
16 لعبة تدريبية تفاعلية للموظفين والفرق: تعزيز التعلم بالمرح
يمكن أن يكون التدريب مهمة شاقة، فيجب إيصال كمٍّ كبير من المعلومات للمتدربين، ولا بد من اعتماد استراتيجيات وتقنيات ذكية لتلقين الأفكار وترسيخها في أذهانهم؛ إذ يعد تبسيط الأفكار وتقديمها من خلال الألعاب أحد أذكى الاستراتيجيات التدريبية والتعليمية، وتضمن هذه الطريقة تفاعل الأفراد ورضاهم، وتحقيق الهدف التدريبي.
يتطور عالم التدريب المهني بسرعة، وتزداد الحاجة إلى طرائق مبتكرة لتحفيز الموظفين والفِرَق على التعلم والتطوير؛ لذلك تُعَد الألعاب التدريبية وسيلة فعالة وممتعة لجعل عملية التعلم أكثر تفاعلاً وإثارة، فمن خلال دمج الألعاب التفاعلية في جلسات التدريب، يمكن تحسين استيعاب المحتوى وزيادة مشاركة المتدربين، مما يحقق نتائج أفضل. يستعرض هذا المقال 16 لعبة تدريبية رائعة تعزز روح الفريق وتطور مهارات الموظفين، مع ضمان جو من المرح والمتعة في التعلم.
16 لعبة تدريبية لتعزيز روح الفريق وتطوير مهارات الموظفين
1. الاختبارات
تُعَد الاختبارات وسيلة ممتعة وتفاعلية لاختبار فهم موظفيك بعد الجلسة التدريبية، وهي توفر تغذية راجعة فورية عن المعلومات المكتسبة والمحاور التي تحتاج إلى مراجعة إضافية.
تقدم بعض البرامج والمواقع قوالب جاهزة وقابلة للتعديل لإعداد الأسئلة، وإنشاء البطاقات، وإضافة مؤقت زمني، وتصحيح الأجوبة.
2. لعبة تبادل المعلومات
لكل فرد في الفريق وجهات نظر وخبرات قيِّمة في موضوع معيَّن، ويعزز تمرين "تبادل المعلومات" مشاركة هذه المعرفة.
طريقة اللعب
قسِّم الأفراد إلى مجموعات صغيرة وقدِّم لكل مجموعة عدد من المواد التدريبية التي تتضمن معلومات ذات صلة، فإذا كان التدريب في مجال المبيعات، يمكن أن تتلقى مجموعة أ معلومات حول تقنيات التفاوض، ومجموعة ب معلومات حول معرفة المنتج، ومجموعة ج معلومات حول استراتيجيات التفاعل مع العملاء، ثم تطَّلع كل مجموعة على المواد التدريبية المخصصة بها وتستخدمها في إنشاء عرض تقديمي تشاركه مع المجموعات الأخرى.
3. دراسات الحالة الجماعية
تعطي دراسات الحالة أعضاء الفريق فكرة عن التطبيق العملي للمواد التدريبية؛ لذا أجرِ الجلسة التدريبية باعتيادية، ثم قسِّم الحضور إلى مجموعات، وكلِّف كل مجموعة بإنشاء عرض تقديمي يوضح كيف يمكن أن يطبقوا ما تعلموه للتو عملياً.
استخدمت مجموعة شرائح أسئلة وأجوبة بعد العرض لمراجعة ومناقشة دراسات الحالة، مما يعزز التفاعل وفهم المادة في سياق عملي.
4. لعبة اختبر معلوماتك العملية
تجعل هذه اللعبة جلسات التدريب أكثر متعة وفعالية، وتختبر معرفة المتدربين بشركتك أو القطاع بالعموم، كما أنَّها تقرِّب أفراد الفريق من بعضهم عندما تكون الموضوعات المطروحة شخصية ومرحة.
5. لعبة خريطة الكنز
تُعَد هذه اللعبة وسيلة ممتازة لتمكين وتحسين التواصل بين أفراد الفريق، حتى عند إجرائها افتراضياً.
هدف اللعبة هو العثور على أكبر عدد ممكن من العناصر، وإكمال أكبر عدد ممكن من المهام، أو حل أكبر عدد ممكن من الألغاز ضمن فترة زمنية محددة، بالتالي يفوز الفريق الذي يحصل على أكبر عدد من النقاط في نهاية البحث.
يوجد بالطبع قوالب جاهزة لألعاب كهذه، ويمكنك أيضاً جعل اللعبة أكثر ارتباطاً بالعمل عن طريق تضمين تحديات تتعلق بشركتك.
يمكنك أن تطلب من فريقك مثلاً:
- العثور على عنصر يمثل قِيَم شركتك أو رسالتها.
- تسجيل فيديو لأنفسهم يشرحون مفهوماً أو مهارة تعلموها في جلسة التدريب.
- العثور على مقال إخباري أو منشور مدوَّنة ذي صلة بالقطاع.
- حل مشكلة أو دراسة حالة تتعلق بعملك.
6. نشاطات تلطيف الأجواء
تُعَد نشاطات تلطيف الأجواء وسيلة رائعة لبدء جلسات التدريب أو الاجتماعات أو ورشات العمل، خصيصاً عند وجود موظف جديد أو إعادة هيكلة الفِرَق؛ إذ تبني هذه النشاطات الثقة والتواصل بين الأشخاص الذين لا يعرفون بعضهم جيداً؛ لأنَّ التعاون أساسي للنجاح، خصيصاً في المهام التي تتطلب تضافر أعضاء الفريق.
يمكنك إنشاء عرض تقديمي لممارسة نشاطات تلطيف الأجواء بافتراضية؛ لذا اطرح أسئلة مثيرة للجدل، مثل بدء نقاش بين محبي القهوة والشاي، أو استفسر عن الحياة المهنية لأعضاء الفريق من خلال سؤالهم عن أفضل (أو أسوأ) تجاربهم في العمل، فهي تُضفي طابعاً إنسانياً على بيئة العمل.
7. لعبة اعرض واشرح
تشجع هذه اللعبة الأفراد على مشاركة تفاصيل حياتهم الشخصية التي تتعلق بجلسة التدريب، وتسمح للمتدربين بمشاركة تجاربهم الشخصية وأفكارهم المتعلقة بالموضوع من خلال عدة نصائح:
- اختر موضوعاً أو فكرة تتعلق بجلسة التدريب.
- استخدم قالب عرض تقديمياً جذاباً لمشاركة الصور مباشرة.
- اعرض وناقِشْ كل صورة، وامنح كل متدرب فرصة للحديث عن صورته.
- لخِّص المحاور الرئيسة أو الدروس المستفادة من النشاط.
إذا كنت تدرب على مهارات خدمة العملاء مثلاً، اطلب من المتدربين عرض شيء يمثل تفاعلاً إيجابياً أو سلبياً مع العملاء شهدوه أو مروا به.
8. لعبة استطلاع الرأي
يعد التدريب وسيلة رائعة لتحسين مهارات فريقك، ولكن يستهجن بعض المتدربين فكرة تقديم التغذية الراجعة بسبب قلة ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على مشاركة آرائهم أو اقتراحاتهم مع المدرب أو الزملاء.
اعتمِدْ استطلاعات الرأي المباشرة التي تتيح لك رؤية نتائج الاستطلاع في الوقت الفعلي، أو اعتمِدْ قالباً تقليدياً لجمع الآراء والملاحظات، واستخدِم الملاحظات التي تحصل عليها لتحسين جلسات التدريب المستقبلية وجعلها أكثر تفاعلاً وفعالية.
9. الاجتماعات التفاعلية الممتعة
تكون الاجتماعات التي يتحدث فيها شخص واحد مملة غالباً وكأنَّها عبء ثقيل، فالناس يفقدون تركيزهم عقلياً عندما لا يشعرون بالتفاعل، ولا يجب أن يسير الأمر كذلك.
فيما يأتي بعض الأسئلة التي يمكنك طرحها على المشاركين:
- ما التحديات أو الأسئلة التي تدور في ذهنك حول موضوعنا؟
- ما الممارسات الجيدة أو النصائح التي يمكنك مشاركتها مع الآخرين؟
- ما هي خطوات العمل أو الأهداف التي ستأخذها من هذا الاجتماع؟
10. لعبة الوصف والتخمين
تدرِّب لعبة الوصف المشاركين على استخدام المفردات والمفاهيم المتعلقة بموضوع التدريب بوضوح وإيجاز، كما أنَّها تحفز خيال المشاركين وتشجعهم على التفكير الإبداعي واستخدام وسائل مختلفة لإيصال أفكارهم؛ لذا أنشِئ عرضاً تقديمياً، وأضفْ إليه كلمات أو صور تتعلق بجلسة التدريب المخصصة بك، ثم قسِّم المشاركين إلى فرق، واطلب من كل فريق وصف كلمته أو عبارته للبقية؛ إذ يجب أن تخمن الفرق الأخرى ما هي الكلمة أو العبارة، وامنح نقاطاً لكلٍّ من الفريقين، واعط نقاطاً إضافية لجودة الوصف والتخمين.
11. لعبة ماذا يوجد في الغرفة؟
يُعرض في هذه اللعبة على المشاركين صورة لغرفة أو أي مكان آخر، وعليهم تحديد أكبر عدد ممكن من الأشياء الموجودة فيها.
إذا كنت تدرب مجموعة من ممثلي المبيعات لشركة حوسبة سحابية مثلاً، وتريد تحسين معرفتهم بالمنتجات ومهارات خدمة العملاء، ابدأ بمجموعة من الأسئلة العامة وأنشئ عرضاً تقديمياً يحتوي على صور، ويجب أن تحتوي كل صورة على أجهزة وتطبيقات برمجية مختلفة تقدمها شركتك أو تنافس بها، وشارِكْ العرض التقديمي مع المتدربين وكلِّفهم بتحديد أكبر عدد ممكن من الأجهزة والتطبيقات في كل صورة، كما يجب أن يكتب المشاركون اسم المنتج وسعره وفوائده، بالإضافة إلى كيفية تعاملهم مع الاعتراضات أو الأسئلة الشائعة من العملاء.
يمكنك الكشف عن الإجابات الصحيحة بعد كل صورة وتقديم تغذية راجعة تقيِّم ردودهم، كما يمكنك أيضاً منح نقاط لكل إجابة صحيحة لبث روح المنافسة.
12. لعبة اسمعني
صُمِّمَت لتحسين مهارات الاستماع والتواصل، بالإضافة إلى بناء الثقة والألفة بين أعضاء الفريق، والقواعد كالتالي:
- يتحدث شخص واحد لفترة محددة حول موضوع معيَّن، بينما يستمع الآخرون بانتباه.
- يتناوب المستمعون بعدها لتلخيص ما سمعوه وطرح سؤال متعلق بالموضوع على المتحدث، فيمكن للمتحدث بعد ذلك تأكيد أو تصحيح الملخصات والإجابة عن الأسئلة.
13. خمِّن الموضوع
تساعد هذه اللعبة المشاركين على ممارسة الارتجال والتحدث أمام العامة، كما تشجعهم على استخدام الشرائح بوصفها دليلاً دون الاعتماد عليها بالكامل، ولابتكار محتوى العرض التقديمي بارتجالية، من دون الكشف عن الموضوع.
طريقة اللعب
يُنشِئ المقدم مجموعة شرائح مستقلة (فيمكن البدء بأية شريحة دون أخذ التراتبية بالحسبان)، وتتضمن كل شريحة عنوان ونقاط رئيسة، وتكمن الحيلة في أنَّ محتوى الشريحة غير مرتبط تماماً بالموضوع الفعلي، فقد يكون العنوان "كيف تدرب تنينك" مثلاً، بينما الموضوع هو "فوائد التأمل"، ويجب على المستمعين الانتباه لحديث المقدم جيداً ومحاولة تخمين الموضوع.
هذه لعبة تدريب عامة لتحسين التواصل.
14. لعبة ترابط الكلمات
تعزز تقنية ترابط الكلمات نتائج التدريب من خلال مراجعة المعلومات السابقة، وتوليد الأفكار، واستكشاف الارتباطات؛ لذا اطلب من المشاركين خلال الجلسة أو بعدها كتابة الكلمة التي تخطر في بالهم عند ذكر كلمة معيَّنة؛ أي الكلمة المرتبطة بها بالنسبة لهم، مثل: "ما الكلمة التي تربطها بـ "رضى العملاء" في مجال خدمة العملاء؟" ثم أنشئ يدوياً أو بالاعتماد على أحد الأدوات أو التطبيقات سحابة الكلمات التي تتضمن جميع الإجابات ذات الصلة.
يمكنك استخدام سحابة الكلمات لتسهيل المناقشة والتفكير والتغذية الراجعة، ويمكنك أيضاً استخدام ترابط الكلمات بوصفها أداة تقييم قبل أو بعد التدريب لقياس نتائج التعلم.
15. لعبة تحدي الاختصارات
تساعد ألعاب تحديات الاختصارات على مراجعة المفاهيم، وترسيخ المصطلحات، والتحقق من الفهم المتعلق بموضوع التدريب، وفيما يأتي 3 نصائح لتطبيق اللعبة:
- اختر بعض الاختصارات الشائعة المتعلقة بموضوع تدريبك.
- وزِّعْ بطاقات تحتوي على الاختصارات.
- اطلب من أعضاء فريقك كتابة ما تعنيه هذه الاختصارات.
حدِّدْ حدَّاً زمنياً أو عدداً من الردود لكل اختصار، واعرض ماذا كتب أعضاء فريقك، وناقِش الإجابات الصحيحة والخاطئة، وقدِّمْ التغذية الراجعة والتوضيحات.
16. لعبة الهروب من الغرفة
تساعد لعبة الهروب من الغرفة المشاركين على ممارسة مهارات حل المشكلات، والتفكير النقدي، والعمل الجماعي، كما تشجع المشاركين على استخدام إبداعهم ومنطقهم للهروب من غرفة أو موقف افتراضي.
طريقة اللعب
يُنشِئ المقدم مجموعة من الشرائح تحتوي على موضوع، وقصة، ومؤقت، وسلسلة من التحديات؛ إذ يمكن أن تكون التحديات ألغازاً، أو أحاجي، أو إشارات، أو مهام تتطلب من المشاركين استخدام معرفتهم، ومهاراتهم، وقدراتهم.
مثال
يمكن أن يكون الموضوع "نهاية العالم"، وتكون القصة كالتالي: "أنت محاصر في ملجأ، ويجب عليك العثور على مخرج قبل أن يقتحم المهاجمون المكان"، فيمكن أن تكون التحديات "العثور على الرمز لفتح الباب، أو حل لغز الكلمات المتقاطعة لكشف موقع المفتاح، أو مسح رمز الاستجابة السريعة للوصول إلى الخريطة".
يعرض المقدِّم مجموعة الشرائح على المشاركين ويبدأ المؤقت، فيعمل المشاركون معاً لحل التحديات والهروب من الغرفة قبل انتهاء الوقت، ويمكن للمقدم تقديم تلميحات أو ملاحظات خلال اللعبة، فيتفاعل المشاركون مع مجموعة الشرائح عن طريق كتابة إجاباتهم، أو مسح رموز الاستجابة السريعة، أو إرسال صور.
تحسين نتائج التعلم من خلال ألعاب التدريب الممتعة
عزِّز تفاعل الموظفين في جلسات التدريب باستخدام الألعاب المذكورة في هذا المقال؛ إذ يتعلم المتدربون المتفاعلون بسرعة، كما يشاركون في التدريبات المستقبلية بحماس أكبر، ويرفع التعليم الفعال مستوى الأداء المهني للموظفين جيداً.
في الختام
يمكن أن تكون الألعاب التفاعلية وسيلة فعالة لتحويل جلسات التدريب إلى تجارب تعليمية ممتعة ومثمرة، فمن خلال دمج النشاطات التي تُعزز التفاعل والتواصل بين المتدربين، تحقق أهدافك التدريبية بفعالية، وتذكَّر أنَّ التعلم الفعال لا يحدث فقط من خلال المعلومات؛ بل التجارب والمشاركة، وطبِّق هذه الألعاب في جلساتك القادمة وشاهد كيف ستتغير تفاعلات التعلم داخل الفريق، مما يرفع مستوى الأداء والرضى بين الموظفين، فالتعليم هو رحلة مستمرة، وأنت الآن مجهَّز بالأدوات اللازمة لجعل هذه الرحلة ممتعة وملهمة.