4 نماذج للتصميم التعليمي
إذا كنتَ تقرأ هذا المقال، فأنت تعلم أنَّ تصميم الدورات التدريبية عبر الإنترنت أمر صعب، فعلى الرغم من توفُّر العديد من أدوات التدريب عبر الإنترنت، يكاد يكون من المستحيل اختيار الأداة التي تتناسب مع مؤسستك جيداً.
لنكُنْ صادقين؛ تترافق مع كل دورة تدريبية جديدة مجموعة فريدة من التحديات والفروقات الدقيقة؛ لذلك لا تُوجَد أداة تصميم تعليمي تناسب الجميع، وفي هذا المقال حدَّدنا 4 خطوات يجب تطبيقها على كل عملية تصميم تعليمي، وهي:
- تحديد أهداف التدريب، وتحديد كيف ستحقق النجاح فيه.
- إنشاء أهداف تدريبية قائمة على النتائج.
- تصميم وتطوير مواد تدريبية جذابة.
- قياس وتقييم نتائج التدريب.
إلى جانب استخدام هذه الخطوات، فإنَّ التعرُّف إلى المبادئ الأساسية وراء التصميم التعليمي يمكن أن يساعدك أيضاً على إنشاء تجارب تعلُّم أكثر فاعلية عبر الإنترنت، ومن هنا تظهر نماذج التصميم التعليمي.
4 نماذج للتصميم التعليمي:
تساعدك نماذج التصميم التعليمي على إنشاء تجارب تعليمية تقدِّم قيمة حقيقية للمشاركين؛ أي بمعنى آخر سيكون لديك فهم قوي لطريقة استيعاب العقل للمعلومات والاحتفاظ بها.
مرة أخرى، لا يُوجَد نموذج واحد يناسب الجميع، والخيار عائد إليك لتحديد النماذج التي تناسب وضعك التدريبي جيداً، وفيما يلي ملخَّص سريع لأربعة نماذج شائعة:
1. نموذج أدي (ADDIE):
يتكوَّن هذا النموذج من 5 مراحل يجب على المصممين التعليميين تطبيقها في أثناء تصميم المواد التعليمية وهي: التحليل والتصميم والتطوير والتنفيذ والتقييم، ويُعَدُّ الهيكل الخطي لهذا النموذج مفيداً؛ لأنَّه يساعد المعلمين على معرفة الإجراءات التي يتعيَّن عليهم اتِّخاذها قبل الانتقال إلى النموذج التالي.
- التحليل (Analyze): تحديد المشكلة ومصدرها وتحديد الحلول المُمكِنة.
- التصميم (Design): باستخدام نتائج المرحلة الأولى، اكتُبْ أهداف التعلُّم وحدِّد الاستراتيجيات التعليمية التي ستُستَخدَم لتحقيق هذه الأهداف. تُوضَع هنا طريقة ظهور المواد التعليمية وتشغيلها وتقديمها للمتعلِّم.
- التطوير (Develop): بناءً على أول مرحلتين، اجمَعْ المحتوى والوسائط وادمجْهما في التصميم لإنتاج خطط الدروس والمواد.
- التنفيذ (Implement): هذه هي الدورة التدريبية النهائية والتقديم الفعلي للتعليمات، وسواءَ كانت قائمة على الفصل التدريبي أم مخبريَّة أم قائمة على الحاسوب، تُطرَح الدورة للجمهور المُستهدَف ويُفحَص تأثيرها.
- التقييم (Evaluate): استخدِمْ طرائق مختلفة لتحديد ما إذا كانت الدورة وأدوات التعلُّم الداعمة تُحقِّق الأهداف المُتوقَّعة.
2. تصنيف بلوم لأهداف التعلم (Bloom's taxonomy):
هو تشجيع التفكير عالي المستوى لدى المشاركين في أثناء بناء مهارات المستوى الأدنى، وتُوجَد 6 مستويات من التعلُّم المعرفي في هذا الإطار التدريجي، وهي من الأبسط في الأسفل إلى الأعمق والأكثر تعقيداً في الأعلى.
- التذكُّر: وهو المستوى الأدنى والأبسط؛ حيثُ تُطرَح على المشاركين أسئلة حول المواد التي تعلَّموها آنفاً من خلال تذكُّر الحقائق والمصطلحات والمفاهيم الأساسية.
- الفهم: يُظهِر المشاركون فهمهم للأفكار والحقائق من خلال تنظيم ومقارنة وتفسير وتوضيح الأفكار الرئيسة.
- التطبيق: تشجيع المشاركين على حلِّ المشكلات في مواقف جديدة باستخدام المعرفة المُكتسَبة في أثناء الدرس.
- التحليل: يفحص المشاركون المعلومات ويقسمونها إلى أجزاء لتحديد الدوافع أو الأسباب، لتحديد الأدلة التي ستدعم الأفكار العامة.
- التقييم: خلال هذا المستوى التجميعي من التحقُّق، من المُتوقَّع أن يستنتج المشاركون نظرية بشأن ما تعلموه أو أن يستخدموا التنبؤات.
- الإبداع: وهو المستوى الأعلى والأكثر تعقيداً؛ حيث يجمع المشاركون المعلومات معاً بطريقة مختلفة عن طريق دمج العناصر في أنماط جديدة أو اقتراح حلول بديلة.
3. مبادِئ ميريل للتصميم التعليمي (Merrill’s Principles of Instruction):
تركِّز مبادئ ميريل الخمسة في التعلُّم القائم على المهام، ويكمن أساسها في فكرة أنَّ خبرات التعلُّم الفعَّالة أساسها حل المشكلات، ويجب أن يتفاعل المتعلمون بنشاط مع المحتوى لفَهمِ المعلومات بصورة كاملة والتمكُّن من تطبيقها في العالم الحقيقي.
- التركيز في المهام: يشارك المتعلمون في حل مشكلات الواقع التي ستواجههم.
- التشغيل: يربط المتعلمون معارفهم ومهاراتهم الحالية بقاعدة معارفهم السابقة.
- العرض التوضيحي: تُعرَض المعرفة الجديدة للمُتعلِّم بطرائق متعدد؛ حيث تستفيد من مناطق مختلفة من دماغه وتزيد من الاحتفاظ بالمعرفة.
- التطبيق: يجب على المتعلمين تطبيق المعلومات الجديدة بأنفسهم والتعلُّم من أخطائهم.
- الاندماج: دمج المعرفة في عالم المتعلِّم من خلال المناقشة والتأمُّل وتقديم المعرفة الجديدة.
4. تسعة أحداث تعليمية لروبرت غانييه (Robert Gagne’s Nine Events of Instruction):
تستند الأحداث التسعة للتعليم لروبرت غانييه إلى النهج السلوكي للتعلُّم، فمع اكتمال كل خطوة؛ من المُحتمَل أن يظل المتعلمون أكثر اندماجاً ويحتفظوا بالمعلومات أو المهارات التي تُدرَّس لهم.
- جذب الانتباه: التأييد العاطفي هو الخطوة الأولى للاحتفاظ بالتعلُّم، ويمكن القيام بذلك عن طريق سرد قصة أو طرح سؤال حول طريقة كسر الجمود.
- إعلام المتعلمين بالأهداف: حدِّد أهداف الدورة بوضوح؛ إذ إنَّ السماح للمتعلمين بمعرفة ما تتوقعه يساعدهم على تركيز تعلُّمهم.
- تحفيز تذكُّر المعلومات السابقة: دعْ المتعلمين يعرفون المهارات أو المعرفة التي سيطبقونها على المَهمَّة، بالإضافة إلى طريقة ارتباط الموضوع بالمعلومات الموجودة بالفعل في قاعدة معارفهم.
- تقديم المحتوى: استخدِمْ التقسيم لسهولة استهلاك المحتوى، ويجب أن يركِّز الدرس في هدف أساسي واحد؛ ممَّا يسمح للمُتعلِّم بإتقان هذا الموضوع قبل الانتقال إلى الهدف التالي.
- تقديم إرشادات للمتعلِّم: ادعم المحتوى بدراسات الحالة والنشاطات وأسئلة المناقشة ومواد الدعم التعليمي الأخرى.
- استخلاص الأداء: ضعْ نشاطات للمتعلمين؛ حيث تساعدهم على تذكر المعرفة واستخدامها وتقييمها، وأَضِفْ الكثير من الفرص للمتعلمين لتطبيق المعرفة التي اكتسبوها وممارسة السلوكات التي يمكن أن تساعدهم في الواقع.
- تقديم التغذية الراجعة في الوقت المناسب: امنَحْ المتعلمين القدرة على تحسين سلوكات التعلُّم وتحديد نقاط ضعفهم وقوتهم في الوقت الفعلي.
- تقييم الأداء: اختبِرْ معرفة المتعلِّم وفقاً للمعايير المُعتمَدة واستخدِمْ تلكَ الدروس لـ تحسين محتوى الدورة التدريبية أو إجراء تغييرات عليها.
- تعزيز الاحتفاظ بالمعلومات ونقلها إلى الوظيفة: ضعْ سيناريوهات عن الواقع والنشاطات التفاعلية الأخرى لتُظهِرَ للمتعلمين طريقة تطبيق المعلومات والمهارات التي عملوا بجد لتطويرها.
في الختام:
سيضمن دمج خطوات التصميم الأربع المذكورة أعلاه مع نموذج تصميم تعليمي تجربةَ تدريب مثالية لك وللمشاركين لديك.