كيف تبني علاقات كوتشينغ ناجحة؟ (الجزء الثاني)
لقد قدَّمنا في الجزء الأول من هذا المقال 12 نصيحة تساعدك بصفتك كوتش حياة على استثمار المناسبات الاجتماعية لتوسيع دائرة معارفك بما يخدم مهنتك بصفتك كوتش حياة، وسنتابع الحديث في هذا الجزء الثاني والأخير عن أشياء يجب تجنُّبها إضافة إلى نصائح تتعلق بمواقع التواصل الاجتماعي.
10 أشياء يجب تجنُّبها في المناسبات الاجتماعية:
بعد أن قدَّمنا عدداً من النصائح التي تساعدك على استثمار المناسبات الاجتماعية في تعزيز مهنتك بصفتك كوتش حياة، سنتحدث الآن عن 10 أشياء يجب تجنب القيام بها إذا أردت التواصل بشكل فعال ومؤثِّر مع الآخرين، بحيث لا تسبب لهم نوعاً من النفور، وإليك ما يجب تجنُّبه:
1. الثرثرة والاستفاضة في الحديث عن نفسك:
تجنَّب الثرثرة والتركيز في الحديث عن نفسك ومهنتك فقط، وعوضاً عن ذلك، أظهر اهتمامك بالآخرين على الصعيد الشخصي والمهني.
2. عدم القدرة على الانسحاب من محادثة مملة:
مثلما يجب تجنُّب الاستفاضة في الحديث عن نفسك فقط (كما ذكرنا في التعداد الأول) يجب أيضاً أن تجيد التعامل مع الأشخاص من هذا النوع، وإنهاء المحادثة معه بطريقة لبقة.
يمكنك أن تتذرع مثلاً بحاجتك إلى الدخول إلى الحمام، أو الحديث مع شخص آخر في المناسبة، لكن الطريقة الأذكى هي أن تحاول تعريف هذا الشخص إلى شخص آخر، ومن ثمَّ تركهما وشأنهما، والانسحاب من المحادثة.
3. الحديث مع الأشخاص الذين تعرفهم فقط:
من الرائع التواصل مع أصدقائك لإجراء دردشة سريعة، لكنَّ الهدف من حضور المناسبات الاجتماعية هو التعرُّف إلى أشخاص جدد، وبناء مزيد من العلاقات، أو التحدُّث مجدداً بشكل أعمق مع شخص التقيته في مناسبة سابقة، ولا تنسَ أن تحاول الارتقاء بمهنتك، إضافة إلى الاستمتاع بالمناسبة.
4. تقديم كثير من التفاصيل مباشرةً عن خدماتك بصفتك كوتشاً:
ما لم يُظهر شخص ما اهتماماً كبيراً، فسوف تؤدي الاستفاضة في تقديم التفاصيل إلى تململ الطرف الآخر، ودفعهم إلى الانسحاب من المحادثة؛ لذا حاول أن تكون مقتضباً عند الحديث عن عملك، وتحدَّث بطريقة تثير الاهتمام، (ننصحك بالاطلاع على فيديوهات، أو مقالات تتحدث عن كيفية إنشاء خطاب ترويجي فعال).
5. إصدار الأحكام على الأشخاص من خلال الانطباع الأولي:
قد تخطئ التقدير، إذا اعتمدت في تقييمك للأشخاص على مظهرهم، وطريقة كلامهم ومن ثمَّ الانسحاب من المحادثة بسرعة، سواء من طرفك، أم طرف الشخص الذي تحكم عليه؛ لذا تجنَّب هذا الخطأ كي لا يفوتك التعرُّف إلى شخص يضيف قيمة كبيرة لمهنتك.
6. حضور كثير من المناسبات الاجتماعية:
من الأفضل أن تحضر بعض المناسبات الاجتماعية على فترات مُنتظمة، وتصبح شخصاً مألوفاً، ومحل ثقة، بدلاً من محاولة حضور أكبر عدد ممكن من المناسبات دون ترك تأثير إيجابي، ويجب أن يكون هدفك هو إثبات مصداقيتك، وبناء علاقات مستدامة.
7. تجنُّب المحادثات في أثناء العرض التقديمي:
ناهيك عن كون هذا التصرف مهيناً للشخص الذي يقدم العرض التقديمي، فإنَّك تشتت انتباه الآخرين أيضاً، ولن تترك بعد ذلك أي أثر إيجابي لدى عملائك المُحتملين في المناسبة.
8. عدم الحضور دون إعلام المضيف بذلك:
قد يُزعج هذا التصرف الشخص الذي يستضيف المناسبة نظراً للتكاليف التي دفعها لقاء توفير الطعام لعدد معيَّن من الحضور، خاصةً إذا لم تكن المناسبة مفتوحة، ويرغب مزيد من الأشخاص بالحضور، وينتظرون غياب أحد المدعوين كي يحلوا مكانه، الأمر الذي قد يسبب الإرباك للمضيف.
لا يتعلق الأمر بالتكاليف فقط، فقد تكون دفعت لقاء حضورك المناسبة، لكن يتعدى الأمر الجانب المادي، فإذا لم تكن لديك طريقة لإعلام الشخص الذي يستضيف المناسبة بعدم قدرتك على الحضور، فابعث له برسالة اعتذار قصيرة، أو اتصل به في أقرب فرصة.
9. إهمال الاتصال لاحقاً بالشخص الذي تتعرف إليه في المناسبة:
تجنَّب عدم الوفاء بوعدك لشخص تقابله لأول مرة في المناسبة بأنَّك ستتواصل معه ثانيةً من أجل شيء معيَّن مثل إرسال جهة اتصال، أو تزكيته لدى أحد معارفك، وحاول أن تقوم بهذا النوع من الاتصالات في نفس اليوم الذي تنتهي فيه المناسبة، أو على الأقل في غضون 48 ساعة من ذلك.
10. التذمُّر بشكل علني:
لا تتذمر بشكل علني عند حضور مناسبة اجتماعية، من الطعام، أو من خطاب أحد المتحدثين، أو المكان، أو موقف السيارات، وغير ذلك، فإذا لم يعجبك شيء ما في المناسبة، فقل ذلك فقط للمُضيف، ويفضَّل ألا تفعل ذلك في أثناء المناسبة، بل أرسل رسالة عبر البريد الإلكتروني بعد انتهاء المناسبة تعبِّر فيها عن إعجابك بالاستضافة، ولكن مع وجود بعض التحفظات، وتذكَّر أنَّ هدفك من الحضور هو بناء علاقات إيجابية طويلة الأمد، وليس محاولة إثبات وجهة نظرك في شيء ما.
كيف توسِّع شبكة علاقاتك عبر مواقع التواصل الاجتماعي بما يخدم مهنتك بصفتك كوتشاً؟
يمكنك كسب كثير من الفوائد عندما تتواصل مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتُعد منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالشركات، وأصحاب المهن، مثل لينكد إن (Linkedin)، والتطبيقات المخصصة للتواصل الاجتماعي بشكل عام مثل فيسبوك (Facebook)، ومنصة إكس (X)، وإنستغرام (Instagram) وبينتيريست (Pinterest) وسيلة تتيح للجميع التواصل على مستوى محلي، وعالمي.
الأمر الرائع أنَّ التواصل عبر هذه الوسائل يعفيك من أعباء ارتداء الزي المناسب، واصطحاب بطاقات الأعمال معك، أضف إلى ذلك أنَّ بعض المنصات تمكَّنك من التواصل مع أي شخص تريده ومن أي مكان في العالم وجهاً لوجه، مثل تطبيق زووم (Zoom) الخاص بالاجتماعات بتقنية الفيديو.
يمكنك عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي هذه الانضمام إلى المجموعات التي تعتقد أنَّها يمكن أن تعود على مسيرتك المهنية بشيء من الفائدة، وتمكنك من بناء علاقات مفيدة.
يجب أن تكون على دراية ببعض الأشياء عند الانضمام إلى المجموعات على تطبيقات مثل لينكد إن، وفيسبوك، إليك بعض النصائح:
1. تأكَّد من حُسن الإشراف على المجموعة التي تعتقد أنَّها مفيدة لعملك بصفتك كوتشاً:
تعج بعض مجموعات التواصل الاجتماعي بالمحتوى غير الهادف، أو الذي يستهدف الترويج لمشرفي المجموعة، بحيث لا توجد في هذه المجموعات مناقشات حقيقية مفيدة؛ ما يعني أنَّه من الصعب في هذه المجموعات إجراء تواصل بنَّاء، لذلك تحقق، قبل أن تبدأ بالنشر في المجموعة، من جودة المنشورات، والتعليقات.
2. تعرَّف على الهدف من المجموعة:
يتم إنشاء كثير من مجموعات التواصل الاجتماعي الخاصة بكوتشز الحياة بهدف جذب العملاء، ولا بأس بذلك، بل ربما تقرر القيام بذلك أنت أيضاً، لكن مع أنَّه من المرجح أن يقدِّم الكوتش الذي أنشأ المجوعة نصائح رائعة، ويبدأ نقاشات مفيدة، إلا أنَّه قد يمانع مشاركة أي كوتش آخر يهدف إلى التواصل مع عملاء مُحتملين، لذلك تحقق مما إذا كانت المجموعة ملائمة لهدفك.
3. تحقَّق مما إذا كنت على وشك الانضمام إلى مجموعة تستهدف بيع خدماتها للكوتشز:
تستهدف بعض المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي ترويج خدماتها لكوتشز الحياة، بمعنى أنَّها تقدِّم خدماتها للكوتشز أنفسهم من خلال الترويج لخدماتهم، ولن تستفيد من هذه المجموعات في التواصل مع عملاء مُحتملين كونك في هذه الحالة عميل مُحتمل بالنسبة إلى منشئي هذا النوع من المجموعات.
أشياء يجب ألا تفوتك عند العمل على توسيع شبكة علاقاتك عبر مواقع التواصل الاجتماعي:
لا تستغرب أنَّ كثيراً من مشرفي مجموعات التواصل الاجتماعي الخاصة بالكوتشز يحاولون التعرُّف أكثر إلى أعضاء المجموعة من الكوتشز الآخرين، ومن غير المفيد لك حقاً أن يقتصر ملفك الشخصي على فيسبوك، أو غيره من مواقع التواصل على صور لك ولعائلتك، وأشياء تفعلها في حياتك الشخصية، لأنَّ ذلك لن يمكِّن مشرف المجموعة من التعرُّف إليك بصفتك كوتشاً.
يضيِّع كثير من الكوتشز هذه الفرصة الترويجية الرائعة بسبب ارتكاب هذا الخطأ؛ لذلك ننصحك عند الانضمام إلى منتديات، أو مجموعات التواصل الاجتماعي أن تستفيد من ملفك الشخصي في التعريف عنك بشكل موجز بصفتك كوتشاً، أو يمكنك وضع رابط يؤدي إلى موقع الويب الخاص بك، أو الصفحة المخصصة لعملك، أو ملء تبويبة "حول" (More About).
8 نصائح لتوسيع شبكة معارفك عبر مواقع التواصل الاجتماعي:
من الهام جداً اختيار الوسائل المناسبة لتوسيع شبكة علاقاتك عبر مواقع التواصل الاجتماعي إذا أردت أن تجذب الآخرين، وتدفعهم للتواصل معك، وسنقدِّم الآن 8 نصائح تساعدك في هذه العملية:
1. أظهِر اهتمامك بالشخص:
عندما تدعو شخصاً ما لمتابعتك على لينكد إن، أو إرسال طلب صداقة لشخص ما على فيسبوك، فلا تقتصر على إرسال رسائل الترحيب، وحاول أن تشرح له سبب رغبتك بالتواصل معه، وأظهر صدقك، ربما تذكِّر الشخص بالمكان الذي التقيته فيه، أو العلاقة التي تجمعكما.
2. تجنَّب الانضمام إلى قائمة أصدقاء مرسلي البريد العشوائي:
إذا لم تكن قادراً على تذكُّر المكان الذي التقيت فيه الشخص الذي يدعوك للانضمام إلى مجموعته على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، فاسأله عن ذلك من خلال رسالة، أو المناسبة التي جمعتكما، فيساعدك هذا على تجنُّب مرسلي البريد العشوائي الذين يهدفون فقط لزيادة عدد متابعيهم.
3. تجنَّب الترويج لنفسك فقط:
تجنب استخدام مجموعات مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لنفسك، ولخدماتك فقط، سيؤدي ذلك إلى إزعاج الآخرين، ولن يحقق لك النتائج المرجوة، وقدِّم آراءك خلال المناقشات في المجموعة، وتحدَّث مع الآخرين عن موضوعات شتى.
يتعرف باقي أعضاء المجموعة بهذه الطريقة إليك، وإلى آرائك، والخدمات التي تقدمها، ويصبح من المرجَّح بعدها أن يستجيبوا لأية إعلانات تروِّج من خلالها لمهنتك بصفتك كوتشاً، أو قد يقومون بزيارة صفحتك على فيسبوك، أو موقع الويب الخاص بك.
4. اجعل مناقشاتك جذابة:
استفض قليلاً، وليس كثيراً، واكتب بعض الجمل الإضافية على العنوان، وادمج القارئ في المحادثة، واطلب منه التغذية الراجعة، والتعليق، وتجنَّب أن تبدو شخصاً يسعى إلى زيادة أعداد جهات الاتصال لديه من خلال المنشور الذي تشاركه، وأظهر صدقك.
5. أضِف روابط إلى موقع الويب الخاص بك:
مع أي تعليق تدلي به، حيثما كان ذلك مناسباً (وممكناً)، قم بوضع رابط يؤدي إلى الصفحة ذات الصلة على موقع الويب الخاص بك أو مدونتك التي يمكن أن تضيف مزيداً من القيمة، بهذه الطريقة سيتمكن الأشخاص من التعرُّف إليك، وإلى مهنتك بشكل أفضل.
6. كن لطيفاً:
أبدِ رأيك بلطف، من المقبول أن تختلف مع شخص آخر في المجموعة في وجهات النظر، إلا أنَّه لا يجب نشر التغذية الراجعة المسيئة، أو الانتقادات اللاذعة، فمن شأن ذلك أن يسبب لك المتاعب، أو قد يمنعك حتى من الانضمام إلى مجموعة تخضع لقواعد إشراف صارمة، ومن المؤكَّد أنَّك لن تكسب بهذه الطريقة أي عملاء.
7. اختر المجموعة التي تعلق فيها وتسهم فيها بمحتواك بعناية:
قد تتسبب لنفسك بكثير من المشكلات إذا لم تكن حذراً بهذا الخصوص؛ لذا يجب أن تتأكد من أنَّ المكان الذي تساهم فيه بالمحتوى أو التعليقات يستحق الجهد وليس مضيعة لوقتك.
8. اختر أصدقاءك على مواقع التواصل الاجتماعي بعناية:
من الرائع أن يرغب شخص ما في التواصل معك، أو التحدث معك عبر تطبيق ماسينجر (Messenger)، لكن كن انتقائيَّاً، هذا الأمر متروك لك بالطبع، لكنَّنا ننصح بشدة بالتحقق من الملف الشخصي لأي شخص يرسل إليك طلب صداقة، أو مراسلة حتى تتأكد من كونه شخصاً ملائماً لأهدافك.
خصص بعض الوقت للتحقق من ملفه الشخصي قبل الموافقة على طلب الصداقة أو المراسلة، بهذه الطريقة تعرف ما إذا كان يرغب الشخص بالترويج لخدماته فقط، أو ما إذا كانت لديه قيم لا تتوافق مع قيمك الخاصة.
أشياء يجب تجنُّبها عند الاستعانة بمصادر خارجية:
يجد كثير من الكوتشز أنَّ متابعة المنشورات بشكل مستمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمر ممل حقاً، وقد يكون في معظمه مضيعة للوقت، والحل الذي يُنصح به غالباً هو الاستعانة بمصادر خارجية؛ أي الاستعانة بخبير في مواقع التواصل الاجتماعي، سيقوم الخبير إما بتعديل، أو نشر ما كتبته، أو إنشاء منشورات من محتوى موقع الويب الخاص بك؛ لذا عليك مراعاة ما يأتي:
أ) الشخص الذي فوضته يفهم أسلوبك المميز (صوت العلامة التجارية)، أي يعرف أسلوبك في التواصل مع جمهورك، وإلى أن تثق بذلك، يفضَّل أن تتحقق من منشوراتك قبل نشرها.
ب) أن تقرأ أنت أو الشخص المفوَّض قواعد المنتدى بعناية.
قم أيضاً بالمتابعة والتحقق مما إذا كانت تمت مشاركة منشورك فعلياً (بعض المجموعات تقوم بمراجعة المنشور قبل السماح بمشاركته)، وإذا لم تتم مشاركته، فافهم السبب من التغذية الراجعة.
لذا فإنَّ القاعدة الذهبية عندما يتعلق الأمر بالاستعانة بمصادر خارجية لإدارة منشوراتك على مواقع التواصل الاجتماعي ليس التفويض الكامل للخبير، وإنَّما مراقبة عمله عن كثب، والتحقق من أية أخطاء.
في الختام:
أياً كان اختيارك سواء التواصل شخصياً أم عبر الإنترنت، فيجب أن تكون تجربة ممتعة إضافة إلى جعلها استراتيجية تسويقية رائعة لتعزيز ملفك الشخصي، ومنحك المصداقية بصفتك كوتشاً، وجذب العملاء.