كيف تصبح كوتشا للقادة المعينين حديثا؟ (الجزء الأول)


يُعَدُّ كوتشينغ القيادة أحد أكثر الأساليب فاعليةً للارتقاء بتطوير القيادة إلى أعلى مستوى، سواء كان ذلك لفرد أم لمؤسسة بأكملها؛ إذ يوسع الكوتشز المنظور ويحفزون ويوفرون التحديات ويقدمون الدعم، ويساعد كوتشينغ القيادة مؤسستك على النمو، ويُعزِّز قدرات الجيل الحالي والجيل القادم من القادة بالتزامن مع إنشاء ثقافة النجاح في جميع المجالات.

يُعَدُّ الوصول إلى المنتورز الذين يمكنهم مساعدتك على تعزيز نقاط قوَّتك والتخلص من نقاط الضعف، غالباً من خلال كوتشينغ القيادة، جزءاً هاماً من تطوير مهاراتك القيادية؛ إذ تُحدِّد طريقة كوتشينغ القيادة القائمة على التقييم نقاط القوة والأهداف ومجالات التحسين، ويُنظَر إلى القادة الذين يتلقون الكوتشينغ على أنَّهم أكثر فاعليةً والتزاماً في أدوارهم.

قد يكون المحترفون الشباب في شركتك مُدرَّبِين جيداً ومُجهَّزين جيداً للعمل، لكنَّ الاستثمار في تطوير القيادة يوسع مجموعة مهاراتهم بصفتهم أفراداً يُقدِّرون النتائج والعلاقات في عملهم، وفي هذا المقال، سنناقش كيف تصبح كوتشاً للقادة المعينين حديثاً، لكن أولاً دعونا نلقي نظرةً على تعريف كوتش القائد المعين حديثاً قبل أن نبدأ.

ما هو كوتشينغ القادة المعينين حديثاً؟

إنَّ كوتشينغ القادة المعينين حديثاً هو أسلوب تدريب إداري فعَّال يمكِّن قادة الشركات على جميع المستويات من تحسين أدائهم من خلال الاستفادة من مهاراتهم القيادية، كما يساعد على زيادة الوعي من خلال الممارسة والتغذية الراجعة الواضحة؛ إنَّها عملية مدروسة لتعزيز نقاط القوة والكفاءات لدى الفرد حتى يتمكن من التعاون بفاعلية مع الآخرين.

فلا يقتصر كوتشينغ القيادة على تعليم القادة الطموحين كيف يصبحون مديرين جيدين؛ وإنَّما يتعلق الأمر بتعزيز الدافع الداخلي لديهم لتحقيق النجاح في كل ما يفعلونه؛ إذ تتطلب القيادة الحقيقية بناء علاقات شخصية حقيقية وتحمُّل مسؤولية نجاح الآخرين من حولك.

من ناحية أخرى، لا تتوقع الحصول على قائد مستقبل ناشئ ما لم تعلِّمه طريقة القيادة الذاتية بفاعلية، وتحديد أهداف للنجاح، ووضع الأساس الذي سيحتاج إليه لاستمرار إبداعه في مهنته طوال فترة عمله.

فإنَّ كوتشينغ القيادة هو نهج شخصي للغاية؛ إذ يمكن للمنتور الماهر تخصيص تجربة التعلم بما يوفر أفضل تجربة ممكنة لكل متدرب من خلال الكوتشينغ الفردي، وإنَّ كوتش القادة المعينين حديثاً هو أكثر من مجرد معلم، فقد يساعد كل شخص على تحديد الأهداف وتطوير الأساليب لتحقيقها.

تؤثر أساليب القيادة في مدى نجاح الموظفين في تحقيق أهدافهم وتحقيق الإنجاز في أعمالهم، فإنَّ كوتشينغ القيادة هو أحد أساليب الإدارة المختلفة التي تزداد شعبيتها يوماً بعد يوم، وقد يبدو كوتشينغ القيادة غريباً، لكن وجدت دراسة أجرتها مؤسسات فورتشن 1000 (Fortune1000) أنَّ 48% من القادة الذين تلقوا الكوتشينغ حسَّنوا من جودة عملهم، وقد أدى ذلك إلى زيادة الاندماج والإنتاجية؛ وهذا بدوره سمح لهم بأن يكونوا أكثر فاعليةً في أدوارهم القيادية، ويسمح الكوتشينغ أيضاً للقادة بتحفيز وإلهام فرقهم.

ماذا يفعل كوتش القادة المعينين حديثاً؟

يختلف ما يفعله كوتش القيادة عمَّا يفعله الكوتشز الآخرون، فإنَّه ليس مثل كوتش الحياة أو كوتش التطوير الشخصي، ويستهدف رجال الأعمال أو المديرين التنفيذيين المسؤولين عادةً عن شركاتهم أو مؤسساتهم؛ إذ يسعى هؤلاء الأفراد إلى الحصول على كوتشينغ القيادة من أجل تحسين أدائهم وزيادة إنتاجيتهم في أدوارهم الحالية داخل الشركة أو المنظمة.

بصرف النظر عن حقيقة أنَّ الكوتشينغ فريد من نوعه، فإنَّ الأساليب المستخدمة في كوتشينغ القيادة تختلف عن تلك المستخدمة من قِبل الكوتشز الآخرين؛ إذ يجري تعديلها لتناسب ما يطلبه القائد لتحقيق أهداف الشركة.

كوتش القيادة هو رجل أعمال من أصحاب الخبرة والمعرفة ويفهم مجال العمل ويوفر بيئةً آمنةً للقائد لمناقشة التحديات والمخاوف الملحة أو الطارئة، وإنَّ الهدف العام للكوتش هو إظهار الإمكانات الكامنة لدى الأفراد والمؤسسات؛ إذ يساعد الكوتشز القادة على رؤية قوة الأفراد والفرق التي يقودونها واختبارها، بالإضافة إلى تمهيد الطريق لهم للمساهمة بصورة كاملة.

يساعد كوتشز القيادة القادة على تطوير قدراتهم على تحقيق أهداف الشركة باستخدام أدوات وأساليب محددة، وفي الجلسات الفردية أو الجماعية الصغيرة يقدمون كوتشينغ شخصياً ومُخصصاً.

ما هي فوائد أن تصبح كوتشاً للقادة المعينين حديثاً؟

يتمتع كوتشينغ القيادة بالعديد من الفوائد، بدءاً من التطوير الشخصي والمهني إلى التأثير في أرباح الشركة؛ إذ يعمل الكوتشينغ على تحسين الأداء الفردي على الفور وبصورة مباشرة، ويساعد قادة الشركات على أن يكونوا أكثر نجاحاً، ووعياً ذاتياً واستراتيجياً، وقد تتجاوز فوائد الكوتشينغ التطوير الفردي لتصل إلى تطوير الشركة بأكملها.

من هذه الفوائد:

1. تعزيز مهارات القيادة:

يمكن أن يؤدي تحسين المواهب القيادية لدى المسؤولين التنفيذيين إلى تحسين أدائهم ومساعدتهم على بناء فرق أقوى، وهي فائدة واضحة لكنَّها مع ذلك هامة لخدمات الكوتشينغ، ومن الأمور التي تجعل المسؤولين التنفيذيين معروفين للغاية هي قدرتهم على مساعدة القادة على أن يصبحوا أكثر تعاطفاً وإدراكاً لتحديات أعضاء فريقهم، ويمكنهم الحصول على تأييد موظفيهم بدعم من الكوتشز المتخصصين؛ وهذا يساعد على زيادة النتائج وتحسين ثقافة العمل عموماً.

2. تحسين مهارات التواصل:

إذا كنت مسؤولاً عن فريق، فمن المحتمل أنَّك تتعامل معه بصورة يومية، بالإضافة إلى ذلك، قد يُطلَب منك التواصل مع مجموعات متنوعة على مدار اليوم، ومن ذلك العملاء والموظفون المشتركون بين الإدارات وكبار المسؤولين التنفيذيين الذين تقدِّم لهم التقارير؛ إذ تُعَدُّ مهارات التواصل أمراً هاماً لأيِّ قائد، سواء استُخدِمت في مجلس الإدارة، أم على الغداء مع العميل، أم في أثناء المشاركة في المناقشات، أم في مراجعة الأداء، كما أنَّها ضرورية لتوفير بيئة عمل سعيدة وصحية.

3. التمكين:

يتيح الكوتشينغ للقادة أداء أفضل ما لديهم؛ إذ يطور الكوتشز علاقة مفيدة مع القائد تكشف عن القدرات الكامنة ومواطن الضعف، وقد لا يكون لدى الأفراد وزملاء العمل والرئيس صورة كاملة لقدرات الشخص، وستكشف موهبة الكوتش المتخصص وخبرته عن نقاط القوة الخفية لدى الأشخاص الرئيسين، كما يمكن للكوتش منح القادة الثقة للتحدث وبناء الفرق والتعامل مع المشكلات بسرعة.

يساعد أيضاً المديرين التنفيذيين على تحديد أفضل الأساليب لقيادة شركاتهم؛ إذ ستُحدَّد الأهداف من أجل القادة لتحديد مجالات ضعفهم وتتبُّع تطوُّرهم؛ لذا تمكِّن الجلسات التأملية مع الكوتش القائد من تقدير إنجازاته بصورة كاملة، وتقدير العمل الذي بذله لتحقيق تلك الأهداف.

4. تحسين الكفاءة:

قد يساعد كوتشينغ القيادة القادة على فحص نقاط ضعفهم بصورة صحيحة، واكتساب فهم أفضل لقدراتهم، وتحديد أفضل طريقة للاستفادة منها، وقد يُحدِث تقديم الكوتشينغ للقائد فرقاً كبيراً في سلوكه ومواهبه، كما يُمكِّنه من تعلُّم واستخدام استراتيجيات القيادة الجديدة التي تستهدف نقاط الضعف المحددة لديه.

يمكن للقائد استخدام أساليب مثل تجنب بعض الكلمات مثل: "لكن" و"لا" و"مع ذلك"؛ وذلك لأنَّها تثبط طرح الأفكار أو تؤدي إلى الرد على الأسئلة بالأسئلة؛ فالقائد يفضل تقديم جميع أفكار فريقه، وفي هذه الحالة، سيكون الأفراد الذين كان من الصعب عليهم تقبُّل الأساليب سابقاً أكثر تقبُّلاً للأساليب الجديدة لقائدهم.

5. الفهم:

قد يتسبب الافتقار إلى الوعي في ركود المنظمات أو فقدان ميزتها التنافسية، وربما لا تكون المنظمات على علم بالصعوبات الجديدة، والتغييرات التي تحدث في الأسواق، ومخاوف العملاء الحقيقية، وأفضل إجراءات التقديم، وما إلى ذلك، فيمكن أن تساعد أفكار كوتش القيادة الجديد كبار قادتك على تعميق وتوسيع خبراتهم.

فاسمح للكوتشز بمساعدة موظفيك الهامين على تعلُّم أساليب القيادة الجديدة، وتعزيز أفكارهم في فهم الأشخاص جيداً، ومجموعات المهارات، وبدائل الأداء، واعمل على تطوير مهارات القيادة التي تقدم الاستجابات الدقيقة والمطلوبة في مجالات اليوم التي يسير التطور فيها بوتيرةٍ متسارعة.

6. بيئة عمل آمنة وصحية:

تمنح معظم الشركات اليوم شعوراً كاذباً بالتفاؤل عندما يتعلق الأمر بالاستثمار في برامج التطوير لتقديم الكوتشينغ لموظفيها وتحسين قدراتهم، ومع ذلك، إذا اعتقد الموظفون أنَّ برامج التطوير لا تعمل بطريقة صحيحة، فقد يشعرون بالإحباط؛ وهذا يقلل من مستويات رضاهم وينشئ جوَّ عملٍ عدائياً، كما يزداد اهتمام الموظفين بتطورهم عندما يكون كوتشينغ القيادة موضع التنفيذ؛ وذلك لأنَّهم يعتقدون أنَّ من خلال تحسين مواهبهم، سيتمكن القادة والمديرون من تحقيق مستويات أعلى من الأداء والإنتاجية.

كيف تصبح كوتشاً للقادة المعينين حديثاً؟

لكي تصبح كوتشاً للقيادة، يجب عليك أولاً إكمال تدريب الكوتش المعتمد، ثم التقدم بطلب للحصول على اعتماد من الاتحاد الدولي للكوتشينغ؛ إذ يهتم معظم الكوتشز بممارسة مهنة كوتشينغ القيادة، وللقيام بذلك، يجب عليهم أولاً الحصول على شهادة كوتش القيادة، ومع ذلك، فإنَّ فوائد الكوتشينغ موثقة جيداً؛ إذ ذكر أكثر من 80% من الأشخاص الذين تلقوا الكوتشينغ ازدياد ثقتهم بأنفسهم، وذكر أكثر من 70% تحسن أدائهم في العمل والعلاقات ومهارات التواصل، وفي الواقع، ذكرت 86% من الشركات أنَّها استردت تكاليف الكوتشينغ الخاصة بها.

ما هي المؤهلات المطلوبة لتصبح كوتشاً للقادة المعينين حديثاً؟

إنَّ البدء بمهنة الكوتشينغ ليس له متطلبات تعليمية محددة، وقد لا تحتاج حتى إلى أن تكون معتمداً أو أن تحمل رخصةً لبدء الكوتشينغ، ومن ناحيةٍ أخرى، يدرك الكوتشز الناجحون أنَّ التعليم الجيد أمر ضروري لوظيفة ناجحة ومهنية، وعندما يتعلق الأمر ببدء مهنة كوتش محترف، يمكن للأشخاص الطموحين اختيار مجموعة متنوعة من المسارات.

على سبيل المثال، توجد عدة برامج شهادات كوتشينغ متاحة، وقد يحمل الكوتشز المحترفون أيضاً شهادات في الإرشاد أو علم النفس أو التطوير التنظيمي أو قد يختارون القيام بذلك.

لذا ضع في حسبانك أنَّ كوتشينغ القيادة عبارة عن رحلة، ومع ذلك، فهي ليست رحلة سهلة؛ وإنَّما ستواجه عقبات وصعوبات على طول الطريق، وأنت من سيحدد فيما إذا كانت رحلتك ممتعة أم كابوساً مرعباً، وسيكون لديك فرصة واحدة فقط لتصحيح الأمور؛ لذلك استفد منها واحصل على مؤهلات جيدة بقدر ما تستطيع لتحصل على المصداقية.

الخلاصة:

يُعَدُّ كوتشينغ القيادة أحد أكثر الأساليب فاعليةً للارتقاء بتطوير القيادة إلى أعلى مستوى، سواء كان ذلك لفرد أم لمؤسسة بأكملها، ولقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن معنى كوتشينغ القيادة، ثم ذكرنا دور كوتش القادة المعينين حديثاً والفوائد في أن تصبح كوتشاً، وأخيراً تحدَّثنا عن الطريقة التي يمكن أن تصبح فيها كوتشاً للقادة المعينين حديثاً والمؤهلات اللازمة لذلك، وسنتابع الحديث في الجزء الثاني من المقال عن معلومات أخرى عن ذلك؛ لذا تابعوا معنا.