24 استراتيجية تسويق للكوتشز (الجزء الثاني)


ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن رائدة الأعمال "لويزا زو" (Luisa Zhou)، وتُحدِّثنا فيه عن استراتيجيات فعالة للتسويق للكوتشز.

لقد تطرَّقنا في الجزء الأول من هذا المقال إلى 12 استراتيجية لتسويق مشروعك في الكوتشينغ، وسنكمل الحديث عن 12 استراتيجية أخرى في الجزء الثاني والأخير منه:

13. استخدام منصة "بينترست" (Pinterest):

"بينترست" منصة فعالة لتنمية مشروعك التجاري؛ فعلى الرغم من أنَّ معظم الناس يظنون أنَّ "بينترست" أداة تستخدمها لحفظ الصور فحسب، ولكنَّها محرك بحث أيضاً، فالناس يقصدونها للعثور على المعلومات.

على سبيل المثال: عندما يبحث الناس عن "كوتش يجني مئات الآلاف من الدولارات"، فسيرون على الفور اثنين من منشوراتي الخاصة على المنصة؛ فأنا أوجههم إلى موقعي الإلكتروني من خلال عمليات البحث هذه دون الحاجة إلى الترويج للمحتوى الذي أنشئه باستمرار.

14. الاستفادة من منصة "ريديت" (Reddit) في الوصول إلى آلاف العملاء المثاليين:

لا يلقي معظم الكوتشز بالاً لإحدى الاستراتيجيات الهامة في التسويق، وهي استخدام منصة "ريديت"؛ إذ يستخدمها قرابة 330 مليون مستخدماً شهرياً، فهي تحتوي على منتديات تُسمى "سبريديتس" (subreddits)، ترتبط بمختلف الموضوعات، مثل اللياقة البدنية والصحة وريادة الأعمال والمشورة المهنية.

لكن لا يجب أن تبدأ على الفور بإضافة روابط تخصك إلى تلك المنتديات؛ لأنَّك قد تتلقى تصويتاً سلبياً أو حتى تُحظَر منها؛ بدلاً من ذلك، ابحث عن منتديات مرتبطة بمجال تخصصك، ثم ابدأ بالتفاعل، تماماً كما تفعل على موقع "فيسبوك"، وذلك من خلال مساعدة الناس وتقديم معلومات ذات قيمة وأفضل نصائحك.

ما إن تعزز علاقتك مع الناس، يمكنك بعدها إخبارهم عن خدمات الكوتشينغ التي تقدمها، وكيف يمكنك مساعدتهم على تحقيق نتائج رائعة.

15. كسب العملاء عبر الإحالات:

إحدى الاستراتيجيات التي تساعدك على كسب عملاء لتقديم الكوتشينغ لهم دون بذل كثير من الجهد هي الإحالات؛ وذلك عندما يخبر العملاء الذين استفادوا من خدماتك أصدقاءهم عن عملك؛ الأمر بسيط، فما عليك سوى إرسال رسالة إلى العميل تقول فيها:

"يسعدني أنَّك حققت (اذكر النتيجة التي حققها العميل من العمل معك)، فإذا كنت تعرف أي شخص يمكنه الاستفادة من نتائج مماثلة، فهلَّا تخبره عن خدماتي؟".

16. استضافة المقالات والمدونات الصوتية:

إذا كنت تعتقد أنَّ استضافة المقالات والمدونات الصوتية ليست استراتيجية فعالة بقدر الاستراتيجيات الأخرى المذكورة، فعليك التفكير مجدداً، لأنَّها طريقة رائعة للوصول إلى جمهورك.

بالطبع، لن يجلب كل مقال تنشره في موقع آخر أو تدوينة صوتية تحلُّ ضيفاً فيها، مئات المشتركين الجدد، ولكن إذا واصلت العمل على الأمر، فستحصل على تلك الفرص التي ستجذب إليك كثيراً من المشتركين والعملاء.

على الرغم من أنَّ بعض المقالات التي نشرتها في مواقع أخرى لم تجذب كثيراً من المشتركين على الإطلاق، إلا أنَّ تلك التي حققت نجاحاً منها استحقت الجهد الذي بذلته في العمل عليها، كما ينطبق الأمر ذاته على التدوينات الصوتية التي ظهرتُ فيها.

لذا اكتب قائمة بعشرة مواقع أو مدونات صوتية ترغب في الظهور فيها، وليس بالضرورة أن تكون جميعها مواقع مرموقة؛ بل اختر عدداً من المواقع المتخصصة في مجال عملك.

17. جذب عملاء محتملين جدد من خلال مقالات قديمة في المدونة:

تكسب من خلال المقالات الهادفة التي تنشرها في المدونات محبة الناس وثقتهم بك، على سبيل المثال، تمكَّن أحد عملائي من بناء سمعة طيبة وإظهار خبرته بسرعة من خلال المقالات التي ينشرها في مدونته، ناهيك عن أنَّ المدونات يمكن أن تكون فعالة للغاية في بناء العلامات التجارية.

قد تتساءل الآن: "ولكن، كيف يمكنني توفير الوقت لكتابة مجموعة من المقالات الجديدة في المدونة، وأنا بالكاد أملك ما يكفي من الوقت لإنجاز مهامي؟"، ومعك حق في ذلك، ولكنَّ الرائع في الأمر هو أنَّك لست مضطراً إلى كتابة مقالات جديدة؛ بل كل ما عليك فعله هو التعديل على المقالات القديمة في المدونة، وذلك عبر تحديثها وإضافة مزيد من المعلومات إليها، فيمكنك حينئذٍ الترويج لها كما لو كانت مقالات جديدة؛ لأنَّك أضفت مجموعة من المعلومات الجديدة.

18. استخدام منصة "لينكدإن" (LinkedIn):

إذا كان عملاؤك من المحترفين، فعليك بالاستفادة من منصة "لينكدإن"، فيمكنك استخدام عدة أدوات على المنصة للوصول إلى عملائك، كالمجموعات والمقالات والمنشورات والرسائل المباشرة، ولكن برأيي أفضلها هي مقاطع الفيديو، فهي تثير تفاعلاً كبيراً، ويمكن أن تميزك على منصة مثل "لينكدإن".

19. الاستفادة من عملاء غيرك من الكوتشز:

قد تكتفي بالاستراتيجيات المرتبطة بوسائل التواصل الاجتماعي للتسويق لمشروعك في الكوتشينغ، ولكن إليك استراتيجية تسويق أخرى ربما لم تخطر في بالك، وهي المشاريع المشتركة؛ فإذا عملت مع شخص خدماته تكمِّل خدماتك، وكان لديكما نفس نوع العملاء، فكلاكما يستفيد.

إليك فيما يأتي بعض الأفكار للمشاريع المشتركة:

  • إنشاء ندوة عبر الإنترنت معاً.
  • تقديم خدماتكما لعملاء بعضكما بعضاً.
  • جمع خدماتكما وعرضها بسعر خاص.

للعثور على مشاريع مشتركة، انتقل إلى موقع "غوغل" أو "إنستغرام" أو "لينكدإن" أو أي منصة أخرى، وابحث عن المشاريع التي تكمِّل مجالات تخصصها مجال تخصصك، على سبيل المثال، إذا كنت كوتشاً يساعد الناس على اتباع نظام غذائي صحي، فعليك البحث عن كوتش لياقة بدنية، أما إذا كنت كوتش تسويق، فربما عليك البحث عن كوتش مبيعات؛ إذ يجب أن يكون نوع عملائهم قريباً من نوع عملائك، وما إن تجد الكوتش المناسب، أرسل له رسالة مختصرة مفادها:

"مرحباً (اذكر الاسم):

صادفتُ موقعك الإلكتروني، وأعجبني أنَّك (اذكر أمراً محدداً كي يعلم صاحب المشروع أنَّك لا ترسل مجموعة من الرسائل إلى كل شخص في مجال تخصصك).

ولاحظتُ أنَّ عملاءنا متشابهون؛ فهل تود أن نتعاون ونقدم عروضنا لعملائنا؟ إذ لدي بعض الأفكار، مثل (اذكر فكرة أو فكرتين)، أرجو إعلامي إذا كنت تود مني إرسال مزيد من الأفكار.

مع أطيب التمنيات

(اذكر اسمك)".

20. التسويق عبر منصة "يوتيوب" (YouTube):

تُعد منصة "يوتيوب" طريقة رائعة لجذب جمهورك؛ إذ حصدت بعض مقاطع الفيديو التي أنشأتها تفاعلاً كبيراً، ووصلت المشاهدات إلى 26000 مشاهدة، وأهم نصيحة لتسويق مشروعك في الكوتشينغ على "يوتيوب" هي استخدام كلمات مفتاحية في العنوان وصندوق الوصف، فهي الكلمات التي يستخدمها جمهورك للعثور على فيديوهاتك.

21. تأليف كتاب تستعرض فيه خبرتك:

إحدى الاستراتيجيات السريعة لتصبح خبيراً في مجال تخصصك هي نشر كتاب، تماماً مثلما أصبح أشخاص مثل مالكولم جلادويل (Malcolm Gladwell)، قادة فكر وخبراء في مجالاتهم بفضل نشر الكتب.

ليس عليك بيع ملايين النسخ من الكتاب لتصبح خبيراً في مجال تخصصك؛ فتوجد عدة طرائق لنشر كتابك بنفسك، ولا تحتاج حتى إلى الاتفاق مع ناشر، على سبيل المثال: يمكنك أن تنشر الكتاب بنفسك عبر موقع "كيندل" (Kindle)، ويتطلب ذلك بالطبع قدراً كبيراً من العمل؛ لأنَّك ستؤلف الكتاب وتروج له.

إن كنت لا ترغب بنشر كتاب كامل، إليك طريقة رائعة أخرى لإظهار خبرتك وهي كتابة مقال شامل يكون بمنزلة دليل عن الموضوع الذي اخترته، إذ يعزز الدليل ثقة الناس بك بسرعة، ويُظهر أنَّك خبير في مجال تخصصك.

22. التحلي بالصبر عند اختبار كل استراتيجية تسويق:

كثيراً ما ينتقل رواد الأعمال من استخدام استراتيجية إلى أخرى، وذلك عندما لا تحقق لهم استراتيجية التسويق التي يجربونها الآن نتائج فورية؛ ولكن لن يعود ذلك سوى بنتائج سلبية على عملك؛ لأنَّك لن تلتمس أصلاً أي نتائج دون الصبر ومنح استراتيجية التسويق بعض الوقت واختبارها بصورة مناسبة.

عندما لا تنجح إحدى استراتيجيات التسويق معك، فعليك أن تبحث عن سبب ذلك؛ لأنَّها إذا نجحت مع الآخرين في مجال عملك، فيجب أن تنجح معك أيضاً.

على سبيل المثال: إذا كانت منشوراتك على "فيسبوك" لا تحقق أي تفاعل، فتحقق من النص أو المجموعات التي تنشر فيها، واكتشف كيف يمكنك تغيير الأمر الذي يحرز النتائج، أما إذا كان الحاضرون في ندوتك الإلكترونية قليلين للغاية، فتحقق مما إذا كنت تسوِّق لها بما يكفي، أو ما إذا كان الموضوع الذي تتناوله أمراً يثير اهتمام جمهورك حقاً.

23. التمتع بطريقة تفكير إيجابية:

من الممتع التحدث عن استراتيجيات التسويق التي تجذب العملاء، ولكن يتغاضى معظم رواد الأعمال عن أمر هام جداً، ألا وهو طريقة التفكير؛ فإن لم تؤمن في قرارة نفسك أنَّك تستطيع النجاح، فكيف ستحقِّقه إذاً؟

لذا، عليك إعادة النظر في معتقداتك لتكون قادراً على بناء مشروع أحلامك وذلك عبر العمل على تحسين طريقة تفكيرك.

24. أتمتة نظامك الذي تتبعه في التسويق لمشروعك في الكوتشينغ:

على الرغم من أنَّ التسويق والمبيعات يجب أن يكونا أولوية قصوى بالنسبة إليك دوماً، لكن عليك التأكد من أنَّ النظام الذي تعتمده في التسويق مؤتمت قدر الإمكان، وذلك كي لا تستمر في السعي وراء كسب العملاء؛ بل أن تكون لديك أنظمة يمكن التنبؤ بها تقود العملاء المحتملين الدائمين إليك.

في بداية مسيرتي المهنية، ركزتُ على منصة "فيسبوك"، فكنت أعرف أنَّها المنصة التي يوجد فيها عملائي، ولكن بدلاً من النشر عشوائياً بين الحين والآخر، اتبعت خطة تسويق يومية؛ إذ جدولتُ الأوقات المحددة (3 مرات في اليوم لمدة 15 دقيقة) التي نشرت وتفاعلت فيها في مجموعات "فيسبوك"، وحرصت على الالتزام بهذا الجدول الزمني دون انقطاع، كما أنشأتُ من خلال نظام إعلانات "فيسبوك" الذي اعتمدته مسار تسويق فعالاً ويمكن التنبؤ به.

كانت النتيجة أنَّني حققت أرباحاً بلغ قدرها مئات الآلاف من الدولارات خلال الأشهر القليلة الأولى من العمل، ثم مليون دولار خلال 11 شهراً، ولم يكن بإمكاني تحقيق ذلك دون اعتماد نظام مناسب، فلا تحتاج إلى أي نظام معقد إذا كنت في المراحل الأولى من عملك، بل يكفي أن تجدول مهامك.