31 طريقة لكسب عملاء الكوتشينغ (الجزء الثاني)
ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "ستيفاني فيتيني" (Stephanie Fiteni)، وتشاركنا فيه 31 طريقة لكسب عملاء الكوتشينغ.
لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من المقال عن مجموعة من الطرائق المستخدَمة في استقطاب العملاء المحتملين، وقد تم التركيز على بناء شبكة العلاقات والوجود في فعاليات ومجتمعات الجمهور المستهدف، وسنتناول في هذا الجزء مجموعة أخرى من الطرائق، فتابعوا معنا أعزاءنا القراء في السطور القادمة.
ثالثاً: استهداف مزيد من الجماهير
يمكن استهداف مزيد من الجماهير عبر الطرائق الآتية:
5. المشاركة في إحدى حلقات "بودكاست" (podcast) مشهور:
يمكنك أن تحصل على بعض العملاء والشركاء المحتملين عندما تظهر في إحدى حلقات "بودكاست" (Podcast) مشهور يمتلك قاعدة جماهيرية متنوعة؛ إذ تساعدك هذه الطريقة من ناحية أخرى على ترويج "البودكاست" الخاص بك وزيادة عدد متابعيه، أو قد تشجع المستمعين على الاشتراك بقائمتك البريدية عن طريق تقديم هدايا ترويجية، فحاول أن تختار مشتركين من فئة العملاء المستهدفين.
يجب أن تحرص على الاطلاع على محتوى "البودكاست" والاستماع للحلقة الأخيرة والأولى التي تشرح أهداف ومحتوى "البودكاست" حتى يقبل المضيف استضافتك، وتعرف بدورك طبيعة الخدمات التي يروج لها ولا تتورط بالتواصل مع أحد المنافسين وتتعرض للرفض لأنَّك تسوِّق لنفس الخدمات التي يبيعها، فلن يقبل المضيف أن تظهر في برنامجه وتخاطب جمهوره، وتسرق عملاءه.
حاول من ناحية أخرى أن تختار "بودكاست" يقدِّم محتوى قريباً من مجال تخصصك، حتى تكون قادراً على تزويد الجمهور بمعلومات قيِّمة، فقد يرفض المضيف استضافتك إذا كانت أفكارك ومبادئك تتعارض مع المحتوى الذي يقدِّمه.
باختصار، يعتمد اختيار البودكاست على العوامل الآتية:
- توافق قناعاتك ومعتقداتك مع محتوى البودكاست.
- توافق جمهورك المستهدف مع جمهور البودكاست، فقد تتأكد من توفُّر هذا العامل عن طريق الاطلاع على خدمات الكوتشينغ التي يقدِّمها المضيف وعناوين الحلقات.
- اختلاف خدماتك عن الخدمات التي يروج لها المضيف.
- وجود جمهور من المستمعين أو على الأقل بعض المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي.
6. المشاركة في مجتمعات الآخرين أو دوراتهم التدريبية أو برامج المنتورينغ:
غالباً ما تقتضي هذه الطريقة تقديم الخدمات التعليمية بالمجان، وهي تُعَدُّ استثماراً جيداً للوقت بِعَدِّ أنَّ المحتوى التعليمي سيبقى متوفراً للعملاء المستقبليين؛ إذ تساعدك هذه الطريقة على توسيع قاعدتك الجماهيرية والوصول إلى شريحة أكبر من الأفراد المهتمين بالخدمات التي تقدِّمها، وهو ما يتيح لك فرصة الوصول إلى العملاء المحتملين وإقناعهم بشراء خدماتك.
تساعدك توصية صاحب البرنامج على إثبات خبرتك ومصداقيتك أمام جمهوره وكسب مزيد من العملاء، وتقتضي الخطوة الأولى لتطبيق هذه الطريقة البحث عن المجتمعات والدورات التدريبية وبرامج المنتورينغ التي قد تستفيد من خبراتك، والتواصل مع المضيفين لتقديم عرضك، فحاول أن تناقش المضيف وتفاوضه بشأن المحتوى والتعويض المادي إن وُجِد.
يجب عليك أن تكون منفتحاً لكافة الفرص المتاحة، حتى لو اُضطرِرت لطلب الإحالات من أصدقائك أو زملاء العمل، فقد يطلب منك المضيف أن تروج لمجتمعه أو تستضيفه في بث مباشر على منصاتك الاجتماعية، ويتم عند هذه المرحلة التفاوض بشأن الترتيبات والاتفاق على التدريس المشترك أو إقامة مؤتمرات أو ندوات أو ورشات عمل مشتركة.
يجب أن تستثمر كافة الفرص المتاحة للتواصل مع الجماهير حتى تزيد شعبيتك وتشتهر في الوسط، وحاول أن تخصص الوقت اللازم لإتقان تقنيات توظيف العلاقات في توسيع قاعدتك الجماهيرية.
7. النشر في مدونات الاستضافة (Guest blogging):
بهذه الطريقة تكتب تدوينة أو مقالاً في موقع آخر بهدف الوصول إلى شريحة جديدة من الجمهور، فقد تستفيد من المدوَّنات المشهورة التي تمتلك قاعدة جماهيرية متنوعة في كسب العملاء المحتملين بصورة منتظمة، ويقتضي التطبيق العملي لهذه الطريقة أن تكتب مقالاً قيِّماً ومفيداً لزوار الموقع الإلكتروني.
تأكد أنَّ زوار الموقع الإلكتروني من جمهورك المستهدف، ويتم ذلك عن طريق تفقُّد محتوى الموقع وصفحات "من نحن" التي تشرح أهداف الموقع وطبيعة المحتوى الذي يقدِّمه، كما يمكنك أن تتواصل مع صاحب الموقع وتستعلم منه عن طبيعة الجمهور المستهدف؛ إذ تخصص المواقع المشهورة صفحة إعلامية تتحدث فيها عن طبيعة مقالات الضيوف التي تقبل نشرها، فقد تقرأ التفاصيل المتعلقة بشروط النشر وتطلع على الجدول الزمني لمحتوى الموقع خلال الأشهر المقبلة.
كما قد تكتب المقالات وتقدِّمها للنشر في المجلات التي تستهدف جمهورك، وقد لا تقبل المجلات نشر محتواك في بعض الأحيان، ويكمن الحل في مثل هذه الحالة أن تعمل على تحسين جودة مقالاتك؛ إذ تقدِّم معظم المجلات والمدوَّنات خدمة نشر مقالات الضيوف وترويجها مقابل مبلغ معيَّن، وقد تلجأ إلى هذه الطريقة في حال لم تستطع النشر بشكل مجاني.
8. مساعدة المراسلين عبر مواقع "سورس باتل" (Sourcebottle) و"هارو" (HARO):
تقتضي هذه الطريقة استخدام المواقع المجانية مثل "سورس باتل"، و"هارو" المختصة في إرسال الطلبات والاستفسارات من المراسلين، والصحفيين، والمؤلفين، قد تظهر مساهماتك وأجوبتك عن طلبات واستفسارات المراسلين في وسائل الإعلام الشهيرة مثل مجلات "فوربس" (Forbes) و"أنتروبونير" (Entrepreneur)، وتبرز بوصفك خبيراً ومصدراً للمعلومات القيِّمة؛ وبالنتيجة يتسنى لك الوصول إلى شريحة متنوعة من الجمهور.
يجب أن تبحث عن الشخص أو الموقع الإلكتروني قبل أن تجيب عن استفساراته، حتى تتأكد أنَّك تخدم الجهة المناسبة وتنجح في توسيع قاعدتك الجماهيرية، ويقتضي التطبيق العملي للطريقة أن تسجل في الموقع وتختار مجال خبراتك، وتنتظر تلقِّي الاستفسارات عبر رسائل البريد الإلكتروني بشكل يومي أو أسبوعي، ويُفضَّل أن تكون أجوبتك مختصرة، وفي صلب الموضوع من جهة، ومبتكَرة وإبداعية من جهة أخرى.
يجب أن تكون استجابتك سريعة؛ لأنَّ عمل الصحفيين والمؤلفين يتطلب منهم الالتزام بمواعيد نشر صارمة، لهذا السبب يمكنك الاشتراك في النسخة المدفوعة لموقع "هارو" بغية تلقِّي مزيد من الإشعارات؛ إذ ترسل النسخة المجانية ما يصل إلى 3 أسئلة يومياً، وهي كافية في البداية.
يمكنك ترقية حسابك على موقع "سورس باتل" مقابل 5.95$ بالشهر حتى يصلك مزيداً من الإشعارات، كما أنَّك تستطيع الحصول على حساب خبير مقابل 25$ شهرياً.
9. هاشتاغات طلبات المراسلين:
ثمة طريقة مجانية أخرى لمساعدة المراسلين، وتقتضي هذه الطريقة البحث عن هاشتاغات طلبات المراسلين وُيذكَر منها هاشتاغات "#"journorequest، "#"prrequest، #bloggerrequest""، فقد تبحث عن هذه الهاشتاغات في "غوغل" (Google)، و"تويتر" (Twitter)، و"فيسبوك" (Facebook)، و"إنستغرام" (Instagram) حتى تعثر على طلبات الصحفيين والمؤلفين؛ إذ يحتاج الصحفيون إلى تلبية طلباتهم بأقصى سرعة ممكنة، ويُعَدُّ "تويتر" المنصة المناسبة للعثور على مثل هذه الطلبات.
رابعاً: التخصُّص واستراتيجية كسب العملاء
التخصص ضروري لكسب العملاء، وفيما يأتي 3 طرائق لتحديد العملاء المثاليين واستقطابهم:
10. نشر استطلاعات الرأي على الصفحة الشخصية:
تهدف استطلاعات الرأي لجمع المعلومات عن العملاء المحتملين، ويمكن إنشاء استطلاعات الرأي عبر أدوات "جوت فورم" (Jotform)، و"نماذج جوجل" (Google forms)، كما يجب أن تحرص على طرح أسئلة تساعدك على اكتشاف حاجات العملاء المحتملين والأسباب التي ستدفعهم لشراء خدماتك، إضافة إلى معرفة رأيهم بخدماتك والمشكلات التي تتكفل بحلها، وأنت بحاجة لمعرفة الحلول التي يبحث عنها العملاء لتسوية مشكلاتهم.
قد تطلب من الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإجابة عن استبيانك مع الحرص على تحديد الفئة المستهدفة بدقة؛ أي يجب عليك أن توضح الحالة الاجتماعية والفئة العمرية أو طبيعة عمل المستهدفين من الاستبيان، فإذا كنت تعتزم العمل مع النساء المطلقات اللاتي تجاوزت أعمارهنَّ 50 عاماً على سبيل المثال، ولكنَّك غير متأكد من طبيعة المشكلات التي يتعرضن لها، عندئذٍ قد تنشر على مواقع الاجتماعي منشوراً من قبيل:
"أنا أبحث عن 50 امرأة مطلقة تجاوزت عامها الخمسين للإجابة عن استبيان بسيط، وسوف أقدِّم جلسة كوتشينغ مجانية لمجموعة من النساء اللاتي يساعدنني على الحصول على المعلومات التي أحتاج إليها، وأرجو مشاركة المنشور من فضلكم ليصل إلى الفئة المستهدفة".
11. نشر استطلاعات الرأي في مجموعات منصات التواصل الاجتماعي:
يمكنك أن تطلب من مالكي المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي نشر استطلاعات الرأي في مجموعاتهم، وحاول أن تبتعد عن مجموعات المنافسين لأنَّهم لن يقبلوا نشر استطلاعاتك، فيجب أن تبحث في محتوى المجموعة وتطلع على الملفات الشخصية لعيِّنة عشوائية من الأعضاء حتى تتأكد من أنَّك تستهدف الجمهور المناسب، كما قد تطلب من مالك المجموعة أن يدعم استطلاعك حتى تحصل على مزيد من الإجابات، وحاول أن تستثمر هذه الفرصة في التعرف إلى مالكي المجموعات والاستفادة من هذه العلاقة في إقامة شراكات مستقبلية.
12. إجراء مقابلات مع العملاء المثاليين:
بعد الاطلاع على إجابات الاستبيان، يمكنك أن تحدد مجموعة من النساء، وتعرض عليهنَّ جلسة مجانية، وقد تعلن ضمن المنشور الأساسي عن وجود هدايا مجانية لمجموعة من النساء بوصفها عربون شكر على مشاركتهنَّ في الاستبيان، أو يمكنك بكل بساطة أن تتواصل معهنَّ بشكل شخصي وتعرب عن اهتمامك بإجاباتهن، وتعرض عليهنَّ تقديم جلسة مجانية مقابل الإجابة عن بضعة أسئلة، كما يجب أن تحرص على تخصيص الجزء الأكبر من الجلسة لمساعدة المشاركات وتطرح أسئلتك ضمن مقابلة قصيرة لا تزيد عن 10 دقائق.
يُفضَّل إجراء المقابلة في بداية الجلسة حتى تتيح للمشارك إمكانية الاستعداد النفسي وكسر حاجز التوتر، ومشاركة المعلومات اللازمة قبل الانتقال لموضوع الجلسة المجانية، فحاول أن تقدِّم معلومات مختصرة عن طبيعة خدماتك دون أن تزودهم بكافة المصادر أو تعطيهم حلولاً شافية تغنيهم عن شراء خدماتك المدفوعة.
يضطر المشارك بهذه الطريقة للاستعلام عن خدماتك وطبيعة العمل معك، وتهدف هذه الجلسة بشكل أساسي إلى استعراض خبراتك وإقناع المشارك بحاجته إليها، ويتم ذلك عن طريق مساعدتهم على اكتشاف الحلول والإجراءات التي تناسبهم خلال الجلسة؛ إذ يعرف أغلب العملاء مشكلاتهم وطبيعة الحلول التي يحتاجون إليها، ولكنَّهم يعجزون عن تطبيقها، وهنا يبرز دور الكوتش في مساعدتهم على تطبيق هذه الحلول على أرض الواقع.
تجدر الإشارة هنا إلى التسويق العضوي الذي يتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومنصة "يوتيوب" (youtube)، والتدوين، وتحسين محركات البحث، وهو يُعَدُّ طريقة فعالة لبدء عمليات الترويج فضلاً عن كونه مجانياً بالكامل.
خامساً: ترويج أعمال الكوتشينغ عبر منصات التواصل الاجتماعي
تتطلب إجراءات التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي كثيراً من الوقت؛ وذلك بسبب حاجة الكوتش إلى إتقان استخدام أدوات التعديل وفهم آلية عمل خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي حتى يصل المحتوى التسويقي لعدد أكبر من المستخدمين، وسوف تحتاج إلى تخصيص وقت طويل لإعداد مقاطع الفيديو، وتحريرها، وإنشاء المحتوى الكتابي والمرئي، إضافة إلى تحديد الموضوعات وأوقات النشر وعدد المنشورات التي تناسب خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي.
قد لا تنجح في زيادة عدد المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من الوقت والجهد الذي تبذله في إجراءات التسويق، وقد لا يصل المحتوى لجميع متابعيك؛ إذ يزداد عدد المتابعين بسهولة وسرعة أكبر عند تخصيص ميزانية لإعلانات مواقع التواصل الاجتماعي.
يستثمر بعضهم كثيراً من الوقت والجهد في زيادة عدد المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنَّهم لا ينجحون في كسب كفايتهم من العملاء، فضلاً عن اعتماد كثير من مزودي الخدمات على منصات التواصل الاجتماعي وحدها في تسويق أعمالهم.
لا يجب الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي وحدها لترويج خدمات الكوتشينغ؛ لأنَّها لا تحقق مبيعات منتظمة على الأمد الطويل؛ إذ تحقق مواقع التواصل الاجتماعي مبيعات فورية بفضل شبكة معارفك وعلاقاتك الشخصية، لكن سرعان ما تنتهي فترة الاستفادة من هذه الشبكة.
يستغرق الوصول إلى شريحة جديدة من العملاء المحتملين عبر منصات التواصل الاجتماعي نحو 9-12 شهراً، لهذا السبب بالتحديد يصعب كسب العملاء وتحقيق المبيعات عندما لا يتم استخدام إعلانات التواصل الاجتماعي.
لا يجب استخدام منصات التواصل الاجتماعي بوصفها أداة تسويق أساسية؛ وإنَّما يُفضَّل عَدُّها وسيلة رديفة لاستراتيجيات التسويق الأخرى مثل قنوات منصة "يوتيوب"، والحملات الإعلانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتدوين.
يمكن إدراج منصات التواصل الاجتماعي ضمن الاستراتيجية المستخدمة لاستقطاب العملاء، فيجب فهم قواعد المنصة وآلية عمل الخوارزميات من أجل الوصول إلى شريحة أكبر من الجمهور واستقطاب العملاء في المراحل الأولى من إطلاق مشروع الكوتشينغ؛ إذ يعتمد نجاح العملية على شبكة علاقاتك الحالية وقدرتك على دفع تكاليف الإعلانات للوصول إلى شريحة أكبر من الجمهور.
تُعَدُّ "إنستغرام" (Instagram) المنصة المثالية لترويج وبيع خدمات الكوتشينغ في الوقت الحالي؛ إذ يشيع استخدام منصة "إنستغرام" بين مختلف الشرائح والفئات العمرية، وقد أظهرت نتائج الدراسات الإحصائية في عام 2022 أنَّ أعمار 50% من مستخدمي "إنستغرام" أقل من 34 عاماً، في حين لم يتجاوز عمر 48% من مستخدمي "تيك توك" TikTok) 29)، فقد تعيد نشر مقاطع "التيك توك" القصيرة و"ريلز" (Reels) "الإنستغرام" على بقية مواقع التواصل الاجتماعي ومنصة "يوتيوب".
يحتاج الكوتش إلى وقت طويل لزيادة عدد المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، ناهيك عن ضرورة استخدام الإعلانات المدفوعة لترويج الخدمات التي يقدِّمها والوصول إلى الجمهور المستهدف، وتساهم مواقع التواصل الاجتماعي في استقطاب مزيد من العملاء عندما تُستخدَم إلى جانب بقية الاستراتيجيات الأخرى.
لا يُحبَّذ مراسلة العملاء المحتملين على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ يحتاج الكوتش إلى إثبات جدارته واستعراض خبراته بطريقة تستقطب اهتمام الجمهور المستهدف وتؤثر فيه، وهذا لا يتم عن طريق التواصل الشخصي مع العملاء المحتملين؛ بل وإنَّ هذه الطريقة قد تُحدِث نتائج عكسية، وتخلِّف انطباعاً سلبياً لدى العميل المحتمل، ويجب أن يسوِّق الكوتش لنفسه بطريقة ذكية عن طريق نشر محتوى قيِّم يستقطب اهتمام العملاء.
قد تساعد هذه المعلومات الأشخاص غير القادرين على دفع تكاليف خدمات الكوتشينغ، ومن ثمَّ يجب أن تقدِّم محتوى متنوعاً وشاملاً عن مختلف الموضوعات حتى تبرز بوصفك خبيراً ومصدراً للمعلومات أمام جمهورك، وأنت بحاجة لإعداد حزم الكوتشينغ المناسبة لمساعدة هؤلاء الأشخاص، وفيما يأتي 4 طرائق لترويج خدمات الكوتشينغ عبر منصات التواصل الاجتماعي:
13. مجموعات منصة "فيسبوك" (Facebook):
تُعَدُّ مجموعات "فيسبوك" وسيلة فعالة لبناء قاعدة جماهيرية متنوعة وكسب العملاء عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ إذ يتطلب نجاح هذه الطريقة تطبيق استراتيجية مدروسة تستهدف العميل المثالي على الأمد الطويل، وهذا يعني أنَّك تحتاج إلى تحديد شريحة العملاء المثاليين خلال السنوات المقبلة؛ إذ يستغرق بناء القاعدة الجماهيرية وقتاً طويلاً نسبياً، لذلك يجب عليك أن تحرص على تنظيم وقتك واستثماره جيداً.
قد تزيد عدد أعضاء المجموعة عن طريق تقديم تدريب مجاني للمشاركين فيها، أو دعوة الأشخاص الذي يتفاعلون مع المحتوى المجاني الذي تقدِّمه، أو استخدام الإعلانات المدفوعة، فحاول أن تعمل على إعداد قائمتك البريدية في نفس الوقت عن طريق طلب إدخال البريد الإلكتروني ضمن استبيان قبول الإضافة للمجموعة.
يتم بناء وتنمية قاعدة العملاء عن طريق استهداف الجمهور المناسب وانتقاء أعضاء المجموعة بعناية وزيادة عددهم بطريقة مدروسة، فقد يشتري هذا الجمهور خدماتك من جهة، ويزودك بالمعلومات والأفكار اللازمة لابتكار مزيد من الخدمات والعروض من جهة أخرى.
يجب أن تحافظ على تفاعل الأعضاء واهتمامهم بمحتوى المجموعة، وتبذل جهدك في مساعدتهم على تحقيق التقدم الذي يحتاجون إليه عن طريق تنظيم تدريبات مجانية، ومشاركة المحتوى الكتابي والمرئي، وطرح الأسئلة، وإجراء استطلاعات الرأي، والترحيب بهم وشكرهم على انضمامهم إلى المجموعة.
كما يتعين عليك أن تساعد جميع أعضاء المجموعة على حدٍّ سواء دون أن تركز على العملاء المحتملين وحسب، فحاول أن تستثمر خبراتك ومواهبك في مساعدة الأعضاء غير القادرين على شراء خدماتك، واحرص على تقديم بعض الخدمات المجانية بانتظام، فقد تعلن عن تقديم جلسات أو توفير مقاعد مجانية في برامج الكوتشينغ بين الحين والآخر.
14. "لينكد إن" (LinkedIn):
تختلف منصة "لينكد إن" عن غيرها من المنصات في كونها مخصصة للعمل، ومناسبة لجميع مجالات الكوتشينغ، فقد تستخدم المنصة لاستعراض خبراتك، وتقديم العروض، والوصول إلى العملاء المحتملين إذا كان جمهورك من مستخدمي المنصة، وتتفوق منصة "لينكد إن" على كل من "فيسبوك" و"إنستغرام" من حيث مدى وصول المنشورات إلى المستخدمين.
يمكن زيادة عدد أعضاء مجموعات "لينكد إن" بسرعة، لكن يصعب كسب العملاء عن طريقها؛ لذا يُفضَّل تحديد شخصية وعقلية العملاء المحتملين وإضافتهم إلى شبكة علاقاتك ونشر محتوى ممتع يستقطب اهتمامهم.
تمت إضافة بعض الميزات لمنصة "لينكد إن" في الآونة الأخيرة مثل خاصية إضافة القصص، كما يجري العمل على تطوير ميزات جديدة مثل جدولة النشر، وتحليل المحتوى، فقد تعيد صياغة تدويناتك وتنشرها على منصة "لينكد إن".
15. ميزة البث المباشر:
أصبحت ميزة البث المباشر متوفرة على كافة المنصات مثل "فيسبوك"، و"إنستغرام"، و"يوتيوب"، و"لينكد إن"، و"تيك توك"، وميزة البث المباشر غير مناسبة للانطوائيين، في حين يُعَدُّ التدوين وسيلة التسويق المثالية لهم؛ لذا يجب أن تحرص على وضع خطة مدروسة تساعدك على إقناع العملاء بشراء خدماتك عن طريق البث المباشر حتى لا تهدر كثيراً من وقتك في تقديم التدريبات المجانية دون أن تحصل على العملاء بالمقابل.
تُستخدَم ميزة البث المباشر في غالب الأحيان من أجل مشاركة المعلومات التعليمية وجلسات الكوتشينغ، وهي تُعَدُّ طريقة فعالة لاستعراض خدماتك وإقناع العملاء المحتملين بقدرتك على مساعدتهم، وإجراء مؤتمرات حية على صفحتك الشخصية واستخدام ميزة التعليقات للتفاعل مع المشاهدين، وتُعدُّ ميزة البث المباشر من ناحية أخرى وسيلة فعالة لاستقطاب العملاء ولا سيما عند إجرائها عبر منصة "يوتيوب".
يبقى البث المباشر متوفراً على محرك البحث "يوتيوب"، كما أنَّه يظهر في نتائج بحث المستخدمين؛ إذ يرتبط عدد المشاهدات بعدد المتابعين، لكن قد يصل البث المباشر لعدد أكبر من المستخدمين عن طريق الاستفادة من الإعلانات المدفوعة.
تكمن فاعلية البث المباشر من جهة أخرى في كونه يحتل الصدارة من ناحية الوصول إلى المستخدمين على كافة منصات التواصل الاجتماعي وبالأخص "فيسبوك"، و"إنستغرام"، و"يوتيوب"، وتساعدك هذه الطريقة على بناء قاعدة جماهيرية متنوعة خلال مدة زمنية قصيرة نوعاً ما، وقد تزيد من فاعلية العملية عن طريق تطبيق استراتيجية مدروسة لاستقطاب العملاء.
16. منصات البحث الاجتماعية:
تختلف هذه المواقع عن منصات التواصل الاجتماعي العادية بعض الشيء، وهي تقدِّم ميزة البحث وطرح الأسئلة والحصول على الأجوبة والحلول المطلوبة، وفيما يأتي 4 من أبرز منصات البحث:
- "بنترست" (Pinterest):
يمكن تعريف موقع "بنترست" على أنَّه محرك بحث خاص بالصور، لكن تم إضافة ميزات مقاطع الفيديو والإعلانات في الآونة الأخيرة، فيمكن إعادة نشر "الريلز" و"القصص" في موقع "بنترست"، كما يُستخدَم الموقع لترويج المقالات والتدوينات، وقد أثبت فاعليته في زيادة عدد زوار المواقع الإلكترونية خلال العقد الماضي على الرغم من تراجع مستوى وصول محتوى المنصة في الآونة الأخيرة.
- "كورا" (Quora):
"كورا" منصة فريدة من نوعها تتيح لك إمكانية الإجابة عن أسئلة محددة تتعلق بمجال تخصصك، وتساعدك على كسب العملاء بسرعة عن طريق الإجابة عن استفساراتهم والتفاعل المباشر معهم.
يستقبل موقع "كورا" ما يزيد عن 300 مليون زائر كل شهر، ويمكن الاستفادة منه في زيادة عدد زوار موقعك الإلكتروني، ويتيح لك الموقع إمكانية مشاركة المحتوى الكتابي مثل المقالات في صيغة أجوبة عن استفسارات الآخرين، وقد يصل الزوار بهذه الطريقة إلى موقعك الإلكتروني، وعندها يمكنك أن تقنعهم بشراء خدماتك.
- "ريديت" (Reddit):
يمكن تعريف موقع "ريديت" على أنَّه شبكة اجتماعية تشبه منتديات النقاش، وتتيح للمستخدمين إمكانية النشر ضمن منتديات فرعية يختص كل منها في مجال أو موضوع معيَّن؛ إذ يطرح أحد المستخدمين موضوعاً معيَّن ويبدأ الآخرون بالتفاعل والنقاش مع بعضهم، ويتعلَّق وصول وظهور المحتوى بعدد التأييدات التي يتلقاها المنشور وطبيعة تفاعل المستخدمين معه.
قد تستفيد من المنصة في التواصل مع جمهورك المستهدف عن طريق الإجابة عن تساؤلاتهم، والتفاعل مع المنشورات التي يطرحون فيها مشكلاتهم، فلا يمكن الاعتماد على أدوات "ريديت" أو "كورا" في تحديد العملاء المحتملين؛ وذلك لأنَّ نتائجه غير ثابتة، لكن قد تستفيد منها في تكوين فكرة عن مشكلات الجمهور المستهدف واستخدام النتائج في تحسين خطة تسويق المحتوى.
- "ميديام" (Medium):
توصَف منصة "ميديام" بأنَّها "شبكة حية لمحبي الثقافة والاطلاع"، وهي تُعَدُّ مدوَّنة لنشر المحتوى؛ إذ تتيح المنصة إمكانية نشر محتوى متنوع عن مختلف القصص، والأفكار، ووجهات النظر، وهي تُعَدُّ وسيلة مناسبة لنشر المحتوى قبل إعداد الموقع الإلكتروني الخاص بالنشاط التجاري، فضلاً عن دورها في مساعدتك على كسب متابعين مهتمين بالمحتوى الذي تقدِّمه.
قد تعيد نشر مقالاتك في منصة "ميديام"، لكن حصراً بعد نشرها على موقعك الإلكتروني حتى لا يتعرض الموقع لعقوبات تكرار المحتوى من قِبل شركة "جوجل" (Google)، وتساعد المنصة على وصول المقالات إلى شريحة أكبر من الجمهور، وليس ثمة قيود على المنصة، كما قد تضيف رابط موقعك الإلكتروني أو صفحة العروض المجانية إلى المحتوى المنشور.
تستغرق عملية زيادة عدد المتابعين بعض الوقت، وكذلك الأمر بالنسبة إلى استقطاب العملاء المحتملين؛ إذ تحتل المدوَّنات الصدارة من حيث فاعليتها في استقطاب العملاء وبيع خدمات الكوتشينغ، في حين تأتي مجموعات "فيسبوك" في المرتبة الثانية.
في الختام:
لقد قدَّم الجزء الثاني من المقال مجموعة من الطرائق المستخدَمة لترويج الخدمات وكسب العملاء، وقد تم التركيز على توسيع القاعدة الجماهيرية عن طريق المدوَّنات الصوتية والكتابية المشهورة، ومساعدة المراسلين، إضافة إلى الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي، وسيبحث الجزء الثالث من المقال في مجموعة جديدة من طرائق كسب العملاء.