11 طريقة لتعليم المتدربين التعامل مع الناقد الداخلي - الجزء الثاني


يعاني بعض الناس من مشكلة النقد الذاتي التي تحرمهم راحة البال والطمأنينة في حياتهم. يعيش الإنسان في صراع مستمر مع ذاته نتيجة هذه الأحكام والانتقادات، وقد قدم الجزء الأول من المقال 5 طرائق للتعامل مع صوت الناقد الداخلي واستعادة شعور الثقة بالنفس، ويبحث الجزء الثاني والأخير منه في بقية الطرائق، فتابعوا معنا السطور التالية.

11 طريقة للتعامل مع الناقد الداخلي

6. تقدير نوايا الناقد الداخلي الحسنة

يتكون صوت الناقد الداخلي مع مرور الوقت من التجارب والحوادث التي يتعرض لها الفرد قبل أن ينضج ويشتد عوده، وهو يهدف إلى ردعه ومنعه من اتخاذ القرارات التي يمكن أن تعرضه للخطر ولتكن خوض تجربة جديدة، أو المجاهرة بوجهات النظر الشخصية، أو مخالفة آراء الآخرين، أو طرح فكرة غير مسبوقة.

يتعامل الإنسان مع الأفكار التي تصدر عن صوت الناقد الداخلي على أنها حقائق مطلقة، ولكن ماذا لو كانت هذه الأحكام خاطئة بالرغم من النية الحسنة الكامنة وراءها؟ بالتالي، يقتضي المنطق السليم أن تصغي لصوت الناقد الداخلي، وتدرك نيته الحسنة، وتقدِّر مساعدته ثم تنتقل إلى تقييم الحادثة بموضوعية، وتتخذ قرارات مدروسة تسمح لك بإحراز التقدم في حياتك. لكل هدف يضعه الإنسان نصب عينيه مجموعة من الطرائق والسبل المختلفة التي يمكن أن تؤدي إليه، ويقع على عاتق الفرد مهمة اختيار السبيل الذي يناسبه. _الكوتش "جون لازار" (John Lazar)

7. تولي مسؤولية التقدم في الحياة

أكد عالم النفس "سيغموند فرويد" (Sigmund Freud) أنَّ النفس الإنسانية تتكون من 3 مستويات وهي الهو، والأنا، والأنا العليا. تترسخ المعايير والقِيَم والمثل الأخلاقية السائدة في المجتمع في مستوى الأنا العليا، ويضطر الفرد للامتثال لها لكي يندمج في مجتمعه. تصدر معظم الأحكام المؤذية، والانتقادات، والعقوبات على الأخطاء والتجارب الفاشلة ضمن مستوى الأنا العليا. يتطور الناقد الداخلي في مستوى الأنا العليا مع مرور الوقت، وينشط عندما يتعرض الفرد لتجربة تثير المخاوف المترسخة في عقله الباطن خلال مراحل التنشئة الاجتماعية الأولى نتيجة الفشل، أو التقصير، أو المعاناة، أو النفي من المحيط الاجتماعي أو المهني على سبيل المثال.

يحاول الناقد الداخلي أن يتحكم في التصرفات والقرارات، لهذا السبب عليك أن تدرك وجوده وتحتاط منه بصفتك إنسان بالغ راشد. تقتضي وظيفة الكوتش مساعدة العميل في تحديد مصدر الشكوك التي تقلل ثقته بنفسه، وبقدراته، وإمكانياته، ومواهبه، وخبراته، ومكانته بين الناس. يمكن التخلص من هذه المشكلة عبر إدراك وجود الناقد الداخلي والأخذ بنصائحه وإرشاداته. لقد نجح العديد من الأشخاص في التعايش مع الناقد الداخلي، وتحقيق النجاح في حياتهم، والاندماج ضمن مجتمعاتهم، والتوقف عن تقريع أنفسهم، ولومها، وتعذيبها. يتعلم الإنسان في هذه الحالة أن يعطف على نفسه ويرحمها. _ الكوتش "بيث ماسترمان" (Beth Masterman)

8. قبول الناقد الداخلي

يمنع الناقد الداخلي الإنسان من إحراز التقدم في حياته، وهنا تبرز الأسئلة التالية: هل تدرك وجود هذا الناقد الداخلي؟ ما هي الهيئة التي يتخذها؟ من أين يستمد سلطته عليك؟

يسعى الناقد الداخلي لحماية الإنسان لكنه لا يمتلك المؤهلات والخبرات التي تخوله لتأدية هذه المهمة. يجب أن تعترف بوجود الناقد الداخلي وتتعايش معه وتستفيد من نصائحه وتوجيهاته دون أن تسمح له بالتمادي على طموحاتك وأهدافك. يتعلم الإنسان خلال تجربته الحياتية، وتتطور طريقة تفكيره، وينضج، في حين يتمسك صوت الناقد الداخلي بمخاوف الطفولة وتجاربها المؤذية، لهذا السبب عليك أن تعترف بوجوده، وتقدِّر مساهمته، وتسمح له بالمشاركة في عملية اتخاذ القرار دون أن يتمادى على طموحاتك وأهدافك. _ الكوتش "بيرناديت نورز" (Bernadette Norz)

11 طريقة لتعليم المتدربين التعامل مع الناقد الداخلي

9.الاعتراف بدور الناقد الداخلي

يتكون الناقد الداخلي خلال الظروف الصعبة لحماية الإنسان من الأخطار المحدقة به، لكنه يستمر لفترة زمنية طويلة بعد زوال الخطر.

يقتضي الحل الأمثل تقدير جهود الناقد الداخلي، وشكره على المساعدة التي قدمها بصوت عالٍ وواضح. يمكنك أن تقول على سبيل المثال: "أشكرك من صميم قلبي، ولن أتردد في طلب مساعدتك عند الحاجة، ويمكنك أن تستريح حتى ذلك الحين". تهدف هذه الطريقة إلى الاعتراف بمساهمة الناقد الداخلي وتقدير جهوده، وتجريده من صلاحيته. – الباحث "رولف فايفر" (Rolf Pfeiffer)

10. ترويض الناقد الداخلي

يتسبب الناقد الداخلي في زعزعة ثقة الإنسان بنفسه، ومنعه من إحراز التقدم في حياته، ويمكن تشبيهه بالوحش الذي يتخيله الأطفال الصغار أسفل أسرَّتهم. تساعد تمارين التصور الذهني في التغلب على هذه المشكلة، وهي تتطلب إطلاق اسم على الناقد الداخلي، وتخيُّل شكله ومواصفاته، واعتباره كائن مستقل بحد ذاته. تساعد هذه الطريقة من ناحية أخرى في إضفاء عنصر الدعابة والمرح على الموضوع.

أطلق على ناقدي الداخلي اسم "هاري" (Harry)، وأتخيله بصورة وحش ضخم رمادي اللون، أسنانه حادة، وعيناه صفراء اللون. تقتضي الخطوة التالية ترويض الناقد الداخلي كما لو أنه حيوان أليف يحميك ويؤنسك، لكنه بالمقابل كائن مستقل يعتمد على نفسه ويتصرف بحرية في غياب صاحبه. عليك أن تنادي الناقد الداخلي باسمه، وتتصور الصعوبات التي يمكن أن تواجهها أثناء ترويضه، وتتخيل أنك تأمره بالجلوس، فيطيعك، فتشكره على امتثاله لأوامرك، وتخضعه لسيطرتك، ثم تطلب منه أن يبقى في مكانه وتمضي بمفردك في حياتك. تجدر الإشارة إلى أنَّ ترويض الناقد الداخلي يحتاج لبعض الوقت والصبر. – الكوتش "باولا ريد" (Paula Reid)

11. شكر الناقد الداخلي

أتخيل ناقدي الداخلي في هيئة أخطبوط وردي اللون لا يتوقف عن زعزعة ثقتي بنفسي وإعاقة تقدمي في الحياة.

كثيراً ما يرهقني صوت الناقد الداخلي ويزعجني، وأشعر دوماً أنه السبب الذي منعني من تحقيق العديد من الطموحات والأهداف في حياتي. إنه يقلل ثقتي بنفسي ويدفعني للتكشيك بحماسي ودوافعي، ولكن، والحق يقال، لقد أنقذني من بعض المصائب والأخطار المحدقة، ووفر علي الكثير من المعاناة والأذى، وهنا يبرز السؤال التالي: "كيف يمكنني أن أسعى خلف طموحاتي وأهدافي دون أن أتأثر بمخاوف الناقد الداخلي وإجراءاته الاحترازية؟ ما هي التقنيات التي تستخدمها عندما تواجه شكوك الناقد الداخلي؟" – الكوتش "إشيك تاتشوغلو" (Işık Taçoğlu)

في الختام

يعجز العديد من الأفراد عن تحقيق أهدافهم وإحراز التقدم في حياتهم بسبب الشكوك، والانتقادات الذاتية، والمعتقدات المقيِّدة التي تسيطر على تفكيرهم. قدم الجزء الثاني من المقال مجموعة من الطرائق التي تساعد في ضبط الناقد الداخلي، واستعادة الثقة بالنفس والقدرة على المضي قدماً في الحياة.