12 حقيقة عن مشروع كوتشينغ الأعمال


إذا كنت تنوي الدخول في عالم كوتشينغ الأعمال، فدعونا لا نجمِّل الأمور، ولنتحدث عن العالم الحقيقي للكوتشينغ وما يمكن أن تتوقعه في مسيرة عملك.

12 حقيقة عن مشروع كوتشينغ الأعمال:

1. تستغرق تنمية مشروع الكوتشينغ وقتاً طويلاً:

تستغرق تنمية أي عمل تجاري وقتاً طويلاً. النجاح بين عشية وضحاها ليس هو القاعدة على الرغم مما قد تراه على إنستغرام (Instagram). ومع ذلك، ثمة أشياء تساعدك على تسريع العملية، مثل: التعاقد مع كوتش، أو الحصول على تدريب في مجال الأعمال، أو حتى الإعلانات المنظمة.

الأشخاص الناجحون في العمل هم أولئك الذين استمروا في العمل مدة كافية لتحقيق النجاح. حيث يرجع الأمر إلى المثابرة ومدى رغبتك في الاستمرار.

2. يتطلب بناء مشروع الكوتشينغ بذل الجهد:

سيخبرك كثير من الكوتشز أنَّ كل ما تحتاج إليه هو التفاؤل والشعور بالرضا، ومن ثم ترى العملاء يتوافدون إليك.

في الحقيقة، أنت بحاجة إلى العمل. عليك اتخاذ إجراءات تتماشى مع قيمك وطبيعتك مهما كانت صعبة. فعليك أن تقرر متى وكيف تتخذ هذه الإجراءات، وبطبيعة الحال، لن تحصل على عملاء وتبني مشروع الكوتشينغ إلا بالعمل والتفاني.

3. تحتاج إلى تمويل لإطلاق مشروع الكوتشينغ من الصفر:

من المفاهيم الخاطئة الشائعة أنَّه يمكنك إطلاق مشورع الكوتشينغ دون تمويل.

في الحد الأدنى، عليك دفع تكاليف استضافة موقع الويب، ومنصة موقع الويب، وخدمة التقويم، وخدمة تسديد المدفوعات عبر الإنترنت. وتشمل التكاليف الشائعة الأخرى تكاليف تأسيس المشروع، وتأمين المشروع، والرسوم القانونية ورسوم العقود، وغيرها. وهذا لا يشمل أي تدريب في مجال الكوتشينغ. في الواقع، يحتاج معظم الأشخاص الذين يطلقون مشروع كوتشينغ إلى تدريب في مجال كوتشينغ الأعمال أو التسويق.

4. يصعب الحصول على عملاء الكوتشينغ فوراً:

لا يكفي أن تطلق موقعك الإلكتروني وتتوقع أن يتوافد العملاء إليك، إذ عليك التحدث عن عملك لتثير اهتمام المقربين منك أولاً، ثم تشارك في المناقشات في مجال تخصصك وتعرض جلسات استكشافية. ثم تبدأ في التسويق وحجز مزيد من الجلسات الاستكشافية. ثم تعقد شراكات وتظهر أمام جمهور أكبر، وتحجز مزيد من الجلسات الاستكشافية.

أما الإعلان عن موقعك الإلكتروني أو إنشاء حساب على إنستغرام، فلا يضمنان لك الحصول على عملاء. إضافة إلى ذلك، عليك العثور على طرائق خارج وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق عملك.

5. يثير مشروع الكوتشينغ صدمات سابقة:

قد يثير قرار مشاركة مواهبك كثيراً من الأشياء، خاصة عندما تقرر طلب أجر لقاء هذه المواهب. قد يكون هذا سيف ذو حدين.

من ناحية، قد يكون من المؤلم مواجهة الأفكار أو المعتقدات الخفية تجاه نفسك، ومن ناحية أخرى، قد تحررك وتقويك رؤية القوى الكامنة التي تتحكم في حياتك.

إنّ إطلاق مشروع تجاري من أكبر رحلات التطوير الشخصي التي ستخوضها على الإطلاق، إذ عليك مواجهة مخاوفك المرتبطة بالعالم وبنفسك، ومواجهة التحديات عندما تقرر الظهور ومشاركة مواهبك.

6. نجاح مشروعك غير مضمون:

لا يستطيع كوتشز الأعمال (مثل أي كوتش آخر) ضمان النجاح. فهناك الكثير من المتغيرات، بما في ذلك وقت العميل والطاقة والموارد وشبكة العلاقات والمهارات، وغيرها.

تقع المشكلة عندما:

  1. يضمن كوتشز الأعمال النجاح بتقديم وعود لا يستطيعون الوفاء بها، وعندما
  2. يتوقع العملاء أن يكون الكوتشز خبراء معصومين من الخطأ.

هناك العديد من المتغيرات في الأعمال التجارية، فما يناسب أحدهم قد لا يناسب الآخر. لذلك جدير بك أن تجد كوتشاً يعاملك كإنسان لا كرقم.

7. يعتمد نجاح مشروعك على التسويق:

لا غنى عن التسويق في مجال الأعمال تماماً مثل الأمور المالية أو الصفقات. حيث عليك إتقان التسويق والمبيعات لتحقيق النجاح. وإذا كنت تشعر بعدم الارتياح تجاه التسويق، فمن المرجح أن تواجه كثيراً صعوبات.

أفضل ما يمكنك فعله هو الكشف عن جذور مخاوفك بشأن التسويق. اسأل نفسك هذه الأسئلة:

  • هل تخشى أن تبدو لحوحاً أو مخادعاً؟
  • هل تخشى التحدث أمام الناس؟

عندما تكتشف هذه الأسباب الجذرية، يتسنى لك معالجة مخاوفك وتغيير وجهة نظرك تجاه التسويق.

8. إذا فشل مشروعك، فهذا لا يعني أنَّك فاشل:

حسب دراسة أجراها الاتحاد الدولي للكوتشينغ (International Coach Federation): تفشل 82% من مشاريع الكوتشينغ في أول عامين. وهذا الرقم أعلى من معدل فشل المشاريع التقليدية.

من الصعب أن تطلق مشروع كوتشينغ، وعملية تنميته أصعب. فقد تفشل عملية الإطلاق أو العرض الجديد أو الدورة التدريبية، وهذا جزء من التعلم والنمو.

اعلم أنَّه إذ فشل مشروعك أو وعملية الإطلاق أو الدورة التدريبية أو لم تحصل على النتائج التي تريدها، فهذا لا يعني أنَّك السبب. لذا عليك الفصل بين فشل مشروعك وبين نفسك لتتمكن من الاستمرار والحفاظ على احترامك لذاتك.

9. إذا استغرق مشروعك وقتاً أطول لينمو، فهذا لا يعني أنَّك على خطأ:

يستغرق نمو بعض المشاريع وقتاً أطول من غيرها. يعد الكوتشينغ من الخدمات غير الملموسة التي تقدم مجموعة متنوعة من النتائج اعتماداً على العميل. وهذا يُصعِّب تسويق خدمات الكوتشينغ خاصةً إذا لم تكن واثقاً من القيمة التي تقدمها. فإذا لم تحقق أهدافك أو نجاحك على الفور، فهذا لا يعني أنَّك على خطأ.

قد يعني ذلك أنَّك تحتاج إلى إلقاء نظرة أعمق على أنشطتك التسويقية، وطريقة تواصلك، وتخصصك، ومسار مبيعاتك، ومعدلات التحويل. وقد يعني ذلك أيضاً أنَّ كل شيء يسير على ما يرام، ولكن بوتيرة أبطأ مما كنت تتوقع.

10. لا توجد استراتيجية مضمونة لتنمية مشروع الكوتشينغ:

يبدو أنَّ جميع كوتشز الأعمال يربحون أموالاً طائلة. ولكن اعلم أنَّ ثمة أشياء كثيرة لا تعرفها من قبيل أين بدأوا، وكيف وصلوا إلى هذه المرحلة، وكم أنفقوا حتى وصلوا إلى هذه المرحلة، وما إذا كانوا حقاً يربحون أموالاً طائلة.

(على سبيل المثال، ربما ينفقون 101 ألف دولار على الإعلانات ويكسبون 100 ألف دولار لكنَّهم لا يخبرونك بذلك). قد يكون لديهم شريك يمول مشاريعهم، أو يعملون مع كوتش شهير يسهم في تحقيق أرباحهم، أو ربما يخصصون ميزانية كبيرة للإعلانات. لذا، لا تصدق كل شيء تسمعه، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

11. يحتاج مشروع الكوتشينغ إلى حسابات دقيقة:

لا يكفي أن تطلق مشروع الكوتشينغ، ثم تعلن عن مقدار الأموال التي تريد كسبها. يجب إعداد نموذج عملك بحيث تكسب الدخل الذي تريده. على سبيل المثال، إذا كنت تريد كسب 100000 دولار سنوياً، ولكنَّك لا ترغب في تقاضي أجر يزيد على 100 دولار للجلسة، ويمكنك فقط استضافة 10 عملاء في الأسبوع، فلن تحقق الدخل المطلوب في هذه الحالة. وعلى نفس المنوال، إذا كنت ترغب في ضم 10 أشخاص إلى برنامجك وكانت قائمة بريدك الإلكتروني تضم 100 شخص، وكان معدل التحويل النموذجي لقائمة البريد الإلكتروني نحو 3%، فقد تحتاج إلى تعديل توقعاتك. (تختلف معدلات التحويل بناءً على النشاط التجاري والقائمة والعرض وما أشبه ذلك).

12. تستطيع إدارة مشروعك مع الاحتفاظ بوظيفتك:

النصيحة التي تقول بترك الوظيفة والتفرغ لمشروعك التجاري هي نصيحة غير سديدة إلى حد ما. فإذا كنت على دراية بتسلسل ماسلو الهرمي للاحتياجات الشخصية، فأنت تعلم أنَّ احتياجاتك الفسيولوجية تأتي في المقام الأول لأنَّك إنسان يحتاج إلى الهواء والماء والغذاء والمأوى والنوم والملبس.

إذا كانت وظيفتك الأساسية تسمح لك بتلبية هذه الاحتياجات مع الاستمرار في مشروعك، فهذا رائع. حيث تسبب الحاجة إلى كسب المال على الفور ضغطاً لا مبرر له وتمنعك من إدارة مشروعك كما ينبغي.

في الختام:

يتطلب نجاح مشروع الكوتشينغ كثيراً من الوقت والطاقة والمال والتصالح مع الذات. وليس كل شخص مؤهلاً لإطلاق مشروع كوتشينغ، والوقت ليس مناسباً دائماً لإطلاق مثل هذا المشروع.

إطلاق مشروع الكوتشينغ هو قرار شخصي يعتمد على أهدافك وظروفك. ولا ينبغي لأحد أن يفعل ذلك لأنَّه سهل، (فهو ليس سهلاً). كما أنه لا ينبغي لأحد أن يفعل ذلك لأنَّه يكره وظيفته الأساسية، (فهذا سبب غير كاف). ولا ينبغي لأحد أن يستعين بكوتش أعمال لأنَّه أحب وعوده على إنستغرام.

ولكن إذا كان لديك الهدف والشغف، وكنت على استعداد لمواجهة التحديات، وكنت مصمماً على النجاح، فإنَّ إطلاق مشروع كوتشينغ وتنميته هو مشروع مجزٍ على المستويين الشخصي والمهني.