5 تخصصات مربحة في قطاع الكوتشينغ (الجزء الأول)


لقد ازدهر قطاع الكوتشينغ وشهد تنامياً هائلاً في السنوات القليلة الماضية، وهو ما أدى إلى ظهور تخصصات تُعنَى بكافة ميادين الحياة بدءاً من مساعدة الأفراد على تحقيق التقدم المهني والترقِّي في العمل وصولاً إلى تحسين أنماط حياتهم.

يتعين على الكوتش أن يختار تخصصه سواء كان في بداية مسيرته المهنية أم أنَّه خبير وقديم في القطاع، ويحتاج الكوتش إلى اختيار تخصص يتيح له إمكانية مساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم وكسب أرباح تكفيه لعيش حياة كريمة.

المقال مقسَّم إلى جزأين، وهو يناقش 5 تخصصات كوتشينغ مربحة في الوقت الحالي، وتستند المعلومات والنتائج الواردة في المقال إلى مجموعة من البيانات والدراسات الإحصائية، وهي تهدف إلى مساعدتك على اختيار تخصص كوتشينغ مناسب ومربح.

أهمية التخصص في الكوتشينغ:

كان الكوتش فيما مضى يقدِّم خدمات متنوعة وشاملة لكافة احتياجات العملاء وفي شتى ميادين حياتهم، لكن تطوَّر قطاع الكوتشينغ في الآونة الأخيرة وشهد نقلة نوعية، وصار يتطلب من الكوتش أن يختص في تلبية حاجة مشتركة لدى شريحة محددة من العملاء.

يعود تاريخ الكوتشينغ إلى عصر اليونان القديمة؛ إذ كان الفلاسفة العظماء من أمثال "سقراط" (Socrates) بمنزلة كوتشز يطرحون أسئلة تحفز أفراد المجتمع على التفكير.

تم الاعتراف بمهنة الكوتشينغ رسمياً في القرن العشرين، كما تأسس "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" (ICF) في عام 1995، مانحاً الكوتشز منصة مهنية خاصة بهم.

لقد تطور قطاع الكوتشينغ وصار يشمل مجموعة متنوعة وكبيرة من التخصصات التي تلبي احتياجات محددة لدى العملاء، فكانت مجالات الكوتشينغ عامة في البداية مثل الكوتشينغ التنفيذي والمهني، وكوتشينغ الحياة، لكن أدى التقدم التكنولوجي وزيادة شعبية الإنترنت إلى ظهور مجموعة متنوعة وشاملة من التخصصات المحددة.

هذه التخصصات مربحة لأنَّها تقدِّم خدمات تساعد العملاء على تلبية احتياجات ورغبات محددة، وقد ازداد الطلب عليها من قِبل العملاء الذين يبحثون عن حلول خاصة بمشكلاتهم.

يحصل العميل بفضل تخصصات الكوتشينغ على برامج مصممة خصيصاً لاحتياجاته، وينجح الكوتش بالمقابل في تحقيق النجاح المهني وكسب الأرباح التي تساعده على عيش حياة كريمة.

فيما يأتي 3 أسباب لزيادة شعبية التخصص في الكوتشينغ:

  1. حاجة الأفراد إلى حلول تناسب احتياجاتهم الخاصة.
  2. زيادة ثقة العميل بالكوتش الذي يمتلك خبرة في التعامل مع مشكلته بالتحديد.
  3. مساعدة الكوتش على التميز عن المنافسين في السوق.

فيما يأتي 5 تخصصات مربحة في قطاع الكوتشينغ:

كوتشينغ العافية:

يركز كوتشينغ العافية على مساعدة العملاء على تحقيق التقدم والنجاح في حياتهم بطريقة متوازنة، وتحسين صحتهم، وذلك عن طريق التركيز على اللياقة البدنية، والاستقرار العاطفي، والقوة الذهنية.

يساعد كوتش العافية عملاءه على تحديد الأهداف التي تساعدهم على تحسين صحتهم، وإعداد الخطط اللازمة لتحقيقها، وتقديم الدعم الذي يحتاجون إليه خلال رحلة التغيير والتقدم.

تركز برامج كوتشينغ العافية على التغذية، وممارسة التمرينات الرياضية التي تساعد على تنمية القوة الجسدية، وإدارة التوتر النفسي، وتعزيز قدرة العميل على التعامل مع الظروف الصعبة، وتحسين جودة النوم لمساعدة العميل على الحصول على قسط كافٍ من الراحة وتجديد نشاطه، إضافة إلى تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل عن طريق الحرص على التوفيق بين الالتزامات والأولويات الأساسية في الحياة.

أصبح الأفراد يركزون على الاهتمام بصحتهم أكثر من أي وقت مضى، وهو ما زاد من الطلب على تخصص كوتشينغ العافية، وقد أدرك الناس من ناحية أخرى أهمية العناية بالصحة عقب جائحة "كوفيد_19" (COVID-19)، لهذا السبب ازداد الطلب على خدمات كوتشز العافية التي تساعد العملاء على عيش حياة صحية.

تزايد الإقبال على كوتشينغ العافية والأرباح الناجمة عنه:

شهد قطاع العافية تنامياً هائلاً في السنوات الأخيرة، وقد حظي تخصص كوتشينغ العافية بحصة كبيرة من هذا النمو، وبلغت قيمة قطاع العافية في عام 2018 نحو 4.5 تريليون دولار وفقاً لـ "معهد العافية الدولي" (Global Wellness Institute)، ويُتوقَّع أن يشهد سوق كوتشينغ العافية تنامياً يُقدَّر بنسبة 6.7% سنوياً، وقد يبلغ 7 تريليون دولار بحلول عام 2025 بحسب التوقعات.

يُعزَى هذا التنامي إلى زيادة وعي الأفراد بأهمية العافية النفسية والجسدية، ورغبتهم بتجنب الإصابة بالأمراض المزمنة، فإنَّ تخصص كوتشينغ العافية مربح للغاية، ولقد كشفت إحدى دراسات "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" أنَّ الكوتش يتقاضى نحو 75-200 دولار بالساعة، وقد يصل أجر الكوتش الخبير والمشهور لما يعادل 300 دولار بالساعة الواحدة.

يتيح تزايد الطلب على تخصص كوتشينغ العافية إمكانية تحقيق الاستقرار المهني والمادي من مزاولة كوتشينغ العافية.

شريحة عملاء كوتشينغ العافية:

يُستخدَم كوتشينغ العافية لمساعدة الأفراد والجماعات والمؤسسات، ويُذكَر من شرائح العملاء ما يأتي:

1. الأفراد الذين يحتاجون إلى تحسين صحتهم:

يرغب هؤلاء العملاء بالوصول إلى الوزن المثالي، أو التعامل مع التوتر النفسي، أو تحسين جودة النوم، أو عيش حياة صحية.

2. العملاء المصابون بالأمراض المزمنة:

يساعد كوتش العافية عملاءه على التعايش مع الأمراض المزمنة مثل السكري، وأمراض القلب، واضطرابات المناعة الذاتية عن طريق تغيير عاداتهم وأنماط حياتهم.

3. الشركات والمؤسسات:

يتزايد عدد الشركات التي تهتم بصحة موظفيها بغية زيادة إنتاجيتهم وتحسين أدائهم، فيقدِّم كوتش العافية ورشات عمل، أو جلسات جماعية أو فردية لتحسين صحة الموظفين.

4. الرياضيون والمهتمون باللياقة البدنية:

يساعد كوتش العافية هؤلاء العملاء على تحسين أدائهم أو تحقيق أهداف معيَّنة في مجال اللياقة البدنية.

5. الصحة النفسية والتنمية الشخصية:

يساعد كوتش العافية عملاءه على تنمية اليقظة الذهنية، والتغلب على الأفكار التي تحد من تقدُّمهم وتمنعهم من استثمار إمكاناتهم، وتحقيق التنمية الشخصية.

يتيح لك التخصص في مجال كوتشينغ العافية إمكانية مساعدة العملاء على تحسين حياتهم من جهة والعمل في مهنة مربحة تضمن لك عيش حياة كريمة ومستقرة من جهة أخرى.

كوتشينغ الحياة والعقلية:

يساعد كوتشز الحياة والعقلية عملاءهم على إدارة حياتهم الشخصية والمهنية، والتغلب على المشكلات التي تعترض تقدُّمهم، والحفاظ على عقلية إيجابية والتحلي بالطموح والتفكير بالمستقبل.

يهدف كوتشينغ الحياة والعقلية إلى مساعدة العملاء على تحديد قيمهم، وأحلامهم، وأهدافهم، وتوجهاتهم الحياتية، وتزويدهم بالمهارات والوسائل والاستراتيجيات التي يحتاجون إليها لتحقيقها؛ إذ يتعاون كوتش العقلية مع عميله في تحديد الأفكار والمعتقدات التي تساعده على إحراز التقدم في حياته والأخرى التي تعرقله وتقوض نموه وتطوره.

يهدف كوتشينغ العقلية إلى تخليص العميل من الأفكار السلبية، والمعتقدات التي تحط من قدراته، واستبدالها بأخرى أكثر إيجابية تساعده على تطوير نفسه وتعزيز إمكاناته وقدراته، كما يشجع كوتش العقلية عميله على النمو والتقدم والتحلي بالطموح، والتعامل مع التحديات وتجاوزها دون أن يسمح لها بثنيه عن تحقيق أهدافه.

تزايد الإقبال على كوتشينغ الحياة والعقلية والأرباح الناجمة عنهما:

لقد شهد قطاع كوتشينغ الحياة تنامياً بارزاً خلال العقد الماضي، وقد قُدِّرت قيمة سوق قطاع الكوتشينغ في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2022 بنحو 1469.1 مليون دولار، ومن المتوقع أن يشهد معدل نمو سنوي مركَّب يُقدَّر بنحو 4.85% بين العامين 2023 و2030، وقد تبلغ الإيرادات حينها 2.1 مليار دولار بحسب التوقعات.

تشهد محركات البحث نحو 1.5 مليون عملية بحث كل شهر من أفراد وشركات تحتاج إلى خدمات كوتشينغ الحياة، والأعمال، والكوتشينغ التنفيذي، وذلك بحسب دراسات "مؤسسة الامتياز المهني في الكوتشينغ" (iPEC).

أدى كوتشينغ العقلية دوراً محورياً في هذا النمو نظراً لتزايد عدد الأفراد الذين يدركون أهمية العقلية الإيجابية في تحقيق النجاح في كافة ميادين الحياة.

يتقاضى كوتش الحياة 150-250 دولاراً بالساعة وسطياً، وذلك بحسب تقارير "الاتحاد الدولي للكوتشينغ"، وقد تصل أجور بعض الكوتشز الخبراء إلى أكثر من 500$ بالساعة.

شرائح عملاء كوتشينغ الحياة والعقلية:

يستهدف كوتشز الحياة والعقلية شريحة متنوعة من الجمهور، ويُذكَر من العملاء هؤلاء:

1. الأفراد الذي يواجهون تغييرات جذرية في حياتهم:

قد تنجم هذه التغييرات عن أحداث بارزة في الحياة مثل الطلاق، أو التقاعد، أو التعرض لخسارة جسيمة، فتقتضي وظيفة الكوتش تقديم الدعم والاستراتيجيات التي يحتاج إليها العميل للتعايش مع هذه التغييرات وتجاوزها بفاعلية.

2. الأفراد الذين يطمحون لتحقيق التقدم المهني:

يستعين معظم العاملين بخدمات كوتشينغ الحياة والعقلية للتغلب على العقبات التي تعوق نجاحهم، وتنمية المهارات القيادية، وتجاوز التغييرات المهنية.

3. الأفراد الذين يطمحون لتنمية أنفسهم على الصعيد الشخصي:

يسعى هؤلاء الأشخاص إلى تنمية وعيهم الذاتي، وثقتهم بأنفسهم، ومستوى سعادتهم، ويمكنهم الاستفادة من خدمات كوتشينغ العقلية في التخلص من المعتقدات التي تحط من قدراتهم، واستبدالها بأفكار أكثر إيجابية تساعدهم على تحقيق التقدم والنمو في حياتهم.

4. رواد الأعمال وأصحاب المشاريع التجارية:

يستفيد معظم رواد الأعمال من كوتشينغ الحياة والعقلية في التعامل مع التحديات التي يتعرضون لها في قطاع الأعمال، وتحسين عمليات اتخاذ القرارات، وتحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية.

5. الطلاب واليافعون:

يساعد كوتش الحياة الطلاب واليافعين على تحديد أهدافهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، والتعامل مع التغيرات الجذرية في الحياة والقرارات المصيرية المتعلقة بالدراسة الجامعية والخيارات المهنية.

قد تساعد العملاء على تحسين حياتهم من جهة وتكسب الأرباح من جهة أخرى عن طريق التخصص في مجالات كوتشينغ الحياة أو العقلية.

في الختام:

لقد تطوَّر قطاع الكوتشينغ في السنوات القليلة الماضية، وشهدت التخصصات إقبالاً متزايداً من قِبل العملاء؛ إذ قدَّم الجزء الأول من المقال شرحاً وافياً عن تخصصات كوتشينغ العافية، والحياة والعقلية، ويبحث الجزء الثاني والأخير من المقال في بقية التخصصات المربحة.