكوتشينغ عند الحاجة:

يواجه الكوتش مواقف وحالات متنوعة وجديدة باستمرار، ويضطر للتعامل مع شرائح مختلفة من العملاء، كما أنَّ ممارسات الكوتشينغ وإجراءاته تتغير وتتطور مع مرور الوقت ونمو المشروع التجاري.

يحتاج الكوتش إلى إجراء التعديلات على فلسفته بما يتوافق مع التغييرات الطارئة، وهذا لا يعني أنَّك تحتاج إلى تغيير قيمك أو للمساومة على مبادئك؛ بل قد تضطر لإجراء بعض التعديلات على النهج، أو الأساليب، أو الطرائق التي تستخدمها في ممارسات الكوتشينغ، أو قد تقرر إضافة بعض الأهداف بناءً على الخبرات والمعارف التي اكتسبتها في الآونة الأخيرة.

قواعد صياغة فلسفة الكوتشينغ:

فيما يأتي 8 قواعد لصياغة فلسفة الكوتشينغ:

  1. الإيمان بقدراتك وإمكاناتك والسعي إلى تحسينها والاستفادة منها والتميز عن المنافسين والامتناع عن تقليدهم.
  2. المداومة على الجد والعمل.
  3. تحديد أهداف مشروع الكوتشينغ عن طريق الإجابة عن الأسئلة الآتية:
  • ما الذي يدفعك لمزاولة مهنة الكوتشينغ؟
  • ما هي النتائج التي تتوقع تحقيقها؟
  • ما هو تعريف النجاح بالنسبة إليك؟
  1. تحديد القواعد والمعايير والضوابط.
  2. بناء علاقات طيبة مع العملاء.
  3. تنظيم إجراءات العمل والتكيف مع التغيرات.
  4. اتخاذ القرارات المتعلقة بأدوار أعضاء الفريق، وإدارة الموارد، وتحديد الأولويات الاستثمارية، وإجراءات التسويق.
  5. التركيز على الهدف النهائي.

الأسئلة الشائعة:

1. ما هي فلسفة الكوتشينغ؟

يمكن تعريف فلسفة الكوتشينغ على أنَّها بيان شخصي يوضح معتقداتك وقناعاتك المتعلقة بمجال الكوتشينغ والممارسات التي تستخدمها مع العملاء، ويجب أن تعبِّر هذه الفلسفة عن أولوياتك وتساعدك على ضبط سلوكاتك وقراراتك.

2. ما هي مقومات نجاح فلسفة الكوتشينغ؟

يجب أن تكون فلسفة الكوتشينغ مخصصة للاحتياجات الفردية، وتأخذ في الحسبان نقاط القوة والضعف عند العميل، وتشدد على أهمية المرح والمتعة في ممارسات الكوتشينغ.

3. ما هي عناصر فلسفة الكوتشينغ؟

فيما يأتي 4 عناصر أساسية لفلسفة الكوتشينغ:

  • تحديد أهداف واضحة ودقيقة لكل من الكوتش والعميل.
  • تزويد العميل بالمهارات التي يحتاج إليها لتحمُّل مسؤولية نجاحه.
  • التركيز على تحسين حياة العميل على الأمد الطويل.
  • تأمين بيئة إيجابية وداعمة للعملاء.

4. هل ثمة مثال جاهز عن فلسفة الكوتشينغ؟

"كلِّي ثقة بأنَّ جميع الأفراد على حدٍّ سواء قادرون على اكتساب المهارات اللازمة لإدارة الأعمال التجارية؛ إذ يهدف مشروعي إلى مساعدة العملاء على تنمية مهاراتهم والاستمتاع بوقتهم.

سوف أبذل ما بوسعي لتوفير بيئة مريحة وداعمة للعملاء، وتشجيعهم على استثمار الفرص وخوض المخاطر المحسوبة والتعلم من أخطائهم، ويركز مشروعي على تعزيز التعاون والعمل المشترك بين أعضاء الفريق وشركاء العمل".

5. ما هي العناصر الأساسية لفلسفة الكوتشينغ؟

تشمل العناصر الأساسية لفلسفة الكوتشينغ قيمك، وقناعاتك، والنهج الذي تستخدمه في ممارسات الكوتشينغ، ومدى أهمية التدريب والمنافسة بالنسبة إليك، والأهداف المتعلقة بالعملاء.

6. كيف تكتب فلسفة الكوتشينغ؟

فلسفة الكوتشينغ هي عبارة عن وثيقة توضح القيم والمعتقدات التي تقود ممارسات الكوتشينغ، وتُستخدَم هذه الفلسفة في الإعلان عن نهج الكوتشينغ والممارسات المُعتمَدة في المشروع التجاري.

7. كيف تعلن عن فلسفة الكوتشينغ؟

فيما يأتي 4 خطوات للإعلان عن فلسفة الكوتشينغ:

  • الإعلان عن فلسفة الكوتشينغ بأسلوب واضح ومقتضب.
  • التأكد من فهم أعضاء الفريق لمحتوى الفلسفة وموافقتهم عليها.
  • الرجوع إلى الفلسفة بين الحين والآخر، وخاصةً عند اتخاذ القرارات الصعبة.
  • تحديث الفلسفة بما يتوافق مع التغيرات في معتقداتك وأسلوب الكوتشينغ الخاص بك.

في الختام:

تهدف فلسفة الكوتشينغ إلى توجيهك ومساعدتك على إدارة مشروعك التجاري وتحقيق الأهداف المطلوبة دون أن تضطر للمساومة على قيمك ومبادئك الشخصية، وتزداد فرص نجاح ونمو مشروع الكوتشينغ عند صياغة فلسفة عملية وإطلاق خدمات وبرامج فعالة تساعد العملاء على تحقيق أهدافهم.

يستفيد الكوتش من هذه الفلسفة في إعداد برامج تساعد العملاء على تحسين حياتهم، وتحديد أهداف فعالة، وقابلة للقياس والتحقيق على الأمد القصير والطويل.

تقدِّم فلسفة الكوتشينغ فكرة واضحة عن ممارساتك وبرامجك والخدمات التي تقدِّمها، وهو ما يساعدك على استقطاب العملاء المثاليين واستبعاد الفئات التي لا تبدي مستويات عالية من الالتزام وحس المسؤولية.

فلسفة الكوتشينغ ضرورية لنجاح المشروع التجاري، وهي تتطلب منك أن تراجعها باستمرار وتجري التعديلات اللازمة لتحسينها وتكييفها مع التغيرات الطارئة.