12 خطوة لبناء المصداقية في مشروع الكوتشينغ


تقول القاعدة الذهبية في عالم التجارة إنَّ العميل يشتري من مزوِّد الخدمات الذي يعرفه ويحبه ويثق به؛ إذ تُكتَسَب الثقة عبر إقناع العملاء المحتمَلين بأنَّك خبير ومختص بتقديم المساعدة التي يحتاجون إليها، وهنا يبرز التساؤل الآتي "كيف يمكنك أن تبني مصداقيتك في سوق الكوتشينغ، ولا سيما إذا كنت مبتدئاً في المجال؟"، يوجد عدد كبير من الأساليب التي يمكنها مساعدتك على بناء المصداقية واستعراض خبرتك.

الثقة بقدراتك وخبراتك:

تهدف عملية مشاركة الخبرات وبناء المصداقية مع العملاء إلى اكتساب ثقتهم وتشجيعهم على العمل مع الكوتش، لكن يجب على الكوتش بحد ذاته أن ينمِّي شعوره بالقيمة الذاتية في البداية، فيجب أن تكون مستعداً لتطوير خبراتك، وتثق بنفسك وبقدراتك حتى لو ما زلت في طور التعلم، وبالتأكيد أنت لست خبيراً في جميع المجالات، ولكنَّك تمتلك المقومات الأساسية التي تؤهلك للعمل وتأدية دورك على أكمل وجه وتحمُّل مسؤوليته؛ لذا يجب أن تعي قيمتك وحقك في استقطاب العملاء وبناء نشاطك التجاري الخاص حتى يتسنى لك أن تنال مرادك.

تزداد ثقتك بنفسك عندما تدرك قيمة العمل الذي تقدمه؛ وبالنتيجة سيتسنى لك أن تستقطب العملاء المثاليين، كما أنَّك بحاجة إلى اتخاذ خطوات استراتيجية لاستعراض خبرتك وإثبات مصداقيتك.

إثبات الخبرة والمصداقية:

فيما يأتي 12 خطوة لاستعراض الخبرة وبناء المصداقية مع الجمهور، وزيادة التأثير والنفوذ وتنمية النشاط التجاري:

1. الحرص على توضيح الخدمات بدقة:

يجب أن تحدد الخدمات التي تقدمها للعملاء بدقة، وتشرح لهم طبيعة هذه الخدمات بطريقة واضحة ومقتضبة؛ إذ يقتضي هدفك أن تتحدث عن مشروعك بطريقة توصلك إلى العملاء المثاليين، وتُعلِمهم بأنَّك قادر على مساعدتهم، فلا يجب أن تتحدث عموماً وتقول إنَّك "كوتش تمكين" أو "كوتش حياة متخصص بالعمل مع النساء" على سبيل المثال؛ بل عليك أن تصف وظيفتك ودورك، وتخبر الجمهور بالخدمات التي تقدمها وبالمستفيدين من خبراتك.

2. استخدام عنوان بريد إلكتروني باسم "النطاق" (Domain) الخاص بك:

إياك أن تستخدم عنوان بريد إلكتروني شخصي باسمك لنشاطك التجاري؛ بل يجب أن تضعه باسم النطاق الخاص بشركتك، حتى تضفي طابع المصداقية على عملك، وتكسب ثقة العملاء المحتملين، ويمكنك أن تستفيد أيضاً من خدمات "جوجل وورك سبيس" (Google Workspace) المدفوعة في الحصول على بريد إلكتروني مخصَّص لنشاطك التجاري، واستخدام اسم النطاق الخاص بك في واجهة البريد.

3. النشاط على موقعك الإلكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي بمهنية واحترافية:

لا يعني هذا أن تقوم بإعداد موقع إلكتروني متكامل وحسابات احترافية على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر بشكل متكلف وتبالغ في اهتمامك بمظهرك عندما تقوم بإجراء بث مباشر؛ بل يكفي أن تُعِدَّ موقعاً إلكترونياً وحساباً واحداً على الأقل على منصات التواصل الاجتماعي لتثبت أنَّك خبير في مجال عملك، وتشارك سيرة ذاتية احترافية تحتوي على رابط لموقعك الإلكتروني، حتى يتسنى للعملاء أن يعرفوا المزيد عنك ويتخذوا الخطوات المبدئية للعمل معك.

4. مشاركة دليل اجتماعي:

يساهم استخدام الدليل الاجتماعي في الخطط التسويقية في بناء المصداقية، فقد يرغب العميل المحتمل بالاطلاع على دليل يثبت قدرتك على مساعدته، ويتم ذلك عن طريق مشاركة شهادات العملاء، وعرض نتائج حقيقية لعملاء سبق أن عملوا معك، كما يمكنك أيضاً أن تتحدث عن تجارب العملاء قبل وبعد العمل معك، حتى تثبت أنَّ خدماتك تساعد الآخرين بالفعل، وأنَّ نشاطك التجاري حقيقي.

5. إعداد محتوى يستهدف العملاء المثاليين:

يجب أن تتحدث عن مشكلات عميلك المثالي، وتُبيِّن له أنَّك تمتلك الحلول التي يحتاج إليها، وذلك عن طريق إعداد محتوى ونسخ إعلانية تركز على العميل وليس عليك أنت شخصياً، وهذا يعني أنَّ جميع الإعلانات على موقعك وحملتك التسويقية يجب أن تكون موجَّهة للعميل المثالي، وكأنَّك تتحدث إليه مباشرةً، بحيث يشعر العميل بأنَّك تعي مشكلاته وتتحدث إليه مباشرةً.

6. عرض القيمة التي تقدمها خدمات الكوتشينغ:

تقتضي الأهداف الأساسية لمقالات المدونات والنشرات الإعلامية ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي عرض القيمة التي تَعِدُ خدمات الكوتشينغ بتقديمها للعميل، ولهذا السبب، عليك أن تحرص على تقديم معلومات ذات قيمة للعميل، حتى يعرف أنَّك خبير وضليع بالموضوعات التي تناقشها، ويستعين بك لمساعدته وإرشاده؛ أي يجب أن تركز خلال إعداد المحتوى الترويجي على استعراض النتائج الواعدة التي تضمنها خدماتك للعميل.

7. استهداف شرائح مختلفة من الجمهور:

يمكنك أن تطل عبر منصات التواصل الاجتماعي في برنامج مؤثِّر آخر لتثبت جدارتك وخبرتك في المجال؛ إذ تساعدك هذه الطريقة على ترويج عملك من جهة، وتوسيع قاعدتك الجماهيرية والوصول إلى شرائح جديدة من العامة من جهة ثانية، ويتم ذلك عن طريق كتابة المقالات في مواقع استضافة، وهذا يعني أن تنشر مقالاً في مدوَّنة مشهورة بصفتك ضيفاً، أو تحل ضيفاً على أحد البرامج الإذاعية، أو تجري بثاً مباشراً من حساب أحد العاملين في تخصص مشابه لمجال عملك على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، وتشارك هذه النشاطات مع جمهورك لزيادة الثقة والمصداقية فيما بينكما.

8. الالتزام بالوجود الإلكتروني:

إياك أن تنقطع عن مواقع التواصل الاجتماعي فجأة بعد أن تعوِّد جمهورك على الظهور بصورة منتظمة؛ وذلك لأنَّهم سيعتقدون أنَّك لم تعد تعمل في مجال الكوتشينغ، وقد يمتنع بعض الكوتشز أيضاً عن مراسلة المشتركين بصورة منتظمة، وهو تصرف خاطئ تماماً؛ إذ تُبنَى الثقة والمصداقية مع الجمهور عبر الظهور بصورة منتظمة، ومن ثم يجب عليك أن تقوم بالنشاطات التسويقية بشكل متواصل ومتسق.

9. مشاركة وجهة نظرك:

عندما تقوم بمشاركة وجهة نظرك، فإنَّك تتميز عن المنافسين في السوق وتستقطب المزيد من العملاء الذين يشاطرونك أفكارك وقيمك، فلا يحبذ بعضهم الأفكار والأساليب المجرَّبة والنمطية؛ بل إنَّهم سيستمتعون عندما تشاركهم وجهات نظرك المختلفة عن بقية المنافسين في السوق.

10. بناء قاعدة جماهيرية:

تُبنَى القاعدة الجماهيرية عن طريق المتابعين أو إنشاء المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي على سبيل المثال، فعندما تقوم بإنشاء مجتمع يتبعك، فأنت تبني مصداقيتك بشكل تلقائي بصفتك قائداً، ويُحافَظ على المصداقية عبر الالتزام بتقديم قيمة للمجتمع الذي نصَّبك قائداً عليه، وجعله يدرك بأنَّك موجود لخدمته.

11. الاستفادة من الشراكات الاستراتيجية:

يمكنك أن تشارك رائد أعمال لا ينافسك في السوق، ويزوِّد خدمات مكمِّلة لما تقدمه أنت لجمهور يشبه الشرائح التي تستهدفها بالعادة، بحيث يدعم كل منكما أعمال الآخر، وذلك عبر التعاون على المشاريع والترويج المتبادل ضمن القاعدة الجماهيرية التي بناها كل منكما؛ إذ تتيح لك هذه الطريقة إمكانية بناء العلاقات والاستفادة من خبرة شريكك والوصول إلى شريحة جديدة من الجمهور.

12. استخدام صور احترافية:

يمكن التغاضي عن موضوع الصور الاحترافية في البداية عندما تُطلِق مشروعك، فبوسع الصور الاحترافية المنشورة على موقعك الإلكتروني وحسابات التواصل الاجتماعي أن تضفي طابعاً مهنياً واحترافياً على حضورك الإلكتروني، ولهذا السبب، عليك أن تحصل على جلسة تصوير احترافية عندما تتوفر لديك الإمكانية المادية، فضلاً عن أنَّ الصور الاحترافية تستقطب اهتمام جماهير جديدة عندما تنشر مقالاً في مدوَّنة جديدة، أو تظهر في أحد البرامج الإذاعية، وكذلك يمكن أن يساعدك العمل مع مصور فوتوغرافي متخصص في العلامات التجارية الشخصية على الحصول على صور احترافية، الأمر الذي يساعدك على بناء المصداقية.