15 استراتيجية للتعامل مع المتدربين


يواجه المدربون صعوبات جمة في التعامل مع المتدربين الذين قد ينتمون إلى خلفيات متنوعة أحياناً. سنعرض، في ما يلي، 15 استراتيجية يقدمها مدربون من جميع أنحاء العالم تفيد في تقديم الدورات التدريبية سواء في الشركات أم في ورش العمل المستقلة.

15 استراتيجية تفيد في تقديم الدورات التدريبية

1. تبسيط الموضوع

يقول د."بول سيموندز" (Paul Symonds) الخبير في موقع "ترافيل واي فايندينغ" (Travelwayfinding.com): قد يفترض المدربون أنَّ جميع المشاركين يألفون المصطلحات الخاصة بمجال أو موضوع معين، ولكنَّهم قد لا يفهمونها إذا كانوا لا يعملون في المجال الذي تُستخدم فيه هذه المصطلحات. لذا، يجب تبسيط المادة، والبدء بالمفاهيم الأساسية، والحرص على تناول محاور الموضوع كافةً.

تكمن صعوبة التدريب في الشركات، في أنَّ المتدربين يتمتعون غالباً بمجموعة واسعة من المهارات ولديهم معلومات متنوعة حول الموضوع، ولكن حتى لو بدأ المدرب بالمفاهيم الأساسية، يكتسب المتدربون الذين لديهم إلمام بالموضوع بعض الأفكار ووجهات نظر جديدة. بالطبع؛ إذا كان مستوى المتدربين متقدم، يستطيع المدرب تدريس محاور متقدمة من الموضوع فقط.

باختصار: حدد نوع المتدربين، ومستوى خبرتهم، واختر بناء على ذلك المصطلحات التي يجب أن تستخدمها في التدريب.

2. إضفاء المرح على التدريب

تقول المدربة "فاليريا سيموندز" (Valeria Symonds) من موقع "برو ماركيتينغ أونلاين" (Promarketingonline.com): برأيي أنَّ جعل التدريب ممتعاً يحافظ على اندماج المدربين والمشاركين. جودة التدريب هامة بالطبع، ولكن سيزداد تأثيره إذا أُضيفت إليه الأنشطة والألعاب.

إنَّني أهتم بالأنشطة التفاعلية في أي تدريب أقدمه، فهي تناسب أساليب التعلم المختلفة للمشاركين، وتسهِّل عليهم التعرف على زملائهم وتسهم في تلطيف الأجواء.

3. تنظيم التدريب

يقول "جاك ديلوزا" (Jack Delosa) مؤسس موقع "ذي أنتوراج" (The Entourage): إحدى المشكلات الشائعة في برامج التدريب هي غياب التنظيم. يدفع العملاء مالاً كثيراً لحضور الدورات التدريبية، وتنظيمها بإتقان هو شكل من أشكال التسويق الذي يشجع هؤلاء العملاء على العودة.

لا تتجاهل مرحلة إعداد التدريب، وإذا لم تكن ضليعاً بأساليب التدريس، يمكنك شراء تدريب قابل للتخصيص؛ إذ تتوفر كثيرٌ من الحزم التدريبية الجاهزة والمنظَّمة وذات جودة عالية.

يجب التخطيط لأمور مثل: إضافة الأنشطة والألعاب المناسبة، واختيار التوقيت المناسب للتدريب مع تحديد فترات للراحة، وطريقة التسجيل واختتام الدورة.

تقديم الدورات التدريبية

4. طلب التغذية الراجعة من المتدربين

تقول المدربة "بيج روسو" (Paige Russo) من جامعة فلوريدا أتلانتيك (Florida Atlantic University): تفيد التغذية الراجعة التي أتلقاها من المشاركين في ورش العمل، فمن وحي تجربتي في التدريب في الشركات، أرى أنَّ تعليم البالغين مختلف تماماً عن التدريس في المدارس أو الجامعات؛ لأنَّ معلومات المشاركين البالغين هي أفضل دوماً، وبالتالي يجب اتباع نهج مختلف في تقديم التدريب، وأفضل طريقة هي أن تطلب من المتدربين تقديم تغذيتهم الراجعة باستمرار.

اطلب التغذية الراجعة من المشاركين قبل 15 دقيقةً من نهاية جلسة التدريب، عن طريق إنشاء استبيان من صفحة واحدة يحتوي على بعض الأسئلة المفتوحة ليتسنى للمشاركين إبداء رأيهم بصراحة، ويمكنك حتى السماح لهم بملء الاستبيان دون الكشف عن أسمائهم كي يعبروا عن آرائهم بكل أريحية. أنصحك أن تتقبّل جميع الآراء، وتتعلم منها لتتحسّن مهاراتك في التدريب.

5. مراعاة أساليب التعلم المختلفة للمتدربين

تقول المدربة "باميلا فيلا" (Pamela Vela) من شركة "خدمات الأعمال العالمية" (GBS): تختلف أساليب تعلم المتدربين، ومن الهام أن يفهم المدربون ذلك لتعزيز كفاءتهم؛ فبعض المتدربين يفضلون الأسلوب السمعي والإصغاء إلى شرح المدربين، بينما يفضل غيرهم الأسلوب المرئي، لذا فإنَّ استخدام العروض التقديمية والرسومات والوسائل البصرية الأخرى في التعلم هو الحل الأمثل لتدريسهم.

كما شاع استخدام أسلوب التعلم الحسي الحركي مؤخراً بوصفه وسيلةً فعّالةً للتعلم. يعتمد هذا الأسلوب على الممارسة وتحريك الجسد أثناء التعلم أكثر من الجلوس والاستماع للأفكار النظرية. أنصحك باعتماد مجموعة متنوعة من الأساليب والأنشطة لإدماج جميع المتدربين.

6. تجهيز قاعة التدريب

تقول المدربة "ليندا جون" (Lynda Jean) من موقع "بيرسونال إمباكت" (Personal Impact): قد يؤدي عدم تجهيز قاعة التدريب إلى فقدان حماسة المتدربين وعدم تحقيق النتيجة المرجوة من الجلسة، على الرغم من كونه مجرد جانب من جوانب تقديم ورش عمل فعّالة.

احرص على ترتيب مقاعد الجلوس بطريقة تناسب أسلوب التدريب الذي ستستخدمه، مثل وضع الكراسي حول الطاولات إذا كنت تريد أن يتعاون الطلاب في مجموعات صغيرة.

قد يستخدم بعض المدربين القاعة كما هو دون أي تعديل، ولكن من الهام معاينتها، وتجهيزها بما يتناسب مع نوع الدورة التدريبية التي تقدمها وطبيعة المشاركين.

7. منح المتدربين فرصة للتحدث

يقول د."جورج جينينغز" (Dr George Jennings)، محاضر في جامعة "كارديف متروبوليتان" (Cardiff Metropolitan University): شجع المشاركين على التحدث لتعزيز حماستهم واندماجهم في عملية التعلم، واختر موضوعاً محدداً ليكون النقاش مثمراً وماتعاً. لقد اكتشفت خلال السنوات التي حاضرتُ بها أنَّ نشاط المتدربين يتحسن عندما تمنحهم فرصة للتحدث عن مجموعة متنوعة من المواضيع في الصف أو الدورة التدريبية.

يستأثر بعض المدربين بالحديث طوال الجلسة، وعلى الرغم من أنَّهم قد يلقون النكات ويقدمون العروض ويشاركون معلوماتهم بأساليب ممتعة، فإن المتدربين لا سيما في الشركات يفضلون إجراء النقاشات وتبادل الأحاديث حول موضوعات تخص حياتهم المهنية والاجتماعية.

أنصح المدربين بتشجيع المشاركين على الاستعداد للنقاشات كما لو أنَّهم يحضِّرون مشروعاً عملياً؛ حيث يسهم ذلك في التزامهم والمشاركة في إعداد المحتوى بدلاً من التلقي السلبي للمعلومات.

تقديم الدورات التدريبية

8. استخدام الوتيرة المناسبة في تقديم التدريب

يقول المدرب "مايكل براون" (Michael Brown) من موقع "سكيل سيت سكيلز" (Skillset Skills): من الهام تقديم التدريب بالسرعة والوتيرة المناسبة، وذلك اعتماداً على المشاركين والموضوع ومعلوماتهم عنه؛ فإذا قدَّمته ببطء شديد، فسيشعر المتدربون بالملل ويتشتت انتباههم، وإذا قدَّمته بعُجالة، فقد يفقدون حماستهم لعدم قدرتهم على المتابعة معك.

إنَّ اختيار الوتيرة المناسبة لتقديم التدريب ليس بالأمر السهل طبعاً، ويتطلب تجربة أساليب مختلفة، والأهم من ذلك مراقبة ردة فعل المتدربين، أو حتى سؤالهم مباشرة عن رأيهم في التقديم لتتمكن من اختيار السرعة المناسبة.

9. إنشاء بيئة تعلم مريحة وآمنة

تقول المدربة "جيل كولنز" (Jill Collins) من موقع "إن تو موتيفيشن" (In2Motivation): من الهام توفير بيئة تعلم آمنة ومريحة على الصعيدين المادي والنفسي ليتمكن المتدربون من التركيز أكثر؛ فعلى الصعيد المادي، يجب تقديم التدريب في قاعة مشمسة ودرجة حرارتها معتدلة، والمقاعد فيها مريحة، ويستطيع الجميع رؤية المدرب وسماعه جيداً، كما يجب أن تكون القاعة مناسبة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الحركة، وتخلو من أي مخاطر على الصحة والسلامة.

توفير الأمان النفسي هام بقدر توفير بيئة مادية مريحة؛ إذ يجب أن يشعر المتدربون بالترحيب والراحة، ويكونوا قادرين على التعبير عن آرائهم دون التقليل من احترام الآخرين.

10. إظهار الشغف بالموضوع

تقول المدربة "جولي" (Julie) من مركز "نوركال بيزنس كوتشينغ" (Norcal Business Coaching): إظهار الشغف أساسي في التدريس؛ إذ أنَّ الهدف هو إلهام المتدربين وإثارة حماستهم تجاه الموضوع المطروح، وإلا سيشعرون بالملل ويتوقفون عن العمل.

إبداء الشغف ليس أمراً سهلاً دوماً، فربما طُلب من المدرب تقديم موضوع لا يثير اهتمامه، أو قد يشعر بالتعب أو الإعياء، ولكن عليه محاولة تحفيز نفسه قبل مقابلة المتدربين، ويتذكر أنَّه يمتهن أنبل المهن.

وإذا لزم الأمر، يجب أن يجرب المدرب قبل الجلسة تعزيز طاقته من خلال ممارسة بعض التمارين، أو الاستماع إلى مقطوعة موسيقية ملهمة.

11. وضع قواعد واضحة

يقول الكوتش المستقل "مارك جنكينز" (Mark Jenkins): من الهام توضيح القواعد في بداية التدريب وورش العمل، وفي حال كنت تدرب البالغين، فأفضل طريقة لإقناعهم بالقواعد التي تريدها هي حثهم على اقتراحها بأنفسهم.

وضع قواعد مثل منع استخدام الهواتف المحمولة، وعودة الجميع من الاستراحة في الوقت المحدد وغيرها، ضروري ليكون التدريب أكثر سلاسة.

12. توضيح أهداف التعلم

يقول المدرب المستقل "سايمون نيومان" (Simon Newman): من الهام توضيح أهداف التعلم من البداية. أنصح بعد الترحيب بالمتدربين عرض قائمة بسيطة بأهداف التعلم في جلسة اليوم. يكفي تحديد ثلاثة إلى خمسة أهداف ليأخذ المتدربون فكرة عن محتوى الدرس، ويفهموا الغاية منه.

13. الاستفادة من لحظات صمت المتدربين

يقول المدرب "بوب جونز" (Bob Jones) من كلية لندن للأعمال والعلوم المالية: يرتبك المدربون المبتدئون حين يواجهون صمت المتدربين، فيحاولون كسر هذا الصمت بالإفراط في التحدث. لكن، لا يجب أن تخشى لحظات الصمت؛ بل استفد منها؛ لأنَّها غالباً إشارة إلى أنَّ المتدربين يفكرون في سؤال طرحته عليهم مثلاً. لا تتوقع أن يجيب المشاركون على الفور دوماً، وامنحهم بعض الوقت للتفكير. كما يمكنك الاستفادة من فترات الصمت القصيرة للتأكيد على الأفكار الهامة.

14. مراعاة التسلسل الهرمي للاحتياجات في التدريب

تقول المدربة "سارة تايلور" (Sarah Taylor) من موقع "آي دي إم" (IDM): على الرغم من أنَّ تسلسل ماسلو الهرمي للاحتياجات يُطرَح عادةً في دروس علم النفس، إلا أنَّ فهمه يفيد المدربين المستقلين أيضاً.

يتمثل المستوى الأساسي لاحتياجات المتدربين في الاحتياجات الفسيولوجية، والتي تشمل في سياق التدريب: العطش والجوع والحاجة إلى أخذ استراحة؛ لذا من الهام أن يحدد المدرب الأوقات المناسبة للاستراحات كي يتسنى للمشاركين إشباع هذه الحاجات، وإلا سيواجهون صعوبة في الانتباه والتركيز. احرص على توفير الأمور التالية:

  • تقديم الطعام الصحي في الوقت المحدد (في حال تقديم الطعام للمتدربين).
  • تحديد فترات استراحة كافية لقضاء الحاجة.
  • توفير قاعات ذات تهوية جيدة (إن أمكن).
  • السماح بشرب الماء في القاعة (إن أمكن).
  • بدء استراحة الغداء في الوقت المحدد.

15. تخصيص الوقت للمتدربين لتقديم تغذيتهم الراجعة

تقول المدربة المستقلة "أليسون بلاكهيرست" (Alison Blackhurst): بعد انتهاء جلسة التدريب، قد يرغب بعض المتدربين بطرح الأسئلة، أو تقديم التغذية الراجعة، أو مجرد شكر المدرب؛ لذا أنصحك بتخصيص ما يُقارب 10-15 دقيقةً في نهاية الجلسة للإصغاء إلى المتدربين والإجابة عن أسئلتهم ومساعدتهم. يمكن حتى السماح للمشاركين بتقديم آرائهم دون ذكر أسمائهم ليتسنى لهم التحدث بصراحة أكثر.

يفيد هذا الوقت أيضاً في بناء شبكة العلاقات المهنية، فقد حصلتُ على عديدٍ من الوظائف نتيجة بطاقات العمل التي تلقيتها من المشاركين في ورش العمل.

في الختام

تطرّقنا في مقالتنا هذه إلى 15 استراتيجية فعّالة للتعامل مع المتدربين في الدورات وورش العمل، والتي تساعد المدربين في إثارة اهتمامهم وتعزيز اندماجهم لتحقيق نتائج أفضل.