كيف تحصل على أول عملاء لك في الكوتشينغ؟

ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكوتش "ستايسي هاغن" (Stacey Hagen)، وتُحدِّثنا فيه عن كيفية الحصول على أول عملاء لتلقِّي الكوتشينغ.

أول سؤال يطرحه أي كوتش بدأ عمله حديثاً بعد الانتهاء من التدرب على تقديم الكوتشينغ هو "كيف أحصل على أول عملاء لي؟"، فقد يبدو عملاؤك الأوائل الذين يدفعون لقاء خدماتك في غاية الأهمية؛ وذلك لأنَّهم هم من سيمنحونك رسمياً صفة الكوتش، وعلى الرغم من أنَّك ربما قدمت خدمات مجانية لبعض العملاء، إلا أنَّ هدفك الأساسي هو الحصول على أموال مقابل عملك، ولكنَّ الحصول على أول عملاء يتلقون الكوتشينغ قد يكون في الواقع أسهل مما تعتقد.

المفاهيم الخاطئة الشائعة بشأن الحصول على أول عملاء لتلقي الكوتشينغ:

1. يجب أن يكون لدى الكوتشز عدد كبير من المتابعين على منصة "إنستغرام" (Instagram)، وإلا سيندثر مشروعهم.
2. يجب على الكوتشز مشاركة كميات كبيرة من المحتوى، وعلى الرغم من أنَّ المحتوى هام، إلا أنَّه ليس بالضرورة الطريقة التي تجذب من خلالها عملاءك الأوائل.
3. يجب أن يكون لديهم موقع إلكتروني أو عرض مثالي.

لا يعني ذلك أنَّ الاستراتيجيات المذكورة آنفاً لا تنجح؛ بل غالباً ما تستغرق وقتاً أطول لتظهر تأثيراتها، ومن ثم هي استراتيجيات طويلة الأمد لجذب العملاء، وعادةً ما تكون الطريقة التي تجد بها أول عملاء ليتلقوا الكوتشينغ أبسط بكثير من ذلك.

سر العثور على أول عملاء لتلقِّي الكوتشينغ:

لا يحصل معظم الكوتشز على عملائهم الأوائل من خلال الإعلانات أو التدوينات الصوتية أو حتى أحداث التعارف؛ بل من خلال شبكة معارفهم؛ وذلك لأنَّهم أشخاص يعرفونك ويحبونك ويثقون بك، فهذا عامل أساسي للاتفاق مع العملاء، وغالباً ما يحتاج الغرباء الذين يقابلونك عبر الإنترنت إلى بعض الوقت للتعرف إليك قبل شراء خدماتك؛ لذا تعد شبكة معارفك الحالية فرصة كبيرة للحصول على العملاء والإحالات، ولا أعني بشبكة معارفك إخوتك أو أفضل صديق لك؛ بل أشير إلى علاقات أبعد، مثل المعارف أو أصدقاء الأصدقاء أو الزملاء السابقين.

تجربتي في الحصول على عملائي الأوائل:

لقد حصلتُ على أول عملائي نتيجة منشور وضعته على منصة "فيسبوك" (Facebook)؛ إذ شاركت على صفحتي الشخصية أنَّني استقلت من وظيفتي لإطلاق مشروع في مجال الكوتشينغ والاستشارات؛ فشرحت طبيعة عملي والأشخاص الذين أرغب في مساعدتهم والأمور التي يمكنني المساعدة فيها، كما طلبت من الناس أن يتذكروني إذا سمعوا عن أي شخص يحتاج إلى خدمات مماثلة لما عرضته، وإليك الطريقة التي حصلتُ من خلالها على أول 3 عملاء لي:

1. كان العميل الأول أحد الأشخاص الذين تعرفت إليهم من خلال برنامج تدريبي.
2. كان العميل الثاني كوتشاً عملت معه سابقاً، ويبحث عن دعم تسويقي.
3. أما العميل الثالث فكان زميل عمل عملتُ معه منذ عامين، ثم فقدت التواصل معه.

القاسم المشترك بين هؤلاء جميعاً هو أنَّهم لم يكونوا يعرفون بمشروعي التجاري أو أنَّني أستطيع مساعدتهم لولا مشاركة ذلك المنشور، فهذا هو سبب أهمية إخبار الأشخاص بعملك ومن تعمل معه وطلب الإحالات.

كيف تحصل على أول عملاء لتلقِّي الكوتشينغ من شبكة معارفك الحالية؟

الاستفادة من شبكة معارفك الحالية في العثور على العملاء أمر بسيط، فما عليك سوى إنشاء منشور أو رسالة بريد إلكتروني تشرح فيها عملك، ومن يستفيد من ذلك العمل، وكيف تقدم المساعدة، وكيف يمكن لشخص التواصل معك؛ إذ تكمن هنا أهمية إنشاء رسالة واضحة، وبعد ذلك، اطلب ما يأتي:

1. "إذا كنت تعرف أي شخص يمكن أن يستفيد من العمل معي، يرجى مشاركة معلومات التواصل معي".
2. "إذا أمكنك أنت أو أي شخص تعرفه الاستفادة من دعمي، فيرجى مراسلتي".
3. "سأكون ممتناً للغاية لو تذكرتني في حال احتاج شخص تعرفه إلى هذا النوع من الدعم".

بعد الانتهاء من ذلك، يمكنك:

1. مشاركة ما طلبته في ملفاتك الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي التي تنشط فيها، سواء أكنت تعمل على "فيسبوك" (Facebook) أم "إنستغرام" (Instagram) أم "لينكد إن" (LinkedIn) أم على جميعها، فاحرص على أن تشاركه على ملفك الشخصي الخاص بك، كي تتمكن من التواصل مع أشخاص حقيقيين.
2. إرسال بريد إلكتروني إلى أصدقائك وعائلتك، بحيث يكون محتواه مشابهاً لمحتوى منشورك، ولكنَّه طلب شخصي ومباشَر أكثر، والأهم هو تخصيص بريدك الإلكتروني وفق كل جهة تتواصل معها وطلب إحالة مباشرة.

يُسعَد العديد من الأشخاص بمساعدتك، ولكنَّهم لن يعرفوا كيف يمكن أن يفعلوا ذلك حتى تطلبه منهم.

ما يجب مراعاته عند البحث عن أول عملاء لتلقِّي الكوتشينغ:

النصيحة الوحيدة التي يمكنني تقديمها لك عند بدء عملك في مجال الكوتشينغ هي إخبار الجميع بطبيعة عملك، وأنَّك تقبل بالعملاء، أما إذا كنت تعاني من متلازمة المحتال (imposter syndrome) أو تخشى الإعلان عن عملك أمام معارفك، فاعلم أنَّ هذا أمر طبيعي ويمكنك التغلب عليه، فمن الأسهل بالنسبة إلى الكثير منا إخبار الغرباء بعملنا بدلاً من إخبار عوائلنا وأصدقائنا المقربين.

تذكَّر أيضاً أنَّ مشاركة عملك ما هو إلا جزء من تنمية مشروعك، وما إن تستجمع شجاعتك وتبرز نفسك، سيصبح الأمر أسهل مع مرور الوقت، فخلف كل تلك المخاوف ينتظرك عملاء يبحثون عن شخص مثلك تماماً.

في الختام:

ما إن تستفيد من شبكة معارفك الحالية، عليك الانتقال إلى استراتيجيات تسويق أخرى، لتنمية نشاطك التجاري خارج نطاق عملائك الأصليين.