فوائد الكوتشينغ الجماعي وكيفية تطبيقه


إذا أردتَ أن تطوِّر عملك في مجال الكوتشينغ، فقد يكون الحل هو الكوتشينغ الجماعي، ولأنَّك كوتش؛ فأنت شغوف بمساعدة الآخرين، وإذا استطعتَ أن تجد وسيلة لمساعدة مزيد من الناس دون بذل كثير من العناء لإيجاد الوقت الكافي، فستحتاج إلى تطبيق هذا الأسلوب الذي يطبِّقه الكثيرون من الكوتشز؛ والسبب بذلك أنَّه طريقة فعَّالة تُحقِّق لهم ما يأتي:

  • توسيع نطاق أعمالهم.
  • الاستخدام الأمثل للوقت.
  • استخدام خبراتهم لمساعدة عدد أكبر من الناس.

لكنْ ما الذي تحتاج إليه لتطبيق برنامج فعَّال من هذا النوع قادر على تقديم الدعم والمشورة والتحفيز دون الحاجة إلى التفاعل مع شخص على انفراد.

سنتناول في هذا المقال:

  1. فعالية الكوتشينغ الجماعي: كيف يبدو هذا النوع من الكوتشنيغ عند التطبيق العملي؟ حيث سنقوم بتعريف هذا الأسلوب من الكوتشينغ، بالإضافة إلى تقديم بعض الأمثلة عن كيفية تطبيقه من قِبَل الكوتشز لتوسيع أعمالهم.
  2. توسيع نطاق أعمالك دون أن تضطرَّ إلى التخلِّي عن شيء آخر: الفوائد الهائلة للكوتشينغ الجماعي. المزايا الهائلة التي يُقدِّمها هذا النوع من الكوتشينغ للكوتشز والمشاركين في البرنامج.
  3. ما يساعدك على تحديد ما إذا كان الكوتشينغ الجماعي هو الخيار الأنسب بالنسبة إلى أعمالك. حيث سنوضِّح 3 أشياء يجب أخذها في الحسبان كي تُحدِّد ما إذا كان خياراً مناسباً.
  4. مقارنة بين الكوتشينغ الجماعي والكوتشينغ الفردي: متى يجب تطبيق أحدهما دون الآخر؟ كيف يمكن أن يؤدي الدمج بين الأسلوبين إلى نتائج أفضل على صعيد مهنتك؟
  5. كيفية البدء بتقديم هذا النوع من الكوتشينغ: عنصران أساسيان لإنشاء برنامج كوتشينغ جماعي ناجح. نظرة متعمِّقة على كيفية إنشاء وتطبيق برنامج كوتشينغ جماعي مُتقَن.

1. فعالية الكوتشينغ الجماعي: كيف يبدو هذا النوع من الكوتشنيغ عند التطبيق العملي؟

الكوتشينغ الجماعي هو عبارة عن برنامج يُنشأ بهدف تقديم الكوتشينغ لمجموعة من الأشخاص الذين يواجهون نفس المشكلة "أو مشكلة متشابهة" أو يخوضون نفس التجربة معاً.

لأنَّك كوتش؛ تستطيع تقديم الموارد والكوتشينغ لكل واحد من هؤلاء من خلال جلسة واحدة بدلاً من الكوتشينغ الفردي الذي يقوم على التفاعُل بين شخصين فقط "الكوتش ومتلقي الكوتشينغ"، وهو ما يجعل هذا النمط من الكوتشينغ تعاونياً بامتياز، ومن الممكن أن يؤدي إلى فوائد أكثر من الكوتشينغ الفردي.

لأنَّك الكوتش ستقدِّم للمشاركين الحكمة، وهذا سيشمل جميع أعضاء المجموعة التي تتلقى الكوتشنيغ، وتمنح هذه التجربة المشاركين المزيد من الإحساس بالمسؤولية والدعم الذي يقدِّمونه لبعضهم بعضاً؛ مما يؤدي إلى فوائد لا يمكن الحصول عليها في تجربة الكوتشينغ الفردي، وإليك فيما يلي بعض الاختلافات الأساسية بين الكوتشنيغ الجماعي والفردي:

  • من حيث عدد المشاركين: يكون العدد في الكوتشينغ الفردي 1 فقط، بينما يكون في الكوتشينغ الجماعي 2 فأكثر.
  • من حيث الإجراء: جلسات فردية في الكوتشينغ الفردي، بالإضافة إلى موارد ومهام مخصَّصة للفرد، في حين تكون الجلسات والموارد جماعية في الكوتشينغ الجماعي، بالإضافة إلى إمكانية توفير جلسات وموارد مُخصَّصة حسب الحاجة.
  • مصادر تعلُّم المشاركين: يتعلَّم المشاركون في الكوتشينغ الفردي من الكوتش فقط، في حين يتعلَّم كل فرد من الكوتش بالإضافة إلى غيره من المشاركين في الكوتشينغ الجماعي.

الكوتشينغ الجماعي بسيط جداً، لكنْ إليك بعض الأمثلة لتبيان كيف يبدو هذا النمط من الكوتشينغ في التطبيق العملي:

  • يضع كوتش الحياة الصحية برنامج كوتشينغ جماعي خاص بالتغذية مع جلسات تعليم أسبوعية للمجموعة، بالإضافة إلى اختبارات ومهام، كما يُخصِّص قناة على تطبيق سلاك (Slack) يمكن للمشاركين من خلالها مشاركة النصائح ووصفات الطعام.
  • يوفِّر الكوتش المالي برنامج كوتشينغ جماعي يركِّز في إنشاء محفظة مالية للطوارئ؛ بما في ذلك دورة تدريبية ذاتية وجلسات كوتشينغ تعاونية شهرية مع باقي أفراد المجموعة.
  • يعمل الكوتش التنفيذي مع فريق في شركة نامية، ويُخصِّص جلسات كوتشينغ وعمل جماعي بشكل أسبوعي، ويستخدِم تطبيق زيب ميسيج (ZipMessage) لتقديم تغذية راجعة غير متزامنة.

2. توسيع نطاق أعمالك دون التضحية بشيء: الفوائد الهائلة للكوتشينغ الجماعي

لا يتطلَّب منك الكوتشينغ الجماعي التفريط في التزامك واهتمامك تجاه عملائك، وعلى الرغم من أنَّ هذا النوع من الكوتشينغ قد يبدو مختلفاً كثيراً عن الجلسات المكثفة والفردية، إلَّا أنَّه ما يزال يمتلك الكثير من الفوائد بالنسبة إليك وإلى عملائك.

فوائد الكوتشينغ الجماعي بالنسبة إلى الكوتشز:

  • تطوير عملك: حيث يساعدك الكوتشينغ الجماعي على مساعدة المزيد من العملاء، وهو طريقة فعَّالة لمشاركة خبراتك وحكمتك، دون الحاجة إلى البحث عن أوقات فراغ في جدولك الزمني المليء بالجلسات الفردية.
  • تحدِّي نفسك: يساعدك هذا النمط من الكوتشينغ على تطوير قدراتك؛ حيث إنَّ تقديم الكوتشينغ لمجموعة من الأشخاص هو تجربة مختلفة عن تجربة الكوتشينغ الفردية التي كنتَ معتاداً عليها؛ مما يجعل هذا النمط فرصة رائعة للتفكير في خدماتك ومهنتك بطريقة مختلفة.

فوائد الكوتشينغ الجماعي بالنسبة إلى المشاركين:

  • الحصول على المزيد من الإرشاد والتغذية الراجعة: الفائدة الأكبر التي يحصل عليها المشاركون هي أنَّهم لا يستفيدون فقط من خبراتك ووجهة نظرك؛ بل يستفيدون أيضاً من خبرات ووجهات نظر بعضهم بعضاً، وتوفِّر البيئة - التي تساعد الأعضاء على طرح الأسئلة والإجابة عنها ومشاركة الملاحظات ومناقشة الأهداف والتحديات - المزيد من النصائح العملية لجميع المشاركين.
  • الشعور بالدعم والتعاضد: يمكن أن يعتمد أفراد المجموعة على بعضهم بعضاً من أجل الحصول على التحفيز، فمن الممكن أن يكون التغيير صعباً ومن الممكن أن يجدَ الفرد صعوبة في تقبُّل التغذية الراجعة، لكنْ يشعر الأفراد في هذا النوع من الكوتشينغ بالراحة لمعرفتهم بأنَّهم لا يتعاملون مع هذه الصعوبات بمفردهم.

3. نقاط يجب أخذها في الحسبان كي تُحدِّد إذا كان الكوتشينغ الجماعي مناسباً أم لا:

في نهاية المطاف أنت الوحيد القادر على تحديد مدى ملاءَمة هذا النوع من الكوتشينغ لك، لكنْ من الممكن أن يكون هو الخيار الأنسب للكوتشز الذين تنطبق عليهم الحالات الآتية:

  • الكوتشز الذين يتعاملون مع موضوع ملائِم جداً للنهج التعاوني. ليست البيئة الجماعية خيارك الأمثل عندما تتعامل مع موضوع حسَّاس للغاية أو يحتاج إلى الحفاظ على سرية عملائك.
  • الكوتشز المنفتحون على تعزيز وإدارة فرص التعاون. حيث سيكون هذا النوع من الكوتشينغ جديداً بالنسبة إليك، ولكنَّه ضروري للغاية في الكوتشينغ الجماعي، ففي نهاية المطاف يخسر المشاركون الكثير من فوائد هذا النمط من الكوتشينغ إذا لم يشاركوا بفعالية مع باقي أعضاء المجموعة.
  • الكوتشز الذين يسعون إلى تغطية موضوع معيَّن. يجب أن يكون لدى أفراد المجموعة الكثير من القواسم المشتركة، ويصبح هذا أسهل عندما تركِّز في موضوع مُحدَّد إلى درجة معيَّنة. لا يجب أن تركِّز في شيء متخصص للغاية حيث لا يستفيد سوى بضعة أشخاص من برنامجك، لكنْ في نفس الوقت يجب أن يكون الموضوع مُحدَّداً بشكل يسمح للأفراد بالتواصل مع بعضهم حول هذا الموضوع؛ على سبيل المثال من الأفضل تقديم برنامج كوتشينغ خاص بالرعاية الذاتية للأمهات العاملات بدلاً من برنامج كوتشينغ يتناول الرعاية الذاتية بشكل عام.

4. مقارنة بين التدريب الفردي والتدريب الجماعي: متى يجب تطبيق كل منهما؟

الأمر الجيد - في حال لم تكُنْ مقتنعاً بأنَّ التدريب الجماعي هو المناسب لك - هو أنَّه في إمكانك تقديم التدريب الجماعي والفردي معاً، وفي الواقع تُظهِرُ الاستطلاعات على موقع تويتر (Twitter) أنَّ الدمج بين التدريب الجماعي والفردي هو الخيار المفضَّل لدى الكثيرين من الكوتشز؛ حيث جاءَت نتائج الاستطلاع كالتالي:

  • %36.4 من الكوتشز يفضِّلون تطبيق الكوتشينغ الفردي بمفرده.
  • %0 من الكوتشز يفضِّلون تطبيق الكوتشينغ الجماعي بمفرده.
  • %63.6 من الكوتشز يفضِّلون الدمج بين الأسلوبين.

يُمكِنُكَ - في حال اخترت الدمج بين الأسلوبين - أن توفِّر برامج كوتشنيغ جماعية؛ حيث يستفيد المشاركون من مزايا تلقِّي الكوتشينغ في مجموعات، ويُمكِنُكَ في الوقت نفسه أن توفِّر خيارات مخصَّصة مثل الجلسات الفردية المنتظمة.

بالإضافة إلى موارد مخصصة تلبي احتياجات كل فرد من المجموعة وتلائِم ظروفه الخاصة، يتطلب الأمر في هذه الحالة المزيد من الجهد، ولكنَّه الأسلوب الأفضل لك ولعملائِك كي تحقِّقوا أقصى استفادة من مزايا كل من الأسلوبين.

5. كيفية البدء بتطبيق الكوتشينغ الجماعي: عنصران رئيسان لإنشاء برنامج كوتشينغ جماعي ناجح

الأمر الجيِّد أنَّ تطبيق هذا البرنامج يشبه في كثير من النواحي تطبيق برنامج الكوتشينغ الفردي من ناحية التخطيط لأهدافك وأسلوبك، لكنْ يجب أن تنتبه إلى وجود بعض الاختلافات أيضاً؛ لذلك سنوضِّح لك كيفية إعداد وإجراء أول برنامج كوتشينغ جماعي لك؛ وذلك بالتركيز في عنصرين رئيسين وهما:

  1. التأسيس: ويتضمن هذا العنصر الأمور التي يجب أن تعرفها قبل أن تبدأ.
  2. الإجراءات: ويتضمن هذا العنصر ما يجب أن تقوم به من أجل إدارة برنامجك.

كيف تُؤسِّس برنامج الكوتشينغ الجماعي الخاص بك؟

برنامج الكوتشينغ الجماعي مرن بطريقة كبيرة، لكنْ ما تزال تُوجَدُ بعض الأمور التي يجب فعلها إذا أدرتَ تطبيق برنامج كوتشينغ جماعي ناجح. إليك فيما يلي بعض النصائح التي يجب تطبيقها قبل البدء بتطبيق البرنامج:

1. ابحث عن مواضيع مشتركة:

أول خطوة يجب القيام بها هي اختيار الموضوع الذي ستقدِّم بشأنه الكوتشينغ، ويُمكِنُك العودة إلى الملاحظات التي كنت تدوِّنها طيلة الفترة التي كنتَ تقدِّم خلالها برامج الكوتشينغ الفردي.

حاولْ من خلال قراءة الملاحظات أن تكتشف ما إذا كانت تُوجَدُ صعوبة ما أو يُوجَدُ تحدٍّ متواتر الظهور ويجب التعامل معه، وقد تكتشف على سبيل المثال أنَّ جميع عملائك الذين كنت تقدِّم لهم الكوتشينغ التجاري كانوا يعانون من صعوبة في تطوير عقلية الرضى بما هو موجود التي كانت لديهم في مرحلة تأسيس شركتهم الناشئة، والانتقال إلى عقلية أكثر تقدُّماً تسمح لهم بالتعامل مع عملاء والعمل على مشاريع تُحقِّق دخلاً أعلى، وتمثِّل القواسم والتجارب المشتركة الأساس الذي يمكن أن تبني عليه برنامج كوتشينغ جماعي ناجح. بمجرد أن تكتشف الموضوع الذي ستقدِّم الكوتشينغ على أساسه، فيجب أن تحرص على امتلاك رؤية واضحة بخصوص أمرين:

  • المشكلة: وهي ما يتم تحديده من خلال الإجابة عن السؤال: "ما هو أكثر شيء يواجه عملاؤكَ صعوبةً في التعامل معه؟"
  • الحل: وهو ما يتم تحديده من خلال الإجابة عن السؤال: "كيف سيساعد برنامج الكوتشينغ الجماعي الذي ستقدِّمه عملاءَك على التغلُّب على هذه المشكلة؟"

2. امتلك رؤية واضحة حول الأشخاص الذين يناسبهم هذا البرنامج:

بعد أن صمَّمتَ برنامجك يجب أن تحدِّدَ مَن هم الأشخاص الذين يناسبهم هذا البرنامج، وقد تشعر بالرغبة في الحصول على أكبر عدد ممكن من المشاركين في برنامجك الجماعي. لكنْ في نهاية المطاف يتعلق نجاح برنامجك كثيراً بإيجاد العميل المناسب، وكي تحقِّق ذلك يجب أن تبحث عن أشخاص لديهم قواسم مشتركة في تجاربهم الشخصية.

يقول الكوتش المهني كريس ليما (Chris Lema): "يمكن أن يكون الكوتشينغ الجماعي رائعاً عندما تكون لدى جميع المشاركين تقريباً نفس التجربة، وفي المقابل سيتعيَّن على الكوتش بذل جهود مضنية، ولن يشعر المشاركون بالمتعة عندما تكون هناك الكثير من الاختلافات بين المشاركين؛ لذلك يجب أن تمتلك رؤية واضحة قبل البدء بتطبيق برنامجك على مجموعة ما". عندما تعرف بوضوح الأشخاص المناسبين لبرنامجك، فيجب أن ينعكس ذلك على أسلوبك التسويقي، وكمثال عن ذلك:

  • برنامج عام: "برنامج كوتشينغ جماعي لمساعدتك على ترتيب أولويات الرعاية الذاتية الخاصة بك".
  • برنامج مخصص: "برنامج كوتشينغ جماعي للأمهات المشغولات للغاية".

الفارق واضح؛ حيث يستطيع الناس مباشرةً تحديد أي من البرنامجين يكون ملائماً لهم؛ مما يعني أنَّك تجذب الأشخاص الذين لديهم الكثير من القواسم المشتركة؛ حيث يمكن لهم أن يستفيدوا من بيئة العمل الجماعية.

3. حدِّد أجرك وعدد المشاركين:

بالطبع تُوجَدُ بعض الأشياء اللوجستية الأخرى التي ستحتاج إلى حلها قبل البدء بالإعلان عن برنامجك، وبعض هذه الأشياء التي يجب أخذها في الحسبان هي:

  • المشاركين: عدد المشاركين في المجموعة الواحدة. تذكَّر أنَّ الهدف ليس الحصول على أكبر عدد ممكن؛ لذلك قد ترغب في وضع سقف لعدد المشاركين من أجل تقديم عمل قيِّم والحفاظ على البيئة الملائمة.

تقول كوتش الأعمال المتخصِّصة بمساعدة الموظفين المستقلين ليسي تريجو (Lacey Trejo): "أعتقد أنَّ 5 مشاركين في جلسة مدتها ساعة واحدة هو عدد مثالي، ويجب ألَّا تستوعب في الجلسة أكثر من هذا العدد حتى تتمكن من تخصيص بعض الوقت لكل واحد منهم".

  • الأجر: السؤال هو: هل يجب أن تتقاضى أجراً أعلى أم أقل في جلسات الكوتشينغ الجماعية؟ يعود القرار إليك، لكنْ يقوم الكثيرون من الكوتشز بتقاضي أجر أقل بما أنَّ المشاركين لا يتلقون في الكوتشينغ الجماعي نفس مقدار التفاعل الذي يحصلون عليه في الكوتشينغ الفردي، ويُنصح بشكل عام أن يتم تحديد أجر جلسات الكوتشينغ الجماعي بناءً على حسم مقداره 30% من أجر الكوتشينغ الفردي، ولكنَّها ليست قاعدة ثابتة.
  • الجدول الزمني: يجب أن تحدد المدة التي سيستمر خلالها برنامج الكوتشينغ الجماعي، ربما تكون شهراً أو 3 أشهر أو ربَّما تكون عاماً كاملاً، ويجب أن تضع في الحسبان جدولة الجلسات المباشرة والتعاونية، ومن المرجَّح أن تقوم بتحديد ذلك بناءً على متطلبات عملائك؛ على سبيل المثال قد تُجري جلسات برنامج الرعاية الذاتية الخاصة بالأمهات في المساء، بينما تُجري برنامج الكوتشينغ الخاص بالأعمال خلال ساعات العمل.

كيف تبدأ بتقديم برنامج كوتشينغ جماعي ناجح؟

البدء بأول برنامج كوتشينغ جماعي خاص بك هو خطوة كبيرة، لكنْ يُوجَدُ ما يجب عليك القيام به بعد أن تحصل على عدد من المشاركين، فهناك بعض التغييرات التي يجب مراعاتها في طريقة إدارة برنامجك والإشراف عليه، وإليك بعض الخطوات التي يجب القيام بها:

1. التنسيق أمر أساسي؛ لذلك يجب أن تقوم بدور الميسِّر:

ستضطلع بدورين عندما تطبِّق برنامج الكوتشينغ الجماعي، دور الكوتش، ودور الميسِّر. فأنت الخبير الذي يعتمد عليه الناس لتقديم المشورة والإرشاد، لكنْ يجب أن تكون مستعداً أيضاً للتنسيق في الجانب التعاوني من برنامجك، وهو أمر قد لا يكون مألوفاً كثيراً بالنسبة إليك؛ لذلك وكي تحقق أقصى فائدة من جلسات الكوتشينغ الجماعي؛ يجب أن تحرص على التالي:

  • تحضير الأسئلة التي تفتح باب النقاشات في حال لم تكن لدى المشاركين أيَّة أسئلة.
  • فهم كيفية إعادة توجيه المحادثات إلى مسارها الصحيح في حال خرجت عن هذا المسار.
  • تحديد طريقة تعاملك مع أي سلوك فظ؛ من خلافات وشجارات وغير ذلك من النزاعات.

الغاية من هذه الإجراءات الاستباقية هي تجنُّب تحوُّل المشاركة إلى شيء يسبب فشل التجربة؛ لذلك يجب أن تكون مستعداً وواثقاً من قدرتك على إدارة هذا الجانب بالشكل الصحيح، وليس فقط إيلاء الاهتمام للمدخلات والمخرجات التي تنتج عن الجلسة.

2. تسهيل مشاركة المعارف: أَنشِئ قناةً لمساعدة العملاء

تحتاج في برنامج الكوتشينغ الفردي إلى إدارة التواصل مع عميل واحد، ولكنَّك تحتاج إلى الحفاظ على أسلوب تواصل واضح مع كامل أفراد المجموعة في الكوتشينغ الجماعي، ويمكن أن يكون ذلك معقداً. لنفترض أنَّ أحد المشاركين يرسل إليك سؤالاً عبر البريد الإلكتروني، ولكنَّك تعلم أنَّه في إمكان جميع أعضاء المجموعة الاستفادة من إجابتك، أو ربما قام أحد المشاركين بمشاركة إحدى تجاربه معك، ولكنَّك تعرف أنَّه يمكن أن يستفيد باقي الأعضاء من سماع هذه التجربة. لزيادة المشاركة وتعزيز فرص نجاح العملاء قم بتخصيص مساحة يمكن الوصول إليها بسهولة حيث تتشارك مع أعضاء المجموعة المعارف والنقاشات الجماعية.

يرغب أعضاء المجموعة في الاستفادة من مزايا الكوتشينغ الجماعي؛ مما يعني أنَّهم مستعدون لمشاركة تجاربهم مع بعضهم بعضاً بشفافية إذا وفَّرتَ لهم الفرصة والأداة الملائمة لتحقيق ذلك، ويسهِّل تطبيق زيب ميسيج المراسلة بشكل غير متزامن ذهاباً وإياباً؛ حيث يمكن للمستخدم أن يردَّ على الرسائل باستخدام الفيديو والصوت، أو الرسائل النصية.

  • يمكن إنشاء مجموعة للمحادثة على تطبيق زيب ميسيج خاصة بأعضاء المجموعة.
  • يمكن لأفراد المجموعة أن يطرحوا الأسئلة أو يقوموا بمشاركة تجاربهم في المجموعة.
  • يمكنك أيضاً الرد مباشرةً في المجموعة.

من خلال قيامك بذلك، فإنَّك تمنح المشاركين كمَّاً هائلاً من المعارف والنصائح والإجابات التي يمكن للمشاركين الرجوع إليها والمشاركة فيها بشكل فعَّال، وهذه طريقة أكثر فاعلية من الأسلوب الذي تبقى فيه المعارف محصورة بين العميل والكوتش من خلال رسالة بريد إلكتروني أو محادثات فردية. بالطبع ما يزال في إمكانك تشجيع عملائك على التواصل معك بشكل مباشر وعلى انفراد بخصوص أي شيء لا يشعرون بالراحة لمشاركته أمام أفراد المجموعة، وفيما عدا ذلك يجب أن تتم مشاركة كل شيء مع جميع أفراد المجموعة؛ حيث يتمكَّن الجميع من الاستفادة من المعارف التي تُنشَر بشفافية كبيرة.

3. التغذية الراجعة:

هدفك هو أن يتعلم أفراد مجموعتك، ولكنَّك ستتعلم أيضاً الكثير من هذه التجربة، وخاصةً إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تُجري فيها هذا النوع من البرامج، وكي تحصل على بعض الأفكار التي تساعدك على تقديم برامج بنفس الجودة وتطويرها؛ يجب أن تطلب تغذية راجعة.

اطلبْ هذه التغذية الراجعة من المشاركين عندما تشارف جلستك على الانتهاء، واسألهم التالي:

  • ما هي الأمور التي استمتعوا بها؟
  • ما الذي يرغبون في تغييره؟
  • ما هو أكثر ما أثار دهشتهم؟

صحيح أنَّه من الممكن أن يكون تلقِّي النقد البنَّاء أمراً صعباً، ولكنَّه في نهاية المطاف يساعدك على تصميم برامج ممتعة فعالة.

في الختام:

يوسع الكوتشينغ الجماعي نطاق أعمالك؛ لأنَّك تساعد في هذه الحالة عدداً أكبر من الناس مقارنةً ببرامج التدريب الفردي، بالإضافة إلى ذلك يتطلَّب هذا النوع من البرامج استخدام مهارات أخرى تختلف عمَّا اعتدت عليه في برامج التدريب الفردي، لكنْ كما يقول الكوتشز لعملائهم؛ فإنَّ التطور يتحقق عندما نجرِّب أشياء خارج منطقة الراحة الخاصة بنا. إذا أثار الكوتشينغ الجماعي اهتمامك، فارجعْ إلى هذا المقال وقم بتجربته، وقد يفاجئك مقدار ما تحققه من تطوُّر في عملك، بالإضافة إلى خبرتك وثقتك بنفسك.