20 تقنية كوتشينغ فعالة - الجزء الثاني
لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من مقالنا هذه عن 10 تقنيات كوتشينغ فعالة، وسنكمل الحديث في الجزء الثاني والأخير منه عن 10 تقنيات أخرى، بالإضافة إلى أسئلة شائعة حول تقنيات الكوتشينغ.
20 تقنية كوتشينغ فعالة
11. بناء الثقة
الثقة هامة للغاية في مجال الكوتشينغ؛ فإذا وثق بك العملاء، سيطلبون خدماتك مجدداً، وسيصبح الحصول على الإحالات مهمة سهلة أيضاً
لا يمكن بناء الثقة إلا إذا كنت بمثابة قائد يدعم العملاء الذي يتوقون لإيجاد حل لمشكلاتهم، فأنت لست مجرد كوتش؛ بل عليك أن تكون قائداً في مجال تخصصك أيضاً.
12. التمتع بالذكاء العاطفي
على الكوتش أن يضع نفسه مكان العملاء؛ إذ يُعد التعاطف وفهم النفس البشرية من أهم العوامل التي تساعد في نجاح الكوتشينغ، فلن تتمكن من وضع استراتيجيات لمساعدة العملاء على التغلب على عوائقهم الشخصية إلا إذا تمكنت من فهمها. يتطلب ذلك امتلاك مهارات قوية والتمتع بالذكاء العاطفي لفهم ما يعيق العملاء.
13. التعلم المستمر
إنَّ استخدام تقنيات جديدة باستمرار هو سمة من سمات الكوتشز الناجحين، الذين يجب أن يتمتعوا بالفضول للتعلم واكتشاف شيء جديد كل يوم. يحتاج حتى الكوتشز إلى كوتشز آخرين يساعدونهم، فربما تظن أنَّ قدراتك كافية لحل المشكلة، لكن يمكن أن يتطلب الأمر أكثر من ذلك بكثير. تعلم أفضل تقنيات الكوتشينغ من الأشخاص ذوي المهارات العالية، واكتسب وجهات نظر جديدة ومتنوعة.
ابحث عن مصادر للكوتشينغ والعائد على الاستثمار التي ستجلبها لك، وابدأ بقراءة بعض الكتب المميزة التي تتناول موضوع الكوتشينغ.
14. الوضوح والثقة والالتزام
الوضوح والثقة والالتزام هم العناصر الثلاثة الأساسية في الكوتشينغ. يبدأ الكوتشز الناجحون بتحديد المواهب التي تميز عملاءهم واستخدامها بأفضل طريقة. وبعد القيام بذلك، يساعدونهم على الكشف عن المشاعر المحددة التي تقوض ثقتهم بأنفسهم، وأهمها الخوف من أمور قد تبدو حقيقية، ولكنَّها ليست كذلك. على الكوتش أن يسأل العملاء سؤالين للتغلب على الخوف: ما هو أسوأ ما قد يحدث؟ وما مدى احتمالية حدوث ذلك؟
ويأتي الالتزام في النهاية، حيث يجب أن يطلب الكوتش من العملاء التفكير في مدى التزامهم بإحداث التغيير. يتعلق ذلك بمدى اهتمام العملاء النابع من أنفسهم؛ حيث يستطيع الكوتش الحصول على لمحة عن مستوى التزام العملاء عبر طرح أسئلة مثل: "إذا كنت ملتزماً بالمهمة، كيف سيكون النجاح بالنسبة لك؟". بعدها، يجب تحليل وتقييم الفرق بين الوضع الحالي للعملاء والوضع المثالي.
15. الترويج لمجال تخصصك في الكوتشينغ
يروِّج معظم الكوتشز لأسمائهم، لكن من الأفضل الترويج للمشروع ومجال التخصص في الكوتشينغ، وقد اكتسب العديد من رواد هذا المجال شهرة هائلة من خلال ذلك. إذا كنت مهتماً بالكوتشينغ التنفيذي، فروِّج لمشروعك من خلال المجموعات عبر الإنترنت.
تظهر الكثير من الأبحاث أنَّ ما يدفع العملاء إلى اختيار خدمات كوتش معين هو اهتمامهم بمبادرته وليس باسمه. لذا، روِّج لمشروعك في الكوتشينغ في سوق العمل، واستفد من وسائل التواصل الاجتماعي ومناسبات التشبيك، وأثبِت أنَّك رائد في مجالك، وابحث عن الأسباب التي تجعلك تتفوق على المنافسين واعرضها، وسرعان ما ستزداد شهرتك، وسيكون لك حضور قوي في مجال تخصصك.
16. تحديد المخاطر والفرص باستخدام "عجلة التداعيات"
تُعد "عجلة التداعيات" (Implications Wheel) الذي صممها المؤلف "جويل باركر" (Joel Barker) أداة قوية يستخدمها الكوتشز والقادة لتطوير استراتيجيات فعالة؛ فهي تمكِّن القادة على نحو موثوق وسريع من تحديد المخاطر والفرص المستقبلية المحتملة المرتبطة بقرارات عالية الخطورة. تُستخدم العجلة عادةً للتنبؤ بتأثيرات أي حدث في المستقبل.
تتضمن العملية المستخدمة لإنشاء "عجلة التداعيات" أربع خطوات مختلفة: يتم أولاً إنشاء مركز العجلة، والذي تصف فيه المشكلة أو التوجه أو الهدف أو التغيير المعني. بعدها، يقدم العميل الوصف المطلوب، ويُطلب منه تحديد السلسلة الأولى من الأحداث التي يمكن أن تطرأ في حالة وقوع الحدث الموجود في المركز.
الخطوة التالية هي إنشاء السلسلة الثانية والثالثة والرابعة من العجلة، والتي تمثل الأحداث التي قد تطرأ في حال وقوع أحداث السلسلة الأولى السابقة. وفي النهاية، يُطلب من العميل تقييم مدى احتمالية حدوث كل حدث يظهر ومدى رغبته بحدوثه، بهذه الطريقة يمكن مساعدة العملاء على تطوير استراتيجيات فعالة.
17. استخدام أداة اكتشاف التحيز
من الهام فهم قوة التحيز اللاواعي وتأثيره في السلوكات والقرارات وطريقة التعامل مع الآخرين. يركز الكوتشز الذين يستخدمون أداة "اكتشاف التحيز" (bias discovery tool) على تحديد الفجوة بين نوايا العملاء وسلوكهم الفعلي والعمل على معالجتها، مما يساعد العملاء على تحديد متى قد تكون التحيزات اللاواعية مفيدة، ومتى تؤدي إلى نتائج عكسية.
يبدأ التغيير بالعقل ومدى تقبُّله لهذا التغيير، ولكن إذا كان هناك تحيز غير ظاهر، فقد يكون من الصعب تحقيق التغيير. لذا، على الكوتشز العمل مع العملاء للكشف عن معتقداتهم المتجذرة التي يمكن أن تعيق عملية الكوتشينغ والتغيير برمته؛ لأنَّ التحيز يقوض الثقة بالنفس. يعمل العملاء بوعي وشجاعة أكبر عندما يكتشفون تحيزاتهم.
18. مشاركة الأهداف والنجاح مع العملاء
ليس لدى العملاء عادة من يقف إلى جانبهم عندما يلجؤون إلى الكوتشينغ؛ لذا على الكوتشز محاولة بث الطمأنينة في قلوبهم بتشجيعهم وتكوين صداقات معهم وليس التعامل معهم بصفتهم عملاء وحسب. على الكوتشز الاستثمار في نجاح العملاء، وتحمل مسؤولية أهدافهم معهم عند تحديدها عبر المتابعة الدائمة معهم.
من الواضح أنَّ العملاء لا يمتلكون نظام دعم قوي من العائلة أو الأصدقاء، وبالتالي قرروا اللجوء إلى الكوتش؛ لذلك عليه أن يتكلم معهم بصيغة المتكلم (نحن) وليس المخاطب (أنت) ليُثبت أنَّهم فريقاً فعالاً يحمل الكثير من الإمكانات، وبجعبتهم استراتيجيات رائعة لتحقيق الهدف.
19. تعلُّم التعامل مع المواقف الصعبة
استراتيجية الكوتشينغ هذه في غاية الأهمية، ولا يمكن الاستغناء عنها؛ فقد يواجه الكوتشز مواقف صعبة أحياناً مثل صعوبة التعامل مع بعض العملاء الذين قد يكونون عدوانيين أو غير صبورين أو حتى مسيئين، وقد يجبر بعض العملاء الكوتشز على تجاوز حدودهم، أو يطلبون منهم طلباً سخيفاً لا يمكن الموافقة عليه.
لا يجب أن يساوم الكوتشز بأي شي لا يتوافق مع مبادئهم. بالطبع، يجب أن يكونوا صبورين للغاية ويتعاملوا مع العملاء صعبي المراس بطريقة مناسبة، ولكن عليهم أيضاً معرفة الوقت المناسب للرفض.
على الكوتشز تحديد قيمهم الجوهرية؛ لأنَّها بمثابة البوصلة التي ترشدهم نحو الصواب. كما عليهم أن يكونوا متواضعين، ويتمتعوا بقوة تحمل عالية، ولا يترددوا في إنهاء الكوتشينغ إذا ما تجاوز أحد العملاء حدوده معهم.
20. التعاطف
قد لا يكون الكوتشز ذوو الخبرة بارعين دوماً في تقديم الكوتشينغ، تماماً مثل بعض المعلمين الذي يتمتعون بخبرة أكاديمية قوية، لكنَّهم غير قادرين على إدماج طلابهم.
ينطبق الأمر ذاته على الكوتشز؛ إذ عليهم أن يكونوا متعاطفين عند تقديم الكوتشينغ كي يتمكنوا من ترك تأثير قوي في العملاء. قد يفقد الكوتشز أحياناً قدرتهم على التعاطف في مواقف معينة، لكن عليهم التماسك وتحفيز أنفسهم ليتمكنوا من تحفيز الآخرين. كما قد يواجه الكوتشز أحياناً تغييرات غير محسوبة؛ لذا من الهام التكيف مع التغيير.
في الختام
تركز تقنيات الكوتشينغ الفعالة على العملاء، وتُصمَّم لتلبية احتياجاتهم وأهدافهم؛ إذ تتضمن هذه التقنيات بناء علاقة قوية قائمة على الثقة مع العملاء وإنشاء بيئة آمنة وداعمة لتعزيز نموهم. تساعد مهارات الإصغاء وطرح الأسئلة القوية على تسهيل عملية التفكر الذاتي والتفكير النقدي.
يركز الكوتشز الناجحون أيضاً على تحديد الأهداف والمساءلة والتخطيط لضمان تحقيق التقدم والنجاح. بالإضافة إلى ذلك، أدى استخدام التكنولوجيا والأدوات الرقمية إلى تعزيز فاعلية الكوتشينغ عبر تقديم التغذية الراجعة في الوقت المناسب والتشجيع على التعلم المستمر. يستطيع الكوتشز عبر استخدام هذه التقنيات دعم العملاء وتمكينهم خلال رحلة تطورهم الشخصية والمهنية.
سؤالان شائعان حول تقنيات الكوتشينغ
ما هي تقنيات الكوتشينغ؟
الكوتشينغ هو علاقة مهنية يساعد فيها الأفراد الذي لديهم المهارات والموهبة والقدرات المطلوبة، شخصاً أو فريقاً على تحسين أدائه في مجال ما، بما في ذلك الرياضة والتعليم والأعمال التجارية والمهارات الحياتية. تشمل تقنيات الكوتشينغ أساليب وتقنيات ونُهُج مختلفة.
ما هي أفضل تقنيات الكوتشينغ؟
أفضل أسلوب كوتشينغ هو مساعدة العملاء على اكتشاف المعلومات التي لم يكونوا يعرفونها قبل جلسة الكوتشينغ، حيث غالباً ما يكون اكتشاف شيء لا تعرفه هو بداية النمو الشخصي.