6 خطوات لتحفيز الموظفين على التدريب (الجزء الثاني)


أصبحَت تدريبات الموظفين مطلباً ضرورياً لا غنى عنه في الوقت الحالي، فهي تساعد الشركات على مواكبة التقدُّم التكنولوجي، والتغيرات في قطاع العمل والسوق من جهة، والحفاظ على القوى العاملة فيها من جهة أخرى.

لقد قدَّم الجزء الأول من المقال خطوتين لتحفيز الموظفين على الاستفادة من التدريبات، وسيقدِّم هذا الجزء الثاني والأخير منه بقية الخطوات، فتابعوا معنا السطور القادمة.

3. تصميم برامج تدريب مخصصة لاحتياجات الموظفين:

يفقد الموظف حماسته عند تكرار المواد التدريبية السابقة بحذافيرها، وعدم مراعاة البرنامج لنمط تعلُّمه وسرعة استيعابه، وعندما يكون المحتوى عاماً وغير مخصص لاحتياجاته التدريبية.

تزداد حماسة الموظف للمشاركة في الدورات التدريبية الشاملة عند تصميم برنامج مخصص لاحتياجاته، وتقديم مواد وتمرينات ونشاطات تدريبية بناءً على البيانات المتوفرة عن إمكاناته ومهاراته واحتياجاته التدريبية.

يمكن تصميم تجارب مخصصة عن طريق إجراء دراسة تحليلية للاحتياجات التدريبية لتحديد نوع التدريب الذي يحتاج إليه كلُّ واحد من الموظفين لتحسين أدائه وإنتاجيته وتحقيق النجاح في وظيفته.

يجب أن تراعي برامج تدريب الموظفين النقاط الآتية:

  • تحديد الإمكانات والاحتياجات التدريبية لكل واحد من الموظفين.
  • تقديم تمرينات مخصصة تساعد على تنمية المهارات والإمكانات والتغلب على نقاط الضعف في الأداء.
  • تقديم تغذية راجعة مخصصة بناءً على أداء الموظف.

4. الاستفادة من التعلُّم الاجتماعي واستراتيجيات التلعيب:

يُستخدَم التعلُّم الاجتماعي بغية تحسين تجربة الموظفين، وهو يقتضي تبادل المعلومات والخبرات خلال عمليات التواصل والتفاعل، والنشاطات، والعمل المشترك، والتعاون، وجلسات التغذية الراجعة.

غالباً ما تكون الدورات التدريبية عبارة عن نشاطات منفردة، لهذا السبب يُنصَح بإضفاء عنصر التفاعل الذي يساعد على الحفاظ على تركيز الموظفين ورغبتهم باكتساب مزيد من المعلومات والمهارات، وحماستهم للتعلم.

يساعد التعلُّم الاجتماعي على تحفيز الموظفين عندما يتيح لهم إمكانية التفاعل مع بعضهم وتبادل الخبرات والمهارات، ويساهم هذا النوع من التعلُّم في تعزيز حس الانتماء؛ لأنَّه يسمح للموظفين باكتساب المهارات الجديدة مع بعضهم، وتبادل الخبرات والمعلومات فيما بينهم، ومشاركة اهتماماتهم وأهدافهم وتجاربهم السابقة.

يمكن أن يتضمن هذا النوع من التعلُّم الألعاب الجماعية التي تسهم في إضفاء عنصر المتعة، والتحدي، والمنافسة، والتغذية الراجعة، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة مستوى حماسة الموظفين واندماجهم، وتُستخدَم عناصر التلعيب مثل جمع النقاط، والشارات، والمستويات، ولوحات المتصدرين في تصميم نشاطات تعلم اجتماعي تحظى على إعجاب الموظفين وتزيد حماستهم.

يمكن استخدام عناصر التحفيز مثل الشهادات، والشارات، والجوائز لتكريم الموظفين على إنجازاتهم وتقدير مشاركتهم في التدريب، وتساعد تقنيات التلعيب على إضفاء مزيد من المتعة والحماسة على برامج التدريب.

5. تقديم تغذية راجعة دورية:

ترتبط حماسة الموظف بمستوى التزامه واندماجه، ويتطلب ذلك تقديم تغذية راجعة بناءة دورية تشجع الموظفين على الالتزام بأهدافهم المهنية وتحمُّل مسؤولية تقدمهم.

تقديم التغذية الراجعة ضروري لإبراز اهتمام المؤسسة بالتطوير المهني للموظفين، والتزامها بمتابعة أدائهم وتقييمه، ويمكن إجراء جلسات تغذية راجعة فردية دورية لتقييم التقدم في برامج التدريب والاستفادة من هذه الاجتماعات في مناقشة المشكلات والتحديات التي تُطرَح خلال الجلسة.

تقتضي التغذية الراجعة البناءة تقدير إنجازات الموظف، وتقديم النصائح والمقترحات التي تساعده على إحراز مزيد من التقدم واكتساب المهارات والخبرات التي تنقصه، ويمكنك أن تستثمر هذه الفرصة من ناحية أخرى في التأكيد على أهمية التدريب وكيف يمكن الاستفادة منه في تحقيق التنمية المهنية.

يجب أن تطلب التغذية الراجعة من الموظفين أيضاً لكي تضمن تقديم دورات تدريبية تلبي احتياجاتهم وتراعي أنماط التعلُّم الخاصة بهم، فتستفيد الشركات من هذه التغذية الراجعة الدورية في جمع بيانات قيِّمة عن خصائص برامج التعلُّم والتطوير، وفي إثبات التزامها بمساعدة الموظفين على تحقيق التنمية المهنية، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة مستوى حماستهم ومشاركتهم في النشاطات التدريبية.

6. مكافأة الموظفين:

كشفت نتائج إحدى دراسات مجلة "هارفارد بزنس ريفيو" (Harvard Business Review) أنَّ الشركات التي تهتم بتحفيز الموظفين وتشجيعهم على الاستفادة من برامج التدريب تنجح في الاحتفاظ بحوالي 66% منهم على الأمد الطويل.

تشمل هذه الإجراءات تحفيز الموظف عن طريق تقدير إنجازاته والجهود التي يبذلها، ومكافأته، والثناء على مساهمته في تحقيق أهداف الشركة أمام بقية زملائه، وتقديم مجموعة متنوعة من التعويضات والمكافآت.

تقوم بعض الشركات أيضاً بتقديم أنواع مختلفة من المكافآت مثل العلاوات، والتعويضات، والفوائد الإضافية عند النجاح في إكمال الوحدة التدريبية، وتبرِز هذه المكافآت تقدير المؤسسة للجهود التي يبذلها الموظف لتنمية مهاراته وتحسين أدائه والمساهمة في نجاح الشركة.

تخصص بعض الشركات ما يكفي من الوقت لتقدير التزام الموظفين بالتدريب ومكافأتهم على تفانيهم في العمل بغية زيادة حماستهم ونشر ثقافة التعلُّم والتطوير المستمر.

ثقافة التدريب الذي يركز على القدرات والإمكانات:

تركز هذه الثقافة على تنمية قدرات وإمكانات العاملين كما يوحي الاسم، وتساعد على تكوين وجهات نظر ومنهجيات إيجابية وفعالة لتأدية المهام الوظيفية.

يعمد القادة، والمديرون، والموظفون في ظل هذه الثقافة إلى تطوير إمكاناتهم وقدراتهم، والمساهمة في تشكيل قوى عاملة تتميز بمستويات عالية من الحماسة والاندماج وتساعد على تنمية أعمال المؤسسة؛ أي باختصار، تقتضي المنهجية القائمة على نقاط القوة مساعدة الموظفين في تحديد قدراتهم وإمكاناتهم وتنميتها مع الحرص على مراعاة أهداف المؤسسة في أثناء ذلك.

فيما يأتي 5 فوائد لتطبيق التدريبات القائمة على نقاط القوة بحسب أبحاث مؤسسة "غالوب" (Gallup):

  • زيادة اندماج الموظفين بحوالي 7-23 %.
  • تحسين أداء العمل بحوالي 8-18 %.
  • تحسين إنتاجية الفريق بحوالي 17%.
  • تخفيض معدل استنزاف الموظفين بحوالي 20-70%.
  • زيادة الأرباح بنسبة 21%.

تركز هذه الثقافة على قدرات الموظفين، وتعطي الأولوية لإجراءات التنمية والتطوير المستمر ضمن الشركة، وتساعد على تقديم فرص تدريب مخصصة لاحتياجات الموظفين.

فوائد التدريبات التحفيزية:

كشفَت إحدى دراسات مؤسسة "غالوب" أنَّ الموظف المتحمس يميل للبحث عن تقنيات وطرائق جديدة لتحسين إنتاجيته وإحراز مزيد من التقدم ومساعدة زملائه لضمان فاعلية العمل، وتساعد الحماسة على زيادة فاعلية العمل على المهام والمسؤوليات بنسبة 20%.

تساهم الحماسة من ناحية أخرى في زيادة التعلق العاطفي بالشركة، وتقليل احتمالات الاستقالة والبحث عن فرص عمل جديدة، فقد أُجرِيَ استطلاع على عينة تتألف من 50000 موظف، وقد بيَّنَت النتائج أنَّ الموظف المتحمس أقل ميلاً للاستقالة من الشركة بنسبة بلغت حوالي 87%.

كشف استطلاع آخر عن فائدة تحفيز الموظفين في زيادة معدل استبقاء العمالة في الشركة، فيساهم ارتفاع مستويات الحماسة والاندماج في تقليل معدل الغياب بحوالي 41%، وتحسين إنتاجية العمل بما يعادل 17%.

فيما يأتي 5 فوائد للتدريبات التحفيزية:

1. زيادة معدل اندماج الموظفين:

يزداد اندماج الموظفين والتزامهم بمسيرة التنمية المهنية والمسؤوليات الواقعة على عاتقهم عندما يكونون متحمسين للمشاركة في برامج التدريب، فيسعى الموظف في هذه الحالة إلى استثمار الفرص المتاحة للتعلم وتنمية المهارات الجديدة، وهو ما يؤدي بدوره إلى زيادة مستوى التزامه واهتمامه بمصالح الشركة، ويؤدي اندماج الموظفين إلى زيادة قدرتهم على ترسيخ المعلومات وتطبيق المهارات المكتسبة في مكان العمل.

2. تحسين الأداء والإنتاجية:

يسعى الموظف المتحمس جاهداً إلى تحقيق التميز وتحسين جودة عمله وأدائه باستمرار.

3. زيادة مستوى الرضى الوظيفي ومعدل استبقاء العمالة:

تساهم التدريبات التحفيزية في زيادة معدل الرضى الوظيفي بين العاملين، ويزداد شعور الموظف بالرضى الوظيفي والتزامه مع الشركة عندما يتلقى الدعم الذي يحتاج إليه لتحقيق التقدم المهني وتحديث مهاراته واكتساب مزيد من الخبرات والمعلومات الجديدة، وهو ما يؤدي بدوره إلى تخفيض معدل دوران العمالة وزيادة ولاء الموظفين.

4. نشر ثقافة التعلُّم الإيجابي:

تساهم التدريبات التحفيزية في نشر ثقافة التعلُّم والتطوير المستمر، فيحفز الموظف المتحمس زملاءه على المشاركة في برامج التدريب واستثمار فرص التطوير المهني المتاحة، وتساهم ثقافة التعلُّم والتطوير الإيجابي في نجاح الشركة ومواكبة التغيرات المتسارعة في السوق.

5. استقطاب المواهب:

إنَّ الشركات التي تعطي الأولوية لتحفيز الموظفين على المشاركة في مبادرات التدريب والتطوير تتفوق على منافسيها في استقطاب المواهب والخبراء والوصول لشريحة أكبر من المرشحين للوظائف، فيبحث العاملون عن شركات تتيح لهم إمكانية تنمية مهاراتهم وتوفر لهم الفرص التي يحتاجون إليها لتحقيق التقدم المهني، ويتسنَّى للمؤسسات بهذه الطريقة أن تستقطب موظفين أكفاء مندفعين للمساهمة في نجاحها والمشاركة في التدريبات التي تقدِّمها.