6 خطوات لتحفيز الموظفين على التدريب (الجزء الأول)
كثيراً ما يشعر الموظف بالضيق وفتور الهِمَّة عندما يُطلَب منه حضور برنامج تدريب أو مؤتمر في الشركة، فضلاً عن التوتر الذي ينتابه جراء تراكم المهام وأعباء العمل المرتبة عليه في أثناء الحضور.
تهدف برامج التدريب إلى تحسين إنتاجية الموظفين وتحفيزهم، ولكن يجب الإحاطة بالمبادئ الأساسية لإعداد برامج تدريب تساعد على زيادة مستوى حماسة الموظفين واندماجهم وتقديم تجربة مُرضية تساهم في نجاح الشركة.
يتألف المقال من جزأين، ويقدم 6 خطوات لتحفيز الموظفين على المشاركة في الدورات التدريبية، وتعلم مهارات جديدة تساعدهم على تحقيق النجاح المهني.
تعريف التدريبات التحفيزية:
التدريب التحفيزي هو عبارة عن برنامج يجري ضمن المؤسسة بهدف زيادة مستوى حماسة الموظفين والتزامهم بالعمل، ورغبتهم بتحقيق أهدافهم المهنية، والحفاظ على هذه النتائج على الأمد الطويل، والمساهمة في نجاح الشركة.
تتألف هذه البرامج عادةً من مجموعة متنوعة من التقنيات التحفيزية التي تُستخدَم لتحسين أداء الموظفين عند المشاركة في التدريبات ضمن المؤسسة، وفيما يأتي مجموعة من أمثلة التقنيات التحفيزية المستخدمة في التدريبات:
- تقديم برامج إثراء شخصي عن طريق إرسال الموظفين إلى ورشات العمل أو تشجيعهم على المشاركة في النشاطات والتدريبات التي تتيح لهم إمكانية تنمية مهاراتهم.
- تقدير قيمة العمل والجهود التي يبذلها الموظف والمساهمة التي يقدمها لنجاح الشركة، فيتحمس الموظف لتحسين أدائه عندما تقدِّر الشركة الجهود التي يقدمها والعمل الجاد الذي يبذله في سبيل نجاحها.
- نشر ثقافة الإيجابية والثقة بين أعضاء الفِرَق بغية زيادة مستوى السعادة والرضى في مكان العمل، وهو ما يؤدي بدوره إلى تحسين الإنتاجية.
- التشجيع على زيادة مستوى اليقظة الذهنية.
تتضمن برامج التدريب التحفيزي عناصر نفسية وعاطفية تلهم الموظفين على المشاركة الفاعلة، والتعلم، وتنمية مهاراتهم ومعلوماتهم في أثناء الخضوع لبرامج التدريب.
تأثير التدريبات التحفيزية في أداء الموظفين:
تتكبد الشركات خسائر تصل إلى 550 مليار دولار سنوياً نتيجة افتقار أحد الموظفين للحماسة في العمل، ويحدث هذا عندما لا يهتم الموظف بأهداف الشركة ورؤيتها المستقبلية، ولا يكون متحمساً للمشاركة في عمليات الابتكار والإبداع وتأدية مهامه والتزاماته بالجودة المطلوبة.
لذا يجب تطبيق دورات تدريبية تحفيزية ضمن برامج التعلم والتطوير الخاصة بالشركة؛ بهدف تعزيز حماسة الموظفين وتحفيزهم على الاندماج في مبادرات التدريب، والمشاركة في فعاليات الفريق، والاعتماد على أنفسهم في التعلم، فالحماسة من أبرز العوامل المؤثرة في تحسين أداء العاملين.
تساهم الحماسة في تحفيز الموظف على الاستفادة من برامج التدريب في اكتساب المهارات والخبرات الجديدة التي تساعده على تحسين أداء العمل وتحقيق أهدافه المهنية، وتساعد مستويات الحماسة والاندماج العالية على زيادة معدل استبقاء العمالة، وتخفيض معدلات دوران الموظفين، وزيادة قدرة الموظفين على تطبيق المهارات والمعارف المكتسبة في مكان العمل.
تزداد ثقة الموظف بنفسه وبإمكاناته، ويكتسب مؤهلات تخوله لإتقان وظائفه عندما يكون متحمساً لاستثمار وقته وجهده في تحقيق التنمية المهنية، كما أنَّه يكتسب المؤهلات والخبرات التي تلزمه للتغلب على المشكلات والتحديات بفاعلية والمساهمة في تحقيق أهداف المؤسسة وزيادة مستوى الرضى الوظيفي.
تشهد الشركات زيادة تُقدَّر بحوالي 27% في الأرباح، و50% في المبيعات، و38% في الإنتاجية، و50% في ولاء العملاء عندما تستثمر في تدريبات تحفيز الموظفين.
فيما يأتي جدول يبيِّن فوائد برامج التدريبية على الموظف والمؤسسة:
الفوائد بالنسبة إلى المؤسسة |
الفوائد بالنسبة إلى الموظف |
تنظيم الإجراءات والعمليات، وتحسين فاعلية العمل وإدارة الأداء. |
زيادة قدرة الموظف على فهم المهام والمسؤوليات والالتزامات المفروضة عليه من قبل المدير والمشرفين. |
مواكبة التغيرات والتوجهات الجديدة في سوق العمل واحتياجات المؤسسة. |
اكتساب مزيد من المهارات والخبرات المتعلقة بالمهام الوظيفية، والشركة، والسوق. |
زيادة الفاعلية الاقتصادية وجودة العمل وغيرها من النتائج. |
تنمية المهارات والكفاءات. |
زيادة التزام الموظفين بأهداف المؤسسة، وتقليل الغيابات، وتخفيض معدل دوران العمالة، وتحسين جودة العمل والناتج الاقتصادي. |
تحسين الإنتاجية، والروح المعنوية، ومستوى اندماج الموظفين. |
دور إجراءات التعلم والتطوير في تحفيز الموظفين واستبقائهم في الشركة:
برامج التعلم والتطوير ضرورية للحفاظ على حماسة أعضاء الفِرَق وتنمية مهارات الذكاء العاطفي.
كشفت الدراسات الإحصائية أنَّ حوالي 41% من العاملين يستقيلون من وظائفهم بسبب إهمال الشركة لفرص ومبادرات التطوير المهني، فالقوى العاملة هي الموارد البشرية التي تساهم في نجاح الشركة، لهذا السبب يجب الاهتمام ببرامج تحفيز الموظفين وزيادة حماستهم.
يجب أن تستثمر الشركة في برامج التعلم والتطوير مثلما تخصص حصة من ميزانيتها لإجراءات الصيانة، والترميم، والتجديد الدورية التي تهدف للحفاظ على سلامة المنشآت والمعدات، فيؤدي الموظفون دوراً محورياً في كسب ولاء العملاء وتحسين صورة العلامة التجارية.
يكتسب الموظف مهارات ومؤهلات تساهم في تحسين إنتاجيته عندما يكون متحمساً للمشاركة في برامج التدريب.
زيادة حماسة الموظفين في أثناء تطبيق برامج التدريب:
يجب إقناع الموظف بأهمية برامج التدريب التي توفرها الشركة لكي يستفيد منها في تنمية مهاراته وتحسين أدائه في العمل.
لقد أثبتت نتائج الدراسات الإحصائية التي تقدمها منصة "يوديمي أكاديمي سورفي" (Udemy Academy Survey) أنَّ العلاقة بين أداء الموظف ومدى حماسته للتعلم تعتمد على العوامل الآتية:
- الرغبة في تحقيق التنمية على الصعيد المهني والشخصي (45%).
- الحاجة إلى تحديث المهارات وتحسين الأداء الوظيفي (31%).
- العوامل الخارجة عن إرادة الموظف (8%).
- الرغبة في تحقيق التنمية المستمرة (6%).
التزام الموظف هو العامل الحاسم في تحديد مدى قدرته على تنمية مهاراته وتحسين أدائه، وفيما يأتي 6 خطوات لتحفيز الموظفين على التدريب:
1. تحديد دوافع الموظفين:
لكلِّ إنسان حوافز وأسباب خاصة تدفعه لتحسين أدائه واكتساب مزيد من المهارات الجديدة، ومن هنا دعت الحاجة إلى مراعاة الدوافع المختلفة للموظفين بغية تحفيزهم على الاستفادة من برامج التدريب التي تقدِّمها الشركة.
يقترف معظم مديري التعلم والتطوير خطأ فادحاً عند إعداد برامج تدريب لا تراعي هذه الاختلافات بين الموظفين.
يجب أن تستعلم من الموظفين عن التدريبات التي يحتاجون إليها لتحسين أدائهم في العمل، ومناحي التنمية المهنية التي تتطلَّب مزيداً من الاهتمام والفرص التدريبية، إضافة إلى التسهيلات والتدابير اللازمة لزيادة مستوى رضاهم عن حياتهم المهنية وشعورهم بالراحة في العمل.
يجب أن تجمع المؤسسة معلومات تفصيلية ووافية عن حوافز الموظفين ودوافعهم، لكي تختار أساليب وتقنيات تشجعهم على المشاركة في مبادرات التدريب والاستمتاع بعملية التعلم.
2. جعل التدريب جزءاً أساسياً من ثقافة الشركة:
تقتضي إحدى الاستراتيجيات العملية المستخدمة في تحفيز الموظفين على المشاركة في برامج التدريب جعل هذه المبادرات جزءاً أساسياً من ثقافة الشركة.
يجب أن يخصص المدير بعض الوقت للمشاركة في برامج تدريب الموظفين لكي يخوض التجربة بنفسه، ويكتشف المشكلات التي تؤثر في مستوى حماستهم واندماجهم خلال التدريب، ويقترح حلولاً مناسبة لتحسين الوضع.
تقتضي وظيفة القائد أن يكون مثالاً يُحتذَى به عن طريق المشاركة الفاعلة في برامج التدريب ودعوة الموظفين للانضمام إليه، والتشجيع على التعلم والتطوير المستمر في كافة المستويات والمناصب الوظيفية.
في الختام:
لقد أصبحت تدريبات الموظفين مطلباً ضرورياً لا غنى عنه في الوقت الحالي، فهي تساعد الشركات على مواكبة التقدم التكنولوجي، والتغيرات في قطاع العمل والسوق من جهة، والحفاظ على القوى العاملة فيها من جهة أخرى.
لقد قدَّم الجزء الأول من المقال خطوتين لتحفيز الموظفين على الاستفادة من التدريبات، وسيقدِّم الجزء الثاني والأخير منه بقية الخطوات.