3 خطوات قبل الاستقالة من وظيفتك التقليدية
يقول "أنتوني كلوتس" (Anthony Klotz)، الأستاذ المشارك في الإدارة في جامعة "تكساس إيه آند إم" (Texas A&M University)، والذي بحث في أسباب استقالة مئات الموظفين: "الاستقالة الكبرى قادمة، يميل الموظفون إلى البقاء في وظائفهم عند حالات عدم اليقين؛ لذلك توجد استقالات مُعلَّقة لم تحدث خلال العام الماضي".
ولكن، ماذا لو لم تكن متأكداً ممَّا ستفعله بعد الاستقالة؟ على الرغم من أنَّ بدء عمل استشاري أو تقديم خدمة مهنية، قد يبدو الخيار الأفضل بالنسبة إليك، إلا أنَّ عدم توفر الوضوح يمكن أن يجعل المخاطرة عاليةً جداً؛ ونتيجةً لذلك، ربما تختار البقاء في وظيفتك، في حين تغادر أفضل المواهب لمتابعة اهتماماتهم الخاصة.
إنَّ الوضوح هو بداية الثقة؛ لذلك، إذا فكرت في ترك عملك الحالي والبدء بعملك الاستشاري الخاص، لكنَّك لا تريد المخاطرة من دون وجود مسار محدد للنجاح، سنتحدث في هذا المقال عن الوضوح بحيث يمكنك أن تحدد بثقة خطواتك القادمة؛ إليك 3 خطوات عليك اتخاذها قبل تقديم استقالتك:
1. تحديد مواردك المالية
إذا كنت تفكر في الاستقالة من وظيفتك لبدء مشروعك التجاري الخاص، فمن الأفضل توفير نفقات معيشية مدةً تتراوح بين 6 - 8 أشهر.
قد تكون في وضع مختلف تماماً، ولكن تذكَّر ذلك لأنَّه قد يؤثِّر في توقيت استقالتك. فكِّر في التحدث مع شخص يساعدك على استكشاف خياراتك. وإذا لم تكن في وضع جيد للاستقالة قريباً، فلا يزال في إمكانك وضع خطة لتحقيق الوفورات والتطوير المهني، بحيث تتوافق مع ترك الوظيفة الحالية في النهاية.
قد يبدو هذا صعباً، لكنَّه يسمح لك بدعم نفسك مع الاستمرار في الاستفادة من "قاعدة 1%"؛ حيث تنص استراتيجية هوامش الربح الضئيلة هذه على أنَّه إذا تمكَّنت من تحقيق تقدم بنسبة 1% كل يوم، فقد ينتج عن ذلك تأثير كبير مع مرور الوقت، وتنطبق هذه الاستراتيجية على المدخرات والتطوير المهني. ومن المحفز أن تعرف أنَّك مع كل يوم تقترب أكثر فأكثر من تحقيق رؤيتك.
ومع ذلك، فإنَّ توفير نفقات لمدة تتراوح بين 6-8 أشهر قد يستغرق سنوات، ولكن توجد طرائق لتسريع عملية الاستقالة.
2. تطوير عملك قبل الاستقالة
إن كنت تمتلك الفرصة، فعليك بدء عملك الخاص قبل ترك وظيفتك؛ إذ إنَّك ستكون أقل قلقاً بشأن الموارد المالية، وسيكون لديك المزيد من الوقت لزيادة الطلب على خدماتك قبل الاستقالة. إذا كنت تعمل من المنزل، فإنَّ الوقت الذي توفِّره من التنقل إلى العمل والتحدث في المكتب، قد يكون كافياً جداً للقيام بعمل إضافي إلى جانب وظيفتك الأساسية.
بالتأكيد، عليك معرفة تعليمات الشركة بخصوص إطلاق الموظفين أعمالهم الخاصة، فإن كانت التعليمات تسمح بهذا، فستتمكن من القيام بذلك من دون إخفاء حقيقة أنَّك تبدأ مشروعك الخاص.
يتضمن ذلك النشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وحتى إنشاء موقع إلكتروني عندما يكون الوقت مناسباً. أمَّا إن كانت التعليمات لا تسمح بذلك، فإنَّ الخطوة القادمة متروكة لك، وتعتمد على مقدار تحمُّلك المخاطر؛ حيث يمكنك الاستمرار في تنمية مهاراتك لبدء عملك الخاص، أو يمكنك قول "أيِّ شيء" والقيام بذلك على أيِّ حال. أنت لست مضطراً إلى التعامل مع العواقب؛ لذا لن يكون من المناسب تشجيعك على فعل أمر قد يؤدي إلى فصلك من العمل.
ومع ذلك، بالنسبة إلى معظم الناس، لا تترك السياسات المُتَّبعة في الشركات والوضع الحالي خياراً سوى العمل في الخفاء. وإذا كان الأمر كذلك، فستحتاج إلى تطوير عملك من خلال الحصول على عملاء وتزكيات من علاقاتك الشخصية والمهنية.
3. تحديد توقيت وكيفية تقديم استقالتك
إذاً، متى تجب الاستقالة بالفعل؟ يجب أن تضع في حسبانك أن تصل إلى مرحلة يتحقق فيها أمران ممَّا يأتي:
- أن تكون الإيرادات من عملك الخاص كافية لتغطية نفقات معيشتك.
- أن تكون قد طوَّرت عملية يمكن تكرارها، لجذب وتحويل العملاء المحتملين إلى عملاء دائمين وليس التزكيات فحسب.
- أن تكون قد نجحت أخيراً في توفير نفقات معيشية لمدة تتراوح بين 6 - 8 أشهر.
كما يوجد سيناريو آخر أكثر خطورةً يجب أن تفكر فيه، وهو عندما تصل إلى مرحلة لا يمكنك فيها تلبية المزيد من الطلبات في عملك الخاص، في الوقت الذي تُنجز فيه جميع المهام المرتبطة بوظيفتك الأساسية.
يمكن أن يؤدي هذا بسهولة إلى الشعور بالإحباط؛ ذلك لأنَّك حرفياً ترفض العملاء المحتملين، ولا تستفيد من الفرص الأخرى لتطوير عملك الخاص، بسبب ضيق الوقت أو بسبب سياسة الشركة المزعجة عن إدارة عملك الخاص؛ نتيجةً لذلك، من المستبعد تحقيق اثنين من الأمور المذكورة آنفاً. مرةً أخرى، هذه علامة أخرى تؤكد بأنَّ الوقت قد حان للمضي قدماً والدخول في عالم ريادة الأعمال.
إنَّ طريقة الاستقالة لا تقل أهمية عن تحديد الوقت الذي تستقيل فيه؛ إذ قد يصبح رب العمل الحالي أول عميل هام بالنسبة إليك. هذا هو بالضبط ما فعلته "سارة كاسترلاين" (Sarah Casterline)، مصممة العلامات التجارية والتي تركز على نتائج أعمالها الإبداعية والقابلة للقياس؛ ذلك عندما تركت وظيفتها كمديرة للتسويق في شركة "هانغري" (HUNGRY).
"لم أنظر إلى الأمر على أنَّه استقالة، بل عملية انتقال مربحة للطرفين؛ إذ إنَّني ما زلت أقدم أعمالاً إبداعية للشركة، ولكن بتكلفة أقل. وفي المقابل، تُعدُّ الشركة عميلاً هاماً ودائماً ونقطة بداية مالية أكثر أماناً لتوسيع عملي الخاص". وقد قال مديري بهذا الخصوص: "كنت أعرف أنَّ هذا اليوم قادم. أنت تجيدين ما تفعلينه، وسنقدم لك الدعم. وعلى فكرة، يجب أن تتقاضي أجراً أعلى".
إن كنت مُصمِّماً على الاستقالة، فلن يضرك التفاوض مع رب العمل الحالي؛ إذ إنَّك ستغادر بكل الأحوال، وأسوأ ما قد يحدث هو الطلب منك ترك الوظيفة بسرعة. بمجرد مغادرتك رسمياً، عليك تخصيص الوقت الكافي لوضع رؤية لحياتك الشخصية والمهنية، وهذا يختلف عن الهدف، فقد يكون هدفك كسب 300 ألف دولار سنوياً، بينما تتضمن رؤيتك المزيد من التفاصيل، مثل الشعور بامتلاك عملك الخاص وعلامته التجارية والتجارب المرتبطة به.
ستواجه الكثير من التحديات، ولكن إذا عقدت العزم على تحقيق رؤيتك، فستمتلك الحافز اللازم لمواصلة النمو والمضي قدماً بثبات.