6 خطوات لإنشاء وحدات تدريبية


سواء كنت حديث العهد بالتعلم الإلكتروني أم كنت تبحث ببساطة عن تعزيز تأثير تدريبك الحالي، فمن المفيد أن تفهم طريقة إنشاء وحدات تدريبية تحقق أقصى قدر من التأثير، فقد يكون من الصعب تحقيق التوازن الصحيح بين تقديم دورة تدريبية غنية بالمعلومات وتدمج المتدربين وفي الوقت نفسه تقديمها بطريقة يسهل فهمها؛ سنستكشف في هذا المقال كل ما يلزم لإنشاء وحدات تدريبية فعَّالة ومؤثرة.

ما هي الوحدة التدريبية (Training Modules)؟

وحدة التدريب هي جزء من دورة التعليم الإلكتروني الشاملة التي تركز على موضوع أو غاية معينة، ففكر في الأمر على أنَّه فصل من كتاب؛ إذ تمثل كل وحدة تدريبية "أو فصل" خطوة في رحلة المتعلم، وفي كل مرة تقترب أكثر من إكمال الدورة التدريبية ككل.

يمكن أن تختلف وحدات التدريب في التنسيق، من مقاطع الفيديو التفاعلية والاختبارات إلى النماذج النصية أو العروض التوضيحية، ومن الناحية المثالية، من الأفضل دمج وحدات التدريب المختلفة للتأكد من أنَّك تلبي أنماط التعلم المختلفة وتعزز اندماج الموظفين طوال الوقت؛ لذا دعنا نلقي نظرة على أفضل الممارسات لإنشاء وحدات تدريبية بوصفها جزءاً من دورة التعلم الإلكتروني الخاصة بك.

طريقة إنشاء أفضل الوحدات التدريبية:

فيما يأتي الخطوات التي يجب اتباعها عند إنشاء وحدات تدريبية فعَّالة:

الخطوة الأولى: تحديد غاياتك التدريبية

أهم خطوة في البداية هي فهم التحدي، فضع غايات يمكن لتدريبك أن يحققها؛ وللقيام بذلك، من الهام أن تفهم المشكلات التي تواجهها فرقك، والمجالات ذات الأولوية التي تحتاج إلى معالجة، وكيف ستبدو النتيجة المثالية. وبهذه الطريقة، يمكنك البدء بالعمل بطريقة عكسية والوصول إلى جوهر ما تريد أن يتعلمه المتدربون نتيجة لدورتك التدريبية.

بعد إنشاء هذا الأمر، يمكنك البدء بتقسيم تدريبك إلى موضوعات وتخطيط الوحدات المختلفة التي تحتاج إلى إنشائها؛ فتأكد من تحديد أهداف ذكية (Smart Goals) لكل وحدة تدريبية؛ أي "أهداف محددة، وقابلة للقياس، وقابلة للتحقيق، وواقعية، ومحددة زمنياً" حتى تتمكن من تقييم طريقة أدائها وتكرارها في مرحلة لاحقة إذا لزم الأمر.

الخطوة الثانية: تحديد جمهورك

من الهام أن تفهم من هو الجمهور المستهدف لكي تضبط مستوى تدريبك؛ إذ سيؤدي التدريب الصعب أو البسيط جداً إلى تراجع في الاندماج والمشاركة؛ فاقضِ بعض الوقت في التعرف إلى جمهورك حتى تتمكن من تحديد نبرة الصوت المناسبة ومستوى الصعوبة.

اعتماداً على جمهورك، قد تحتاج إلى تقسيم موضوعات معينة إلى وحدات متعددة، بينما بالنسبة إلى الآخرين، قد تكون وحدة كافيةً؛ لذا انتبه إلى هذا الأمر في مرحلة التخطيط.

فكِّر فيما إذا كانت توجد أي أنماط تعلُّم محددة قد تؤدي إلى اندماج أو مشاركة أفضل من قبل جمهورك؛ على سبيل المثال، إذا كان جمهورك يعاني من ضيق الوقت بصورة خاصة، فقد يكون من المفيد إنشاء وحدات تعليم مصغرة، وإذا كان جمهورك قد أظهر سابقاً عدم الاندماج مع دورات التعلم الإلكتروني، ففكر في إدراج عناصر التلعيب لتعزيز مشاركة الموظفين.

الخطوة الثالثة: اختيار تنسيق المحتوى المناسب

ما من شيء يناسب الجميع عندما يتعلق الأمر بإنشاء وحدات التدريب، فقد تعمل بعض التنسيقات بصورة جيدة مع بعض الموضوعات دون غيرها، فحاول أن تطلب مساعدة خبراء متخصصين في هذه المرحلة لتحديد أفضل تنسيق محتوى لكل وحدة.

نقدم لك فيما يأتي بعض التنسيقات المختلفة:

1. التعلم القائم على السيناريوهات:

يُعَدُّ هذا النوع من الوحدات التدريبية رائعاً للمشاريع المعقدة التي تتكون من العديد من الجوانب المختلفة؛ إذ يتيح التعلم القائم على السيناريوهات للمتدرب استكشاف المواقف المختلفة والتفكير في الإجراءات التي قد يتخذها وتأثير ذلك في التدريب.

وهو جيد للأسباب الآتية:

  • السماح للموظفين باختبار سيناريوهات واقعية في بيئة محاكاة.
  • ينشئ بيئةً تعليميةً مؤثرةً.
  • تحدي المتدربين للتفكير بصورة مستقلة والرد على السيناريوهات المختلفة.

2. الفيديوهات:

تُعَدُّ الفيديوهات من أكثر أنواع وحدات التدريب التي تساعد على الاندماج، كما أنَّها رائعة لكتابة محتوى تعليمي؛ إذ تُعَدُّ الفيديوهات أيضاً وسيلةً فعَّالةً لسرد القصص وإثارة المشاعر؛ وهذا يجعلها خياراً جيداً للتدريب المرتبط بالموارد البشرية.

وهي جيدة للأسباب الآتية:

  • تقديم المعلومات بطريقة مؤثرة وعاطفية وتساعد على الاندماج.
  • تساعد على تأهيل الموظفين بسرعة.
  • عرض المنتجات.

3. التعلم المصغر:

التعلم المصغر هو الأسلوب الذي تُقسَّم فيه الموضوعات إلى وحدات تدريبية قصيرة؛ وهذا يسمح بمزيد من المرونة واندماج أكبر للمتدربين، كما يمكن أن يكون تنسيقاً مفيداً لتحويل الموضوعات الهامة المعقدة إلى أجزاء من المعلومات يسهل استيعابها.

وهو جيد لـ:

  • الموظفين الذين لا يمتلكون الوقت.
  • إجراء تدريب بسيط ومتكرر.
  • التركيز على الرسائل الأساسية والاستنتاجات.

4. الاختبارات:

يمكن أن يؤدي استخدام وحدات الاختبارات في دورة التعلم الإلكتروني الخاصة بك إلى إدخال عنصر من المرح وتحويل المحتوى الذي قد يكون مملاً إلى تجربة تساعد على الاندماج؛ إذ تسمح الاختبارات القصيرة للمتدربين باختبار معلوماتهم وتعزيز أدائهم طوال فترة التدريب.

وتُعَدُّ الاختبارات جيدةً لـ:

  • إثارة التحدي في نفوس المتدربين.
  • مكافأة المتدربين وتحفيزهم باستخدام اللوحات التي تعرض أسماء المميزين والشارات.
  • تتبُّع مدى فهمهم لموضوع معين.

5. وحدات التدريب الشخصية:

تستخدم وحدات التدريب الشخصية سيناريوهات متفرعة لتخصيص المحتوى بناءً على استجابات المتدربين؛ فإنَّها طريقة فعَّالة للتأكد من أنَّ المحتوى الخاص بك مُصمَّم لكل فرد، وأنَّه هام ومفيد لهم.

وتُعَدُّ هذه الوحدات جيدة لـ:

  • تقييم الثغرات.
  • تقديم المحتوى الهام.
  • التدريب على التفكير الذاتي.

الخطوة الرابعة: إنشاء نموذج وحدة التدريب الخاص بك

لقد حان الوقت الآن لإنشاء نموذج وحدة التدريب الخاص بك باستخدام أداة التأليف التي اخترتها، فإما أن تُنشئ نموذجاً من البداية أو من نماذج تصميم التعلم الإلكتروني الموجودة مسبقاً، كما يمكن أن يوفر لك تحرير نموذج موجود مسبقاً الوقت ويساعد على ضمان استمرار العلامة التجارية طوال الوقت.

الخطوة الخامسة: الاختبار مرةً أخرى

قبل البدء بالوحدة التدريبية الخاصة بك، من الهام أن تختبرها على عينة من الجمهور وأن تحصل على تغذية راجعة من أصحاب المصلحة الآخرين؛ إذ سيساعد الاختبار على تحديد العقبات والثغرات المحتملة في التدريب التي قد تحتاج إلى معالجتها قبل طرحها على الجمهور المستهدف؛ لذا استشر خبراء متخصصين مرةً أخرى في هذه المرحلة الذين يمكنهم تقديم النصائح بشأن أيِّ محتوى إضافي لإدراجه أو تحسين المحتوى الحالي.

اجمع التغذية الراجعة من الجمهور الذي اختبرته عن تجربتهم العامة وإمكانية استخدامهم للوحدة وما الذي أعجبهم فيها، واسألهم فيما إذا كان من السهل عليهم متابعتها، وهل ساعدتهم على الاندماج، فيمكن أن يفيد هذا الأمر في تحسين تجربة المستخدم أو تسهيل استيعابه المحتوى.

الخطوة السادسة: تحميل وتشغيل الوحدة التدريبية

بعد تنفيذ كافة التغييرات في مرحلة الاختبار، ستكون جاهزاً للبدء؛ فيمكنك الآن تحميل الوحدة التدريبية الخاصة بك إلى نظام إدارة التعلم (LMS) الخاص بك وتأمين وصول المتدربين إليها، ومن الهام أن تراجع طريقة أداء الوحدة التدريبية استناداً إلى الأهداف الذكية بانتظام لفهم ما إذا كان يمكن إجراء المزيد من التحسينات، أو ما إذا كان الأمر يستحق إنشاء وحدات دعم يمكن أن تساعد المتدربين على زيادة معرفتهم.