4 استراتيجيات للتعامل مع السلوكيات الصعبة للمتدربين
لقد كان سوء سلوك المتدربين أمراً مؤلماً بصورة خاصة للكوتشز خلال هذا العام، لكن توجد خطوات استباقية يمكن أن يتخذها الكوتشز لمعالجة هذا السلوك، وفي أفضل الأوقات، يكون من الصعب التعامل مع سلوكات المتدربين المدمرة، والآن، يتفاقم هذا الوضع بسبب واقعنا الحالي؛ إذ نواجه وقتاً عصيباً - نحاول فيه الصمود والبقاء في المهنة - يقلل من صبرنا، ويستهلك طاقتنا؛ لذلك يمكننا التفكير بصورة مختلفة بشأن هذه السلوكات، ويمكننا أن نكون مبادرين.
قد تكون الخطوة الأولى في أن تكون مبادراً هي الأسهل؛ وهي تحديد السلوكات الصعبة وتأثيراتها في الفصول الدراسية، ويمكن أن تظهر السلوكات الصعبة من الناحية الأكاديمية بعدم الالتزام بالمواعيد النهائية، والسرقة الفكرية، ويمكن أن تظهر اجتماعياً من خلال المناقشات الجانبية والعصيان، وقد تظهر عاطفياً من خلال اللامبالاة والسلبية، ويمكن أن تظهر بصوت منخفض أو بصوت عالٍ، وغالباً يمكن أن تظهر بصورة متكررة، فهذه الظواهر قد تكون مرهقةً لك بصفتك مدرباً وللطلاب وأقرانهم.
نقدم لك فيما يأتي 4 استراتيجيات لإدارة السلوكات الصعبة للمتدربين:
أولاً: إلقاء نظرة عن قرب
على الرغم أنَّه من السهل أن تبقى عالقاً في الخطوة الأولى لتحديد السلوكات، إلا أنَّه يجب أن ننتقل إلى الخطوة الثانية وهي المبادرة؛ فيجب أن نتعامل مع كل سلوك على أنَّه قابل للتعديل، وهذا التفكير ذو شقين يتضمَّن فحص المتدرب وأنفسنا.
يتصرف المتدربون وفقاً للطريقة التي يفكرون بها لأنَّها تخدمهم نوعاً ما، لكن كيف يخدمهم سلوكهم؟ وما الذي يقود سلوكهم؟ أحياناً، يمكن أن يكون هذا الأمر بسيطاً، في حين أنَّ الأمر الأكثر تعقيداً هو مهمة فحص أنفسنا بصفتنا طرفاً مسؤولاً، وفي أغلب الأحيان، يجب أن ندرك أنَّ السلوكات التي تتحدانا تعكس مَن نحن.
مرةً أخرى، السلوكات هي عبارة عن أمور قابلة للتعديل، لكن كيف يمكن لاستجابتي الفطرية مع متدرب ما أن تخدمني؟ وما هو السلوك الذي يزعجني؟ وما هي الفكرة التي توصلها طريقة استجابتي عني؟ إنَّ معالجة سلوكات المتدربين دون إجراء هذه الخطوة الهامة من التفكير - لكلا الطرفين - تُعَدُّ غير دقيقة في أحسن الأحوال وغير فعَّالة في أسوأ الأحوال.
ثانياً: إظهار الفضول والتواضع
بمجرد أن نفترض الدوافع الأساسية للسلوكات، بالإضافة إلى مساهماتنا الخاصة لنكون مبادرين، يجب أن نتحدث مع المتدرب بشأن سلوكه، وأهم أمر يجب أن نفكر فيه هنا هو نيتنا؛ فاستخدم الممارسات التصالحية بصفتها إطاراً لتذكير نفسك بأنَّ هدفك النهائي هو العلاقة؛ وهذا يعني أنَّك تستطيع التعامل مع المتدربين بفضول وتواضع.
يسمح لك الفضول بطرح الأسئلة والإصغاء بدلاً من الإصلاح أو النقد، ويقدم لك التواضع العديد من الفوائد؛ أولاً يمكنك التخلي عن إثبات سوء سلوك المتدرب وبناء العلاقة معه بدلاً من ذلك، وثانياً يمكنك التحدث بلغة "الأنا" التي توضح أنَّك تتحمل المسؤولية أيضاً، وثالثاً يضمن أنَّك تناقش المتدربين ولا تنتقدهم.
وكما هو الحال في أيِّ موقف يشعر فيه الإنسان بالتهديد، فإنَّ المتدرب الذي تُوجَّه إليه أصابع الاتهام بدلاً من دعوته لبناء علاقة من خلال الفضول والتواضع سيظهر لك سلوكاً سيئاً.
ثالثاً: بناء العلاقات
بعد أن تفكر في المتدرب وتتحدث معه، سيبدأ العمل الحقيقي، ومن هنا تظهر نزاهتك وجدارة الثقة بك بصفتك كوتشاً من قِبل المتدربين الذين يظهرون سلوكات صعبة، فيجب أن تُظهِر رغبتك في تحمُّل المسؤولية وفهم المتدربين وبناء علاقة هادفة معهم.
للمضي قدماً في ذلك، إليك بعض الممارسات للتواصل مع المتدربين:
1. إجراء استطلاعات لآراء المتدربين تتضمن أسئلةً أكاديميةً وغير أكاديمية:
استخدم الاستبيانات والاستطلاعات للمناقشات الفردية، والألعاب التي تضفي جواً من المرح، والترتيبات الخاصة بالمجموعات والجلوس، وما إلى ذلك، والأهم من ذلك، استفد من البيانات المذكورة في الاستبيانات من خلال مشاركتها مع المشاركين في الاستطلاع وإلا لن تنجح خطتك.
2. المراقبة أكثر والتحدث أقل:
لاحظ أين يُظهِر المتدربون سلوكات مختلفة عن تلك التي يظهرونها في صفك، وراقب كيف يتفاعلون ضمن مجموعات الأقران، فأكبر خطأ يمكن أن نرتكبه عند التعامل مع السلوكات الصعبة هو مراقبة المتدرب الذي يظهرها بمعزل عن التأثيرات الخارجية.
3. الشراكة مع المتدربين:
القليل من المتدربين حتى أولئك الذين يُظهِرون أكثر السلوكات صعوبةً، يمكنهم مقاومة فكرة أنَّك تسمعهم وتحترمهم، فإنَّ الشراكة الواضحة مع المتدربين تحقق النجاح من خلال تقويم الأخطاء وتوطيد العلاقات.
4. مدح المتدربين:
في بعض الأحيان يكون التعليق البسيط عن مظهر المتدربين هو الرسالة الإيجابية الوحيدة التي قد يتلقاها المتدرب في اليوم؛ إذ يؤدي المديح دوراً في إظهار اهتمامك بطلابك.
5. دعم المتدربين:
في حين أنَّ السبب الأساسي للسلوكات الصعبة في بعض الأحيان يقع خارج نطاق اختصاص المعلم، إلا أنَّه غالباً ما يكون مرتبطاً ببعض المصاعب الشخصية مع المحتوى؛ إذ تُعَدُّ التوقعات الواضحة والمستمرة، والتوجيهات التي تسهل متابعتها، والتعليمات وعمليات التدقيق المستمرة، من أفضل الممارسات التربوية التي تخفف من السلوكات الصعبة.
6. الارتقاء بمستوى المتدربين:
أحياناً، يتصرف المتدربون من أجل جذب الانتباه؛ إذ يُعَدُّ تقديم فرص قيادة للطلاب الذين يُظهِرون السلوكات الصعبة في الفصل طريقةً جيدةً لإعادة صياغة سلوكاتهم من شخص يحاول التهريج في الفصل إلى شخص مسؤول عن تصرفاته.
7. التعاون مع الكوتشز الآخرين:
اسأل الكوتشز الآخرين عن أداء المتدربين في فصولهم، وما هي الاستراتيجيات الفعَّالة التي يستخدمونها معهم؟ وكيف يتواصلون معهم؟ وعُدَّ هذه المناقشات عبارة عن جلسات للمبادرة والسعي إلى إيجاد حلول، وليست جلسات للشكوى.
رابعاً: الاحتفاء بالنجاحات
الخطوة الأخيرة لتكون مبادراً عند التعامل مع السلوكات الصعبة هي الأهم، وتتضمن المراقبة والتكيف ومن ثم الاحتفاء بالنجاحات؛ فإنَّ إحراز تقدُّم مع المتدربين الذين يظهرون سلوكات صعبة أمر لا يحدث لمرة واحدة وينتهي؛ لذلك فكِّر في إجراء نقاشات مستمرة مع المتدربين، ولاحظ الأمور التي تنجح والأمور التي لا تنجح، وناقش مع المتدرب كل ما يتوقعه، واحتفِ معه بأصغر الانتصارات، وكن على استعداد للاعتراف بالأخطاء وأجرِ التغييرات اللازمة، والتزم على الأمد الطويل وثِق بالعملية.
في الختام:
أن تكون مبادراً حتى عندما تكون متعباً، يسمح لك بالحصول على هذه اللحظات من التواصل والفرح، وهذا الأمر يستحق العناء.