6 طرائق يمكن للكوتش التنفيذي من خلالها رفع مستوى المؤسسة
المنتورينغ ليس كافياً؛ بل يحتاج القادة إلى كوتشينغ تنفيذي أيضاً، والكوتشينغ التنفيذي هو الميزة التي يمكن أن تؤدي إلى إعادة إدماج القوى العاملة لديك.
على مدى العقدين الماضيين أكَّدَت الأبحاث أنَّ أهم أمر يحتاج إليه الموظفون من مديرهم هو الكوتشينغ، ويرغب الناس في العمل مع شخص يُظهِر أفضل ما لديهم، وهو ما رأيناه في شركة غوغل (Google) في عام 2008 وفي مؤسسة جالوب (Gallup) في عام 2020.
في بيئة العمل اليوم تُعَدُّ الرغبة في النمو الشخصي والرضى أكثر أهمية، لكنْ مع تغيُّر متطلبات الموظفين في مكان العمل لم تتغيَّر إمكانات المديرين، وعندما يرتقي الموظفون في الرتب، فإنَّهم يصلون إلى منصب الإدارة دون تعلُّم المهارات والأساليب المطلوبة للقيادة.
يلجأ العديد من المديرين الجدد إلى منتور موثوق مثل مدير أكثر خبرة، والمشكلة هي أنَّ تقديم المنتورينغ هو أمر تطوعي ويعتمد على تجاربهم السابقة.
على عكس المنتور؛ يُكلَّف الكوتشز التنفيذيون بتحسين أداء وقدرات عملائهم كوظيفة يومية، ويُوجَد اعتقاد خاطئ بأنَّنا نحتاج إلى الكوتشز التنفيذيين من أجل المديرين الذين يرتكبون الأخطاء ولديهم تواصل ضعيف أو ليسوا متعاونين، وفي حين أنَّه من الصحيح أنَّ الكوتش التنفيذي يمكن أن يدعم الموظف صعب المراس ليصبح زميلاً أفضل في الفريق، إلَّا أنَّ الكوتش التنفيذي اليوم يُمكِنُ أن يوجه المديرين على طول المسار الوظيفي المطلوب.
فيما يلي 6 طرائق يمكن للكوتش التنفيذي من خلالها رفع مستوى مؤسستك:
1. إعطاء الناس ما يحتاجون إليه:
إنَّ الحصول على منتور جيِّد هو مسألة حظ، ولكنَّ الكوتش التنفيذي يقدم مكاسب مضمونة، ويضمن الكوتشز التنفيذيون تلبية رغبات مديرك في النمو، وبقاءَهم راضين ومندمجين في العمل؛ إذ إنَّه استثمار في الوقت والجهد تتجلى نتائجه في تعزيز مسؤولياتهم؛ ممَّا يساعدهم على النمو وتطوير قدراتهم، كما يُحاسِبُ الكوتشز الموظفين ويساعدونهم على الوصول إلى إمكاناتهم المطلوبة.
2. توقُّف القادة عن التفكير الزائد:
يمكن لأي شخص على أي مستوى أن يفقد تركيزه، لكنْ عندما يغفل القائد عن الهدف الكبير، فسرعان ما تُثبَّط عزيمة الفريق، وعندما يعمل القادة مع الكوتشز، فإنَّ ذلك يمنحهم فرصة للتحدُّث عن تحدياتهم مع شخص حيادي، وفي أثناء إجراء محادثات عالية المستوى، يوجِّه الكوتشز القادة نحو البساطة والتوقُّف عن التفكير الزائد.
لا يمتلك الكوتشز الإجابات؛ وإنَّما يطرحون الأسئلة المناسبة لإثارة الوعي ومساعدة المديرين على رؤية تحدياتهم من وجهات نظر أخرى، ومع وضوح الهدف يمكنُ للقادة تمكين فرقهم لتحقيق أهدافهم، وستكون لدى الموظفين رؤى مشتركة؛ ممَّا يقلل دوران العمالة ويزيد الكفاءة.
3. كشف الحقائق:
كلَّما أصبح القائد أعلى رتبة، زاد تعرضه إلى خطر فقدان التواصل مع الواقع. تصبح الفِرَق أقل ميلاً إلى مناقشة الأفكار وتصبح التغذية الراجعة محدودة، والكوتش التنفيذي هو طرف ثالث غير متحيِّز لن يتجنَّب الحقائق، وبالطبع الكوتشز التنفيذيون مدَّربون تدريباً عالياً على تقديم التغذية الراجعة وإجراء المحادثات الصعبة، ومن واجبهم القيام بذلك.
إنَّ حفاظ القادة على صدقهم هو أمر بالغ الأهمية لخلق ثقافة إيجابية في مكان العمل والحصول على أفضل أداء من الناس.
4. الثبات والاستقرار:
مع ظهور أخبار التسريح الجماعي للعمال على موقع لينكد إن (Linkedin) كل يوم، يتنازل الرؤساء التنفيذيون عن مهامهم ويتنحون قبل أن تُتاح لهم فرصة إحداث تأثير حقيقي، ويُعَدُّ الرئيس التنفيذي من أهم الأشخاص المستفيدين من الكوتشينغ التنفيذي؛ إذ تؤثِّر مواقفه وجهوده ورؤيته في نتائج المنظمة بأكملها. حتى رائد الأعمال الراحل ستيف جوبز (Steve Jobs) وعالِم الحاسوب سيرجي برين (Sergey Brin) ورجل الأعمال لاري بيج (Larry Page) لجؤوا إلى الكوتش بيل كامبل (Bill Campbell) لتشكيل أسلوب قيادتهم وتحسين الفاعلية، ويحتاج الرؤساء التنفيذيون إلى كوتش للخروج من منطقة راحتهم ومساعدتهم على توجيه مسار العمل.
5. الاحتفاظ بالموظفين:
سيبقى الناس في وظائفهم عندما يتعلمون ويشعرون بالتقدير؛ حيث يحقق الكوتش التنفيذي كلا الأمرين من خلال تحدي الموظفين، والعمل على تحسينهم ودعم نموهم الوظيفي.
إنَّ الاستثمار في ذلك يقلل احتمال مغادرة الموظفين، ويقول رائد الأعمال هنري فورد (Henry Ford): "الأمر الوحيد الأسوأ من تدريب موظفيك وجعلهم يغادرون هو عدم تدريبهم والاحتفاظ بهم".
6. إنشاء دورة من التحسين:
إنَّ إعطاء المديرين الفرصة لتلقي الكوتشينغ يرسل رسالة مفادها أنَّ القيادة تستثمر في إنشاء المزيد من القادة، كما يعطي أهمية للمديرين الذين يبذلون وقتهم وطاقتهم لصالح العمل، وإنَّ العمل مع كوتش يمكن أن يجعل المدير كوتشاً، وهو ما نعلم أنَّه من أكثر الصفات القيِّمة التي يمكن أن يمتلكها القائد.
من خلال تعزيز القدرات والوضوح والاستعداد والتحفيز، يُنشئ المديرون المُدرَّبون دورة تتضمن تحسين الجيل القادم من القادة وتجهيزهم وتدريبهم بدلاً من ترقيتهم فحسب.