طريقة استخدام سرد القصص في التدريب
عند سماع عبارة "كان يا ما كان" أو "في يوم من الأيام"، تصبح مندمجاً بالقصة على الفور، فهذه هي الطريقة التي يمكن أن تؤدي بها الاستفادة من سرد القصص في تدريب الموظفين الجدد لديك إلى إحداث فرق في عملية اندماج الموظفين؛ فعندما يستمع شخص ما أو يشاهد قصةً مرتبطةً بتدريبه، فإنَّه يندمج في تجربة المتعلم ويصبح جزءاً من السرد.
لماذا يعد سرد القصص أداة تأهيل قوية؟
يمثل اليوم الأول من العمل قصةً رائعةً للموظفين الجدد، وهو يوم لن ينسوه أبداً؛ فأنت من يؤلف تلك القصة في تجربتك التعليمية، وإذا سأل شخص ما موظفاً جديداً لديك عن انطباعه تجاه العمل بعد اليوم الأول، فأنت تريد منه مشاركة تجربته الرائعة في عملية التأهيل، لكن كيف يمكنك أن تجعل عملية التأهيل رائعةً لدرجة أن يعيد الموظفون الجدد سرد قصة انضمامهم إلى شركتك؟
هذا الجزء من سرد القصص هام جداً لأنَّه يبقى عالقاً في أذهان الموظفين طوال فترة عملهم، فيوجد دائماً بداية ومنتصف ونهاية لقصة كل موظف، ويتذكر معظم الناس البداية والنهاية بصورة أكثر وضوحاً من المنتصف؛ ولهذا السبب من الهام جداً حصول الموظفين الجدد على تدريب قائم على القصص.
لا يمكن أن يحدث التعلم دون الذاكرة والانتباه، وفي أثناء عملية التأهيل ستقدم الكثير من المعلومات للموظفين الجدد، ونحن جميعاً نمتلك القدرة على حفظ بعض الحقائق، ولكنَّ الكم الذي يمكننا حفظه يختلف، بالإضافة إلى ذلك، لن يتمكن الموظفون الجدد من تذكر كل شيء، ومن هنا يظهر دور سرد القصص في مساعدتهم على استيعاب المعلومات التي هم في أمس الحاجة إليها.
وفي هذه المقالة، سنناقش سبب نجاح استخدام الأسلوب القائم على القصص في التعلم التجريبي؛ إذ يساعد أسلوب سرد القصص القوي الموظفين لديك على تدريب الموظفين الجدد لجعل التعلم عبر الإنترنت أكثر إدماجاً.
"في يوم من الأيام":
كل قصة لها بداية ومنتصف ونهاية، وإذا ألقيت نظرةً على بعض أشهر قصص ديزني، فجميعهم يتبعون نفس حبكة القصة:
- كان ياما كان.
- كل يوم.
- وفي يوم من الأيام حدث أمر ما.
- بسبب ذلك تغيرت الأمور.
- أمر آخر تغيَّر.
- ثم أخيراً، تقترب المغامرة من نهايتها.
- النهاية.
لقد استُخدِمت هذه الصيغ كثيراً لأنَّها أثبتت نجاحها، والتفكير في طريقة ظهور ذلك في التعلم المؤسسي هو تمرين ممتع يمكن أن تطبقه مع فريقك. فكِّر كيف يمكنك الاستفادة من حبكة القصة في تدريب الموظفين الجدد، وفي بداية قائمة التحقق الجديدة الخاصة بالموظفين الجدد، اذكر قصةً عن سبب وجود الشركة وكيف بدأت، ومن يجب أن يساعد موظفوك ولماذا توظيفهم يعد جزءاً من مهمة الشركة.
ما هي القصص التي يرغب المديرون التنفيذيون في شركتك أن يخبروا بها الموظفين الجدد؟ وهل يجب أن يكونوا حاضرين "عبر الإنترنت أو يسجلون مقاطع فيديو" لمشاركة قصتهم في أثناء التدريب؟ تبدأ جميع القصص من مكان ما، وستساعد هذه القصص على إلهام وتحفيز الموظفين الجدد.
على سبيل المثال، يمكن أن يشارك الرئيس التنفيذي أو المؤسس القصة الأصلية لنشوء الشركة، ولماذا قرروا البدء بالأعمال التجارية، وكيف تطورت الشركة وما الذي يخبئه المستقبل، كلها أمور هامة يجب أن يعرفها الموظف الجديد. وعلى الرغم من أنَّه قد تُقدَّم هذه المعلومات في أثناء المقابلة، إلا أنَّ هذا الجزء من سرد القصص هام جداً لأنَّه يبقى عالقاً في أذهان الأشخاص طوال فترة عملهم في شركتك.
فوائد التعلم التجريبي:
من خلال قائمة التحقق لعملية تأهيل الموظفين الجدد، يمكنك إدراج بعض الاعتبارات الخاصة بالتدريب المحدد للوظيفة، كما يمكنك إحضار أعضاء الفريق الآخرين لمشاركة قصص اندماج الموظفين.
وهذه إحدى الطرائق لإنشاء محتوى تعلم ممتع للشركات؛ إذ يحب الناس الاستماع مباشرةً لتجارب أقرانهم، وهذا الحوار هو شكل آخر من أشكال سرد القصص التفاعلية، فإنَّ الموظفين هم أفضل الأشخاص المسؤولين عن عملية التوظيف، وسفراء العلامات التجارية والمؤيدون لك، ومن ثمَّ سيساعدهم سرد القصص على الموظفين الجدد على التحفيز أكثر، وسيُلهِم الموظفين الجدد للقيام بذلك مع الموظفين الذين يأتون بعدهم.
عندما ينضم الموظفون الجدد إلى شركتك، يجب عليهم أن يكونوا فخورين بالشركة التي انضموا إليها وبالعمل الذي يفعلونه، وأن يكونوا مستعدين للتباهي بمكان عملهم؛ إذ سيمكِّنهم هذا الأمر من الشعور بأنَّهم ينضمون إلى مؤسستك لأداء مهمة، وهو أمر ممتع لأنَّ هذا الشعور سيوفِّر لهم دافعاً مستمراً طوال حياتهم المهنية في شركتك.
لا مزيد من العروض التقديمية:
بدلاً من إخبار الموظف الجديد بالأمور التي يحتاج إلى معرفتها باستخدام عروض تقديمية، يمكنك تجميع نفس المعلومات باستخدام قصة وإنشاء مسار تعليمي يتتبعه خلال مرحلة التأهيل، ومن ثمَّ جذب انتباهه.
فلا يتذكر الناس المعلومات المذكورة في شرائح العروض التقديمية، فهم ليسوا أجهزة حاسوب؛ لذلك تجنب التعامل مع موظفيك بطريقة تُظهِر لهم فيها بأنَّهم يجب أن يتذكروا كل كلمة مذكورة في الشرائح.
كما يوجد العديد من الطرائق لجعل القصة تفاعلية؛ إذ يمكنك استخدام الشرائح لدعم أسلوب سرد القصص المرئي، لكن حاول عدم تعريض نفسك وموظفيك الجدد لساعات كثيرة من المحتوى، وفكِّر في الأمر مع هذا السياق: يجب استخدام المحتوى لتحديد اتجاه التدريب الخاص بك، وليس إعطاء كل التفاصيل الممكنة لما يمكن أن يحدث.
يعد هذا الأمر بمنزلة تحدٍّ للموظفين الجدد للاحتفاظ بالمعلومات التي يتلقونها بصورة كاملة؛ إذ يمكنك تدريب شخص ما بطريقة مثالية، ولكنَّه سينسى بعض المعلومات؛ لذلك من الهام أن يكون لديك قائمة بالموارد المخزنة عبر الإنترنت في مجلد أو في "غوغل درايف" (Drive) أو برنامج "دروبوكس" (Dropbox) أو موقع "ويكيبيديا" (Wikipedia) لكي يعود إليها الموظفون الجدد، بينما لن يتذكر الموظفون الجدد كل شيء في التدريب، إلا أنَّهم سيتذكرون كيف شعروا خلاله.
الخلاصة:
تجعل قوة سرد القصص الناس يشعرون بأنَّهم أكثر ترابطاً، وبأنَّهم يمتلكون هدفاً يسعون إليه، سواءً بصورة مباشرة أم غير مباشرة. وتذكر لا تسهب كثيراً في تدريبك لأنَّها ليست طريقة ليتعلم بها الأشخاص أموراً جديدةً، كما يجب أن يصبح استخدام القصص جزءاً من ثقافة شركتك المرتبطة بطريقة ربط المفاهيم الجديدة والقديمة مع بعضها بعضاً. فابدأ بطريقة صحيحة وبداية قوية؛ لأنَّ كل ما يفعله موظفوك يؤدي دوراً في نجاح مؤسستك.
كما سيكون لكل موظف قصته الخاصة به ويبدأ ذلك مع عملية التأهيل، وسيكتب الموظفون قصتهم الخاصة عن الوقت الذي عملوا فيه في شركتك، قصةً لها بداية ومنتصف ونهاية.