30 نوع من المتدربين صعبي المراس (الجزء الأول)

لقد أصبحت القدرة على إدراك أنواع المتدربين صعبي المراس وتحديد الطريقة المناسبة للتعامل معهم مهارة أساسية لتأمين بيئة تعلم ممتعة ومفيدة في ظل التغيرات المتسارعة في قطاع التدريب. تختلف أطباع وشخصيات المتدربين صعبي المراس ويبدر عن كل واحد منهم سلوكات تؤثر سلباً في طبيعة التفاعل ضمن الصف.

يتألف المقال من 3 أجزاء، وهو يبحث في أنواع المتدربين صعبي المراس، ويقدم معلومات وافية عن سلوكاتهم، ويقترح إستراتيجيات وخطط عملية تساعد المدربين في التعامل مع هذه التحديات بنجاح.

أنواع المتدربين صعبي المراس

يمكن تعريف المتدرب صعب المراس على أنّه مشارك يتسبب في عرقلة سير جلسة التدريب ويحد من فعاليتها سهواً أو عمداً، وبطريقة مباشرة أو غير مباشرة، مما يؤثر سلباً في جودة التجربة بالنسبة له ولزملائه.

في ما يلي، 30 نوع مختلف من المتدربين صعبي المراس:

1. المسيطر

السلوكات ضمن الصف

يميل هذا المتدرب لمشاركة آرائه بشغف وحماس، وغالباً ما يسيطر على مجرى النقاش، ويفرض نفسه بقوة على حساب زملائه ولا يترك لهم مجال للمشاركة في الموضوع. يمكن أن تؤدي هذه النزعة إلى منع بقية المتدربين من طرح أفكارهم مما يؤدي إلى اختلال توازن بيئة التدريب.

الصفات الشخصية

يميل المسيطر للتحكم في محور النقاش، وغالباً ما يسيطر على الحديث، ويقاطع الآخرين، مما يؤدي إلى تهميش العديد من الآراء ووجهات النظر المختلفة، ويؤثر سلباً في مستوى التعاون والمشاركة وتنوع الأفكار المطروحة خلال الجلسة.

تحديد المتدرب الصعب

يميل الشخص المسيطر لمقاطعة الآخرين، والهيمنة على الوقت المخصص للتحدث، وفرض وجهات نظره عن طريق التحكم في سير النقاش، والإعراب عن تململه ونفاذ صبره عندما يطرح زملاؤه آراءهم.

إستراتيجية التعامل معه

يمكن ضبط سلوكاته الشخصية المسيطرة بفرض قواعد واضحة تضمن تكافؤ فرص المشاركة بين جميع المتدربين، كما يجب تشجيع المسيطر على الإصغاء الفعال والسماح للآخرين بطرح وجهات نظرهم. يُنصَح من ناحية أخرى بتطبيق إستراتيجيات وأنشطة تضمن توازن المشاركة في النقاشات ضمن الصف.

2. الممانع

السلوكات ضمن الصف

يعرب هذا المتدرب عن عدم اقتناعه بالأفكار المطروحة علانيةً أو بصورة غير مباشر من خلال لغة جسده، كما أنّه يبدي شكوك واضحة تجاه خبرة المدرب وفائدة محتوى الدورة التدريبية. يمكن أن تظهر سلوكات الممانعة في طرح الأسئلة المزعجة والمثيرة للجدل، أو إبداء العدائية والتململ، مما يؤثر سلباً في الروح المعنوية لجميع المشاركين.

الصفات الشخصية

لا يتقبل الممانع المفاهيم والمنهجيات الجديدة، ويميل لمقاومة التغييرات، ويمكن أن يرفض المشاركة في الأنشطة التدريبية.

تحديد المتدرب الصعب

يمكن أن يطرح الممانع شكوكه علانيةً، ويعرب عن عدم اقتناعه بالأفكار الجديدة، ويبدي تردد واضح تجاه الممارسات المُقترَحة، ويمكن أن يرفض المشاركة والتفاعل مع بقية الصف.

إستراتيجية التعامل مع هذه الشخصية

يمكن ضبط سلوكات الممانع من خلال تفهُّم شكوكه وتقديم أمثلة عملية تبرز فوائد التغييرات المُقترَحة، وتأمين بيئة داعمة تشجع على طرح الأسئلة، وتطبيق التغييرات تدريجياً لتخفيف الممانعة.

3. المشاغب 

السلوكات ضمن الصف

ينشر المشاغب الفوضى ضمن بيئة الصف ويعرقل سير العملية التعليمية بتصرفاته التي تشتت الانتباه وتهدر الوقت مثل إجراء المحادثات الجانبية مع زملائه، أو استخدام الهاتف المحمول، أو الإدلاء بتعليقات خارجة عن موضوع الجلسة، مما يؤدي إلى تشتيت انتباه الحاضرين وعرقلة عملية التدريب.

الصفات الشخصية

يتعمد المشاغب إثارة البلبلة والفوضى في الصف، ويمكن أن تؤدي سلوكاته إلى صرف انتباه الحاضرين عن محتوى التدريب. قد تكون سلوكاته ناجمة عن حاجته للفت الانتباه أو رغبته بالخروج عن قوانين الصف.

تحديد المتدرب الصعب

يتعمد المشاغب إثارة الفوضى في الصف بمقاطعاته الصاخبة، وتعليقاته الخارجة عن موضوع الجلسة، والأفعال التي تشتت انتباه الحاضرين، ورفض الامتثال للقواعد المتعارف عليها ضمن الصف.

إستراتيجية التعامل مع المشاغب

يمكن مناقشة المشاغب بسلوكاته على انفراد، كما يجب أن توضح القواعد المطلوبة من المتدربين في الصف وعواقب انتهاكها. يمكنك من ناحية أخرى أن تشغل المشاغب بأنشطة ونقاشات هادفة تساعده في استثمار طاقته ونشاطه بطريقة إيجابية.

4. المراقب الصامت

السلوكات ضمن الصف

قلما يشارك المراقب الصامت في الأنشطة والنقاشات، ويبقى صامتاً خلال الجلسة. يمكن أن يؤدي هذا التحفظ إلى عرقلة التفاعلات الجماعية بين الحاضرين لأنَّ المتدرب لا يطرح أفكاره ووجهات نظره ولا يساهم في إثراء تجربة التعلم الجماعي.

الصفات الشخصية

يكتفي المراقب الصامت بتلقي المعلومات دون أن يشارك أو يطرح أفكاره، ويمكن أن يتجنب خوض النقاشات والتعبير عن رأيه بالموضوع.

تحديد المتدرب الصعب

يتجنب المراقب الصامت المشاركة في النقاشات والأنشطة الجماعية، ويفضل تلقّي المعلومات أكثر من المشاركة.

إستراتيجية التعامل مع المراقب الصامت

يمكن تشجيع المراقب الصامت على المشاركة من خلال توفير بيئة تدريب آمنة، وإجراء النقاشات بين مجموعة صغيرة من المتدربين لكي يشعر بالراحة ويتجرأ على طرح أفكاره. يجب عليك من ناحية أخرى أن تعرب عن تقديرك واهتمامك بالأفكار التي يطرحها لكي يتشجع على المشاركة أكثر.

5. المفرط في المشاركة

السلوكات ضمن الصف

يمكن أن يؤدي الحماس المفرط إلى عرقلة سير جلسة التدريب، والسيطرة على مجرى النقاش، ومنع الزملاء من المشاركة، وبالنتيجة، يختل التوازن في الصف.

الصفات الشخصية

يُفرط هذا المتدرب في حماسه، وغالباً ما يسيطر على مجرى النقاش، ويتسبب في تهميش زملائه بسبب اندفاعه للمشاركة.

تحديد المتدرب الصعب

يتجاوز هذا المتدرب الحد المسموح للمشاركة بسبب حماسه واندفاعه، ويمكن أن تتسبب سلوكاته في إثارة الفوضى، وهو يميل للسيطرة على الأنشطة والنقاشات الجماعية.

إستراتيجية التعامل مع المتدرب

يمكن ضبط سلوكات المتدرب من خلال توظيف حماسه بطريقة إيجابية، وتشجيعه على الإصغاء الفعال، والسماح لزملائه بالمشاركة، كما يجب تحديد قواعد السلوك التي تضمن تكافؤ فرص المشاركة وتجنُّب إرهاق المجموعة.

6. متعدد المهام

السلوكات ضمن الصف

يشغل هذا المتدرب نفسه باستمرار بأنشطة جانبية خارجة عن موضوع الجلسة مثل تفقد البريد الإلكتروني أو استخدام جهازه المحمول. يمكن أن تؤدي قلة التركيز على موضوع التدريب إلى الحد من فعالية تجربة الفرد وقد تؤثر سلباً في زملائه أيضاً.

الصفات الشخصية

يشغل متعدد المهام نفسه بأنشطة لا علاقة لها بالتدريب خلال الجلسة مثل استخدام الأجهزة الإلكترونية أو العمل على مهام خارجة عن موضوع الدورة التدريبية.

تحديد المتدرب الصعب

غالباً ما يكون هذا المتدرب متشتت الذهن والانتباه، كما أنّه يستخدم هاتفه المحمول خلال الجلسة، ويشغل نفسه بأنشطة لا علاقة لها بالتدريب.

إستراتيجية التعامل مع متعدد المهام

يقتضي التعامل مع متعدد المهام التأكيد على أهمية تركيز الانتباه خلال الجلسات، وتحديد قواعد استخدام الأجهزة المحمولة، وإجراء جلسات تفاعلية تضمن اندماج المشاركين بالتدريب. يجب أن تشجع على المشاركة الفاعلة للحد من حالات تشتت الانتباه.

7. المتفاخر بمعلوماته

السلوك ضمن الصف

يبدي هذا المتدرب ثقةً مطلقةً بمعلوماته، ويبذل قصارى جهده للإجابة عن الأسئلة المطروحة، كما أنّه يميل لرفض الأفكار الجديدة، وتحدي المدرب، ورفض وجهات نظر زملائه، مما يؤدي إلى عرقلة سير التدريب.

الصفات الشخصية

غالباً ما يكون هذا المتدرب مغرور بنفسه، ويعتقد أنّه خبير بمحتوى التدريب، مما يدفعه إلى رفض المعلومات والأفكار الجديدة.

تحديد المتدرب الصعب

يميل هذا المتدرب إلى رفض المعلومات الجديدة، ومقاطعة الآخرين لاستعراض معرفته، وعدم الاعتراف بصحة وجهات نظر زملائه.

إستراتيجية التعامل مع هذا المتدرب

يمكن ضبط سلوكات هذا النوع من المتدربين من خلال تقدير خبرتهم بموضوع التدريب والتشديد على أهمية التعلم المستمر، والتشجيع على التحلي بالتواضع، والسماح لهم بمشاركة معلوماتهم دون أن يسيطروا على النقاشات الدائرة ضمن الجلسة.

8. المتدرب الذي يخرج عن موضوع الجلسة

السلوك ضمن الصف

يتشتت انتباه هذا المتدرب بسهولة، ويحاول تغيير مجرى النقاش عن الموضوع الرئيس باستمرار، مما يؤدي إلى إرباك المشاركين والخروج عن خطة الدورة التدريبية.

الصفات الشخصية

يميل هذا المتدرب للخروج عن موضوع التدريب وتغيير مجرى النقاشات وإبعادها عن المحور الأساسي للمحتوى.

تحديد المتدرب الصعب

يميل هذا المتدرب لطرح مواضيع خارجة عن محتوى التدريب وغالباً ما يتوسع في النقاشات ويتجاوز نطاق الخطة الموضوعة.

إستراتيجية التعامل مع هذا المتدرب

يمكن ضبط سلوكات المتدرب بإعادة النقاش إلى المحور الرئيس عندما يحيد عنه، كما يجب عليك أن توضح محاور النقاش وتسمح للمشاركين بالخروج عنها لفترة زمنية محدودة حتى لا يتأثر برنامج الجلسة.

9. المسوِّف

السلوك ضمن الصف

غالباً ما يبدي هذا المتدرب مستويات تفاعل واندماج متدنية، كما أنّه يتأخر في تسليم واجباته، مما ينعكس سلباً على الأنشطة الجماعية ويؤدي إلى تأخير عملية التعلم.

الصفات الشخصية

يتأخر هذا المتدرب في تسليم المهام لكنّه يبلي حسناً عندما يعمل تحت الضغط. يمكن أن ينجح في تسليم المهام في الموعد المحدد لكنَّ الضغوطات التي يتعرض إليها في اللحظات الأخيرة تسبب له التوتر النفسي.

تحديد المتدرب الصعب

يحاول المسوِّف تأجيل المهام حتى يقترب موعد التسليم ويضطر للاستعجال في العمل.

إستراتيجية التعامل مع هذا المتدرب

يمكن ضبط سلوكات المسوِّف بتقديم برنامج زمني منظم لإنجاز المهام، وإجراء مراجعات دورية لتقييم التقدم المُحرَز، وتوضيح فوائد المشاركة المستمرة خلال فترة التدريب.

10. السلبي

السلوكات ضمن الصف

غالباً ما يكون هذا المتدرب متشائم، وهو يرفض الأفكار الجديدة، ويمكن أن يتسبب سلوكه في تخفيض مستوى حماس زملائه. تؤثر هذه النظرة السلبية في فعالية التعلم، وتؤدي إلى تخفيض مستوى حماس وتفاعل بقية المشاركين.

الصفات الشخصية

غالباً ما يكون المتدرب السلبي متشائم، وميَّال للتشكيك في صحة الأفكار والحلول المقترحة.

تحديد المتدرب الصعب

يميل المتدرب السلبي للتركيز على المشكلات المحتملة، وممانعة التغيير، والتشكيك بالمبادرات الإيجابية.

إستراتيجية التعامل مع المتدرب السلبي

يمكن ضبط سلوكات المتدرب السلبي عن طريق تفهُّم مخاوفه وتقديم أدلة تثبت إمكانية الحصول على نتائج إيجابية. يجب أن تكون بيئة التعلم بنَّاءة وتأخذ بعين الاعتبار وجهات النظر البديلة، وتحول السلبية إلى دافع لإيجاد الحلول اللازمة.

في الختام

يضطر المدرب للتعامل مع متدربين من الأطباع والشخصيات المختلفة، ويمكن أن يواجه صعوبةً في ضبط سلوكات بعضهم. قدم الجزء الأول من المقال 10 أنواع من المتدربين صعبي المراس، وشرح الإستراتيجيات المناسبة للتعامل مع كل واحد منهم، تابعوا معنا في الجزء الثاني باقي الأنواع.