10 مهارات هامة للمدربين في عام 2024 (الجزء الأول)


المدرب الماهر مكسبٌ في أي برنامج تدريب، فهو مَن يعرف كيفية تعليم المتدربين وإلهامهم. تتطلب هذه الوظيفة مهارات مثل: تعدد المهام وامتلاك قاعدة معرفية متنوعة والإبداع والتواصل. وفقاً لوزارة العمل الأمريكية، توفر 70% من الشركات فرص التدريب، لا سيما للمديرين وموظفي المستوى المتوسط.

يمتلك المدربون القدرة على التأثير بفضل خبرتهم. ولذا، يجب التركيز على صقل جميع المهارات التي تلزمهم لتقديم تجربة تؤدي إلى تغييرات في الحياة المهنية للمتدربين.

المهارات الأساسية للمدربين

من المتوقع أن تزداد قيمة سوق التدريب العالمي للشركات لتبلغ 493.32 مليار دولار بحلول عام 2028، وذلك بعد أن بلغت 345.56 مليار دولار في عام 2021.

يتطلب الأمر امتلاك المهارات والمعرفة المناسبة لتقديم جلسات تدريب مثيرة للاهتمام بنجاح. سنتطرق في مقالتنا بجزئيها عن 10 مهارات أساسية تساعد المدرب على تقديم دروس مؤثرة، ونستكشف السمات الجوهرية التي تحول التدريب الجيد إلى تدريب استثنائي.

1. حل المشكلات

يُعد حل المشكلات مهارة ذات قيمة للمدربين؛ فهي تمكِّنهم من مساعدة المتدربين على تحقيق أهدافهم، وتحديد التحديات المحتملة قبل ظهورها، وتطوير حلول إبداعية أثناء عملية التدريب.

يواجه المدربون تحديات غير متوقعة دوماً؛ لذا تساعد مهارات حل المشكلات على الاستجابة استجابة مناسبة لها باستخدام أساليب إبداعية تتوافق مع أهداف البرنامج وتكون ضمن حدود ميزانيتهم.

لنفترض أنَّك تدير جلسة تدريب حول خدمة العملاء، وقدم أحد الحضور فكرة مثيرة للاهتمام حول تعزيز رضى العملاء. بدلاً من رفض اقتراحه، يمكنك استخدام مهاراتك في حل المشكلات لإجراء نقاش يشارك فيه الجميع للخروج بحلول مختلفة وأفكار إبداعية لتحسين رضى العملاء، مما يؤدي إلى محادثات مثمرة وتوليد أفكار أفضل.

يستطيع المتدربون عبر مهارة حل المشكلات، الاندماج فكرياً وتقديم تدريب عالي الجودة دون أي إشكال، فتطوير هذه المهارة يحافظ على قدرتك على تقديم المعلومات بكفاءة، وتوجيه المتدربين في تجربة ناجحة ذات نتائج مستدامة.

2. التواصل

التواصل هام للغاية لمساعدة المتدربين على تحقيق نتائج ناجحة، وهو أحد أكثر المهارات المفيدة للمدرب. يجب أن يكون المدرب قادراً على إيصال الأفكار والتعليمات بفاعلية لتحقيق أهداف البرنامج أو الدورة التدريبية.

من سمات المدرب الذي يتقن التواصل: الإصغاء الفعال والتحدث بوضوح وإيجاز، والتواصل مع الجمهور عبر تقديم أمثلة مناسبة واستخدام حس الفكاهة عندما يكون ذلك مناسباً، كما أنَّ الوضوح عنصر أساسي في التواصل الفعال؛ إذ يجب أن تكون واضحاً عند التحدث أو الكتابة لضمان فهم جميع التعليمات فهماً تاماً.

يقتضي التواصل الفعال أيضاً استخدام لغة الجسد المناسبة للحفاظ على اهتمام المتدربين، وتطوير مهارات قوية في التعامل مع الآخرين ليتمكن المدربون من تحقيق نتائج أفضل في كل مرة يتواصلون فيها.

أحد الأمثلة على استخدام التواصل الفعال أثناء جلسة التدريب هو عندما تقدم نفسك للمتدربين وتحدد أهداف الجلسة. يمكنك بعد ذلك تقديم تعليمات واضحة حول كل تمرين، وتقديم التغذية الراجعة وتلقيها.

3. الإدارة

امتلاك مهارات الإدارة أمر أساسي لتكون مدرباً ناجحاً، فهي تساعدك على التخطيط والتنظيم بفاعلية، وإدارة توقعات جميع أصحاب المصلحة، وترتيب المهام وفق أولوياتها وفقاً للمواعيد النهائية.

يتطلب إنشاء مواد تعليمية مؤثرة قدرات إدارية عالية، مثل التقييمات أو الأنشطة التي تدعم أهداف جلسة تدريب معينة. تساعد مهارات الإدارة الجيدة على زيادة دوافع المدرب والمتدربين، مما قد يؤدي إلى نتائج ناجحة في برنامج التدريب.

ومن الأمثلة على استخدام المهارات الإدارية وضع قواعد أساسية لمشاركة المتدربين ومناقشة التوقعات المرتبطة بالسلوك. تشمل المهارات الإدارية الجيدة ما يلي:

  • تحفيز المتدربين الذين يواجهون صعوبات.
  • تقدير النجاحات ومكافأتها في الصف.
  • تحديد أهداف واقعية لدورة التدريب.
  • إسناد المهام للطلاب لضمان مشاركة الجميع.

10 مهارات هامة للمدربين في عام 2024

4. التنظيم

تمكِّن المهارات التنظيمية المدربين من التركيز على المهام وزيادة كفاءتهم، مما يسهِّل الالتزام بمواعيد المشاريع، وتتبع مواد التدريب والتأكد من أنَّ جميع المتدربين يعملون بانسجام.

تساعد المهارات التنظيمية القوية المدرب على إنشاء بيئة تجري فيها تجارب التعلم بسلاسة، وتخفيف التشتيت أو شعور المشاركين أو الميسرين بالإحباط. كما تؤدي هذه المهارات إلى تقليل مستويات التوتر قبل كل وحدة تدريب وأثناءها وزيادة فاعلية جلسات التدريب إلى أقصى حد.

5. الإصغاء الفعال

يُعد الإصغاء الفعال من أهم المهارات للمدربين؛ لأنَّه يتيح لهم إنشاء جو من الاحترام والتفاهم المتبادل، وفهم هدف المتدربين من حضور الجلسة وتحديد الجوانب التي تتطلب مزيداً من البحث أو التوضيح.

يسهم الإصغاء الفعال أيضاً في كسب ثقة المتدربين، مما يضمن اندماجهم في جلسات التدريب، وتقديم التغذية الراجعة التي تمنح المدربين أفكاراً حول مدى استفادة المتدربين من التدريب، ليجروا التعديلات اللازمة في الوقت المناسب.

أحد الأمثلة عن استخدام هذه المهارة هو طرح سؤال مفتوح على المتدربين مثل: "ما هي التحديات التي واجهتموها في عملكم؟" ثم، الإصغاء إلى إجابة كل منهم، وطرح أسئلة توضيحية إن دعت الحاجة لذلك. يُثبت القيام بذلك للمتدربين أنَّك تصغي إليهم وتفهمهم وتجمع المعلومات اللازمة لتعديل التدريب بما يلبي احتياجاتهم.

6. إدارة الوقت

تساعد إدارة الوقت المدربين على التنظيم وتعزيز الإنتاجية، فهي توجههم للاستفادة من وقت التدريب بأفضل طريقة ممكنة، مما يساعد على ترتيب الأنشطة حسب أهميتها لتحقيق أهداف التعلم.

تساعد إدارة الوقت بفاعلية في التطرق إلى مزيد من المواضيع والأنشطة في كل جلسة، والتأكد من اندماج جميع المتدربين في الصف. من خلال مراقبة جداول وقتك، ستضمن تحقيق نتائج أفضل تزيد من ثقة أصحاب المصلحة، وربما يطلبون فيما بعد خدمات أخرى ذات صلة.

تمنع إدارة الوقت المتدربين من الشعور بالارتباك أو الملل عند تغطية كميات كبيرة من المعلومات خلال الجلسات الطويلة.

7. التفكير التصميمي

يتيح التفكير التصميمي إنشاء أنشطة وتجارب تعلم هادفة ومناسبة وإبداعية وفعالة؛ حيث يساعد المدربين على الابتعاد عن الأساليب التربوية التقليدية عبر استخدام تقنيات حل المشكلات التعاونية لتوليد أفكار وحلول جديدة.

يوفر نهج التفكير التصميمي إطاراً يتيح للمدربين الخروج بأفكار مخصصة تناسب كل جلسة تدريب وتقييم تلك الأفكار لتقديم تجربة تعلم أكثر فاعلية. باختصار، يوفر التفكير التصميمي فرصة للابتكار باستخدام التطبيق العملي. إنَّه مهارة هامة تتيح للمدرب إنشاء المواد من الصفر وتقديم الدورات التدريبية بسلاسة.

في الختام

تحدثنا في الجزء الأول من مقالتنا هذه عن 7 مهارات يجب أن يتمتع بها المدربون لتقديم تدريب مؤثر، وسنكمل الحديث في الجزء الثاني والأخير منها عن 3 مهارات إضافية، والأدوات اللازمة للمدربين.